المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله كتاب الحج وهو احد اركان الاسلام. ويجب على كل مكلف مستطيع السبيل في بدنه وماله في عمره مرة واحدة وقد قال صلى الله عليه وسلم خذوا عني مناسككم فعلينا الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ما كان يقوله ويفعله في المناسك. وذلك انه لما حج صلى الله عليه وسلم احرم هو والمسلمون من ذي الحليفة ووقت لاهل كل قطر ميقاتا. لاهل نجد قرن المنازل. ولاهل العراق ذات عرق ولاهل المغرب الجحفة ولاهل اليمن يلملم. وقال هن لهن ولمن اتى عليهن من غير اهلهن. ومن كان دون ذلك فميقاته من اهله. حتى اهل مكة يهلون من مكة. ثم قال لاصحابه من شاء ان يهل بعمرة فليفعل من شاء ان يهل بحجة فليفعل. ومن شاء ان يهل بعمرة وحجة فليفعل فلما قدموا وطافوا بالبيت وبين الصفا والمروة امر جميع المسلمين الذين حجوا معه ان يحلوا من احرامهم ويجعلوها عمرة. الا من ساق الهدي. فانه لا حلوا حتى يبلغ الهدي محله. فراجعه بعضهم في ذلك. فغضب وقال انظروا ما امرتكم به فافعلوه. وكان قد الهدي فلم يحل من احرامه. وقال لو استقبلت من امري ما استدبرت لما سقت الهدي. ولجعلتها عمرة ولولا ان معي الهدي لاحللت. فحل المسلمون جميعهم الا النفر الذين ساقوا الهدي. منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وطلحة. فلما كان يوم التروية احرم المحلون بالحج وهم ذاهبون الى منى. فبات بهم تلك الليلة بمنى. وصلى بهم فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر. ثم سار بهم بعد طلوع الشمس الى عرفة. على طريق ضب. فلما زالت الشمس خطب بهم وهو على راحلته وبين لهم احكام الوقوف والدفع. وما يحتاجون في ذلك الوقت. ثم نزل فصلى بهم الظهر والعصر مجموعتين ثم سار والمسلمون معه الى الموقف بعرفة واستقبل القبلة ووقف تجاه الجبل واقر الناس على مواقفهم فلم يزل في الذكر والدعاء الى ان غابت الشمس فدفع بهم الى مزدلفة فصلى المغرب والعشاء بعد مغيب الشمس قبل حط الرجال حيث نزلوا مزدلفة وبات بها حتى طلع الفجر. فصلى بالمسلمين الفجر باول وقتها مغلسا بها زيادة على كل يوم. ثم وقف عند قزح وهو جبل مزدلفة الذي يسمى المشعر الحرام. فلم يزل واقفا بالمسلمين الى ان اسفر جده. ثم دفع بهم حتى قدم منى فاستفتحها برمي جمرة العقبة ثم رجع الى منزله بمنى فنحر هديه وحلق رأسه ثم افاض الى مكة فطاف طواف الافاضة وكان قد عجل ضعفة اهله من مزدلفة قبل طلوع الفجر. فرموا الجمرة بليل. ثم واقام بالمسلمين اياما من الثلاث يصلي بهم الصلوات الخمس مقصورة غير مجموعة. يرمي كل يوم الجمرات الثلاث بعد بعد زوال الشمس يستفتح بالجمرة الاولى وهي الصغرى. وهي الدنيا الى منى والقصوى من مكة. ويختم بجمرة العقبة ويقف بين الجمرتين الاولى والثانية وبين الثانية والثالثة وقوفا طويلا. بقدر سورة البقرة. فان الموا قف ثلاث عرفة ومزدلفة ومنى. ثم افاض اخر ايام التشريق بعد رمي الجمرات هو والمسلمون. فنزل المحصب عند خيف بني كنانة فبات والمسلمون فيه ليلة الاربعاء. وبعث تلك الليلة عائشة مع اخيها عبدالرحمن. لتعتمر من التنعيم. ثم ود دعا البيت هو والمسلمون ورجعوا الى المدينة. ولم يقم بعد ايام التشريق. فاخذ فقهاء الحديث كاحمد وغيره بسنته في ذلك انتهى ملخص من كلام شيخ الاسلام رحمه الله. قال العلماء امور الحج تنقسم ثلاثة اقسام. اركان اربعة وهي الاحرام والوقوف بعرفة والطواف والسعي. والواجبات التي يجبرها الدم الاحرام من الميقات والوقوف بعرفة الى غروب الشمس. والمبيت في مزدلفة الى جزء من النصف الثاني من الليل. والمبيت بمنى الليالي ايام تشريق ورمي الجمار مرتب. والحلق او التقصير وطواف الوداع. وما سوى ذلك مسنونات مكملات خصوصا الطلبية تبتدأ من حين الاحرام وتنتهي بالشروع في جمرة العقبة والله اعلم