المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله رسالة العلامة عبدالرحمن السعدي الى الشيخ عبدالرحمن الدوسري رحمهما الله تعالى فيها اجابة عن مسائل متفرقة حول احاديث الدجال ومسألة العرش والاستواء والصفات وعن الشيطان وغسل الانجاس بسم الله الرحمن الرحيم من عنيزة في رمضان سنة سبع وستين وثلاثمائة والف من الهجرة الى الكويت من المحب عبدالرحمن ناصر بن سعدي بجناب الاخ الفاضل عبدالرحمن بن محمد الدوسري المحترم حفظه الله من كل مكروه امين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع السؤال عن صحتكم ارجو ان يتم عليكم نعمه الظاهرة والباطنة بابرك الساعات واسعدها وصلنا كتابكم المحرر. في الرابع والعشرين من شعبان تلوناه مسرورين بصحتكم وبصرف همتكم الى الاعتناء بالمسائل النافعة ولا ريب ان هذه الهمة وهذا العمل هو خير عمل يشغل به العبد نفسه وخصوصا في هذا الوقت الذي قل فيه الاعتناء بالعلوم النافعة تبدل فيه اكثر الناس علوما ضارة او غير نافعة نرجو الله اللطف كتابكم المكرم احتوى على عدة اشكالات وقصدكم ومطلبكم حلها اما احاديث الدجال فهي احاديث صحيحة في الصحيحين وغيرها وهي من عقائد اهل السنة والجماعة بثبوت النصوص بها قد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بوصفين وهما انه اعور ومكتوب بين عينيه كافر يقرأها كل مؤمن كاتب وغير كاتب. والحديث في الصحيحين في البخاري ومسلم. وانما وصفه صلى الله عليه وسلم بهذين الوصفين لانهما من اوضح الاوصاف على كذبه في دعواه الربوبية قد افصح النبي صلى الله عليه وسلم بذلك غاية الافصاح. فقال انه اعور وان ربكم ليس باعور ان جميع المؤمنين متقرر في قلوبهم عظمة الرب وانه منزه عن كل وصف قبيح وعن كل نقص وما معه من الخوارق للعادة الموجبة للفتنة لولا بيان النبي صلى الله عليه وسلم هذا البيان الذي يشترك في علمه كل مؤمن لخشي من كثرة المفتتنين به ولكنه صلى الله عليه وسلم ارشد كل احد الى هذا الوصف البسيط الذي من رآه فيه لم يشك ولم يحتر ان انه كذاب. والوصف الثاني وصفه بانه مكتوب بين عينيه كافر على هذا الوصف كاف فاء راء وذلك لطف من الله بعباده المؤمنين. وتثبيت لهم على الايمان ومن عرف ما يعتري كثيرا من الناس عند خوارق العادات والتمويهات وان القلوب تتغير سريعا عن عقائدها. ويتزلزل ايمانها الا بامر قوي عظيم. يزيل عنها ما يعرض له عند ورود الشبهات اعترف بان وصفه صلى الله عليه وسلم للدجال بهذا الوصف من كمال ارشاده وتمام نصحه حيث ذاكر اوصافا لا يختص بها اهل العلم بل يشترك فيها خواص المؤمنين وعوامهم رحمة من الله بهم واحسانا فله الحمد واما الحديث الذي ذكرت في كتاب السنة عن ابي رزين قال قلت يا رسول الله واما الحديث الذي ذكرت في كتاب السنة عن ابي رزين قال قلت يا رسول الله اين كان ربنا قبل ان يخلق خلقه قال كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء ثم خلق عرشه على الماء فالحديث رواه الترمذي وقال في تفسيره كان ربنا في عماء قال يزيد ابن هارون العماء اي ليس معه شيء كيف يكون موافقا لحديث عمران ابن حصين الذي رواه البخاري وفيه وكان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء وقال بعضهم في قوله ما فوقه هواء وما تحته هواء انه كناية عن انه ليس معه شيء هذا على تقدير صحته والا الحديث اختلف المتحف ومن صححه فهذا فهذا ما قاله اهل العلم فيه ومن ضعفه سقط الاحتجاج به والذي دلت عليه النصوص الكثيرة واجمع عليه سلف الامة وائمتها ان الله لم يزل فعالا لما يريد وان جميع الحوادث والاعيان والاوصاف مخلوقة لله تعالى حادثة بعد ان لم تكن. فالله تعالى هو الاول الذي ليس قبله شيء واما المخلوقات فما من مخلوق الا وقبله مخلوق. الله تعالى في كل وقت من الاوقات الماضية التي لا منتهى لحدها ولا لعدها يحدث ما يشاء ان يحدثه من مخلوقاته كما انه لا يزال يحدث ما يشاء في الازمان المستقبلة التي لا نهاية لها فان من وصفه اللازم الذي لا ينفك منه انه كل يوم هو في شأن وانه فعال لما يريد. وانه لم يزل ولا يزال خالقا محسنا بارا رحيما واما ما ذكرت من الاثار المذكورة في كتاب السنة لعبدالله بن الامام احمد رضي الله عنهما من قوله في الصحيفة الخامسة الرحمن على العرش استوى فهل يكون الاستواء الا بجلوس الصفحة السادسة والثلاثين بعد المئة عن كعب انه كان يكره ان يجامع الرجل جاريته او زوجته في السفينة ويقول انها تجري على كف الرحمن واول هذا الامر حدثني ابو عبدالله يريد بذلك اباه احمد رحمه الله. وقوله في الصفحة الحادية والاربعين بعد المئة حديثا رواه الامام احمد وعبد الاعلى بن حماد القرشي قال حدثنا عبدالرحمن بن وهن قال حدثنا سفيان عن ابي اسحاق عن عبدالله بن خليفة عن عمر قال اذا جلس الرب على الكرسي طمع له قطيط كقطيط الرحل الجديد وما رواه عن ابي ابن كعب لا تسبوا الريح فانها من نفس الرحمن وفيه عن عكرمة قال ان الله لم يمس بيده شيئا الا ثلاثا. خلق الله ادم بيده وغرس الجنة بيده وكتب التوراة بيده والحديث الصحيح فيه وفي غيره ان الله خلق ادم على صورته هذه الاثار وما اشبهها بعضها صحيح كالحديث الاخير وبعضها متكلم فيه من جهة اسناده وصحته كبقية المذكورات وكتاب السنة لعبدالله بن الامام احمد فيه احاديث صحيحة واحاديث ضعيفة في العقائد والاحكام وغيرها ولكن استشكالكم انما هو مما في هذه الاثار في ذكر صفات الله والتصريح بالجلوس في مسألة الاستواء وانه لم يمس بيده شيئا الا ثلاثا فهذه التصريحات يزول الاشكال عنها اذا بنيت على الاصل الثابت في الكتاب والسنة واجماع سلف الامة ان الله تعالى ليس كمثله شيء وانه يجب اثبات جميع ما ورد في الكتاب والسنة من صفات الباري وافعاله الثابتة على وجه يليق بعظمة الباري وان الكلام على الصفات المعنوية والفعلية يتبع الكلام على الذات. فكما اجمع الناس على ان لله ذاتا لا تشبهها الذوات فله تعالى صفات لا تشبهها الصفات كما اننا نثبت لله العلم والقدرة والرحمة والحكمة ونحوها من الصفات ونعلم انها صفات ونعلم انها صفات عظيمة لا تشبهها صفات خلقه لا علمهم ولا قدرتهم ولا رحمتهم ولا حكمتهم فكذلك نثبت انه استوى على عرشه استواء يليق بجلاله سواء فسر ذلك بالارتفاع او بعلوه على عرشه او اقرار او بالجلوس هذه التفاسير واردة عن السلف فنثبت لله على وجه لا يماثله ولا يشابهه فيها احد ولا محذور في ذلك اذا قررنا بهذا الاثبات نفيا مماثلة المخلوقات ومثل ذلك خلق الله بيديه لادم. وغرسه جنة عدن بيده وكتبه التوراة بيده. فلا محظور في اثبات هذه المعاني على وجه يليق بعظمة المولى بذلك حصل الشرف لادم ولجنة عدن على سائر الجنان كذلك التوراة ثبتت لها هذه الفضيلة. وان كان القرآن افضل الكتب واجلها فانه تميز عن الكتب طائلة كثيرة جدا والمقصود ان اثبات مثل هذه التفاصيل في حق الباري لا محظور فيها فانه الكامل الكمال المطلق الذي اذا اراد شيئا فعله وجميع اوصافه وافعاله كمال لا نقص فيها ولا مماثلة لاحد من خلقه فعلينا ان نثبت المعنى المعلوم وان نسكت عن الكيفية. ونجعل الطريق في ذلك كما قال الامام ما لك الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به اي بانه استوى واجب تقال عنه اي عن الكيفية بدعة كما قال الامام محمد بن الفضل البلخي بمن سأله عن كيفية نزول الرب فقال يا هذا انا لا نعرف من انباء الغيب الا مقدار ما كشف لنا قد اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انه ينزل الى سماء الدنيا ولم يخبرنا كيف ينزل. اي فنقول ينزل كما يشاء ايها اللوازم التي تخطر في قلوب بعض الناس في اثبات الصفات انها توجب التشبيه نعلم انها غلط ان هذه اللوازم بحسب ما فهمه هو من صفات المخلوقين والرب تعالى لا مثيل له ولا شبيه في جميع نعوته وبالمشي على القاعدة المذكورة هي ان الكلام على الصفات يتبع الكلام على الذات كما ان لله ذاتا لا تشبهها الذوات فله صفات لا تشبهها الصفات وعلى القاعدة الاخرى وهو انه كل ما ثبت في الكتاب والسنة من صفات الباري وافعاله فعلينا ان نقف على نص الكتاب والسنة والا نتعرض للكيفية. وان نعلم ان الله ليس كمثله شيء في جميع نعوته بذلك يهون علينا اذا سمعنا الحديث الصحيح ان الله خلق ادم على صورته او سورة الرحمن ان نقف حيث وقفنا ان نقف حيث وقفنا الشارع وان نعلم باخبار الله عن نفسه انه ليس كمثله شيء في ذاته واسمائه وصفاته وافعاله فكما ان المخلوقات كلها لها وجود. وليس وجودها يشبه او يماثل وجود الله ولها اسماء واوصاف وافعال وليست اسماؤها واوصافها وافعالها تشابه وتماثل اسماء الله وصفاته وافعاله فكل ما ثبت من الكتاب والسنة من ذلك او عن الصحابة فالواجب اثباته ان كان مثبتا او نفيه ان كان منفيا ولكن الاثر المذكور عن كعب انه كان يكره ان يجامع الرجل جاريته او زوجته في السفينة الى اخره في صحته وثبوته نظر ولو قدر ثبوته لم يكن اعظم من قوله تعالى تجري باعيننا اي تجري منا بمسمع وبحفظ وكلاءة وحراسة وعناية منه لعباده فمعناها المفهوم واضح لا اشكال فيه وكثير من المنقولات عن كعب الاحبار رحمه الله فيها كذب كثير وخصوصا الاسرائيليات وقد تساهل كثير من اهل العلم في نقلها في التفسير والقصص ونحوها وهي وامثالها من المنقولات الاسرائيلية ثلاثة انواع ما علمنا صدقه من شرعنا صدقناه وما علمنا كذبه يجب تكذيبه وما لم نعلم فيه واحدا من الامرين وجب علينا التوقف فيه واما سؤالكم هل الشيطان المغوي لابن ادم والمنظر والمنظر من قبل رب العالمين الى يوم الدين شيطان واحد كملك الموت ام عدة شياطين فالشيطان المنظر الى يوم الدين قد دل الكتاب والسنة والاجماع انه واحد. وهو ابليس الذي لعنه الله وطرده حين ابى ان يسجد لادم وحلف بعزة الله انه لا يزال يغوي ما يقدر عليه من المكلفين ولكن له جنود من شياطين الانس وشياطين الجن يبثهم في اغواء بني ادم. وفي الوسوسة في صدور الانس والجن والمشهور عند العلماء ان شياطين الجن بل الجن كلهم من ذريته. ويدل على ذلك قوله تعالى افتتخذون وذريته اولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا فكما ان ملك الموت واحد ومعه ملائكة اعوان له على عمله كذلك الشيطان وهو ابليس واحد وله اعوان يبثهم في اغواء الخلق واما صفة تناكح الشياطين فهذا لم يرد في الكتاب والسنة فعلى العبد التوقف في ذلك هم عالم اخر ليسوا من جنس الادميين في اوصافهم وهيئاتهم ولا في مطاعمهم ومشاربهم ولكنهم مكلفون مثابون ومعاقبون واحكامهم كثيرة قد ذكرها العلماء في كتبهم واما سؤالكم عن استدلال الفقهاء رحمهم الله بحديث ابن عمر رضي الله عنهما امرنا بغسل الانجاس سبعة فالحديث لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا اصح الاقوال والروايات عن الامام احمد في تغسيل النجاسات انه اذا زالت النجاسة عن البدن او الثوب او البقعة او الاناء ونحو ذلك انه يطهر ولا يشترط عدد معين الا ما ثبت فيه العدد. وهو نجاسة الكلب. يغسل سبع احداهن بالتراب. كما صح به الحديث والحق به العلماء الخنزير قالوا لانه شر منه. والله اعلم وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم