بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا او لباء والرفض والتعالي عن الانقياد لامر الله جل جلاله ثم تأتي بعد ذلك فروعها المناكر والخبائث والسيئات والخطايا وكل ما يسخطه الله جل وعلا من الاقوال او الافعال ان الذين كذبوا باياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم ابواب السماء لا يرفع لهم منها عمل صالح ولا يرفع لهم منها دعاء فالله جل وعلا اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد. ومكر اولئك هو يبور وترفع الاعمال الى الله كل اثنين وخميس فيغفر لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا الا امرءا كانت بينه وبين داخله شحناء فيقال انظروا هذين حتى يصطلحا فالذين كذبوا بايات الله واستكبروا عنها لا تفتح لهم ابواب السماء. لا يرفع لهم منها عمل صالح ولا يرفع منها دعاء القول الاخر في تفسير هذه الاية انه لا تفتح لارواحهم ابواب السماء عند مماتهم وفي الباب حديث البراء بن عازب قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الانصار فانتهينا الى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأن على رؤوسنا الطير وفي يده عود من كتبه في الارض فرفع رأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر. استعيذوا بالله من عذاب القبر قالها مرتين او ثلاثة ثم قال ان العبد المؤمن اذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال الى الاخرة نزل اليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من اكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول ايتها النفس المطمئنة اخرجي الى مغفرة من الله ورضوان وفي رواية ايتها الروح الطيبة كانت في الجسد الطيب. اخرجي الى روح وريحان رب غير غضبان فتخرج روحه تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء اي من فم السقاء فيأخذها فاذا اخذها لم يدعوها في يده طرفة عين لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منها كاطيب نفحة مسك وجدت على وجه الارض كاطيب نفحة مسك وجدت على وجه الارض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة الا قالوا ما هذه الروح الطيبة؟ فيقولون فلان ابن فلان باحسن اسمائه التي كان يدعى بها في الدنيا ثم يستفتحون لها عندما ينتهون بها الى السماء الدنيا يستفتحون لها فيفتح لها فيشيعه من كل سماء مقربوها الى السماء التي تليها حتى ينتهي بها الى السماء السابعة. فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في عليين واعيدوه الى الارض فاني منها خلقتهم. وفيها اعيدهم ومنها اخرجهم تارة اخرى. فتعاد روحه فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك؟ فيقول ربي الله ما دينك؟ فيقول ديني الاسلام فيقول له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول ان له وما عملك؟ فيقول قرأت كتاب الله فامنت به وصدقت في نادي مناد من السماء ان صدق عبدي فافرجوه من الجنة والبسوه من الجنة وافتحوا له بابا الى الجنة فيأتيه من روحها وطيبها ما شاء الله ويفسح له في قبره مد البصر ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيبوا الريح فيقول ابشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد. فيقول لهم من انت؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير فيقول انا عملك الصالح واضح فيقول ربي اقم الساعة ربي اقم الساعة حتى ارجع الى اهلي ومالي. ثم حدثهم في المقابل عن الكافر فقال واما العبد الكافر اذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال الى الاخرة. نزل اليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوء فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت فيجلس عند رأسه فيقول ايتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث اخرجي الى سخط الله وغضبه قال فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفون. اي الحديد التي يشوى عليها اللحم من الصوف المبلول فيأخذها فاذا اخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الارض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة الا قالوا ما هذه الروح الخبيثة؟ فيقولون فلان ابن فلان باقبح اسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا فيستفتح فلا فلا يفتح لها ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجيل في الارض السفلى فتطرح روحه طرحا ثم قرأ ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول ها اه لا ادري ما دينك؟ ها ها لا ادري ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول هاه ها لا ادري في نادي مناد من السماء ان كذب عبدي فافرشوه من النار وافتحوا له وبابا الى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه اضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتنوا الريح فيقول ابشر بالذي يسوؤك. هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من انت؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر فيقول انا عملك الخبيث. فيقول ربي لا تقم الساعة ربي لا تقم الساعة. وقد روي عن ابن جريج في تفسير هذه الاية ما يجمع بين القولين فقال في قوله تعالى لا تفتح لهم ابواب السماء لا تفتح لاعمالهم ولا لارواحهم وهكذا اجمع بين القولين ثم قال تعالى ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط البعير هل يمكن للبعير ان يدخل في ثقب الابرة تعليق على مستحيل كما يستحيل ان يدخل البعير من ثقب الابرة يستحيل ان يلج الجنة كافر يوم القيامة ايضا في تفسير الجمل انه الحبل الغليظ وقيل هو يعني الحبال الغلاظ وهي قلوس السفن. حبل الغليظ جدا انى له ان يدخل في ثقب الابرة هيهات هيهات. فهذا تعليق على مستحيل لن يدخلوا الجنة ابدا. كما قال الله تعالى تلمع الفارغ فقط لبيان التعليق على المستحيل ربي ارني انظر اليك عندما تشوف موسى كليم الله الى مقام الرؤية بعد مقام الكلام. فقال ربي ارني انظر اليك قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني. فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صاعقا فلما افاق قال سبحانك تبت اليك وانا اول المؤمنين فلن يرى احد منكم ربه حتى يموت بخلاف يوم القيامة. ما شاء الله وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناضرة. هذا اهل الايمان اما اهل السخط والكفر كلا انهم ربهم يومئذ لمحجوبون. ثم انهم لصالوا الجحيم. ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون ثم قال تعالى لهم من جهنم مهاد اي فرش من تحتهم ومن فوقهم غواش لحف من تحتهم. تغشاهم النار من فوقهم ومن تحت ارجلهم لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل. ذلك يخوف الله به عباده. يا عبادي اتقون ثم قال تعالى والذين امنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا الا وسعها. اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون. القرآن كتاب متشابه المثاني اذا ذكر الله حال الاشقياء في كتابه ثنى بعد ذلك بذكر حال السعداء الاصفياء والذين امنوا وعملوا الصالحات. اذا ذكر الايمان والعمل فالايمان ينصرف الى اعتقادات القلوب اقوال القلوب وافعالها والعمل الصالح الى افعال الجوارح وبالمناسبة لقد اجمع السلف الصالح على ان الايمان قول وعمل يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي لكن ما معنى ان الايمان قول وعمل؟ هو قول القلب وعمل القلب وقول اللسان وعمل اللسان وعمل الجوارح اما قول القلب التصديق قول القلب هو التصديق التصديق الجازم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والايمان بكل ما جاء به النبي صلى الله عليه عليه واله وسلم اما عمل القلب محبة الله ورسوله. تعظيم الله ورسوله. تعزير الله ورسوله. توقيره وخشية الله والانابة اليه والاخلاص والتوكل والرجاء الى غير ذلك من احوال القلوب واعمالها اما قول اللسان فهو النطق بالشهادتين والاقرار بلوازمهما واما عمل اللسان فهو العمل الذي لا يؤدى الا باللسان كتلاوة القرآن وسائل الاذكار من التسبيح تحميد والتكبير والدعاء والاستغفار وغير ذلك من الاعمال التي تؤدى باللسان. اما عمل الجوارح فهو العمل الذي لا يؤدى الا بها كالقيام والركوع والسجود والحج والجهاد وغير ذلك من الاعمال التي تباشرها الجوارح ثم قال تعالى لا نكلف نفسا الا وسعها يعني الايمان والعمل به سهل في مقدور الناس لا يستطيع احد بلغته كلمة الله ان يعتذر انه لم يكن في مقدوره ان يؤمن او او لم يكن في مقدوره ان يستقيم. لان الله جل جلاله يقول لا نكلف نفسا الا وسعها اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون ثم قال جل من قائل ونزعنا ما في صدورهم من غل اي من حسد وبغض في صحيح البخاري حديث ابي سعيد الخدري قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا خلص المؤمنون من النار حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار فاختص لهم مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى اذا هذبوا ودقوا اذن لهم في دخول الجنة. فوالذي نفسي بيده ان احدهم بمنزله في الجنة ادل منه بمسكنه كان في الدنيا. كما انك لا تضل عن مسكنك الذي في الدنيا تعرف عنوانه جيدا لانك تطبقه كل يوم تغشاه كل يوم دخولا وخروجا. المؤمن يوم القيامة ادل على منزله في الجنة منه بمسكنه الذي كان في الدنيا وآآ في رواية عن السد انه قال في هذه الاية ان اهل الجنة اذا سيقوا الى الجنة وجدوا عند بابها شجرة في اصل ساقها عينان فشربوا من احداها فينزع ما في صدورهم من غل فهو الشراب الطهور وسقاهم ربهم شرابا طهورا واغتسلوا من الاخرى فجرت عليهم نظرة النعيم فلم يشعثوا ولم يشحبوا بعدها ابدا لا اله الا الله محمد رسول الله. لقد كان علي رضي الله عنه يقول اني لارجو ان اكون انا وعثمان وطلحة من الذين قال الله تعالى فيهم ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين وآآ ايضا ورد في حديث النسائي عن ابي هريرة قول النبي صلى الله عليه وسلم كل اهل الجنة يرى مقعده من النار فيقول لولا ان الله هداني فيكون له شكرا وكل اهل النار يرى مقعده من النار فيقول لو ان الله هداني فيكون له حسرة تأمل الاية الكريمة وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق. يحمدونه ان الله وفقهم الى الايمان وان الله هداهم اليه وان الله جل وعلا جزاهم بما صبروا جنة وحريرا وسيق قم الى الجنة زمرا ثم قال تعالى ونودوا من قبل الله جل جلاله ان تلكم الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون اي اصابتكم رحمة الله جل وعلا فدخلتم الجنة برحمته ثم تبوأتم منازلكم فيها بحسب اعمال اعماله. فدخول الجنة برحمة الله جل جلاله. وتعين هذا لما جاء في الصحيح من بل في الصحيحين من قول النبي صلى الله عليه وسلم واعلموا ان احدكم لن يدخله عمله الجنة قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمة منه وفضل اعمالهم نالوا بها رحمة الله عز وجل فدخلوا الجنة برحمة الله جل جلاله ثم تبوأوا منازلهم منها بحسب اعمالهم ثم قال تعالى ونادى اصحاب الجنة اصحاب النار ان قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ قالوا نعم فاذن مؤذن بينهم ان لعنة الله على الظالمين. هذا خبر من الله جل جلاله. عما يخاطب به اهل النار يوم ياما على وجه التقريع والتوبيخ اذا استقروا في منازلهم يناديهم اهل الجنة فيقولون انا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا احلنا دار المقامة من فضله. فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم هذا كما اخبر الله جل جلاله عن مثل دارها في سورة الصافات قال قائل منهم اني كان لي قريء يقول وانك لمن المصدقين. اين متنا وكنا ترابا اللهم اعنا لمدينون. قال هل انتم مطلعون؟ فاطلع فرآه في سواء الجحيم. قالت الله ان كدت لترضين ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين. افما نحن ميتين الا موتتنا الاولى وما نحن بمعذبين ان ينكر عليه مقالته التي كان يقولها له في الدنيا ويقرعه او يقرعه بما صار اليه من العذاب والنكاء. ايضا كما تقرع الملائكة اهل النار بقولهم هذه النار التي كنتم بها تكذبون. افسحر هذا؟ ام انتم لا تبصرون اصلوها فاصبروا او لا تصبروا سواء عليكم انما تجزون ما كنتم تعملون وكما قرع رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل القليب يوم بدر رؤوس الكفر الذين قتلوا على الكفر يوم بدر ثم سحبوا على وجوههم ثم القي بهم في قليب بدر ثم وقف النبي صلى الله عليه عليه وسلم على حافة القليب يناديهم يا ابا جهل بن هشام يا عتبة يا شيبة وسمى رؤوسهم هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فاني وجدت ما وعدني ربي حقا. قال عمر يا رسول الله ما تخاطب قوما قد جيفوا اصبحوا جيفا في الارض قال والذي نفسي بيده ما انتم باسمع لما اقول منهم ولكن لا يستطيعون ان جيبوا ثم قال تعالى تأذن مؤذن اي نادى مناد ان لعنة الله على الظالمين مستقرة عليهم واللعنة هي الطرد من رحمة الله والابعاد منها. الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا نعم يصدون الناس عن اتباع سبيل الله وشرعه ويبذلون جهدهم ويستفرغون وسعهم بقطع الطريق على الله عز وجل. وفي صد الناس عن سبيله فهم ينهون عن الحق وينهون عنه ويبغونها عوجا اي يريدون ان تكون السبيل معوجة غير مستقيمة حتى لا يتبعها احد وهم بالاخرة كافرون. هم بلقاء الاخرة بلقاء الله في الدار الاخرة كافرون جاحدون مكذبون بذلك لا يصدقونه ولا يؤمنون به ومن اجل هذا لا يبالون بما يأتون به من الاقوال والاعمال لانهم لا يرجون حسابا لا يخافون حسابا على ذلك ولا عقابا عليه انهم كانوا لا يرجون حسابا وكذبوا باياتنا كذابا وكل شيء احصيناه كتابا فذوقوا لن نزيدكم الا عذابا فهم شر الناس اقوالا واعمالا. ثم قال تعالى وبينهما حجاب الحجاب ما هو حاجز مانع من وصول اهل النار الى الجنة وهو السور الذي جاءت الاشارة اليه في سورة الحديد في قول الله تعالى فضرب بينهم بسور له باب باطنه وفيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب وهو الاعراف الذي قال الله جل جلاله فيه وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسماهم وكلمة الاعراف جمع عرف وهو كل مرتفع من الارض عند العرب كله مرتفع من الارض يسمى عرف. ولهذا قيل عرف الديك لارتفاعه لقد ورد في تفسير الاعراف انه سور او حجاز او حاجز او او حجاب بين اهل الجنة والنار. او تل بين الجنة والنار يحبس عليه قوم استوت بهم حسناتهم وسيئاتهم لقد اختلف اهل التفسير في المقصود باصحاب الاعراف انتبهوا الاعراف سميت بهم هذه السورة سورة الاعراف اختلف اهل التفسير ما هو المقصود باهل الاعراف؟ على اقوال كثيرة ترجع في النهاية الى معنى واحد. ما هو انهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فقعدت بهم سيئاتهم عن دخول النار وحسناتهم عن دخول الجنة. يعني حسناتهم لم تؤهلهم. لدخول الجنة سيئاتهم لم تؤهلهم او لم تدفع بهم الى دخول النار فحبسوا على سور بين الجنة والنار وهو الاعراف وفي الباب حديث في اسناده مقال عن جابر بن عبدالله قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن من استوى حسناته وسيئاته. وقال اولئك اصحاب الاعراف لم يدخلوها وهم يطمعون اصحاب الاعراف لم يدخلوها وهم يطمعون ايضا وردت اقوال انهم قوم قتلوا في سبيل الله بمعصية ابائهم. يعني عصوا اباءهم اباهم كانوا شيوخا كبارا كانوا محتاجين الى ان يكونوا بجوارهم في شيخوختهم وفي شيبتهم وفي اواخر ايامهم. لكن اثروا ان يخرجوا الى الجهاد. نعم فمنعهم من دخول الجنة. معصية ابائهم ومنعهم من دخول النار قتلهم في سبيل الله عز عز وجل. والله اعلم بالصحة ذلك قلنا ان هذه الاخبار في اسنادها مقال وفي الباب عن حذيفة سئل عن اصحاب الاعراف فقال قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فقعدت بهم سيئاتهم عن الجنة وخلفت بهم حسناتهم عن النار فوقفوا هنالك على السور حتى رضي الله تعالى فيهم حتى يقضي الله تعالى فيهم واذا صرفت ابصارهم تلقاء اصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين. يبقى اصحاب الحسنات يوم القيامة يعطوا نورا يمشون به بين ايديهم وبايمانهم. ويعطى كل عبد يومئذ نورا وكل امة نورا. فاذا اتى على الصراط سلب الله نور كل منافق ومنافقا فلما رأى اهل الجنة ما لقي المنافقون قالوا ربنا اتمم لنا نورنا واغفر لنا انك على كل شيء قدير اما اصحاب الاعراف فان النور كان بايديهم فلم ينزع فهنالك يقول الله الله جل جلاله لم يدخلوها وهم يطمعون وما اودع الله هذا الطمع في قلوبهم الا لكرامة ارادها بهم ويقول ابن مسعود ان العبد اذا عمل حسنة كتبت له عشر واذا عمل سيئة كتبت عليه واحدة ثم يقول هلك لمن غلبت احاده عشراته السيئات احاد والحسنات عشرات فويل لمن تغلب احاده عشراته وعن ابن عباس في قصة السور السور الاعراف السور الذي بين الجنة والنار. واصحاب الاعراف بذلك المكان حتى اذا بدا اذا بدأ الله ان يعافيهم انطلق بهم الى نهر يقال له نهر الحياة حافتاه قصب الذهب مكلل باللؤلؤ ترابه المسك فالقوا فيه حتى تصلح الوانهم في نحورهم شامة بيضاء يعرفون بها. حتى اذا صلحت الوانهم اتى بهم الرحمن تبارك وتعالى فقال تمنوا ما شئتم فيتمنون حتى اذا انقطعت امنياتهم قال لهم لكم الذي تمنيتم ومثله سبعون ضعفا فيدخلون الجنة وفي نحورهم شامة بيضاء يعرفون بها ويسمون مساكين اهل الجنة الذين اعطوا اقصى ما تمنوا ثم ضوعف لهم ذلك سبعين مرة ثم يقال هؤلاء مساكين اهل الجنة لم يدخلوها وهم يطمعون فما اودع الله ذلك في قلوبهم الا لكرامة ارادها به. اما قول الله تعالى يعرفون كلا بسيماهم وقد روي عن ابن عباس قوله يعرفون اهل الجنة ببياض الوجوه ويعرفون اهل النار بسواد الوجوه وهم انزل انزلهم الله تلك المنزلة ليعرفوا في الجنة والنار وليعرفوا اهل النار بسواد الوجوه ويتعوذوا بالله ان يجعلهم مع القوم الظالمين وهم في ذلك يحيون اهل بالسلام ونادوا اصحاب الجنة ان سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون. يقول الحسن والله ما جعل ذلك الطمع في قلوبهم الا لكرامة يريدها بهم وقال اقتاد قد انبأكم الله بمكانهم من هذا الطمع اوضع في قلوب هذا الطمع في رحمته لكرامة ارادها بهم جل جلاله اخوتي واخواتي نكتفي بهذا القدر في تفسير هذا القدر من سورة الاعراف على امل اللقاء بكم يوم الخميس القادم اذا احيانا الله عز وجل وحتى نلتقي. استودعكم الله تعالى. وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته