المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه. ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات ما لنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي على محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما. اما بعد فان العلم افضل الاعمال واكمل الاحوال وبه تتم الامور وتدرك المطالب. والعلم ما دل عليه الدليل والنافع منه ما هو من قول عن الرسول. والعلم لا يدرك بمجرد الاماني ولا بالكسل او السعي الضعيف. ولا يدرك بسلوك غير طرقه وابوابه. وانما يدرك العلم بالجد اجتهاد في تقرير المسائل وتصويرها وتحريرها. وبمعرفة ادلته ومآخذه واصوله التي يرجع اليها. وبالمقابلة بين الاقوال المتباينة والمسائل المتعارضة. فان الحق عليه ادلة وبراهين وشواهد. يتميز بها عن ضده وبضدها اه تتبين الاشياء واعلم ان من اجل العلوم وافرادها واعظمها نفعا. علم الفقه الذي هو معرفة الاحكام الشرعية والفروعية بادلتها التفصيلية لانه مأخوذ عن كتاب الله وسنة رسول الله نصا او ظاهرا او استنباطا او تنبيها او قياسا او اعتبارا وهو نوعان نوع مجمع عليه وهو جمهور علم الفقه ولله الحمد. ونوع وقع فيه الخلاف بين اهل العلم خلاف مآخذهم وتباين استنباطاتهم. وان كانوا ولله الحمد قصدهم جميعا واحدا وهو ترجيح ما رجحه الكتاب والسنة وبهذا صاروا كلهم مأجورين على اجتهاداتهم. فالمصيب له اجران والمخطئ له اجر واحد. فخطؤه معفو عنه طابت الصواب اسباب منها حسن الفهم عن الله وعن رسوله ونور الفهم والذكاء وقوة الاخلاص والاستعانة بالله في الوصول الى الصواب عدم التعصب لما يقوله او يقوله من يعظمه. وسرعة الرجوع الى الحق عند اتضاح الصواب. والمقابلة بين الاقوال المتعارضة واستيعاب ما امكن من ادلة كل قول ومأخذه. ووزن الادلة والمأخذ بالموازين العادلة واصول الفقه المتفق عليها. لذا احببت ان اضع في هذا التعليق عدة مسائل من مسائل الفقه المختلف فيها بين العلماء. مما اشتهر به الخلاف وكان الخلاف فيها له اهمية واجعلها على صورة مناظرة بين المستعين بالله والمتوكل على الله. لان في جعلها على هذه الصورة فوائد كثيرة. لان ان في جعلها على هذه الصورة فوائد كثيرة. منها تيسر مأخذ القولين ووجودهما في محل واحد. وذلك من مقربات كالعلم ومنها التمرن على المناظرة والمباحثة التي هي من اكبر الوسائل لادراك العلم وثبوته وتنوعه. ومنها التمرن على الاستدلال والرجوع الى اصول المسائل اليسيرة للعبد ملكة تامة. يحسن معها الاستدلال والمناظرة والنظر. ومنها ان اذا الانسان نفسه سرعة قبول الحق اذا اتضح له صوابه وبان له ريحانه. ومنها ان يعلم ان الخلاف في مثل هذه المسائل بين اهل العلم لا يوجب القدح والعيب والذم بل كما قال بعضهم نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه بخلاف في حال الجاهل ضيق العطن الذي يرى ان من خالفه او خالف من يعظمه قد فعل اثما عظيما. وهو معذور بل ربما كان وابو معه فهذه حالة لا يرتضيها احد من اهل العلم. ونسأل الله العافية منها ومن كل ما لا يحبه الله ورسوله