المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفصل الثالث عشر في الحث على القيام بحق الاولاد والوالدين. قال تعالى انفسكم واهليكم نارا. وذلك بالقيام التام في تربيتهم في دينهم واخلاقهم ودنياهم. وقال تعالى لاماناتهم وعهدهم راعون. الاولاد امانات عند الوالدين عليهم القيام بحفظ هذه الامانات كفهم عن جميع المضار والمفاسد وتعليمهم العلوم النافعة واخذهم بالاخلاق الفاضلة. بشر الذين يربون اولادهم تربية صالحة بالخير الثواب والانتفاع وحذر الذين يهملونهم بالضرر العاجل والاجل والضياع. لو كان لك بستان فيه غراس واشجار فلاحظته وحفظته ونميته لجاء منه ما تؤمله وترجوه ولو اهملته وضيعته فلا تلومن الا نفسك. يوم يحصد الزارعون ما زرعوه. كذلك الاولاد وهم غراسك الذين تؤمل نفعه فقم عليهم بما تستطيعه من التربية الصالحة والملاحظة واياك ان تهملهم وتضيعهم فتبوء بسوء العاقبة كم اغتبط الوالدون بصلاح الاولاد؟ وكم ندم المفرطون حين تعذر الاصلاح وحاق الفساد؟ ذلك بما قدمت ايديهم وما الله او يريد ظلما للعباد. ايها الاولاد احمدوا ربكم الذي قيد لكم الوالدين. فحنوا عليكم حنوا عظيما. اسهروا في مصالحكم ليلهم واتعبوا نهارهم وكنتم همهم الاكبر في سرهم وجهارهم. غذوكم باطيب الطعام واهنأ الشراب. ووالوا عليكم الكسوة وتوابعها في الاوقات وعلموكم الكتابة والقرآن ولاحظوكم بالعناية التامة والشفقة والبر والاحسان فقوموا ببرهم احياء وامواتا الى الله ان يغدق عليهم الرحمة والكرم. رحم الله الاباء المشفقين. واحسن الله جزاء الاولاد البارين. فقد امر الله بالتعاون على البر والتقوى فعلى الوالدين ان يعينوا اولادهم على برهم بان يوطنوا انفسهم على شكر ما جاء منهم من البر اليسير. ويغض النظر عن التقصير والتفريط الكثير فما استجلب البر والصلاح بمثل هذه الحال ولا صفت حياة عن الخلل الواقع من اولادهم والاخلال الا بالتساهل معهم وتمشية الاحوال وعلى الاولاد ان يتحملوا من والديهم ما قصروا به من حقوقهم وان يحتسبوا ببرهم وجه الله وثوابه ليهون عليهم ما يلقونه من شراسة اخلاقهم. فهذه الطريقة اقوم الحالات لصلاح الامور. فمن لم يقنع الا بحقه كله فاته كله. ومن اكتسب القليل وغض النظر عن النقص الكثير فقد اراح واستراح واغتبط في كل احواله