المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الرسالة السادسة في الرد على مسائل متفرقة بسم الله الرحمن الرحيم اذ القعدة سنة سبعين وثلاثمائة والف من الهجرة. جناب الاخ الفاضل محمد السليمان الجراح حفظه الله امين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعده قد وصلني كتابك رقم ثلاثة عشر من ذي القعدة سررت بصحتكم وكان معلوما وصول كتابنا وان مرادكم السؤال عن تفسير كيفية حمل السماوات والارض والجبال الامانة وهل هي على ظاهرها ام انها على حسب بعض التأويلات التي اشرتم اليها فاعلم اطال الله بقاءك على طاعته ان التأويلات التي اشرتم اليها ليس فيها شيء يجب او يجوز الرجوع اليه لانها خلاف الظاهر ولا داعي لها ولا ثم موجب للعدول الى الظاهر وليس كوننا لم نفهم كيفية توجيه الخطاب اليها ما يوجب ان نعدل الى الحقيقة ان خطاب الله تعالى للمخلوقات غير الادميين من حيوانات وجمادات تسبيحها بحمد ربها امر لا شك في وقوعه وهو على ظاهره ولا يتوقف العدول عن الظاهر على فهمنا معنى خطابها وجوابها وتسبيحها قال تعالى وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم. فهذه كذلك بل هي فرض من افراد ذلك فانه كما قال بعض السلف انا لا نعرف من انباء الغيب الا مقدار ما كشف لنا. وبين لنا الله ورسوله فاستدراكنا على الله ورسوله خلاف الواجب وخلاف الادب مع الله ورسوله فالامانة التي هي التكليف قد عرضها الله على السماوات والارض والجبال قد عرضها الله على السماوات والارض والجبال عرضا ولم يلزمها به الزاما. فاختارت العافية والا تتعرض لامر ما تدري هل تقوم به او لا ثمان هذه الامانة حملها الانسان. فالاثار المذكورة في كتب التفسير عن خطاب الله لادم. في عرض الامانة الله اعلم بصحتها ولكن الحمل والتحميل الذي لا شك فيه وان الله لما اهبط ادم من الجنة هو وزوجته وعدوه قال لهم فاما يأتينكم مني هدى اي كتب منزلة ورسل مرسلة فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ثم ان الله تعالى انزل هذه الامانة في كتبه وبعث بها رسله وامر المكلفين بالقيام بها والتزامها القيام بها حق القيام يتوقف على علم كامل وعدل وقوة في الدين كاملة والانسان من حيث هو موصوف بوصفين الجهل والظلم انه كان ظلوما جهولا ففي هذا بيان ان جهله وظلمه كل منهما فكيف اذا اجتمع مانع يمنع من القيام بحق هذه الامانة يعني فيحق لك ايها العبد المكلف ان تسعى لازالة هذين الوصفين بكل ما تقدر عليه وتستعين بالله على ذلك وتتوكل عليه مع انك بصدد العجز والضعف فيكون في هذا دلالة على عظيم فيكون في هذا دلالة على تعظيم هذه الامانة الكبرى انه يجب العناية بها والاهتمام بشأنها. والاستعانة بالله عليها وبذل المجهود في تحقيقها وانها حمل ثقيل وخطر كبير طافت منه هذه المخلوقات العظيمة حملته ايها الانسان الضعيف وهذا المعنى هو المقصود من سياق هذه الايات ولهذا رتب عليه جزاء القائمين بها والمضيعين لها في قوله ليعذب الله المنافقين والمنافقات الى اخر السورة اما سؤالكم عن امرأة لم تحج فرضها ولم تجد محرما الذي نرى منعها كما هو المذهب وكما هو ظاهر الادلة الشرعية ولا نرى الافتاء لها ان تحج مع جماعة النساء ومن كان من اهل المدينة واراد ان يذهب من طريق الجحفة او طريق الضريبة فالاصحاب جوزوا ذلك ولو كان قصده الترفه والتوسع بان لا يلزمه الاحرام مع الحليفة البعيد عن مكة وهو ظاهر الادلة وخصوصا وقد علمنا ان ترتيب هذه المواقيت لاهل الاقطار كل ذلك لاجل السهولة على كل احد. وباب الرخص والتسهيلات يكون العبد فيه مخير يختار فيه ما هو اسهل له والذي نرى ان جميع الحاج يجوز لهم الجمع والقصر في عرفة ومزدلفة ومنى اهل الاقطار واهل مكة لانه صلى الله عليه وسلم صلى بالناس كلهم في عرفة ومزدلفة فجمع وقصر الرباعية ولان الصواب ان السفر لا يحد بيومين بل ما حمل له الزاد والمزاد. والحج كذلك بل ابلغ لما فيه من كثرة المشاق قا كذلك نرى الافتاء في المذهب في من حلق او ذبح قبل الرمي لما مر عليكم انه كثرت الاسئلة على النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الامور وما سئل يومئذ عن شيء قدم ولا اخر الا قال افعل ولا حرج واما قول السائل لم اشعر فحلقت قبل ان ارمي. فهي من كلام السائل لا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم. فاطلاق الجواب من دون تفصيل وتفريق بين المتعمد والجاهل والناس يدل على جواز ذلك بلغ سلام الوالد وابا عبدالمحسن وجميع العيال ومنا العيال يسلمون. محبك عبدالرحمن الناصر السعدي