المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله ثالثا مراسلات العلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي مع الشيخين صالح بن مرشد وسليمان رويشد رحمهما الله موجز لما اختصت به هذه المراسلات. اولا اشتملت على رسالة واحدة مطولة من الشيخ في السابع عشر من ذي القعدة سنة ست وستين وثلاثمائة والف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم. ثانيا اختصت بالسؤال عن بعض الفرق الضالة واهل الاهواء بل هو موقف السلف منهم ثالثا بسط العلامة ابن سعدي الرد وتوسع في الادلة. رابعا تعد من مهمات الرسائل في في معتقد السلف واشتملت على مختارات من النونية لابن القيم وغير ذلك. بسم الله الرحمن الرحيم. من المحب عبدالرحمن ناصر السعدي الى الاخوان الكرام صالح بن عمر بن مرشد وسليمان رويشد بن عبدالرحمن حفظهما المولى ووقاهما اسعدهما وتولاهما امين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مع السؤال عن صحتكم وصحة من لديكم. ارجو الله لنا لكم التوفيق وان يعفو عنا ويتم على الجميع نعمه ويدفع عنا وعنكم نقمه. في ابرك الساعات واسرها وصلني كتابكم والكريم فسر خاطري واقر ناظري حيث افاد عن صحتكم وانبأ ولله الحمد عن رغبتكم في البحوث العلمية التي هي ما صرف له العبد وقته فنسأل الله لنا ولكم علما نافعا. كان معلوما وصول الرسائل فلله الحمد. سررت ببحثكم عما في الارشاد في باب الردة في شأن الجهمية والخوارج ونحوهم. وانه حصل نوع اشكال في عبارات الكتاب المذكور في حكم تكفير فهمية وان المعروف في مذهب السلف تكفيرهم وتلك العبارات تنافي ما ذكر عن السلف. ومطلوب جنابكم الافادة عما ذكرنا هنا اخواني هذا هو الواجب اذا وقعت الاشكالات وجب التناصح وحصول التفاهم وذلك مصلحة للطرفين. لان الحقيقية للمؤمن الموفق طلب الحق واتباعه. لانصرة كلامه الذي لم يستند الى اصل شرعي ولا كلام غيره. الكلام على اما ذكر انما يتم بتوضيح كلامنا وتبيينه وبيان المراد منه. ثم نقل كلام الاصحاب واهل العلم في تكفير الجهمية اما المقام الاول فانا فسرنا الردة وحددناها بحد جامع يشمل جميع اقسامها. فقلنا في حد الكفر هو جحد ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم او جحد بعضه. هذا الحد قد ذكره ابن القيم. وهو من احسن الحدود واجمعها. فهو جامع ثم فصلنا ما يدخل في هذا الحد بعبارات جوامع. ومن جملة ما دخل في هذا الحد اهل البدع الذين بنوا بدعهم على جحد ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. وخصوصا الجهمية. فانهم جحدوا اصولا عظيمة من اصول الدين. جحدوا جميع ما وصف الله به نفسه في كتابه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم. وانكاره جميع الصفات ولم يثبتوا الا الاسماء الحسنى ومتعلقاتها واثارها ولم يثبتوا ما دلت عليه من الصفات. اثبتوا عليما بلا علم وبصيرا بلا بصر وسميع عن بلا سمع وبصيرا بلا بصر وقديرا بلا قدرة ورحيما بلا رحمة. الى اخر الصفات التي لا تكون الاسماء الحسنى حسنى الا بها ولا توجد الاثار والمتعلقات الا بها. وانكروا كلامه وتكلمه بكتبه. وزعموا انها مخلوقة وانكروا علوه واستواءه على خلقه وانكاره نزوله الى السماء الدنيا وحرفوا جميع ذلك وفسروها بغير مراد الله ورسوله. وانكروا رؤية الباري ولهم من البدع شيء كثير. وكل هذا جحد لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. اعظم واشنع من جحدك كثير من الامور المجمع عليها التي حكم العلماء بتكفير من جحدها. وكذلك الخوارج من الحرورية جحدوا احوالا كثيرة من اصول الاسلام. فلما دخل هؤلاء وهؤلاء وما اشبههم في هذا العموم. وذكرت دخولهم في الحد السابق لجحدهم ما جاء به الكتاب والسنة من الاصول العظيمة وتكذيبهم لها. وان مقالاتهم كفر استثنيت في مثل هؤلاء ذلك القيد. لاجمع بين حكم المطلق عليهم بالكفر باجمع بين الحكم المطلق عليهم بالكفر. وبين معاملة الصحابة للحرورية ومعاملة الائمة كالامام احمد وغيرهم للجهمية وعدم حكمهم على اولئك المعينين بالكفر. فقلت في هذا الاستثناء ولكن هذا قيد لابد منه فبينت فيه ان الصحابة رضي الله عنهم مع حكمهم على الخوارج بالضلال والمروق من الدين. لم يخرجوهم بذلك عن الاسلام بالكلية وكذلك الامام احمد وغيره من الائمة مع اطلاقهم القول في تكفير الجهمية النافين للصفات القائلين بخلق القرآن لم يخرجوا اولئك المعينين الذين واجهوهم بتلك المحنة الشنعاء عن الاسلام. بل الامام احمد في مطاوي المحنة طلب منه الناس الخروج فاولئك الائمة الممتحنين بالسيف وكان ينهاهم وكان في تلك الحال يخاطب المأمون والمعتصم بامير المؤمنين. وهم ما اعظم من امتحن الناس بخلق القرآن والزام مذهب الجهمية والزام مذهب الجهمية. وكذلك الائمة في وقته. وهذا امر معلوم لا يخفى على احد مع حكمهم رضي الله عنهم على تلك البدعة بالكفر. واطلاق بعض الائمة انهم لا يعدون من الثلاث والسبعين فرقة فصرحت بما عليه هؤلاء الائمة. حيث اطلقت الكلام فيهم اولا وادخلتهم في جملة المنكرين الجاحدين لما جاء به الكتاب والسنة وقيدت ذلك القيد لابين مأخذ اولئك الائمة في معاملة المعينين. ثم انه لما كان للعلماء من اصحابنا وغيرهم في الحكم على الجهمية خلاف معروف في صفة تكفيرهم. فمن مطلق عليهم الكفر على وجه العموم. كالفخر نعيل ابن تيمية وغيره ومن مطلق عليهم عدم الكفر وعدم الخروج من الاسلام والخلود. كالموفق وغيره. ومن مفصل في ذلك المجد ابن تيمية. حيث قال بتكفير الداعية منهم وتفسيق المقلدة. وحكاه بعض المتأخرين هو المذهب. ومن مفصل تفصيلا احسن من ذلك مبينا على الاصول الصحيحة فيهم كابن القيم وكذلك شيخ الاسلام. وهو انهم يتفاوتون في الحكم عليهم المعاند له حال وهو التكفير الذي لا شك فيه. غير المعاند اما فاسق واما ضال. وهذا التفصيل الذي صرح به ابن واضحا في النونية هو القول الذي اخترناه حيث ذكرت تفصيل احوالهم في اخر هذا القيد فقلت القول الفصل في امثال هؤلاء المبتدعة المخالفين لما ثبتت به النصوص الصريحة الصحيحة انهم في هذا الباب انواع. من كان منهم عارفا بان ان بدعته مخالفة للكتاب والسنة. فتبعها ونبذ الكتاب والسنة وراء ظهره. وشاق الله ورسوله من بعد ما تبين فله الحق فهذا لا شك في تكفيره. ثم ذكرت بقية الاقسام التي ذكر مضمونها ابن القيم في الكافية الشافية. في فصل في الرد عليه في تكفيرهم اهل العلم والايمان. وذكر انقسامهم الى اهل الجهل والتفريط والبدع والكفران. ثم ذكر هذه الاقسام التي صرحنا ما فيهم فهذا القول الذي ذكرنا اقسامه احسن من القول الذي حكاه المجد. ان داعيتهم يكفر ومقلدهم يفسق. فانه لا ينطبق على الاصول الشرعية ولا معاملة الامام احمد وغيره من الائمة لهم. فانه لا اعظم داعية من المأموم والمعتصم دعوا اليه قولا وفعلا واجبارا عليه بالقتل والضرب والحبس والتشريد. وقطع الارزاق وغيرها من انواع الدعايات ومعلومة مخاطبة الامام احمد وغيره من الائمة لهم. ولكن القول الذي ينبني على الاصول الصحيحة وذلك القول الذي صرح به ابن القيم وذكره الشيخ تقي الدين في عدة مواضع من كلامه وهو ان المعاند منهم كافر سواء كان من الدعاة ام من غير الدعاة لم يكن معاندا فهو اما فاسق واما ضال له حكم دون الفاسق. وذلك بحسب ما قصروا فيه من الواجبات. او تجرأوا عليه من التعدي على اهل السنة والمخالفات. والحاصل ان معنى ما ذكرته في هذه الرسالة اجمالا. اني ذكرت اولا انهم داخلون في الكفار المكذبين لما جاء به الكتاب والسنة. ثم ذكرت فيهم في حال معاملة الصحابة والتابعين والائمة. المعينين الذين نشروا فتنتهم عن الاسلام لتأويلهم. ثم ذكرت اخرا حاصل الكلام فيهم. وذلك التفصيل الذي يأتي على جميعهم ونصرت هذا قول الذي نصره قبلي هؤلاء الائمة الذين ذكرت وهو الحق الذي اعتقده فيهم وفي امثالهم من اهل البدع. ومع ذلك فلو ظهر لي بعد هذا دليل وبرهان يجب المصير اليه. يخالف هذا الرأي لرجوت الله تعالى ان يوفقني لاتباع ما ظهر برهانه. وهو الواجب علي وعلى غيري هذا ما يتعلق بتوضيح وتفسير ما ذكرته في الرسالة. المقام الثاني في نقل كلام العلماء في الجهمية ونحو فقال في المنتهى وشرحه في باب شروط من تقبل شهادته فلا تقبل شهادة فاسق بفعل كذاب وديوث او باعتقاد قلد في خلق القرآن او نفي الرؤية او الرفض او التجهم ونحوه. كمقلد في التجسيم وما يعتقده الخوارج والقدرية ونحو ويكفر مجتهدهم اي مجتهد القائلين بخلق القرآن ونحوهم. ممن خالف ما عليه اهل السنة والجماعة الداعية قال في الفصول في الكفاءة في جهمية وواقفية وحرورية وقدرية ورافضية. ان ناظر ودعا كفر والا لم يفسق. لان احمد قال يسمع حديثه ويصلى خلفه قال وعندي ان عامة المبتدعة فسقة كعامة اهل الكتاب كفار جهلهم. والصحيح لا كفر لان احمد اجاز الرواية عن الحرورية والخوارج. وقال في الاقناع وشرحه فلا تقبل شهادة فاسق من من جهة الافعال او الاعتقاد ولو تدين به. فلو قلد بخلق القرآن او نفي الرؤية او الرفض او التجهم ونحوه كالتجسيم وخلق عبد افعاله فلو قلد بخلق القرآن او نفي الرؤية او الرفض او التجهم ونحوه كالتجسيم وخلق العبد افعاله فسق مجتهدهم الداعية. قال المجد الصحيح ان كل بدعة كفرنا فيها الداعية فانا نفسق المقلد فيها. كمن يقول بخلق القرآن او بان الفاظنا به مخلوقة او ان علم الله سبحانه مخلوق او ان اسمائه مخلوقة او انه لا يرى في الاخرة او يسب الصحابة تدينا او ان الايمان مجرد الاعتقاد وما اشبه ذلك فمن كان عالما في شيء من هذه البدع يدعو اليه ويناظر عليه فهو محكوم بكفره. ونص احمد على ذلك في مواضع انتهى واختار الموفق لا يكفر مجتهدهم الداعية في رسالته الى صاحب التلخيص لقول احمد للمعتصم يا امير المؤمنين انتهى كلام الاقناع وشرحه. رسالة الموفق التي اشار اليها صاحب الاقناع لصاحب التلخيص. ذكرها في الطبقات بطولها. وذكرت في مقدمة الطبعة الهندية للمنتقى. وهي رسالة حسنة. وقال في الانصاف فائدة. من قلد في خلق القرآن او نفى الرؤية ونحوهما فسق على الصحيح من المذهب. وعليه جماهير الاصحاب. قال في الفروع اختاره الاكثر. قاله في واضح وعنه يكفر المجتهد وعنه فيه لا يكفر. اختاره المصنف. يعني الموفق في رسالته الى صاحب التلخيص لقوله يا احمد للمعتصم يا امير المؤمنين. وقال يعقوب الدورقي في من يقول القرآن مخلوق. كنت لا اكفره حتى قرأت انزله بعلمه وغيرها. فمن زعم انه لا يدري علم الله مخلوق ام لا كفر. وقال في الفصول في الكفاءة في جهمية وواقفية تين وحرورية. ان عامة المبتدعة فسقة كعامة اهل الكتابين كفار مع جهلهم. قال والصحيح لا كفر لان احمد اجاز الرواية عن الحرورية والخوارج. ثم ذكر كلاما نحو هذا وذكر كلام المجد السابق. وهذه العبارات وان كان فيها نوع تكرار ليعرف ان كلام الاصحاب متقارب في هذه المسألة. وكذلك قال في الفروع ومن قلد في القول بخلق القرآن ونفي الرؤية ونحوها فسق. ذكره في الواضح واختاره الاكثرون. ثم ذكروا نحو ما سبق وقال ابن القيم في الكافية الشافية فصل في الرد عليهم في تكفيرهم اهل العلم والايمان وذكر انقسامهم الى اهل الجهل والتفريط والبدع والكفران. ومن العجائب انكم كفرتم اهل الحديث وشيعة القرآن. لكننا نأتي حكم عادل فيهم لاجل مخافة الرحمن. فاسمع اذا يا منصفا حكميهما. وانظر اذا هل توي الحكمان هم عندنا قسمان اهل جهالة وذوي العناد وذلك القسمان. جمع وفرق بين نوعيهم هما في بدعة لا شك يجتمعان وذوي العناد فاهل كفر ظاهر والجاهلون فانهم نوعان. متمكنون من الهدى او العلم بالاسباب ذات اليسر والامكان. لكن الى ارض الجهالة اخلد. واستسهلوا التقليد كالعميان. لم يبذلوا المقدور في ادراكهم للحق تهوينا بهذا الشأن. فهم الاولى لا شك في تفسيقهم. والكفر فيه عندنا قول ثاني. والوقف عندي فيهم لست الذي بالكفر انعتهم ولا الايمان. والله اعلم بالبطانة منهم. ولنا طهارة حلة الاعلان لكنهم مستوجبون عقابه قطعا لاجل البغي والعدوان الى ان قال والاخرون كاهل عاجز عن بلوغ الحق مع قصد ومع ايمان. بالله ثم رسوله ولقائه وهم اذا ميزتهم وهم اذا ميزتهم ضربان. قوم دهاهم حسن ظنهم بما قالته اشياخ ذوو اسناني ديانة في الناس لم يجدوا سوى اقوالهم فرضوا بها باماني. لو يقدرون على الهدى لم يرتضوا بدلا به من قائل البهتان فاولئك معذورون ان لم يظلموا ويكفروا بالجهل والعدوان والاخرون فطالبون الحق ولكن صدهم عن علمه شيئان مع بحثهم ومصنفات قصدهم منها وصولهم الى العرفان احداهما طلب الحقائق من سوى ابوابها متسوري الجدران وسلوك طرق غير موصلة الى درك اليقين ومطلع الايمان. فتشابهت تلك الامور عليهم مثل اشتباه الطرق بالحيران فاضلهم حيارى كلهم. في التيه يقرع ناجز الندمان. الى ان قال انظر الى احكامهم فينا لاجل خلافهم اذ قاده الوحيان هل يستوي الحكمان عند الله او عند الرسول وعند ذي الايمان؟ الكفر حق ثم رسوله بالنص يثبت لا بقول فلان. من كان رب العالمين وعبده قد كفراه فذاك ذو الكفر الى اخر ما قال رحمه الله ولشيخ الاسلام كلام نحو هذا في عدة مواضع متفرقة في كتبه. فهذا كلام كما ترى في الجهمية ونحوهم او في غيره بعض الاشكالات. فنبهنا عليها فانا نحب ذلك. وقد كتب الينا بعض الاصحاب في مسألة من هذا الكتاب. وهو عن قولنا في الماء المتغير بالنجاسة. انه نجس بالكتاب والسنة والاجماع اشكل قولنا في الكتاب وقال ان القرآن ليس فيه ذكر الماء المتغير فاجبته بان كثيرا من اهل العلم لا يشعر بدلالة بالكتاب على ذلك لخفاء الدلالة. ولكن نص الامام احمد بنفسه على ذلك فانه سئل رضي الله عنه عن الماء غير كيف تقول بنجاسته والاحاديث في ذلك ضعيفة؟ وهل الاعتماد فقط على الاجماع؟ فاجاب بانه مذكور في القرآن في قوله تعالى حرمت عليكم الميتة والدم. الاية ووجه ذلك انه اذا وقعت هذه الاشياء الخبيثة في الماء ظهر لونها او طعمها او ريحها فيه فقد تناولها التحريم والخبث. وقد منع الله منها فتكون نجسة خبيثة. واذا لم يظهر في الماء لها وصف من هذه الاوصاف فالماء باق بحاله كالخمر اذا خالط الماء وظهرت اثاره فيه فهو خمر. واذا محل في الماء لم يكن خمرا. نقل هذا عن الامام احمد شيخ الاسلام ابن تيمية. وهو في المجلد الثاني من الفتاوى. اظنه في نمرة مئة وبضع وثلاثين من المجلد الاول المذكور. وذكره في موضع اخر لا احفظه. المقصود يا اخواني نحن مستعدون وممنونون من التنبيه والانتقاد لما في ذلك من الفوائد والمصالح. فان من فوائد ذلك ان هذا هو المشروع وهذا طريق اهل العلم واما السكوت عما ترى فيه انتقاد او تراه مشكلا فليس من طريقة اهل العلم. ومنها ان فيه فتحا لباب الفائدة في حق المنبه والمنتبه لان المنتبه ان كان خافيا عليه بين له او مشتبها عليه وضح له. وكذلك المنبه فكم حصل المعلمين والمؤلفين والكاتبين من المتعلمين والمنتقدين تنبيهات وازالة اشكالات انتفعوا بها ونفعوا غيرهم. والحق اقوى العلم اذا وصل اليك ولو من احاد الطلبة وادنى المتعلمين فهو نعمة من الله عليك وهو الحق الذي هو اكبر من كل احد الذي يجب على كل احد الخضوع له على يد اي شخص كان. فكيف اذا حصل على يد ناصح او مسترشد؟ ومنها ان بها المذكورة هو الواجب وهو الدين. لان الدين النصيحة. واما من رأى الانتقاد والاشكال فلم ينبه قائله من نصيحة ولم استرشد فانه ترك النصيحة وربما شوش على غيره. وهذا خلاف ما يجب على اهل العلم. ومنها ان في الانتقادات الاشكالات والمعارضات تمرين النفس على البحوث النافعة. وتمرينها ايضا مع ذلك على سرعة قبول الحق والانقياد له. ولكل شيء سبب. ونسأل الله تعالى ان يمن علينا وعليكم بسلوك اقرب الطرق الموصلة اليه. والى ما يحبه ويرضاه. مطلوبكم هم نقل شرح توحيد الانبياء والمرسلين وارساله اليكم ففي طرفنا النساخ قليلون. واذا اراد الواحد ينسخ رسالة مختصرة ما لقي احدا. ولكن يصلكم ومعه حاشية التوحيد عن يد الشيخ عبد الله العبدالعزيز بن عقيل. تنقلونه بطرفكم ان شاء الله بعد هذا ترسلونهن من حين يكمل. لان ما عندنا لهن نظاير. هذا ما لزم ما بيدي لكم من اللازم. بلغوا المشايخ وجميع المحبين ومنا الاخوان وجميع الاصحاب بخير وعافية. والله يحفظكم ويتولاكم برعايته