المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفصل الثالث في فوائد الزكاة والصدقة قد فرض الله على المؤمنين ذوي الاموال الزكوية زكاة تدفع للمحتاجين منهم وللمصالح العامة النفع كما قال تعالى والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله اه فريضة من الله. والله عليم ميم حكيم وفي القرآن ايات كثيرة في الامر بايتاء الزكاة والنفقة مما رزق الله والثناء على المنفقين والمتصدقين وذكر ثوابهم وتواترت بذلك كله الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. وبينما تجب فيه الزكاة من المواشي والثمار والنقود والاموال المعدة للتجارة وذكر نصابها ومقدار الواجب منها. وذكر الوعيد الشديد على مانعها. اتفق المسلمون على نقصان ايمان تاركها ودينه واسلامه انما اختلفوا هل يكفر تاركها ام لا؟ وذلك لما في الزكاة والصدقة والاحسان من الفوائد الضرورة والكمالية والدينية والدنيوية. فمنها انها من اعظم شعائر الدين واكبر براهين الايمان. فانه صلى الله عليه وسلم قال صدقة برهان اي على ايمان صاحبها ودينه ومحبته لله اذا سخى لله بماله المحبوب للنفوس. ومنها انها تزكي وتنمي المعطي والمعطى والمال الذي اخرجت منه. اما تزكيتها للمعطي فانها تزكي اخلاقه وتطهره من الشح والبخل والاخلاق الرذيلة. وتنمي يتصف باوصاف الكرماء المحسنين الشاكرين فانها من اعظم الشكر لله والشكر معه المزيد دائما. وتنمي ايضا اجره وثوابه. ان الزكاة والنفقة تتضاعف اضعافا كثيرة بحسب ايمان صاحبها واخلاصه ونفعها ووقوعها موقعها وهي تشرح الصدر وتفرح النفس وتدفع عن عبدي من البلايا والاسقام شيئا كثيرا. فكم جلبت من نعمة دينية ودنيوية وكم دفعت من نقم ومكاره واسقام؟ وكم خففت الالام؟ وكم ما زالت من عداوات وجلبت مودة وصداقات وكم تسببت لادعية مستجابة في قلوب صادقات وهي ايضا تنمي المال المخرج منه فانها فيه الافات وتحل فيه البركة الالهية. قال صلى الله عليه وسلم ما نقصت صدقة من مال بل تزيده. وقال تعالى وما انفقتم من من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين. وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ما من صباح يوم الا وينزل ملكا يقول احدهما اللهم اعط منفقا خلفا. ويقول الاخر اللهم اعط ممسكا تلفا. والتجربة تشهد بذلك فلا تكاد تجد مؤمنا يخرج وينفق النفقات في محلها الا وقد صب الله عليه الرزق صبا. وانزل له البركة ويسر له اسباب الرزق. واما نفعها للمعطى فان الله فقد امر بدفعها للمحتاجين من الفقراء والمساكين والغارمين وفي الرقاب. وللمصالح التي يحتاج المسلمون اليها. فمتى وضعت في محلها اندفعت الحاجات والضرورات واستغنى الفقراء او خف فقرهم وقامت المصالح النافعة العمومية. فاي فائدة اعظم من ذلك واجل فلو ان الاغنياء اخرجوا زكاة اموالهم ووضعت في محلها لقامت المصالح الدينية والدنيوية وزالت الضرورات واندفعت شرور الفقراء وكان كذلك اعظم حاجز وسد يمنع عبث المفسدين. ولهذا كانت الزكاة من اعظم محاسن الاسلام. لما اشتملت عليه من جلب المصالح والمنافع ودفع المضار