المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد لله العظيم الكبير الحميد المجيد الذي له الالوهية وصفا كما العبودية وصفا للعبيد الموصوف بالاوصاف الكاملة العليا المدعو بالاسماء الحميدة الحسنى الذي له كل كمال وجلال وجمال ولديه كل احسان ونعمة وافضال الذي خلق الخلق وادر عليهم واسع الرزق ليقوموا بتوحيده ومحبته وعبادته فيثيبهم ويتم عليهم نعمته باصناف كرامته احمده على ما له من وصف عظيم. واحسان جسيم وبر وتكريم واشهد انه الاله حقا. الذي دل على توحيده جميع ادلة من العقل والنقل قال لأ واذعن لعبوديته اهل الكمال والفضل واشهد ان محمدا عبده ورسوله افضل العارفين واجل الموحدين وواسطة عقد نظام الانبياء والمرسلين وهو الامام الكامل لجميع العابدين صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فان الله تعالى خلق الخلق لعبادته واوجدهم للقيام بمعرفته ومحبته وبين لهم في كتبه المنزلة من السماء وعلى السنة رسله تبيينا كافيا واوضح لهم جميع الطرق الموصلة الى هذه الغاية الفاضلة توضيحا وافيا خصوصا في القرآن العظيم وعلى لسان محمد النبي الكريم فان في القرآن والسنة من تفاصيل معرفة الله باسمائه وصفاته وتوحيده ما ليس في غيرهما فتعين على العباد الاقبال عليهما. والتدبر والتفكر فيهما اذ لا سبيل لهم الى معرفة ما خلقوا له الا بمعرفتهما ولا طريق لهم الى الوصول الى ربهم والى دار كرامته الا بالقيام بحقهما ولما كان الباري تعالى قد امتن على هذه الامة بعلماء ربانيين وفضلاء متقنين قد بذلوا نفائس اعمارهم واعملوا جواهر افكارهم في استخراج كنوز الوحي ومعانيه وحل الفاظه المعصومة ومبانيه فحصل لهم به علم كثير وفضل غزير وصاروا الهداة لامة الائمة واقتدى بهديهم وسيرهم وطريقتهم جميع اصناف الامة وممن له في هذا الشأن القدم العليا والقدح المعلى والباع الاعلى. الامامان العظيمان والحافظان الثقتان شيخ الاسلام تقي الدين الامام ابو العباس احمد بن عبدالحليم ابن تيمية والامام ابو عبدالله شمس الدين محمد بن ابي بكر المعروف بابن قيم الجوزية قدس الله ارواحهما فانه قد حصل لهما من العلم والفهم للكتاب والسنة واستخراج علومهما ما فاقا فيه كبار العلماء وسبق فيه الجهابذة النبلاء خصوصا علم التوحيد والعقائد السلفية فان الله من على المسلمين بهما فبينا لهم من ذلك ما لم يبينه احد ونصرا مذهب اهل السنة والحق نصرا عظيما ودحضى مذاهب الضالين والمبتدعين تصنفا في ذلك المصنفات التي سارت في مشارق الارض ومغاربها وانتفع بها الموافق والمخالف ومعرفة كتبهما والوقوف عليها فيه كفاية لمعرفة اقدارهما وعلو مراتبهما ولما كانت الكافية الشافية لشمس الدين ابن القيم قد اشتملت على ما لم يشتمل عليه كتاب في فن التوحيد والعقائد والاصول واحتوت على تفاصيل كثيرة لا توجد في سائر الكتب حتى كتب مؤلفها وكان قد تكرر علي الطلب من بعض الاصحاب في وضع تعليق عليها فرأيت ذلك من الامور المتعسرة علي لانه يستدعي وقتا كثيرا ويشغلني عما هو اهم عندي منه ثم استخرت الله تعالى على وضع شرح لطيف على توحيد الانبياء والمرسلين منها ومتعلقاته ما هو اهم ما فيها واحسنه والحاجة بل الضرورة ماسة الى معرفته وربما كان الاقتصار عليه اولى وانفع من السعي في شرح جميعها لامور كثيرة واكثرت فيه من النقل لعبارات المؤلف في كتبه التي فيها ايضاح وتبيين يعين على فهمها لانه احسن ما يشرح كلامه بكلامه فجاء بحمد الله كتابا وافيا بمقصوده محتويا على جواهر نفائس علم التوحيد الذي هو اشرف العلوم على الاطلاق واسأله تعالى ان يجعله خالصا لوجهه الكريم. وان ينفع به النفع العميم. انه جواد كريم كريم رؤوف رحيم وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب