الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم. ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرة الخامسة من محاضرات تفسير سورة الاعراف مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واذا صرفت ابصارهم تلقاء اصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ان الله جل جلاله لما ذكر مخاطبة اهل الجنة مع اهل النار نبه على ان بين الجنة والنار حجابا. فقال تعالى وبينهما حجاب وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا اصحاب الجنة ان سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون الاعراف حاجز مانع من وصول اهل النار الى اهل الجنة ويقول ابن جرير انه السور المشار اليه في قول الله سبحانه فضرب بينهم بسور له باب. باطنه فيه الرحمة من قبله العذاب نعم وهو الاعراف الذي قال الله تعالى فيه وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم وكلمة اعراف كما قلنا جمع عرف وهو كل مرتفع من الارض عند العرب وكل مرتفع من الارض عند العرب يسمى عرفا ومنه عرف الدير سمي عرفا لارتفاعه ثم قال تعالى واذا صرفت ابصارهم تلقاء اصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين فاصحاب الاعراف كما قلنا مرارا قوم تقاصرت بهم حسناتهم عن دخول الجنة وتقاصت بهم سيئاتهم عن دخول النار استوت حسناتهم وسيئاتهم فجعلوا ووقفوا على الاعراف يعرفون كلا بسيماهم يعرفون اهل النار بسواد وجوههم وهم فيها كالحون يعافونهم بسواد وجوههم واذا صرفت ابصارهم تلقاء اصحاب النار او مر عليهم بزمرة من اهل النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ازا رأوا وجوههم مسودة وعيونهم مزرقة وجلت قلوبهم وتضرعوا الى ربهم. ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ثم قال تعالى ونادى اصحاب الاعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم يخبرنا الله جل جلاله عن تقريع اهل الاعراف لرجال من صناديد الكفر والشرك يعرفونهم في في النار بسيماهم كما قلنا بسواد وجوههم وزرقة عيونهم ما اغنى عنكم جمعكم. اي كثرتكم وما كنتم تستكبرون اي لا ينفعكم اليوم كثرتكم ولا جموعكم من عذاب الله. بل صرتم الى ما انتم فيه من العذاب والنكال اغلال ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب ان القوة لله شديدة جميعا وان الله شديد العذاب اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب ما اغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون لقد ضل عنكم كل شيء ضل عنكم شركاؤكم الذين كنتم تدعونهم من دون الله لقد جئت الى لقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضللكم عنكم ما كنتم تزعمون ثم يقول الله جل جلاله لاهل التكبر والاموال واهلي العزة الكاذبة في الدنيا اهؤلاء الذين اقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا انتم تحزنون يقول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وارضاه ان اصحاب الاعراف قوم تكاثفت اعمالهم فقصرت بهم حسناتهم عن الجنة وقصرت بهم سيئاتهم عن النار فجعلوا على الاعراف يعرفون الناس بسيماهم فلما قضى الله بين العباد اذن لهم في طلب الشفاعة نعم فاتوا ادم فقالوا يا ادم انت ابونا اشفع لنا عند ربك فقال هل تعلمون ان احدا خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وسبقت رحمته اليه غضبه وسيدت له الملائكة غيري فيقولون لا فيقول ما عملت كنها هي مروية ما علمت او ما عملت ويبدو ان ان الراجح ما عملت كونه وكله الشيق قدره نهايته غايته حقيقته معنى هذا ما عملت عملا يبلغ بي مرتبة الشفاعة له يعني يرى عمله لا يؤهله لان يقف شفيعا بين يدي الله عز وجل فيأتون ابراهيم صلى الله عليه وسلم فيسألونه ان يشفع لهم عند ربهم فيقولون تعلمون من احد اتخذه الله خليلا هل تعلمون ان احدا احرقه قومه بالنار في الله غيري؟ فيقولون لا. فيقول ما عملتكنها او ما علمت كنها ما استطيع ان اشفع لكم ولكن ائتوا ابني موسى فيأتون موسى عليه السلام فيقول هل تعلمون من احد كلمه الله تكليما وقربه نجيا غيري؟ فيقولون لا فيقولون ما عملتكنها ما استطيع ان اشفع لكم ولكن ائتوا عيسى. فيأتونه عليه السلام فيقولون له اشفع لنا عند ربك. فيقول هل تعلمون احدا خلقه الله من غير اب فيقولون لا فيقولون هل تعلمون من احد كان يقول اكمه ولا ابرص ويحيي الموتى باذن الله غيري فيقولون لا. فيقول انا نفسي ما عملت كنها ما استطيع ان اشفع لكم. ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فيأتون فاضرب بيدي على صدري ثم اقول انا لها ثم امشي حتى اقف بين يدي العرش فاتي ربي عز وجل فيفتح لي من الثناء ما لم يسمع السامعون بمثله قط ثم اسجد فيقال لي يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع فارفع رأسي ثم اثني على ربي عز وجل ثم اخر ساجدا. فيقال لي ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع فارفع رأسي فاقول ربي امتي. فيقول هم لك قم لك فلا يبقى نبي مرسل ولا ملك مقرب الا غبطني بذلك المقام وهو المقام المحمود فاتي بهم الجنة فاستفتح فيفتح لي ولهم فيذهب بهم الى نهر يقال له نهر الحيوان حافتاه قصب مكلل باللؤلؤ ترابه المسك وحصباؤه الياقوت فيغتسلون منه تعود اليهم الوان اهل الجنة وريح اهل الجنة فيصيرون كانهم الكواكب الدرية ويبقى في صدورهم شامات بيض يعرفون بها يقال مساكين اهل الجنة ونادى اصحاب النار اصحاب الجنة ان افيضوا علينا من الماء او مما رزقكم الله قالوا ان الله حرمهما على الكافرين يخبر الله جل جلاله عن ذلة اهل النار وعن سؤالهم اهل الجنة من شرابهم وطعامهم وانهم لا يجابون الى ذلك افيضوا علينا من الماء او مما رزقكم الله يقول السدي الطعام والشراب يعني يستطعمونهم ويستسقونهم وعن سعيد بن جبير في هذه الاية قال ينادي الرجل اباه او اخاه فيقول له قد احترقت فافض علي من الماء فيقال لهم اجيبوهم فيقولون ان الله حرمهما على الكافرين اي طعام الجنة وشرابها وقد سئل ابن عباس اي الصدقة افضل فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افضل الصدقة الماء الم تسمع الى اهل النار لما استغاثوا باهل الجنة قالوا افيضوا علينا من الماء او مما رزقكم الله وقد روي اسناد فيه مقال لما مرض ابو طالب قالوا له لو ارسلت الى ابن اخيك هذا فيرسي اليك بعنقود من الجنة لعله ان يشفيك به فجاءه الرسول وابو بكر عند النبي صلى الله عليه وسلم. فقال ابو بكر ان الله حرمهما على الكافرين ثم قال تعالى الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا باياتنا يجحدون لقد وصفهم الله جل جلاله بما كانوا يعتمدونه في الدنيا ويتورطون فيه من اتخاذ الدين لهوا ولعبا واغترارهم بالدنيا وزينتها وزخرفها يغترون بهذا عما امروا به من العمل للدار الاخرة وهي الحيوان لو كانوا يعلمون. يقول الله جل جلاله فاليوم ننسى تاهم النسيان هنا الترك. لان ربي لا يضل ربي ولا ينسى فالنسيان هنا اي نتركهم نعاملهم معاملة من نسيهم لان الله جل جلاله لا يشذ عن علمه شيء ولا ينساه. قال فما بال القرون الاولى قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى. انما هذا من باب المقابلة كقوله تعالى نسوا الله فنسيهم او كقوله تعالى كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى. وقال تعالى وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يوم هذا نسيهم الله من الخير ولم يمسهم من الشر وقال علي ابن ابي طالب عن ابن عباس نتركهم كما تركوا لقاء يومهم هذا نتركهم في النار نتركهم من الرحمة كما تركوا ان يعملوا للقاء يومهم هذا. وقد سبت في الصحيح ان الله جل جلاله يقول للعبد يوم القيامة الم ازوجك الم اكرمك الم اسخر لك الخيل والابل وادرك ترأس وتربع؟ فيقول بلى فيقول اظننت انك ملاقي فيقول لا فيقول الله جل جلاله فاليوم انساك كما نسيتني ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا؟ قال كذلك اتت كاياتنا فنسيتها. وكذلك اليوم تنسى ثم قال تعالى ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون لا احد احب العذر اليه من الله من اجل ذلك ارسل الرسل مبشرين ومنذرين وما كنا معذبين حتى نبعث فرسولا فيخبر الله جل جلاله عن اعذاره الى المشركين بارساله الرسل اليهم بالكتاب بالكتب التي انزلها الله عليهم وفيها تفصيل ما يحتاجون اليه في امور دينهم كقول الله سبحانه انا كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير فصلناه على علم على علم منا بما فصلناه به كقوله تعالى لكن الله يشهد بما انزل اليك انزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا. نعم قل انزله الذي يعلم السر في السماوات والارض ثم قال تعالى هل ينظرون الا تأويله يوم ياتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفع لنا او نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا انفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون هل ينظرون الا تأويله التأويل يأتي بمعنى التفسير والبيان ومن اجل هذا سمى الطبري كتابه جامع البيان في تأويل اي القرآن او التأويل يأتي بمعنى تحقق الشيء ووقوعه في الواقع كما قال تعالى على لسان عبده يوسف يا ابتي هذا تأويل رؤياي من قبل وقد جعلها ربي حقا عندما رفع ابويه على العرش وخروا له سجدا قال يا ابتي هذا تأويل رؤياي من قبل تزكونا من رؤيا يا ابتي اني رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين. قال يا بني لا تقصص رؤياك عليه اخوتك فيكيدوا لك كيدا. في نهاية المطاف بعد قصة طويلة رفعة ابويه على العرش وخروا له سجدا. وقال يا ابتي هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا قد احسن بي اذ اخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد ان نزغ الشيطان بيني وبين اخوتي او التأويل بمعنى صرف اللفظ عن المعنى الظاهر الى معنى اخر لقرينة تدل على ذلك ان وجدت قرينة وده دليل يدل على هذا الصرف كان مقبولا وان كان اعتسافا وصرفا بغير دليل كان تحريفا مذموما وباطلا فهنا في هذه الاية هل ينظرون الا تأويله اي تحقق ما وعدوا به من العذاب والنكال والاغلال والجنة او النار وكان الربيع يقول لا يزال يجيء تأويله لا يزال يجيء من تأويله امر اي لا يزال يجيء تأويله شيئا فشيئا حتى يتم يوم الحساب حتى يدخل اهل الجنة الجنة واهل النار النار يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل اي تركوا العمل به وتناسوه في الدنيا قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفع لنا؟ اي في خلاصنا مما صرنا اليه مما نحن فيه. او نرد الى الدنيا فنعمل غير الذي كنا نعمل وهيهات هيهات لقد سبق القول من ربك انهم اليها لا يرجعون وبينهما برزخ الى يوم يبعثون وقد قال تعالى مجسدا هذا المعنى في مقام اخر. ولو ترى اذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بايات ربنا ونكون من المؤمنين. بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون نعم قد خسروا انفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون خسروا انفسهم بدخولهم النار. وبخلودهم فيها. وضل عنهم ما كانوا يفترون. ذهب عنهم. ما كانوا يعبدونه من دون الله ويزعمون انهم فيهم شفعاء لا يشفعون لهم ولا ينصرونهم ولا ينقذونهم مما هم فيه ثم قال تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يغش الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين. يخبره الله جل جلاله في هذه الاية الكريمة انه خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وقد اخبر بهذا المعنى في غير في اكثر من اية في كتابه ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب لان بني اسرائيل كان يقولون عليهم من الله ما يستحقون. ان الله خلق السماوات والارض في ستة ايام فاصابه الكلل والتعب تراح في اليوم السابع. فقال تعالى ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب وما مسنا من تعب. وهذه الايام الستة كما هو معلوم الاحد والاثنين والثلاثاء والاربعاء والخميس والجمعة اه وفيه يوم الجمعة اجتمع الخلق كله وفيه خلق ادم عليه السلام ثم اختلف اهل العلم هل هذه الايام كايامنا التي في الدنيا وهذا هو المتبادر الى الاذهان او كل يوم كالف سنة كما نص على ذلك يا مجاهد والامام احمد وغيرهم لكن يوم السبت لم يقع فيه خلق لانه اليوم السابع ومنه سمي السبت وهو القطع ثم استوى على العرش الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة هذه هي العصمة في فهم هذه الاية الكريمة العلم بالوصف الوصف معلوم والكيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة هذا هو مسلك السلف الصالح في التعامل مع الايات المتعلقة بصفات الله عز وجل الوصف معلوم والكيف غير معقول. الايمان به واجب. السؤال عنه بدعة ان معرفة كنه الصفات فرع عن معرفة كنه الذات فاذا كان لا سبيل الى معرفة جنه الذات فلا سبيل الى معرفة كله الصفة واذكر بهذه الابيات الجميلة سعى ليدرك كنه الله خالقه واوغل السير في سهل وفي جبل حتى اذا لم يجد من سعيه املا واوشك العقل ان يختل من كلل رأى غلاما بشط البحر مجتهدا في حفر بئر بلا يأس ولا ملل. فقال مهلا ماذا تبتغي؟ فرنى اليه في همة كبرى وفي بل وقال اني اريد البحر انقله لهذه البئر هلا زدت في عملي؟ فقال ويحك هذا البحر تنقله لهذه البئر هذا منتهى الخبل فقال حسبك يا من جئت توعظني. لقد تجاوزت في لومي وفي جدلي اانت اكبر ام رب الوجود مدى حتى ترى نقله في عقلك الثمني يا من ينكر علي ان انقل بئرا بحرا الى بئر فكيف لا تمك على نفسك ان تنقل كره الله جل جلاله الى عقلك البشري القاصر المحجوم يا من لا لا تبصره في الدنيا العيون ولا تخالطه الظنون ولا يدرك كنهه الواصفون جل جلاله لا اله الا يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا اي يذهب ظلام هذا بضياء هذا وضياء هذا بظلام هذا وكل منهما يطلب الاخر طلبا حثيثا سريعا لا يتأخر اذا ذهب هذا جاء هذا وعكسه كما قال تعالى واية لهم الليل نسلخ منه النهار. فاذا هم مظلمون والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون الا له الخلق والامر؟ الخلق كله لله الامر كله لله. اجتمع الامر كله في هاتين الكلمتين قال ابن عباس من بقي له شيء فليأخذه الخلق كل الخلق لله. الامر كل الامر لله. الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل يقولون هل لنا من الامر من شيء؟ قل ان الامر كله لله. وفي الدعاء المأثور اللهم لك الامر كله ولك الحمد كله واليك يرجع الامر كله. اسألك من الخير كله واعوذ بك من الشر كله. ادعوا ربكم تضرعا افية تذللا واستكانة كقوله تعالى واذكر ربك في نفسك تضرعا مخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والاصال وفي الصحيحين حديث ابي موسى الاشعري نعم. وقد رفع الناس اصواتهم بالدعاء. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ايها اربعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا. ان الذي تدعون سميع قريب يبقى تضرعا تذللا واستكانة لطاعتي وخفية يكون بخشوع قلوبكم وصحة اليقين بوحد نيته وبربويته فيما بينكم وبينه لا جهارا مراءاه عبدالله بن المبارك انهم يقولوا عن الحسن ان كان الرجل لقد جمع القرآن وما يشعر به الناس وان كان الرجل لقد فقه الفقه الكثير وما يشعر به الناس وان كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة في بيته وعنده الزوار وما يشعرون به. ولقد ادركنا اقواما ما كان على الارض من عمل يقدرون ان ان يعملوه في السر فيكون علانية ابدا. لقد المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت ان كان الا همسا بينهم وبين الله جل جلاله ان الله يقول ادعوا ربكم تضرعا وخفية وذكر عبدا صالحا رضي الله فعله فقال اذ نادى ربه نداء خفيا انه لا يحب المعتدين بالدعاء او في غيره والاعتداء في الدعاء له صور كثيرة فقد يكون في الاداء وقد يكون في الطريقة وقد يكون في الالفاظ او في المعاني وسنذكر بعض الصور من الاعتداء في الدعاء الذي لا يحبه الله ولا يقبله ان تدعو لكافر الا يعذبه الله او الا يخلده في النار هذا من الاعتداء في الدعاء لان الله جل وعلا اخبرك فقال ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ان الذين كفروا باياتنا هم اصحاب المشأمة عليهم نار مؤصدة او ان تسأل الله سبحانه وتعالى الخلود الى يوم القيامة. فهذا من الاعتداء في الدعاء او ان تطلب الاطلاع على علم الغيب او ان تسأل العصمة من الخطأ والذنوب مطلقا فكل هذا من الابتلاء في الدعاء ان تسأل الله ما هو من قبيل المحال في العادة كأن تطلب من الله ان يرفع عنك لوازم البشرية فيطعمك ويسقيك من غير طعام ولا شراب او ان يمنحك ولدا من غير زواج او ان تسأل ثمرا من غير زرع او ان تسأل الله كما سأله الكفار مكة ان يعطيك جبلا من ذهب او يمطر عليك السماء ذهبا وفضة او ان تسأله ان تطير في الهواء من غير اسباب البشرية المعروفة. لذلك يعني كل هذا او ان تسأل النجاح من غير دراسة ومن غير كدح ولا بذل ولا بذل مجهود ايضا من من الاعتداء في الدعاء ان تعلق الدعاء على المشيئة اللهم اغفر لي ان شئت ان الله لا مكره له اعزم المسألة عند الدعاء. اذا دعا احدكم فليعزم المسألة ولا يقل اللهم ان شئت فاعطني فان الله لا مستكره له لا يقولن احدكم اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني ان شئت ليعزم المسألة فان الله لا مسك له من الاعتداء في الدعاء ان تدعو على من لا يستحق ان تدعو عليه لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدعو باثم او قطيعة رحم ومن صوري اللي اعددها في الدعاء ما جاء في قول هذا الاعرابي اللهم ارحمني وارحم محمدا ولا ترحم معنا احدا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لقد تحجرت واسعا من الاعتداء في الدعاء ان تدعو بمحرم شرعا كان تدعوه ان ييسر الله لك امرأة تزني بها او مالا تسرقه وان يعرف ان بعض الراقصات وبعض الفاجرات يزعمون انهم يدعون الله بين يدي الرقص والفجور ان ييسر لهم وان يسهل لهم وان يفعل بهم كذا وكذا اعتداء في الدعاء عندما يدعو العبد ربه بمحرم ايضا من الاعتداء في الدعاء ان تدعو الله بقلب لاه لابد ان تجمع قلبك على الله في الدعاء فان الله لا يقبل من صاحب القلب اللاهي العابث او المستهزئ او المعرض او الغافل اجمع قلبك على ربك عند الدعاء عند المسألة وادعوا الله وانت موقن بالاجابة ايضا من الاعتداء في الدعاء ان تدعو الله بما لا يصلح لك ان تسأله منازل الانبياء او ان تعطى خزائن الارض او ان يكشف لك عن الغيب كما قلنا كل هذا من الاعتداء في الدعاء الذي ينبغي ان نحتاط الا نتورط فيه الا نقع في مثله ايضا ذكر بعض اهل العلم التنطيط في الدعاء والتغني به. الذي يدعو يدعو وهو منكسر النفس ومنكسر القلب. لهج بالدعاء الى ربه. اما ان يفعل دعاه بتطريب وتنغيم وتلحين لعلها هذا من اسباب رد الدعاء وليس من اسباب قبوله. كانما كان قصده اعجاب الناس بصوته انه يقول اعجبوا من حسن صوتي ونحوه ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها وادعوه خوفا وطمعا. نهى الله سبحانه عن كل فساد قل او كثر بعد صلاح قل او كثر ولا تشركوا به جل جلاله نهي عن الشرك وسفك الدماء والهرج في الارض وامر بلزوم الشرائع بعد اصلاحها بعد ان اصلحها الله ببعثة الرسل وانزال الكتب وتقرير الشرائع وضوح ملة محمد صلى الله عليه وسلم فالذين يستوردون القوانين الوضعية لاحلالها محل الشريعة الاسلامية يفسدون في الارض بعد اصلاحها. الذين يستوردون سقافات ما انزل الله بها من سلطان يفسدون في الارض بعد اصلاحها ما انزل الله بذلك من سلطان ما ينبغي لهم ذلك فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم ايضا افساد البيئة من الافساد في الارض بعد اصلاحها فالتناهي عن مظاهر العدوان على البيئة بكل مكوناتها ومواجهة كل عدوان واقع او متوقع عليها. محافظة على حق الاجيال القادمة في العيش في بيئة نقية من التلوث بانواعه المختلفة وترشيد التقدم الصناعي والتقني لتلافي المخاطر والكوارث الذي تعم الجنس البشري بشعوبه كافة ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها وادعوه خوفا وطمعا. ان رحمة الله قريب من المحسنين ايضا التناهي عن دعوات التحلل الخلقي والتفسخ الاجتماعي بدعوى الحرية الفردية والتعاون على اشاعة القيم الفاضلة وبناء منظومة وطنية للاخلاق تتصدى لهجمة الانحلال الاخلاقي وتحيي ما وهن من روابط الرحم ووشائد القربى والتأكيد على حقوق الجيرة والاقربين واغاثة المحتاجين من الفقراء والمسنين وان ينابيع الحضارة الاسلامية في في ذلك ينابيع فياضة لا ينبغي ان تحرم البشرية من ورودها ولا ان يحال بينها وبين الانتفاع بها ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها وادعوه خوفا وطمعا خوفا من عذابه وطمعا في جنته ورضوانه ورحمته يدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين يظل العبد ما بين الخوف والرجاء يرجو رحمة الله ويخاف عذابه. يرجو رحمة الله ويخاف عذابه وادعوه خوفا وطمعا. ان رحمة الله قريب من المحسنين. لقد دخل النبي صلى الله سلم على شاب يجود بانفاسه في لحزاته الاخيرة فقال له كيف تجدك قال ارجو الله واخاف ذنوبي. فقال ما اجتمعا في قلب عبد في مثل هذا المقام الا اعطاه الله ما يرجو وامنه الله مما يخاف اخوتي واخواتي نكتفي بهذا القدر في هذه المحنة المحاضرة على امل اللقاء بكم في المحاضرة القادمة يوم الاثنين ان شاء الله. وحتى نلتقي استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته