لقد تكرر الخطاب لبني ادم خمس مرات في كتاب الله عز وجل اما الخطاب يا ايها الناس تكرر في القرآن الكريم عشرين مرة بسورة البقرة بدءا من قول الله جل جلاله يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون وانتهاء بما جاء في سورة الحجرات من قول الله جل جلاله يا ايها الناس انا خلقناك من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم. ان الله عليم الخبير يا بني ادم خذوا زيدتكم عند كل مسجد هذه الاية رد على المشركين فيما كانوا ينتحلونه ويتدينون به من الطواف بالبيت عراة. الرجال والنساء الرجال بالنهار والنساء بالليل وكانت المرأة ربما وضعت نسا يعني حزام من الجلد لكي يغطي فرجها او جزءا منه ثم تقول اليوم يبدو بعضه او كله وما بدا منه فلا احله ومن العجيب انهم يقولون انا وجدنا عليها ابانا والله امرنا بها فهم يقولون على الله ما لا يعلمون. وينسبون الكذب والزور والبهتان الى الله جل جلاله. فقال تعالى يا بني ادم خذ وزينتكم عند كل مزيد. الزينة ما يواري ويستر العورة من ناحية وما يتجمل به من ناحية اخرى من جيد ماشي والمتاع ونحوه فامروا ان يأخذوا زينتهم عند كل مسجد. ومن اجل هذه الاية وما ورد في معناها في كتب السنة المطهرة يستحب التجمل عند الذهاب الى الصلاة لا سيما يوم الجمعة اه ويوم العيد ومن افضل اللباس البياض فقد روى الامام احمد عن ابن عباس قول النبي صلى الله عليه وسلم البسوا من ثيابكم البياض فانها من خير ثيابكم ولقد روى الطبراني بسند صحيح عن قتادة عن محمد بن سيرين ان تميما الداري اشترى رداء ان بالف وكان يصلي فيه هذا من جملة تعظيم شعائر الله عز وجل والمبادرة الى امتثال امره خذوا زينتكم عند كل مسجد ثم قال تعالى وكلوا واشربوا ولا تسرفوا ما هو الاسراف صرف الشيء فيما ينبغي زائدا على ما ينبغي فالسرف تجاوز الحد في كل فعل يفعله الانسان وان كان هذا التعبير في الانفاق اشهر والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما. الحسنة بين سيئتين التبذير انفاق المال في غير حقه او صرف الشيء فيما لا ينبغي. فيما لا ينبغي ان يصب فيه ابتداء لا القليل ولا الكثير ان بعض السلف يقولون لقد جمع الله الطب كله في نصف اية لقد جمع الله الطب كله في نصف اية وكلوا واشربوا ولا تسرفوا وفي البخاري عن ابن عباس انه قال قل ما شئت والبس ما شئت ما اخطأت ما اخطأت خصلتان سرف ومخيلا وايضا روى جديد الطبري عنه ايضا قوله احل الله الاكل والشرب ما لم يكن سرفا او مخيلا وفي حديث المقدام ابن معدي كذب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما ملأ ابن ادم وعاء شرا من بطنه حسب ابن ادم اكلات او لقيمات يقمن صلبه. فان كان فاعلا لا محالة. فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه انه لا يحب المسرفين جل جلاله لا يحب من يعتدون حدوده في الحلال والحرام. لا يحب من يغلون في ونهيه باحلال الحرام او بتحريم الحلال الحلال ما احله الله ورسوله. الحرام ما حرمه الله ورسوله الدين ما شرعه الله ورسوله فمن احل الحرام المجبى عليه او حرم الحلال المجمع عليه او بدل الشرع المجمع عليه فانما يخلع بذلك ربقة الاسلام من عنقه وهذه كانت الربوبية في بني اسرائيل. المشار اليها في قول الله جل جلاله اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم. وما امروا الا ليعبدوا اله واحد طب ترون كيف كان الربوبية في بني اسرائيل كان احبارهم ورهبانهم يحلون لهم الحرام فيستحلونه. يحرمون عليهم الحلال فيحرمونه فكانت هذه عبادته من دون الله سوى الله بينها وبين عبادة المسيح اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا ثم قال تعالى قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة. كذلك نفسر الايات لقوم يعلمون يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم قل ردا على من حروا شي من المآكل او المشارب او الملابس من تلقاء نفسه من غير برهان من الله. من غير شرع ظالم من الله جل جلاله ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. قل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين يحرمون ما يحرمون بارائهم الفاسدة وباهوائهم الباطلة من حرم زينة الله ان الله جل وعلا قد خلق لعباده ما في الارض جميعا هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا. ولهذا يقول اهل العلم الاصل في العادات الحل حتى يأتي ما يدل على حتى يأتي ما يدل على التحريم. كما ان الاصل في العبادات التوقيف حتى ويأتي ما يدل على الشرع والاباحة فلا يعبد الله الا بما شرع رسوله صلى الله عليه واله وسلم. ثم قال تعالى قل هي للذين امنوا في الحياة دنيا وان كان يشركهم فيها غيرهم من الكافرين لقد اراد خليل الرحمن ابراهيم ان يكون الرزق للمؤمنين وللمؤمنين وحدهم فقال وارزق اهله من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر قال ومن كفر فامتعه قليلا فلا تعجب ان يتقلب غير المؤمنين في البلاد وان يتمتعوا بكثير من طيباتها اليس من العدالة ان ارضي يكون حصادها للزارعين عطايانا سحائب مغدقات ولكن ما وجدنا السائلين تجلي النور فوق الطور باق فهل بقي الكليم بطور سينا لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل. قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة لان الله حرم ذلك يوم القيامة على الكافرين ان افيضوا علينا من الماء او مما رزقكم الله قالوا ان الله حرمهما على الكافرين قل من حرم زينة الله التي التي اخرج لعبادي لا تزكر هذه الاية الا ويزكر الليث ابن سعد الفقيه المصري من محافزة القليوبية من قرية قلقشنت لقد كان ابوه رحمه الله واسع الثراء وقد ملك ضيعة كبيرة واسعة تنتج من الثمرات والفواه والزروع ما شاء الله عز وجل كان يحب التطيب والتنعم بجميل المأكل والملبس رحمه الله ومرة عاتبه الامام مالك ارسل اليه يقول لقد بلغني انك تأكل الرقاق وتلبس الرقاق وتمشي في الاسواق. كانه لم يعجبه هذا الترفه والتوسع كانه يرغبه في التقلل من الدنيا والتقلل من زينتها فكتب اليه قائلا قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا لكن الليث ابن سعد ابتغى فيما اتاه الله الدار الاخرة ولم ينس نصيبه من الدنيا محمد بن رمح يقول كان دخل الليث ابن سعد في كل سنة يبلغ ثمانين الف الف دينار. اسمع اسمع ما اوجب الله عليه زكاة درهم قط لم تجب عليه الزكاة في ماله قط لان ابنها لا يحتفظ بالمال اكثر من عام فكان يتخلص منه وكأنه عقرب عن ثوبه وكان واسعة الصلة والعطايا لاهل العلم وطلبة العلم وضيفانه وقصاده لقد كان يصل ما لك ابن انس بمائة دينار في السنة ومرة كتب له ما لك علي دين فبعث لي بخمس مئة دينار كم هذا؟ ذكره الذهبي في سير اعلام النبلاء من القصص اللطيفة يقول يعني ابو صالح كنا على باب ما لك بن انس فامتنع علينا فقلنا ليس يشبه صاحبنا فسمع مالك كلامنا فادخل نعليه فقال لا من صاحبكم؟ قلنا الليث ابن سعد قال تشبهوني برجل كتبنا اليه في قليل عصفور نصبغ به ثياب صبياننا. فانفذ الينا ما به ثيابنا وثياب صبياننا وثياب جيراننا وبعنا الفضل بالف دينار قالت لا ده كان تعامله مع اهل العلم في زمانه رحمه الله يحكي ابو نعيم في الحلية ايضا يقول آآ عن احد الناس يقول كنا عند الليث بن سعد يوما فاتتهم امرأة ومعها قدح صغير قالت له يا ابا الحارث ان زوجي يشتكي وقد نعت له العسل فقال اذهبي الى ابي قصيمة فقولي له يعطيك مطرا من عسل ذهبت فما لبث ان جاء ابو قسيمة بنفسه ثم حدثه همسا لا ادري ماذا قال فرفع سوف قال اذهب فاعطها مطرا. انها سالت بقدرها ونعطيها بقدرنا هي عايزة حياة صغيرة في وعاء صغير ونحن نعطيها بقدر ان المطر هذا فرق مية وعشرين رطل نساءنا جاءت معها اناء صغير تريد ان تأخذ قليلا من العسل شفاء لزوجها. ثم قال تعالى قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا. وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. حرم ربي الفواحش. لقد جاء في الحديث الصحيح متفق عليه لا احد اغير من الله. فلذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن. ولا احد احب اليه المدح من الله ولذلك مدح نفسه. ولا احد احب اليه العذر من الله من اجل ذلك بعث النبيين مبشرين منذرين والاثم والبغي بغير الحق الاثم الخطايا المتعلقة بالفاعل نفسه. البغي الخطايا المتعدية الى الغير. الظلم الذي يلحق الناس فحرم الله هذا وحرم ذلك وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا والشرك اعظم الظلم اعظم الذنوب على الاطلاق سئل نبينا صلى الله عليه وسلم اي الذنب اعظم؟ قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك ان الشرك لظلم عظيم عندما نزل قول الله جل جلاله الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم كدلك على قلوب اصحاب رسول الله. وقالوا يا رسول الله واينا لم يلبس ايمانه بظلم؟ قال لا ليس كما اتظنون انما هو الشرك؟ الم تسمعوا قول لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم الشرك محبط للعمل كله. ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لان اشركت ليحبطن عملك ولا من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين الكفر محبط للايمان وللعمل كله. ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله. ومن ثم كان المشايخ دايما يوصون بان يقرأ طلبة العلم اه ابواب الردة في كتب الفقه لكي يجتنبوا ويحرصوا على استفاضة البلاغ باجتناب المكفرات الشائعة وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. الافتراء والكذب على الله جل جلاله. كهؤلاء الذين نسبوا اليه الصاحبة بينه وبين الجنة نسبا. عندما قالوا ان الله تزوج من سروات الجن فانجبت له الملائكة وكذبوا سبحان الله عما يصفون. وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن اناثا. اشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون او كهؤلاء الذين قالوا اتخذ الله ولدا وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا. ان كل من في السماوات والارض الا ات الرحمن عبدا. لقد احصاهم وعد عدى وكلهم اتيه يوم القيامة فردا. او هؤلاء الذين قالوا يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء او كهؤلاء الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الانبياء بغير حق ونقول ذوقوا الحريق او هؤلاء الذين قالوا ان الله خلق السماوات والارض في ستة ايام فاصابه التعب والملل فاستراح في اليوم السابع ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب وان تقولوا على الله ما لا تعلمون فاشنع الخطايا وابشع الرزايا ان تقول على الله ما لا تعلم ثم قال تعالى ولكل امة اجل لكل قرن ولكل جيل اجل اذا جاء اجلهم اي ميقاتهم المعلوم المقدر لهم من قبل الله جل جلاله. لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون وبالمناسبة هذه لا يتكرر مثلها تماما في سورة النحل فاذا جاء اجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون. الاية اربعة وتلاتين سورة الاعراف الاية واحد وستين من سورة النهب. فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون في سورة يونس اذا جاء اجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون اي نعم ثم جاءت بتعبير اخر في كتاب الله عز وجل ما تسبق من امة اجلها وما يستأخرون. جاءت مرتين سورة الحجر وسورة المؤمنون ما تسبق من امة اجلها وما يستأخرون ثم قال تعالى يا بني ادم يا بني ادم اما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم اياتي. فمن اتقى واصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كذبوا باياتنا واستكبروا عنها اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون هذا انذار من الله تعالى لبني ادم. سيبعث اليهم رسلا مبشرين ومنذرين. يقصون عليهم اياتي فبشرهم وحذر فمن اتقى واصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون من فعل الطاعات واجتنب المحرمات فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ومن كذب واستكبر اي كذب قلبه اكبر جوارحه عن العمل اي كذبت بها قلوبهم واستكبرت جوارحهم عن العمل بها. اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون التكذيب باب من ابواب الكفر من اعزم ابوابه. بل الذين كفروا في تكذيب والله من ورائهم محيط والذين كفروا يكذبون والله اعلم بما يعون. لكن ليس هو الباب الوحيد للكفر. الكفر قد يكون رفضا واباء واستكبارا ان ابليس لم يكن منه كفر تكذيب بل كان كفره كفر اباء واستكبار ان الله باشره بالتكليف باشره بالخطاب فلم يكن منه تكذيب لامر الله. انما الذي كان منه رد واباءة واستكبار انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين. ااسجد لمن خلقت طينا؟ هكذا كان كفره لعنه الله ثم قال تعالى فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا او كذب باياته لا احد اظلم ممن افترى الكذب على الله او كذب باياته المنزلة اولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب اختلف المفسرون في معنى هذه الاية. هل المقصود بها ان ينالهم نصيبهم من جزاء اعمالهم من عمل خيرا جزي به ومن عمل شرا جزي به ام المقصود ما كتب لهم في الكتاب من عمل ورزق وعمر وشقاوة وسعادة. ان كلا القولين مستور في كتبه العلم وهذا الثاني هو الذي يظهر انه الاقوى والاليق بالسياق هذه الاية نعم لان الله بعدها جل جلاله يقول حتى اذا جاءتهم رسلنا يتوفون يتوفونهم. في الباب حديس عبدالله بن مسعود حديث الصادق قال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك. ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر اربع كلمات بكدب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد. لعل هذا هو المراد بقول الله تعالى اولئك ينالهم نصيبه هم من الكتاب ما كتب له من رزق واجل وعمل وشقاوة او سعادة سم يطوى الكتاب فلا يزاد عليه ولا ينقص هذا كقول الله سبحانه ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع في الدنيا ثم الينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون او بقوله تعالى من كفر فلا يحزنك كفره. الينا مرجعهم فننبأهم بما عملوا. ان الله عليم بذات الصدور نمتعهم قليلا ثم نضطرهم الى عذاب غليظ حتى اذا جاءتهم رسلنا يتوفونه يخفو الله جل جلاله ان الملائكة عندما تأتي تتوفى المشركين تفزعهم عند الموت وقبض ارواحهم ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسط ايديهم اي بالضرب ولهو اي بالضرب والعذاب والاهانة اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون نعم ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم تفزيع عند الموت اين شركاؤكم الذين كنتم تدعون من دون الله؟ قالوا ضلوا عنا. ذهبوا عنا لا نرجو نفعهم ولا خيرهم وشهدوا على انفسهم انهم كانوا كافرين وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير. فاعترفوا بذنبهم فسحقا لاصحاب السعير نعم قال ادخلوا في امم قد خلت من قبلكم من الجن والانس في النار. اي ادخلوا مع امم من امثالكم وعلى صفاتكم كلما دخلت امة لعنت اختها. هذاك كما قص القرآن الكريم عن الخليل ابراهيم. وقال انما اتخذتم من دون الله اوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا. ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين او كقول الله جل جلاله اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب وقال الذين اتبعوا لو ان لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأ منا. كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات وما هم بخارجين من النار. حتى اذا اداركوا اجتمعوا فيها جميعا قالت اخراهم لاولاهم. اخراهم دخولا لتباع لان المتبوعون المستكبرون دخلوا اولا لعظم جرمهم حتى اذا اداركوا فيها قالت اخراهم لاولاهم ربنا هؤلاء اضلونا فاتهم عذابا ضعفا من النار هذا كقول الله سبحانه وقالوا ربنا انا اطعنا سادتنا وكبرائنا فاضلونا السبيل. ربنا اتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا فقال تعالى لكل ضعف ضاعفنا لكل واحد بحسبه وبحسب ما يستحقه الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله اضل اعمالهم يحملن اثقالهم واثقالا مع اثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون وقالت اولاهم لاخراهم يعني قال المتبوعون للاتباع فما كان لكم علينا من فضل لقد ضللتم كما ضللنا لقد ضللتم كما ضللنا فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون هذا هو الذي اخبر عنه الله جل جلاله في قوله ولو ترى اذ الظالمون موقوفون في غمرات الموت اي نعم ولو ترى اي الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم الى بعض القوم يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا انتم لكنا مؤمنين. قال الذين استكبروا للذين استضعفوا انحن صددناكم عن الهدى بعد اذ جاءكم؟ بل كنتم مجرمين بل كنتم مجرمين. وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا. بل مكر الليل والنهار. اذ تأمروننا ان نكفر بالله ونجعله اندادا واسروا الندامة لما رأوا العذاب واجعلنا الاغلال في اعناق الذين كفروا هل يجزون الا ما كانوا يعملون اللهم احسن لنا العاقبة في في الامور كلها يا رب العالمين واجعل خير اعمالنا خواتيمها وخير عمرنا اخره خير ايامنا يوم نلقاك وانت راض عنا. اللهم امين. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب