المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الرسالة التاسعة عشرة اخبار متفرقة نصائح في طلب العلم والتعليم والصبر على ذلك. بسم الله الرحمن الرحيم في السابع من جمادى الاولى سنة ثلاث وستين وثلاثمائة والف من الهجرة من المحب المشفق عبدالرحمن الناصر السعدي الى الولد الشفيق المكرم عبدالله العبدالعزيز العقيل المحترم حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام مع السؤال عن صحتكم. لا زلتم بخير وسرور. صحتنا مع العيال تسركم. ارجو الله يتم نعمه على الجميع. في ابرك ساعة وصلني كتابك المؤرخ في الثاني عشر من ربيع الاخر تلوته مسرورا بصحتك والى اخره كان معلوما. وهو كتاب مختصر خلاف عادتك في الشرح. وتفصيل ما تراه لكنك حولتنا على كتاب سابق تذكر انه مع عبيد الخزيم غفره الله غفر الله له الى الان لم يصل الكتاب المشار اليه وتذكر ضمنها اسئلة بوصوله ان شاء الله نرد لكم جوابهن. اما مسودات الخطب فقد ذكر لي عبدالله المحمد ارسالها من مدة طويلة ربما انها قد وصلت يسر الله ذلك واقر العين بالاجتماع بكم بمنه وكرمه. الاخوة الطلبة على ترتيبهم السابق الاستمرار حاصل والتجرد المطلوب ممن لا عذر لهم مفقود. ونرجو الله للجميع ان يسلك بنا وبكم اقرب الطرق الموصلة الى ما يحبه و ويرضاه وان ينمي ارادة الخير ويبارك في العمل ومن الاسباب المعوقة عن الاقبال بالكلية على العلم من بعض المحصلين اشتغال كثير منهم بالاسباب الدنيوية لانها تأخذ جمهور وقت الانسان. ولهذا نفرح منهم ونغتنم الاستمرار ولو على وزن ولو على وجه ضعيف. ومع ذلك فاننا اذا رأينا اشتغالاتهم في الوطن هنا الامر على الاشتغال باوطان اخر تمنع الاشتغال بالعلم بالكلية. المجاراة على حسب الاصول وتشجيع كل احد بحسبه وتيسير امور. ولهذا في هذه الاوقات يتعين على كل من عنده علم ان ينشره بحسب قدرته ويلقيه على الناس على اختلاف طبقاتهم من طلبة وعوام وخواص على قدر ما تسنح الفرصة. فلو جرى اهل العلم هذا المجرى لحصل خير كثير. فما لا يدرك كله لا يترك كله. ولا ينبغي لهم ان يملكهم اليأس ويعتذروا بكسل وليقتضوا بمعلم الخير وامام الخلق صلوات الله وسلامه عليه فانه ما زال يدعو الخلق في جميع الاوقات ويكرر الدعوة مع اعراض المدعوين ومعارضتهم. ويدعو الى سبيل ربه بالتي هي احسن. ولا يمل ولا يسأم من الدعوة والتعليم سواء وافق اقبالا من الناس ونجاحا او صادف نفورا واعراضا. هذا حاله مع الاعداء المكذبين فكيف لا يكون اهل العلم هكذا مع اخوانهم المسلمين؟ يساعدون مقبلهم ويذكرون غافلهم ويهدون جاهلهم ويعرضون الخير على معرضهم ويعلمون انه في الامكان الجمع بين الدين والدنيا. فان الشارع مبعوث بصلاح الامرين بل كل منهما مفتقر الى الاخر. الدين والعلم وتوابع ذلك هو المقصود. والدنيا ومقاصدها ومقاصدها ترتب على الوصل بينهم مصالح عظيمة. وكم حدث بالفصل بينهما ومعاداة احدهما للاخر. مضار كثيرة فنسأل الله تعالى ان يمن علينا وعليكم بالعلم النافع والعمل الصالح امين اطرافنا من فضل الله ربيع تام وامطار سابقة ولاحقة. والجند والدبا والخيفان كثير ولكن بحول الله يدفع الله ضرره عن المسلمين. العيال عبدالله ومحمد موعدنا في اخر هذا الشهر. واول الداخل بالتوجه لطرفنا ربنا يسهل امر الجميع. هذا ما لزم مع ما يبدي من اللازم. منا سلام على الاخوان ومن فضلك بالنيابة عنا تعزي الاخ حمد ربنا يخلف عليه. ومنا سلام على جميع الاخوان والجماعة. كما منا الوالد والشيخ يخصونك بالسلام. الله يحفظك ويتولاك بمنه وكرمه. وصلى الله على محمد وسلم يصلك مكتوب من اهل البيت ترونه مسرورين