المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله فصل وهو الاله السيد الصمد الذي صمدت اليه الخلق بالاذعان الكامل الاوصاف من كل الوجوه هي كماله ما فيه من نقصان هذا معنى اسمه الصمد المعنى الجامع الذي يدخل فيه كل ما فسر به الصمد فهو الصمد الذي تصمد اليه جميع المخلوقات بالذل والحاجة والافتقار ويقصده العالم العلوي والسفلي في حوائجه ومهماته لا يستغني احد عنه طرفة عين وهو الصمد الذي له الصفات الكاملة من كل الوجوه الذي ما في كماله من نقصان فهو العليم الكامل في علمه الحليم الكامل في حلمه الرحيم الكامل في رحمته وهكذا سائر الصفات فالصمد الذي تصمد اليه جميع المخلوقات لانه كامل الصفات قال المصنف في البدائع التاسع عشر ان من اسمائه الحسنى ما يكون دالا على عدة صفات ويكون ذلك الاسم متناولا لجميعها تناول الاسم الدال على الصفة الواحدة لها كما تقدم بيانه كاسمه العظيم والمجيد والصمد كما قال ابن عباس فيما رواه عنه ابن ابي حاتم في تفسيره انه قال الصمد الذي كمل في سؤدده والشريف الذي قد كمل في شرفه والعظيم الذي قد كمل في عظمته والحكيم الذي قد كمل في حكمته والعليم الذي قد كمل في علمه والحليم الذي قد كمل في حلمه وهو الذي قد كمل في انواع شرفه وسؤدده وهو الله سبحانه وتعالى هذه صفته لا ينبغي الاله ليس له كفوا احد وليس كمثله شيء سبحان الله الواحد القهار وهذا مما خفي على كثير ممن تعاطى الكلام في تفسير الاسماء الحسنى ففسر الاسم بدون معناه ونقصه من حيث لا يعلم وكذلك القهار من اوصافه فالخلق مقهورون بالسلطان لو لم يكن حيا عزيزا قادرا ما كان من قهر ولا سلطان القهار هو الذي قهر الاشياء وانقادت لعظمته ومشيئته المخلوقات كلها فلا يحدث حادث الا بمشيئة الله ولا يسكن ساكن الا بارادته وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم قال تعالى وهو الواحد القهار وقال تعالى والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره وقال تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام في ستة ايام ثم استوى على العرش يدبر الامر وقال تعالى قل من يرزقكم من السماء والارض امن يملك امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله وقال تعالى ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم الخلق كلهم فقراء الى الله من جميع الوجوه لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا والله تعالى هو المالك للملك الذي له العظمة والسلطان والتصرف ثم ذكر المصنف ان القهار من اسمائه مستلزم لكمال حياته وكمال عزته وكمال قدرته لانه محال ان يكون قاهرا لكل شيء وهو غير حي ولا عزيز ولا قادر ولهذا قال لو لم يكن حيا عزيزا قادرا ما كان من قهر ولا سلطان وسيأتي ان شاء الله تفصيل القول في انواع الدلالات وكذلك الجبار من اوصافه والجبر في اوصافه قسمان جبر الضعيف وكل قلب قد غدى ذاك كسرة فالجبر منه داني والثاني جبر القهر بالعز الذي لا ينبغي لسواه من انسان وله مسمى ثالث وهو العلو فليس يدنو منه من انسان من قولهم جبارة للنحلة علي التي فاتت لكل بنان يعني ان للجبار معنيين بل ثلاثة معان كلها داخلة في اسمه الجبار فهو الجبار يجبر القلوب المنكسرة من اجله فيجبر الكسير ويغني الفقير وييسر على المعسر كل عسير ويجبر المصاب بتثبيته وتوفيقه للصبر واعاضته على ذلك اكمل الاجر ويجبر قلوب الخاضعين لعظمته الخاضعين لكبريائه ويجبر قلوب المحبين بما يفيض عليها من انواع كراماته وصنوف مسراته فالقلب المنكسر لربه جبره من اقرب الاشياء ولهذا كان دعاء المظلوم والمضطر والمريض والمسافر ونحوهم مجابا للكسرة التي في قلوبهم ومن هذا قول الداعي اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني فان الجبر معناه جبر الشيء المنكسر باصلاحه وتقويمه وازالة كسره ومنه الجبيرة وهي اليد التي تكسر فيربط عليها ما يشدها ويقيمها فسؤال العبد لربه ان يجبره يتضمن الدعاء باصلاح حاله وتقويم اموره وسائر شؤونه وازالة ما فيه من الوهن والضعف والنقص والمعنى الثاني للجبار انه القهار لكل شيء الذي اذا اراد شيئا قال له كن فيكون بحيث لا يمتنع عليه شيء والمعنى الثالث انه الجبار اي العالي على خلقه الذي من عظمته وكبريائه قد باين مخلوقاته وعلى عليها فليس يدانيه احد منها لكمال رفعته وجلاله وهذا المعنى مأخوذ من قول العرب للنخلة المرتفعة نخلة جبارة فالجبار العالي على كل شيء القاهر لكل شيء الجابر للمنكسرين خصوصا المنكسرين من اجله