بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع هذه المحاضرة السابعة عشرة من تفسير سورة الاعراف مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقطعناهم اثنتي عشرة اسباطا امما واوحينا الى موسى اذ استسقاه قومه ان اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل اناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام وانزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون. هذه الاية جاءت بعد قول الله جل جلاله ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون بعد ان علمتنا هذه الاية الكريمة العدل في القول واذا قلتم فاعددوا. بعد ان وعظتنا في هذا التعميم الفاحش الذي يلجأ اليه بعض الناس حيث يطلق الاحكام عامة فتأخذ في طياتها المحسن والمسيء والبريء والظنين تفصيل في الاحكام الله جل وعلا يخبر ان في بني اسرائيل طائفة يتبعون الحق ويعدلون به. كما قال تعالى من اهل الكتاب امة قائمة دون ايات الله اناء الليل وهم يسجدون. او كما قال تعالى وان من اهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل اليكم وما انزل اليهم خاشعين لله لا يشترون بايات الله ثمنا قليلا اولئك لهم اجرهم عند ربهم ان الله سريع الحساب علمنا الله جل وعلا العدل في القول ووعظنا بالتعميم الفاحش الذي يلجأ اليه بعضنا عند اطلاق الاحكام. ثم تابع القرآن الكريم حديثه في قصة بني اسرائيل فقال تعالى وقطعناهم اثنتي عشرة اسباطا امما وقطعناهم اثنتي عشرة اسباطا امما نعم يقول الله سبحانه وتعالى اذكروا نعمتي عليكم في اجابتي لنبيكم موسى حين استسقاني لكم وكيف يسرت امر الماء لكم اخرجت لكم من حجر كان يحمل معكم وفجرت لكم الماء منه اثنتي عشرة عينا بكل صدق من اصواتكم عين عرفتموها فكلوا من المن والسروة واشربوا من هذا الماء الذي فجرته لكم بغير سعي ولا كد ولا تعب واعبدوا الذي سخر لكم هذا واشكروا نعمه ولا تعثوا في الارض مفسدين لا تقابلوا النعم بالعصيان فتسلبوها واذ تأذن ربكم لان شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد تذكر كتب التفسير بعض التفصيلات في قضية هذا الحجر وقصة تفجير الماء فينقلون عن ابن عباس انه قال وجعل بين ظهرانيهم حجر مربع وامر موسى عليه السلام فضربه بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا في كل ناحية منها ثلاث عيون واعلم كل صدق عينهم يشربون منها لا يرتحلون ممن من من قلة الا وجدوا ذلك معهم بالمكان الذي كان منهم بالمنزل الاول سبحانك ربي تفاوتت كتب التفسير واقوال اهل التفسير في وصف هذا الحجر قيل انه حجر طوري. ما معنى طوري؟ اي من جبل الطور كانوا يحملون معهم حتى اذا نزلوا ضربه موسى بعصاه. وقيل كان من رخام وقيل في حجمه كان ذراعا في ذراع وقيل عشرة اذرع وقيل مثل رأس الانسان وقيلتا له شعبتان يتقدان في الظلمة الى غير ذلك بل قيل انه هو ذلك الحجر الذي وضع موسى عليه ثيابه ثم انطلق الحجر بثيابه واتى موسى خلفه فوقف على قومه فرأوا جسده ليس به افة كما زعموا. وقد قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين اذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها. كان القوم يغتسلون عراة كان ذلك جائزا في شريعتهم لكن موسى عليه السلام كان حييا. كان يأبى ان يغتسل امام اعين الناس فكان يستتر فياخذوا يتندرون ويسخرون ويقولون ما توارى موسى ما يتوارى موسى عن اعيننا عند اغتساله الا لان في جسده افة فبات يوم كان يغتسل في مكان بعيد وضع ثيابه على حجر فامر الله الحجر ان ينطلق بثيابه فخرج موسى فلم يجد ثيابه فاخذ وآآ يتبع الحجر حتى اتى وقف على قومه فرأوا ان جسده سليم ليست به افة كما زعموا يذكرني هذا بقول بعض الخراصين الذين يقولون عن المرأة المسلمة المنتقبة انها لم تنتقب الا لدمامة في وجهها بقبح في قسماتها فذكرني هذا والله ببني اسرائيل الذين زعموا ان موسى عليه السلام لم يستتر عند اغتساله الا لافة في جسده فابى الله الا ان يبرأه. يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين اذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند والله وجيها الحجر حجر معين كان يحمله وقال الزمخشري يحتمل ان يكون اللام للجنس وليس للعهد اي اي اضرب ازا ضرب حجرا ماء فان الله جل وعلا يفنوا له منه العيون التي اشارت اليها الاية الكريمة الحسن يقول لم يأمره ان يضرب حجرا بعينه قال وهذا اظهر في المعجزة وابين في قدرة فكان اذا ضرب الحجر بعصاه ينفجر ثم يضربه مرة اخرى فيبس نعم فقالوا ان فقد موسى هذا الحجر عطشنا. فاوحى الله اليه ان يكلم الحجارة فتنفجر ولا يمسها بالعصا لعلهم يقرون والله اعلم. على كل حال هذه التفصيلات المنقولة عن بني اسرائيل ان ذكرناها نذكرها على سبيل الاعتبار لا نتقلد منها شيئا على انه دين ومعتقد الا اذا صح به الخبر عن صاحب الرسالة بابي هو وامي صلوات ربي وسلام عليه في منهجية معتبرة ومحترمة ومقدرة في التعامل مع مواريث القوم ان شهد بها وحي معصوم عندنا نعم قلنا بها وتقلدناها دينا واعتقدناها معتقدا صحيحا اذا شهد الوحي المعصوم عندنا ببطلانها رفضناها ورددناها لان الوحي عندنا قد ردها. اما ما سكت عنه الوحي فلم يصدقه ولم يكذبه. فنحن ايضا لا نصدق هذا ولا نكذبه ولا بأس بحكايته على سبيل الاعتبار والاتعاظ. حدث وعن بني اسرائيل ولا حرج لكن لا نصدقهم في ذلك ولا نكذبهم حتى لا نكذب بحق وحتى لا نصدق بباطل الله جل وعلا بعد ان ذكر ما دفع عنهم من النقم شرع يذكرهم. بما اسبغه عليهم من النعم. فقال الا وظللنا عليكم الغمام الغمام جمع جمع لكلمة الغمامة وسمي بهذا لانه يغم السماء يواريها. يسترها الغمام هو السحاب الابيض بنو اسرائيل قضي عليهم ان يعيشوا في التيه اربعين سنة فانها محرمة عليهم اربعين سنة يتيهون في الارض لكن ربي الرحمن الرحيم لم يشأ لطفه ولا بره ان يترك القوم اربعين سنة في ارض التيه يموتون عطشا او تحبيقهم الشمس لكن الله زلل عليهم الغمام. السحاب الابيض يستر الشمس. فلا يحرقهم سعيرها ولا يحرقهم لهيبها. طب اين الطعام والشراب في البرية في ارض التيه فكما ظلل عليهم الغمام. يقيهم من الشمس وحرها انزل عليهم المن والسلوى المن اختلفت عبارات المفسرين فيه فقالوا انه صمغ هذا الصمغ الذي الذي تنتجه بعض الاشجار لكنه يكون بالنسبة لهم احد لا من العسل نعم وقيل كان ينزل عليهم في في اماكنهم سقوط الثلج كما تسقط قطع الثلج اشد بياضا من اللبن واحلى من العسل يسقط عليه من طلوع الفجر الى طلوع الشمس يأخذ الواحد منهم قدر ما يكفيه يومه هذا. فاذا تعدى ذلك فسد ولم يبقى حتى اذا كان اليوم السادس اللي هو يوم الجمعة اخذ ما يكفيه ليوم سادسه ويوم سابعه لان يوم السبت عندهم ليس يوم عمل ليس لهم ان يكدحوا ولا ان يخرجوا في هذا اليوم لا يشخص فيه احد منهم لامر معيشته ولا يطلبه لشيء بعض اهل التفسير انعم يقولون المن شراب كان ينزل عليهم مثل مثل العسل فيمزجونه بالماء ثم يشربونه. الغرض ان عبارات المفسرين متقاربة في شرح المن. منهم من فسره بالطعام ومنهم من فسره بالشراب وذهب والذي رجحه الحافظ ابن كثير انه كون انه ليس الاشارة الى طعام بعينه او شراب بعينه بل كل ما امتن الله به عليهم من طعام وشراب وغير هذا ممن لا عمل فيه ولا كد ولا كدح الناس لكي يطلبوا معاشهم يكدون يكدحون لكن الله جل وعلا لطف ببني اسرائيل في ارض التيه. فكما ظلل عليهم الغمام رزقهم الطعام والشراب والسلوى بغير كد ولا كدح ولا تعب لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك يا رب العالمين اللهم امين طب هذا عن المن؟ آآ يعني فماذا عن السلوى سلوى طائر يشبه الحمام جائز سمان جائز كانوا يأكلون منه يقول قتادة كان من طير الى الحمرة تحشرها عليهم الريح الجنوب وكان الرجل يذبح منها قدر ما يكفيه يومه ذاك فاذا تغدى فسد ولم يبقى عنده حتى اذا كان يوم سادسه يعني يوم الجمعة اخذ ما يكفيه ليوم سادسه ويوم سابعه لانه كان يوم عبادة لا يشخص فيه لشيء ولا يطلبه من المنقولة عن بني اسرائيل ايضا ما ذكره وهب بن منبه قال السلوى طير سمين مثل الحمامة كان يأتيهم فيأخذون منه من سبت الى سبت نعم وفي رواية عنه انه قال سادت بنو اسرائيل موسى عليه السلام لحما فقال الله لاطعمنهم من اقل لحم يعلم في الارض فارسل عليهم ريح فاذرت عند مساكنهم السلوى وهو السمانة فخبأوا منه للغد فنتن اللحم وخنز الخبز. اي فسد حرص ايضا يقول السدي لما دخل بنو اسرائيل التيه قالوا لموسى كيف لنا بما هنا؟ اين الطعام؟ فانزل الله عليهم المن فكان ينزل على الشجر الزنجبيل والسلوى طائر يشبه السمانة اكبر منه قليلا فكان يأتي احدهم فينظر الى الطير. فان كان سمينا دبحه والا ارسله. فاذا سمن اتاه طب قالوا هذا الطعام فاين الشراب فامر موسى فضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا فشرب كل سبط من عين قالوا هذا الشراب فاين الظل وضلل عليهم الغمام. قالوا هذا الظل فاين اللباس فكانت ثيابهم تطول معهم كما يطول الصبيان. ولا يتخرق لهم ثوب الله اعلم بصحة هذه الروايات ننقلها على سبيل الاعتبار لكن لا يبعدوا ولا يعظموا ولا يكثروا على فضل الله سبحانه وتعالى لا شيء كلوا من طيبات ما رزقناكم هذا امر اباحة وارشاد وامتنان الامر له دلالات مختلفة في الشرع المطهر فقد يكون امر اباحة كما قال تعالى فاذا قضيت الصلاة انتشروا في الارض ودايما يقال ان الامر اذا جاء بعد النهي بعد الحظر تكون دلالته الاباحة في اية سورة الجمعة اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البعير. فحظر البيع وقت نداء الجمعة ثم جاء ثم جاءت آآ رفع الحظر بعدها فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض فهذا للاباحة وليس للايجاب والا لو اراد رجل ان يعتكف في المسجد بعد الجمعة الى المغرب لانه عنده وقت واراد ان ان يحبس نفسه في مسجده على التنسك لله عز وجل لا بأس في ذلك ولا حرج يبقى هذا امر اباحة وارشاد وامتنان. ثم قال تعالى وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون لقد امرناهم بالاكل مما رزقناهم وان يعبدوا الله عز وجل كلوا من رزق ربكم واشكروا له فخالفوا وكفروا فظلموا انفسهم رغم ما شاهدوه من الايات البينات والمعجزات القاطعات وخوارق العادات قارن ايها الحبيب بين هؤلاء وبين اصحاب محمد صلوات ربي وسلامه عليه ورضوان الله عن اصحاب نبيه اجمعين اصحاب محمد صبروا صابروا ثبتوا ربطوا لم يقولوا له كما قالت بنو اسرائيل لموسى اذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون. بل قالوا نقاتل معك من بين يديك من خلفك وعن يمينك وعن شمالك ولو استعرضت بنا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد هؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لو انفق احدنا ملء احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفا من احبهم فبحب رسول الله احبهم. ومن ابغضهم فببغض رسول الله ابغضهم وتأملوا في مواقف الصدق في غزوة تبوك في ساعة العسرة خرجوا معه خفافا وثقالا لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم رؤوف الرحيم صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا لم يسألوا خرق عادة ولا ايجاد ولا ايجاد امر خارق لطعامهم وشرابهم كانوا فقط اذا اجهدهم الجوع سألوه في تكثير طعامهم فجمعوا ما معهم فجاء قدر مبرك الشاة فيدعو النبي صلى الله عليه وسلم على هذا فيملئون كل وعاء معهم. ايضا عندما كانوا يحتاجون ايه الى ماء جاءتهم سحابة فامطرتهم فشربوا وسقوا الابل وملأوا اسقيتهم كان الله جل وعلا يسوق اليه ما يحتاجون لكن بغير التعنت الذي وقع فيه بنو اسرائيل. هذا الشعب الغليظ الرقبة الذي بسبب تعنته وبسبب ظلمه وضع الله عليهم اصرا واغلالا فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا. واخذهم الربا وقد نهوا عنه اموال الناس بالباطل واعتدنا للكافرين منهم عذابا اليما فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم ان الله جل وعلا امر بني اسرائيل ان يدخلوا الباب سجدا. اي راكعين والركوع يعبر عنه بالسجود. ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة قطة اي احد عنا خطايانا يا ربنا. دعاء. يعني كلمة دعاء لكن القوم بدلوا فقالوا حبة في شعرة او حبة في شعيرة وبدلا من ان ادخلوا ساجدين دخلوا زاحفين على استاهم نفسية متمردة جبلت على البغي والتمرد على امر الله عز وجل بدلا من ان يدخلوا ساجدين دخلوا زاحفين على استاهم ما دام انه يقول حطة يا ربنا احتط عنا خطايانا. قالوا حنطة فضافوا نون لكلمة حطة فتبدل المعنى بالكلية. احيانا المعنى يتبدل بحرف المعنى يتبدل بشك بمجرد حتى التشكيل بالفتح او بالكسر او بتضم تعرف عندما تقرأ قول الله تعالى اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم لو قلت انعمت عليهم تغير المعنى بالكلية واصبحت كانك انت المنعم صراط الذين انعمت كأنك تتحدث انك انت المنعم يحكى ان قارئا كان يقرأ واذان من الله ورسوله الى الناس يوم الحج الاكبر ان الله بريء من المشركين ثم قرأها ورسوله الاية ورسوله فالاعرابي دويش لان هذا لهذه القراءة الخطأ معناها ان الله تبرأ من رسوله وحاشى لله عز وجل ذلك فقال فزعا ان كان الله تبرأ من رسوله فانا اول من يتبرأ من رسوله. لكن هذه القراءة خطأ لان القراءة الصحيحة ان الله بريء من المشركين ورسوله اي ورسوله بريء من المشركين كذلك انظر الى الفرق ما بين الكسر والضم لهذه الاية الفتح والضم في اية سورة الفاتحة القوم حرفوا بدلوا وغيروا زادوا حرف انت اصبحت حبة القمح او حبة الشعير حنطة بدل من يقول حطة يا ربنا احطط عنا خطايانا اغفر فبدلوا السجود بالزحف وبدلوا كلمة حطة بكلمة حنطة بكلمة بكلمة حنطة فغيروا وبدلوا قولا غير الذي قيل لهم فكانت العقوبة من الله جل جلاله فانزل الله عليهم رجسا يعني عذابا افأرسلنا عليهم من رجزا اي عذابا من السماء بما كانوا يظلمون وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وامنت وكان الله شاكرا عليما الله جل وعلا يحب يعني ان يتوب الناس يحب ان يستقيم الناس يحب ان يستجيب الناس لانبيائهم وان يقوا انفسهم سخطه ومقته وعذابه لكنه خلق الانسان حرا ووهبه ادوات التكليف السمع والبصر والفؤاد وخلى بينه وبين الاختيار فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها عليكم ثم اوفيها لكم فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن ولد سوى ذلك فلا يلومن الا نفسه. فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم والله جل وعلا ارسل عليهم رجزا الرجس هو العذاب. فارسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا اي بظلمهم بضمهم كان العذاب وحقت عليهم الكلمة وغلبت عليهم شكوتهم ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر لعلهم يرجعون والسعيد من وعظ بغيره لمن وعظ بنفسه لان لان قصص الانبياء في القرآن وحكايتهم وحكاياتهم مع اقوامهم يقصها الله جل وعلا علينا لنعتبر بنتعظ لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ثم قال تعالى يعني قصة قرن التي كانت حاضرة البحر نبدأ بجزء منها ونستكمل المحاضرة القادمة في الغد ان شاء الله واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر البحر بحر القلزم البحر الاحمر هذه الاية بسط لما جاء في قوله تعالى ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسرين يقول الله جل وعلا لنبيه وسل هؤلاء اليهود الذين بحضرتك الان عن قصة اصحابهم الذين خالفوا امر الله ففاجأتهم نقمة الله على صنيعهم واعتدائهم واحتيالهم في المخالفة وحذر هؤلاء من كتمان صفتك ونعتك الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل لان لا يحل بهم ما حل باخوانهم واسلافهم واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر اذ يعدون في السبت اذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتي. هذه القارة يقال لها اي لا على البحر اه الاحمر وتعددت الروايات في تسميتها. معنى يعدون في السبت ان يعتدون فيه ويخالفون امر الله فيه لان الله جل وعلا قال لهم لا تعدوا في السبت ده يوم راحة لا تدحوا لا تخونوا فيه بعمل لكن ابتلاهم الله جل وعلا واختبرهم جل جلاله. اذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا اختبرهم الله جل جلاله باظهار السمك لهم على ظهر الماء في اليوم المحرم عليهم صيده وباخفائه عنه في اليوم الحلال له صيده كما قال الله تعالى لاصحاب نبيه يا ايها الذين امنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله ايديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب فمن اهتدى بعد ذلك فله عذاب اليم تعلمون ان المحرم لا يجوز له ان يصطاد يا ايها الذين امنوا لا تقتلوا الصيد وانتم حرم ومن اختبار الله جل وعلا وابتلائه ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله ايديكم ورماحكم. ليعلم الله من قافه بالغيب فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب لين. لكن قد نجح اصحاب محمد في الجملة ونجحت هذه الامة في الجملة وفشلها هؤلاء الذين حدثنا الله يعني حديثهم وقص علينا قصصهم واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر اذ يعدون في السبت اذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون في حديث ابي هريرة يحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم فيقول لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود استحلوا محارم الله بادنى الحيل هم ارادوا ان ان يتحايلوا فحفروا حفر يقع فيها السمك يوم الجمعة ويأخذوه يوم الاحد. فتحيلوا ان يمسكوا بالسمك يوم السبت ويأخذوه يوم الاحد. لكنهم لا لا لكنهم عملوا اعتدوا تجاوزوا امر الله عز وجل. والله جل وعلا لا يخادع يخادع احدهم ربه كما يخادع احدهم صبيا كما يقاد احدهم طفلا لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحل محارم الله بادنى الحيل. اضرب لك مثال نختم به عن التحيل على الربا بيع العينة اقرض بيع العينة واحد يريد ان يتحايل على قرض ربوي محرم. يأتي واحد يقول له يا سابيع لك هذا الموبايل بي بعشرة دولار طيب ثم يعيد شراءه منه باقل من الثمن المتفق عليه يشتهي من مسلا يعني سابيع لك الى اجل بخمستاشر او بعشرة ثم يعيد بيعه له مرة اخرى بثمانية بخمسة اللي حصل ايه اقرضه عشرا او قضوا ثمانية واخذها عشرة يعني دراهم بدراهم وبينهما سلعة للتحليل فقط للتحيل بها على ما حرمه الله ورسوله من الربا بيع العينة البيع المتحيل به على قرض ربوي تدخل سلعة وسيط وسيط صوري لا البائع يريد بيعها ولا المشتري ولا المشتري يريد شراءها. انما هي وسيط صوري تحيل به اطراف على ما حرمه الله ورسوله من الربا لعل هؤلاء الذين يحمدون الى الربا الصريح اهون في الحساب من هؤلاء الذين يرتكبون الربا ثم يخادعون الله عز وجل والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بادنى الحين. السؤال الان احبابي ما الذي كان من امر هذه القرية التي دنت حاضرة البحر والذين كانوا يعدون في السبت. ما تفاصيل قصتهم؟ هذا موضع حديسنا في الغد ان شاء الله فحتى نلتقي استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته وبرا طلعتهم