يا ارحم الراحمين يا رب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا ومرحبا بكم مجددا حيثما كنتم مع هذه المحاضرة السادسة عشرة من محاضرات تفسير سورة الاعراف مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الاخرة انا هدنا اليك قال عذابي اصيب به من اشاء ورحمتي وسعت كل شيء فساكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم باياتنا يؤمنون ان قوله تعالى واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الاخرة ان الله جل جلاله يقص علينا بقية دعاء موسى ربه في الاية السابقة ارجو ان نتذاكر معا الاية السابقة ليتصل حديث المحاضرة السابقة بحديثنا في هذه المحاضرة اخر اية في المحاضرة السابقة واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما اخذتهم الرجفة قال ربي لو شئتهم اهلكت لو شئت اهلكتهم من قبل واياي اتهلكنا بما فعل السفهاء منا؟ ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء انت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وانت خير الغافرين ثم يذكر اخوتي واخواتي المتابعين لنا ان موسى كما تذكر كتب السير والتفسير اختار من قومه سبعين رجلا الخير فالخير ثم قال انطلقوا الى الله فتوبوا اليه مما صنعتم وسلوه التوبة على من تركتم ورائكم من قوم صوموا طهروا ثيابكم فخرج بهم الى طور سيناء لميقات وقته له ربه فلما اتوا ذلك المكين قالوا لنبيهم لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرا فانك قد كلمته فارناه. فاخذتهم الصاعقة هذا قول الله سبحانه واذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرا. فاخذتكم الصاعقة وانتم تنظرون. اخذتهم الصاعقة فماتوا جميعا. فقام موسى يبكي ويدعو ربه يقول يا ربي ماذا اقول لبني اسرائيل اذا اتيتهم وقد اهلكت خيارهم لو شئت اهلكتهم من قبل واياي اتهلكنا بما فعل السفهاء منا فاوحى الله الى موسى ان هؤلاء السبعين ممن اتخذوا العجل ثم ان الله احياهم فقاموا وعاشوا اخذ ينظر بعضهم الى بعض كيف يحيون. فذلك قول الله تعالى ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون ففي دعاء موسى عليه السلام كما ترون انه قال انت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وانت خير الغافرين ثم بقية دعائه ان قال واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة في الاخرة انا هدنا اليك اكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الاخرة الفصل الاول من الدعاء في الاية السابقة كان لدفع محذور والفصل الثاني في هذه الاية كان كان لتحصيل المقصود واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الاخرة اي اثبت لنا حسنة في الدارين ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار انا هدنا اليك معناهن اي تبنا ورجعنا وانبنا آآ فعن علي رضي الله عنه انه كان يقول انما سميت اليهود بذلك لانهم قالوا انا هدينا اليك خرج ابن ابي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال نحن اعلم من اين سميت اليهود باليهودية من كلمة موسى عليه السلام انا هدنا اليك ولما تسمت النصارى بالنصرانية من كلمة عيسى عليه السلام كونوا انصار الله كما قال عيسى ابن مريم الحواريين من انصاري الى الله فقال الله جل جلاله مجيبا لنفسه في قوله في الاية السابقة ان هي الا فتنتك نعم جواب هزا؟ قال عذابي اصيبوا به من اشاء ورحمتي وسعت كل شيء اي افعل ما اشاء واحكم ما اريد لي الحكمة والعدل في كل ذلك. وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا صدقا في اخباره وعدلا في احكامه فعال لما يريد لا راد لقضائه ولا معقب على حكمه لا يسأل عما يفعله وهم يسألون ما من الناس من احد الا ويريد ما لا يفعل او يفعل ما لا يريد ولكن الفعالا لما يريد هو الله جل جلاله يسبح الرعد بحمده ويرسل الصواعق والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء ليس عند الله سهم طائش. هذا في حسابات البشر وفي افعال البشر. لكن ربي جل جلاله ويرسل الصواعق فيصيبه وبها من يشاء. كما قال تعالى مسومة عند ربك وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال ورحمتي وسعت كل شيء. ما اعظم هذه الاية وما اعظم ما تحمله من نفحات الرجاء والامل الاية عظيمة الشمول والعموم كقوله تعالى في اخباره عن حملة العرش ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما ولا يفوتني كلما اذكر هذه الاية ان اشير الى معنى جميل ولطيف في الاقتران بين الرحمة والعلم سر لطيف بديع في الاقتران بين الرحمة والعلم لان هذا من تمام رحمة الله جل وعلا ومن تمام لطفه تخيل معي لو ان من البشر احدا من الناس قلبه ممتلئ رحمة لكن لا يعلم عن معاناتك شيئا هل تنفعك رحمته؟ لأ لو ان احدا من الناس كان يعلم عن معاناتك كل شيء لكن قلبه كان مملوءا قسوة هل ينفعك علمه عن معاناتك بشيء؟ لا لكن ما ينفع الامر ويكتمل عندما تجتمع الرحمة مع العلم ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما جل جلاله وفي حديث جندب بن عبدالله البجري قال جاء اعرابي فاناخ راح راحلته ثم عقلها ثم صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم فلما صلى اتى راحلته فاطلق عقالها ثم ركبها ثم نادى اللهم ارحمني ومحمدا ولا تشرك في رحمتنا احدا اللهم ارحمني ومحمدا ولا تشرك في رحمتنا احدا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اتقولون هذا اضل ام بعيره؟ ايهما اكسر ضلالا؟ هذا الرجل ام بعيره الم تسمعوا ما قال؟ فقالوا بلى. فقال لقد حظرت الرحمة الواسعة ان الله عز وجل خلق مائة رحمة فانزل رحمة يتعاطف بها الخلق جنها وانسها وبهائمها واخر عنده تسعا وتسعين رحمة اتقولون هذا اضل ام بعيره؟ ايهما اكثر ضلالا؟ هذا الرجل الذي اراد ان يحظر الرحمة وان يحجرها اللهم ارحمني محمدا ولا تشرك برحمتنا احدا. هذا يذكرنا بحديث الاعرابي الذي دخل الى المسجد والنبي عليه الصلاة والسلام جالس فصلى فلما فرغ مصرتي قال اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا احدا فالتفت اليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال لقد تحجرت واسعا لقد تحجرت واسعا. نفس الاعرابي هذا لم يلبث انبال في المسجد فاسرع الناس اليه فقال لا تزرموه اهريقه على بوله سجلا من ماء او ذنوب من ماء ثم قال انما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا ومؤسرين في حديث اخر رواه الامام احمد نفس المعنى ان لله عز وجل مائة رحمة. فمنها رحمة يتراحم بها الخلق وبها تعطف الوحوش على اولادها واخرت تسعة وتسعين الى يوم القيامة وفيه رواية فاذا كان يوم القيامة ضمها اليه. هذه الرحمة ظل الخلائق يتراحمون بها من اول الخلق اذا كان يوم القيامة ضمها لتكتمل الرحمة لله جل جلاله في هذا اليوم. ثم قال تعالى فسأكتبها اي الرحمة للذين يتقون اي ساوجب حصول رحمتي منة مني واحسانا اليهم كما قال كتب ربكم على نفسه الرحمة للذين يتقون للمتصفين بهذه الصفات الواردة في هذه الاية. ومن من هم هؤلاء امة محمد صلى الله عليه وسلم. الذين يتقون يتقون الشرك وعظائم الذنوب وكبائرها. ويؤتون الزكاة يا ترى تزكية النفوس ولا زكاة المال كلا التفسيرين محتمل وتزكية النفوس محتمدة ايضا لان الاية مكية والذين هم باياتنا يؤمنون ان يصدقون والايمان اذا افرد لا يراد به التصديق الخبري وحده بل التصديق الانقيادي الذي ينشئ الاجابة الى الايمان والدخول في الاسلام ولا بتزيخ الخبر وحده لا ينفع شيئا. لقد صدق ابو طالب ولم ينفعه تصديقه بشيء اليس هو القائل ولقد علمت بان دين محمد من خير اديان البرية دينا لو لا الملامة او حذار مسبة لوجدتني سمحا بذاك مبينا. ثم قال تعالى الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل. هذه صفة محمد صلى الله عليه وسلم في كتب الانبياء بشروا اممهم ببعثته وامروهم بمتابعته. ولم تزل صفاته موجودة في كتبهم يعرفها احبارهم واه رهبانهم وعلماؤهم وان اخفوا هذا حقدا وحسدا وضغنا وكفرا الحديث الجميل آآ يرويه الامام احمد عن ابي صخر العقيل قال حدثني رجل من الاعراب نعم قال جلبت حلوبة الى المدينة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغت من بيعي قلت لالقين هذا الرجل فلاسمعن منه قال فتلقاني بين ابي بكر وعمر يمشون. فتبعتهم حتى اتوا على رجل من اليهود ناشر التوراة فتح التوراة يقرأها يعزي بها نفسه عن ابن له في الموت كاجمل الفتيان واحسنها يهودي مات ولد له شاب في منتهى الوسامة والحسن فنشر التوراة يقرأها يعزي بها نفسه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم انشدك بالذي انزل التوراة هل تيدوا في كتابك هذا صفتي ومخرجي الان نشرت التوراة تقرأها وتتعزى بها في موت ولد لك. هل تجد فيها صفتي وان الله سيبعثني مخرجي فقال له لا انكر وجحد فقال ابنه اللي بيحتضر هذا اي والذي انزل التوراة انا لنيل في كتابك صفتك ومخرجك واني اشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله فقال اقيموا اليهودي عن اخيكم. لم يعد له لم يعد منه لم يعد تبعا له. صار مسلما صار في جماعة المسلمين. اقيموا اليهودية عن اخيكم ثم تولى كفنه والصلاة عليه صلوات ربي وسلامه عليه كلمة سبقت له بها من الله الحسنى الم يقل حبيبنا صلى الله عليه وسلم السعيد من سعد في بطن امه والشقي من شقي في بطن امه لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين في حديث البخاري عن عطاء ابن يسار قال لقيت عبدالله ابن عمرو ابن ابن العاص فقلت اخبرني عن صفة رسول الله في التوراة. فقال اجل والله انه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن انه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للاميين انت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الاسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بان يقولوا لا اله الا الله ويفتح بها اعين عميا واذانا صما وقلوبا غلفا ثم قال تعالى يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر. هذه هذه بقية صفة رسول الله في الكتب المتقدمة. وهكذا كان حاله صلى الله عليه وسلم لا يأمر الا بخير ولا ينهى الا عن شر كما قال عبدالله ابن مسعود اذا سمعت الله يقول يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك فانها فانه خير تؤمر به او شر تنهى عنه ومن اعظم ذلك واكده ما بعثه الله به من الامر بعبادته وحده لا شريك له والنهي عن عبادة من سواه وهذا ما ضمنه الله في كل كتاب انزله وبعث الله به كل نبي ارسله. ولقد بعثنا في كل امة طولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون فالذين ينفون الكفر او يثبتون الايمان لمن نسبوا لله الصاحبة او الولد لمن قالوا ان الله ثالث ثلاثة اسأل الله جل وعلا ان يزيل اسأل الله جل جلاله ان يزيل الغشاوة من على قلوبهم ومن على اعينهم ومن على اسماعهم لان الامر في ذلك بين جلي الحق ابلج والباطل لجلج والذي نفسي بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة من يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي ويتبع الذي جئت به الا كان من اهل النار. ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده وقل للذين اوتوا الكتاب والاميين اسلمتم فان اسلموا فقد اهتدوا وان تولوا فانما عليك البلاغ والله بصير بالعباد ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث. يحل لهم ما كانوا حرموه على انفسهم بغير سلطان من الله البحيرة والسائبة والوصيلة والحام مما ضيقوا به على انفسهم نعم قل ارأيتم ما انزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل الله اذن لكم ام على الله تفترون يحرم عليهم الخبائث كلحم الخنزير وكالربا وغير ذلك مما كانوا يستحله يستحلونه من المحرمات القمار والميسر والرشوة ونحوها وسبحان الله ما احل الله تعالى من المآكل فهو طيب نافع في البدن وما حرمه من الخبائث فهو ضار في البدن وفي الدين ومن العجيب ان اهل العلم ايضا يقولون اذا احلت المحرمات تحت وطأة الضرورات فانها لا تصبح ضارة بالبدن. يعني من اكل ميتة لانه مضطر على وشك الهلاك فلا تضره الميتة كما تضره لو اكلها الصحيح رحمة الله جل وعلا تدور مع شرعه ادرك ذلك من ادرك وافك عن ذلك من افك وغبي او تغابى عن ذلك من غبي او تغابى ثم قال تعالى ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم نبي بعث بالحنيفية السمحة وهو القائل لاميريه الذين ارسلهما الى اليمن معاذ وابي موسى الاشعري بشرا ولا تنفرا يسرا ولا تعسرا. تطاوعا ولا تختلفا وفي يوم عيد عندما اذن لزوجه امنا عائشة ان تنظر الى الاحباش وهم يلعبون بحرابهم في المسجد واراد عمر ان ينكر عليهم فقال دعهم حتى تعلم يهود ان في ديننا فسحة حتى تعلم يهود ان في ديننا فسحة انما بعثت بحنيفية سمحة الله جل جل وعلا وضع وضع اصرا واغلالا على شعب غليظ الرقبة من قبل فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا واخذهم الربا وقد نهوا عنه. واكلهم اموال الناس بالباطل بسبب هذه الجرائم والمناكر حرم الله عليهم طيبات احلت لهم. ووضع عليهم اصرا واغلالا كثيرا ومن صور ذلك ان جعل توبتهم بعد عبادتهم العجل ان يقتل بعضهم بعضا يصطف بعضهم قبالة بعض ويتضاربون بالخناجر والسيوف يصفي بعضهم بعضا اصر واغلال يستحقها شعب غليظ الرقبة عتى عن امر الله عز وجل ما اذن الله بالتخفيف فجاءت شريعة المسيح بشيء من التخفيف مصدقا لما بين يدي من التوراة ولاحل لكم بعض الذي حرم عليكم. ثم استكمل رفع الاصل والاغلال على يد للنبي الخاتم من بعث بالحنيفية السمحة ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم ومن ذلك ان الله تجاوز لهذه الامة عما حدثت به نفسها ما لم تعمل به او تتكلم انه رفع عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ارشدنا الله في القرآن ان نقرأ فنقول ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا. ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين. وقد ثبت في الصحيح ان الله تعالى قال بعد كل سؤال قد فعلت قد فعلت قد فعلت قد فعلت بعد كل سؤال سبحانه جل شأنه فالذين امنوا به وعزروه. التعزير هنا بمعنى التعظيم وعزروه ونصروه توقيرا وتعظيما واتبعوا النور الذي انزل معه وهو القرآن والوحي اولئك هم المفلحون. ثم قال تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا. هذا خطاب للبشرية جمعاء للقاصي والداني للعربي وللعجم لكل من مشى ويمشي على وجه الارض الى يوم القيامة. اني رسول الله اليكم جميعا كما قال تعالى وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا او كما قال تعالى تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا او كما قال تعالى واوحي الي هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ فالقرآن نذير على من بلغه وحجة على من بلغه اينما كان وحيثما كان وكيفما كان ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده وقل للذين اوتوا الكتاب والاميين اسلمتم فان اسلموا فقد اهتدوا وان تولوا فانما عليك البلاغ والله بصير بالعباد والاحاديث بهذا المعنى كثيرة نعم حديث ابن عباس قول النبي صلى الله عليه وسلم اعطيت خمسا لم يعطهن نبي قبلي ولا اقوله فخرا بعثت الى الناس كافة الاحمر والاسود ونصرت بالرعب مسيرة شهر واحلت لي الغنائم ولم تحل لاحد قبلي وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا واعطيت الشفاعة فاخرتها لامتي يوم القيامة فهي لمن لا يشرك بالله شيئا نفس المعنى هذا في حديث عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك قام من الليل يصلي فاجتمع وراءه رجال من اصحابه يحرسونه. حتى اذا صلى انصرف اليهم فقال لقد اعطيت الليلة خمسا ما اعطي هن احد قبلي اما انا فارسلت الى الناس كلهم عامة وكان من قبلي انما يرسل الى قومه ونصرت على العدو بالرعب ولو كان بيني وبينهم مسيرة شهر لملأ مني رعبا واحلت لي الغنائم اكلها. وكان من قبلي من قبلي يعظمون اكلها. كانوا يحرقونها. يجمعون الغنائم تنزل النار من السماء تحرقها وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا. اينما ادركتني الصلاة تمسحت وصليت وكان من قبلي يعظمون ذلك انما كانوا يصلون في بيعهم وكنائسهم. الصلاة في الامم السابقة ليست في بيوتهم انما في اماكن البيع والاماكن المخصصة للعبادة والخامسة هي ما قيل لي سل فان كل نبي قد سأل كل ده بدعة مستجابة فاخرت مسألتي الى يوم القيامة فهي لكم ولمن شهد ان لا اله الا الله ونؤكد والذي ما اكده النبي صلى الله عليه وسلم بالقسم والذي نفسي بيده ليسمع بي رجل من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي الا دخل النار الذي له ملك السماوات والارض هذه صفة الله تعالى في قول نبيه صلى الله عليه وسلم اي اي ان الذي ارسلني خالق كل شيء وربه ومليكه له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين. بيده الملك والاحياء والاماتة بيده الامر كله واليه يرجع الامر كله بيده مقاليد السماوات والارض الارض جميعا قبضته يوم القيامة. والسماوات مطويات بيمينه. وله الملك يوم ينفخ في الصور. عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير. فامنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي وعدتم به وبشرتم به في الكتب المتقدمة فانه مبعوث بذلك في كتبكم الذي يؤمن بالله وكلماته يصدق قوله عمله او يصدق قوله عمله وهو يؤمن بما انزل اليهم امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون. واتبعوه اسلكوا طريقه اقتفوا اثره لعلكم تهتدون وان تطيعوه تهتدوا وما على الرسول الا البلاغ المبين. ثم قال تعالى نختم بهذه الاية ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون. يخبر تعالى عن بني اسرائيل ان منهم طائفة تبعون الحق ويعدلون به. كما قال تعالى من اهل الكتاب امة قائمة يتلون ايات الله اناء الليل وهم يسجدون او كما قال تعالى الذين اتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون. واذا يتلى عليهم قالوا امنا بهم انه الحق من ربنا انا كنا من قبله مسلمين. اولئك يؤتون اجرهم مرتين بما صبروا. او كما قال تعالى ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجرا ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للاذقان يبكون ويزيد خشوعا ولقد روي عن ابن جريج في هذه الاية انه قال بلغني فهذه يعني بلاغات لا لا نعتقدها وحيا معصوما لكن تذكر على سبيل الاعتبار. بلغني ان بني اسرائيل لما قتلوا انبيائهم وكفروا وكانوا اثني عشر سبطا تبرأ صفتا منهم مما صنعوا واعتذروا. وسألوا الله عز وجل ان يفرق بينه وبينهم. ففتح الله لهم نفخا في الارض فساروا فيه حتى خرجوا من وراء الصين. فهم هنالك حنفاء مسلمين يستقبلون قبلتنا فالله اعلم بصدق هذه الرواية لكن المقصود ان الله جل وعلا يعلمنا العدل في القول. ومن قوم موسى امة يهدون بالحق من اهل الكتاب امة قائمة ومن اهل الكتاب من ان تامنوا بدينار يؤده اليك حتى نتربى وندرك ان التعميم الذي يستوعب الناس جميعا بحكم واحد قاس عليه فيه ظلم وقسوة وخروج عن الحق وخروج عن الجادة اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت ربنا يتقبل منا انك انت السميع العليم وتب علينا انك انت التواب الرحيم وصلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى اله وصحبه وسلم