الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرة الثامنة عشرة من تفسير سورة الاعراف مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر اذ يعدون في السبت اذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرها ويوم لا يسبتون لا لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون لقد سبق ان اشرنا الى تفسير هذه الاية في الحلقة الماضية. لكن لما كان حديث الامس مرتبطا مع حديث يومي رأينا ان نبدأ حديثنا بهذه الاية لكي يتصل الحديث ان هذا السياق وبسط لقول الله جل جلاله ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين. فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين نلاحز احبتي في الله ان قصة موسى مع بني اسرائيل بعد ان انتهت معركته مع الطواغيت مع طاغوت فرعون بدأت له معركة جديدة مع النفس البشرية يواجهها مع رواسب الجاهلية فيها مع رواسب الذل الذي افسد طبيعة بني اسرائيل الذي ملأها بالالتواء والقسوة والجبن والضعف عن تحمل التبعات وتركها ممزقة مهلهلة ما بين هذه النزعات جميعا لا افسد للنفس البشرية من الخضوع للذل والطغيان مدد طويلة حياة في ظل القهر والارهاب والخوف والالتواء لتفادي المخاطر والعذاب الحركة في الظلام مع الذعر الدائم مع التوقع الدائم للبلاء لقد عاش بنو اسرائيل هذه المحنة وهذا العذاب طويلا في ظل الوثنية الفرعونية. قد كان فرعون يقتل ابناءه ويستحيي نسائهم فاذا فطر هذا النوع من الارهاب الوحشي عاشوا حياة الذل والسخرة والمطاردة في كل حال قال ففسدت نفوسه وفسدت طبيعتهم والتوت فطرتهم وانحرفت تصوراتهم وامتلأت نفوسهم بالجبن والذل من جانب والحقد والقسوة من جانب اخر وهما جانبان متلازمان في النفس البشرية اذا تعرضت طويلا للارهاب وللطغيان الجبن والذل من ناحية الحقد والقسوة من جانب اخر. النفس اذا خضعت فترة طويلة لارهاب وطغيان وتنكيل وعذاب تظل نهبا لهذين امرين يتعاوران عليها ولهذا كان عمر كان عمر ابن الخطاب يرى بنور الله وهو الملهم المحدث عندما كان يقول لعماله على امصار المسلمين لا لا تضربوا ابشار المسلمين فتذلوهم لا تضربوا ابشارهم فتذلوهم. كان يعلم ان ضرب البشر يذل الناس وكان الاسلام في قلبه يريد منه الا يذل الناس في دولة الاسلام وفي ارض الله. فالناس في دولة الاسلام ينبغي ان يكونوا اعزاء والا يستدلهم الحكام بضرب ابشارهم لانهم ليسوا عبيدا لاحد من دون الله هم عبيد لله جل جلاله واحدة لقد ضربت ابشار بني اسرائيل في ظل الوثنية الفرعونية حتى ذلوا ضرب ابشار بل كان هذا اهون واخف ما ما كانوا يتعرضون له من الاذى في فترات الرخاء حيثما طلبت ابشار امة وحيس ما قهرت وحيس ما استدلت حيثما خضعت طويلا الكبت والطغيان والارهاب هذا يدمر مقدرات النفس البشرية يدمر مقوماتها هذه النفسية التي نتعامل معها وتعامل معها نبي الله موسى وهو يتعامل مع بني اسرائيل في هذه المرحلة الجديدة رواسب الماضي رواسب الماضي انزروا الى صفحة الى لون الى شوط من هذا الالتواء والتلون في التعامل مع شريعة الله عز وجل واضرب لهم آآ واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر حرم الله عليهم العمل يوم السبت والاصطياد يوم يوم السبت لكن النفس التي فسدت والذي استدلها الطغيان طويلا والتي مردت على الالتواء والمراوغة والتلون ما استكانوا لامر الله عز وجل ابتلاهم الله سبحانه وتعالى لقد منعهم من العمل او الاصطياد في السبت فكانت الحيتان تأتيهم يوم السبت شرعا. يعني تنالها الايدي حتى بغير شباك. فتنة ابتلاء كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله ايديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب. فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب اليم. لكن نجحت امة محمد واخفق قبلو اسرائيل اذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا. البحر هذا قالوا بحر القلزم اللي هو البحر الاحمر والقرية اسمها ايلا كما تزكر كتب التفسير وابتلاهم الله جل وعلا بتحريم العمل والصيد يوم السبت وكانت الحيتان لا تأتي الا يوم السبت نعم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون طب كيف كان تلون القوم؟ قالوا سهلة ناخدها يوم السبت لكن ما نكلهاش غير يوم الحد او نعمل لها حفر تقع فيها يوم الايه؟ السبت ولا نسحبها لا نستخرجها الا يوم الاحد تلون ومخادعة وانحراف في التعامل مع امر الله عز وجل يخادع احدهم ربه كما يخادع احدهم طفله كما يقال احدهم صبيا يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون. هذا يذكرنا ببيع العينة ما هو بيع العين؟ بيع يتحيل به على الربا ان تبيع السلعة بثمن مؤجل ثم تشتريها مرة اخرى نقدا بثمن اقل فتكون الصورة النهائية حصول النقد للمشتري ويسدده اكثر منه بعد مدة يبقى قرض في صورة بيع انا محمد بن الحسن الشيباني يقول هذا البيع في قلبي كامثال الجبال اخترعه اكلة الربا هذا البيع في قلبي كامثال الجبال اخترعه اكلة الربا وفي الحديث اذا تبايعتم بالعينة واخذتم اذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا اليه كان ابن عباس يقول دراهم بدراهم وبينهما حريرا. يعني السلعة التي بيعت واشترد هذه لا لا البائع له غرض في بيعها ولا المشتري له غرض في شرائها هي وسيط وهمي صوري لتحليل قرض ربوي قرض بزيادة وتسمى عينة لان الرجل اعطى عينا واخذ عينا. العين النقد الذهب او الفضة وفي الحديث حديث ابي هريرة لا لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحل محارم الله بادنى الحيل وقع هذا المحذور قسم الناس الى ثلاثة اقسام قوم انكروا اتقوا الله لا يحل لكم هذا الذي نص القرآن الكريم على نجاتهم انجينا الذين ينهون عن السوء وقوم دخلوا في هذا الباطل وتورثوا في هذا الحرام وقوم سكتوا. تعالوا بنا نروا مصير هؤلاء جميعا. واذ قالت امة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم او معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة الى ربكم ولعلهم يتقون فيخبر الله تعالى انهم صاروا الى ثلاثة فرق فرقة ارتكبت المحزور وكبت على وجهها في اوحال الخطيئة والذنوب وتحيلوا على صيد السمك يوم السبت وفرقة نهتهم عن ذلك واعتزلتهم. وفرقة سكتت فلم تفعل ولم تنهى لكن لكنهم قالوا للمنكرين لم تعظون قوما الله مهلكهم؟ او معذبهم عذابا شديدا؟ هؤلاء هلكوا ضلوا وباعوا ابقوا على ربهم شردوا عن الحق وعن الجادة لم تعظونهم لا يصلح معهم النصح لا يجدي معهم نذير ولا موعظة. لما تعظون قوما الله مهلكهم قالوا معذرة الى ربكم واجب نؤديه الله جل وعلا تعبدنا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر والتخويف من انتهاك الحرمات فنبلغ الى الله عذرنا. يا ربي قد فعلنا ما امرتنا به معذرة الى ربكم ولعلهم يتقون اعذرنا الى ربنا ليعلم اننا قد ادينا واجبنا ثم ربما النصح يؤثر في تلك القلوب العاصي فيثير فيها مشاعر التقوى فلما نسوا ما ذكروا به اصر اهل الباطل على باطلهم ونجوا في طغيانهم وعنادهم لما ابا هؤلاء قبول النصيحة انجينا الذين ينهون عن السوء واخذنا الذين ظلموا لارتكبوا المعصية بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون. فنص الله جل جلاله على نجاة الناهين عن المنكر وعلى هلاك الظالمين وسكت عن الساكتين. لان الجزاء من جنس العمل كما يقول حافظ ابن كثير لا يستحقون مدحا فيمدحوا ولارتكبوا شيئا عظيما فيذموا اختلف اهل العلم في شأن هؤلاء الساكتين هل هم من الهالكين ام هم من الناجين فرقتان من اهل العلم من قال انهم انكروا بقلوبهم وقد هلك من لم يعرف بقلبه المعروف والمنكر. لان من انكر فقد برئ ومن كره فقد سلم ولكن من رضي وتاب في لحظة من اللحظات قد يعجز الانسان عن الانكار باللسان لا يبقى معه الا الانكار بالقلب ولهذا فليس فمن رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه. فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان فاضعف الايمان اذا شاهدت منكرا ان تنكره بقلبك وان تحافز على سلامة عقدك ان يرى الله من قلبك انك كاره وانك منكر واهل الباطل من حولك يحرصون على تطبيع الحس البشري مع المناكر ومع مساخط الله عز وجل الشزوز الجنسي انتشر في هذا البلد لكن معركة دعاته واصحابه ليس مع مجرد انتشاره لا معركة اعمق من هذا مع تطويع الحس البشري له ان يشربه الناس في قلوبهم الا يراه الناس منكرا ان يراه الناس شيئا مألوفا معتادا طبيعيا من جنس مألوفات الحياة وطبائع الاشياء تغيير عقد القلب ومعركة الجاهلية المعاصرة مع مناكر الله ومساخطه الالحاح في عرضها ليلا ونهارا. والدفاع عنها وتسويقها وانشاء منتديات لها ومواقع لها وتسخر كل او جل وسائل التواصل الاجتماعي لتزيينها وترويجها وتسويقها ليس فقط لارتكابها بل لان تشربها القلوب لان يدجل ويطوع الحس البشري في التعامل معها كيف بكم اذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا. بل كيف بكم؟ اذا امرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف لقد اضطرد امام في المانيا لانه خطب خطبة جمعة قال فيها ان اكتفاء الرجال بالرجال مما يسخط الله عز وجل ويسخط رسله جميعا لم يبح في شريعة قط اتفقت الشرائع السماوية جميعا على نكارته وعلى تحريمه فاخرج وابعد لكي يتجدد قول الله تعالى اخرجوا ال لوط من قريتكم انهم اناس يتطهرون في رأي اخر يقول لا هؤلاء من الهالكين لانهم الله جل وعلا يعني لم يحدثنا عن نجاتهم وانما حدثنا عن نجاة الذين كانوا ينهون عن السوء. لكن الصواب ان هؤلاء كانوا من الناجين لكن في درجة دون درجة الذين كانوا ينهون عن السوء ابن عباس في قصة لطيفة له مع عكرمة دخل عليه حكمة وهو محزون يبكي فتهيب ان يسأله وهو وهو يبكي فقال له بعد ان هدأ قليلا الذي يبكيك فقال هذه الايات من سورة الاعراف وقالوا ان الله جل وعلا تحدث وقص علينا نجاة الذين كانوا ينهون عن السوء وهلاك الذين تورطوا في هذه المحارم وفي تلك المساقط اما القسم الثالث ما ذكر الله نجاته والله لقد رأينا اشياء فما تكلمنا اخشى ان نكون من هذا القسم الهالك ان كان هذا القسم هالكا فقد هلك جلنا اوقد كم من مناكر رأيناها في حياتنا وعجزنا عن الصدع بانكارها عن اعلان النكير عليها فكان ابن عباس كان يتخوف يقول مرت بنا مناكل كثيرة رأينا مناكر كثيرة فلم نعلن النكير عليها يا ترى هل نحن من هذا القسم؟ ويا ترى هذا القسم الساكت؟ هل هم من الناجين ام هم من من الهالكين؟ تساؤل ابكى ابن عباس الى ان جل له الامر عكرمة وبين له ان هؤلاء من الناجين لانهم انكروا على قوم انكروا بقلوبهم. فاذا تحقق انكار القلب فقد تحقق الحد الادنى من النجاة فسر عنه وكساه ثوبين بشارة او هدية له انه ازال عنه هذه الغمة وانه كشف عنه هذا ده الالتباس الذي عرض له نعم رضوان الله عليه فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين. الله جل وعلا مسخ هؤلاء الذين استحلوا محارم الله بادنى الحيل ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين يبقى نؤكد الحد الادنى للنجاة الانكار بالقلب ويبدو ان هذا هو الذي ينبغي ان نذكر به وان نؤكد عليه وان يحافز عليه في زمننا هزا حيث عجز كثير منا حتى عن الانكار باللسان في اغلب المواضع واكثرها لكن احذر من المشايعة من مشايعة اهل الباطل على باطلهم من صدقهم على كذبهم واعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولن يرد علي حوضي يوم القيامة حديث ام المؤمنين ام سلمة قول النبي صلى الله عليه وسلم انه يستعمل عليكم امراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن انكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع احذر من الرضا والمتابعة. ودر ما بين الكراهة او الانكار ان عجزت عن الانكار بلسانك فافرح بقلبك وحافز على سلامة قلبك وعلى سلامة عقدك ان تحب الحق واهله وان تسخط الباطل واهله وان تدور مع الحق حيث دار بقلبك ان عجزت ان تدعمه بلسانك احذر ان تصدق اهل الباطل اهل الكذب والباطل والفجور ان تصدقهم على كذبهم او ان تعينهم على ظلمهم ان عجزت ان تقول حقا فلا اقل من الا تنطق بباطل امسك عليك لسانك اطبق عليك شفتيك وسل الله سبحانه وتعالى ان ينجيك من الفتن ما ظهر منها وما بطن واذ تأذن ربك ليبعثن عليهم الى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب. تأذن يعني اعلم او امر ويقول اهل العلم وفي قوة الكلام ما يفيد معنى القسم في هذه اللفظة ولهذا اذبحت بالله لا يبعثن كأن الله اقسم ليبعثن عليهم الى يوم القيامة من يسوءهم سوء العذاب بسبب عصيانهم ومخالفتهم امر الله وشرعه واحتيالهم على المحارم ولقد زل القوم في قهر الملوك على مدار التاريخ ثم صاروا الى قهر النصارى واذلالهم ولم يزالون ولم يزالوا يتقلبون من قهر الى قهر وربما تمر عليهم فترات يظن الناس فيها ان الذلة قد انتهت وان القوم صاروا اهل تمكين في الارض واهل علو فيها لكنها انعطافات تاريخية طارئة والجولة قادمة لا ريب فيها. واذ تأذن ربك ليبعثن. كلما انتفشوا. كلما انتفخوا ليبعثن عليهم الى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب ان ربك لسريع العقاب. وانه لغفور رحيم انه القهر الذي سلفه الله جل وعلا عليهم الذل الذي ضربه الله جل وعلا عليهم لا تحسبن ان ما قد يمرون به في بعض فترات الزمان من انتعاش وانتفاش وطغيان وبغي في الارض ان ذلك بدائم انعطاف تاريخية ستأتيهم بعدها الضربة ممن يسلطهم الله جل وعلا عليهم جزاء وفاقا وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين. ان ربك لسريع العقاب وانه لغفور رحيم. وقطعناه هم في الارض امما. يذكر الله انه فرقهم في الارض امما اي طوائف وفرق منهم الصالحون ومنهم دون ذلك عدل الله جل وعلا واذا قلتم فاعدلوا يعلمنا العدل في القول كما قال تعالى في الجن وان منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا وان منا المسلمون ومنا القاسطون. فمن اسلم فاولئك تحروا رشدا. واما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا وبلوناهم اي اختبرناهم بالحسنات والسيئات يقصد بالحسنات الرخاء واقبال الحياة ورغد العيش ويقصد بالسيئات الشدة والضنك والضيق الرغبة والرهبة العافية والبلاء لعلهم يرجعون. ثم قال تعالى فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الادنى. اي خلف من بعد هذا الجيل الذي فيهم الصالح وفيهم الطالح جاء جيل اخر لا خير فيهم ورثوا دراسة الكتاب التوراة يأخذون عرض هذا الادنى. الادنى اشارة الى الحياة الدنيا ان يعتادون عن بذل الحق ونشره بمتاع من الدنيا بعرض قليل منها ويسوفون ويعدون انفسهم بالتوبة وكلما لاح لهم عرض مثل الاول وقعوا فيه وان يأتهم عرض مثله يأخذوه يبقى اراد بالادنى العالم هذه الدار الفانية فهو تذكير الدنيا فهؤلاء القوم ومثل التوراة فقرأوها وضيعوا العمل بما فيها وخالفوا حكمها يرتشون في حكم الله ويبدلون كلماته ويقولون سيغفر لنا سيغفر الله لنا ذنوبنا يتمنون على الله الاباطيل. سعيد بن جبير يقول يعملون الذنب ثم يستغفرون الله منه ويعترفون لله فان عرض ذلك الذنب مرة اخرى اخذوه وسبحان الله هذا واضح جدا خاصة في من انتسب الى العلم عندما يأتيه عرض من اعراض الدنيا يعلم انه يعاون ثوابت الوحي الذي يحمله بين جوانحه يجد له مدخل شبهة يترخص بها ويقول لعل الله ان يغفر لنا هذه المرة خليها تعدي واذا عرض عرض اخر مثل الذي عرض سابقا يقع نفس يسقط نفس السقطة ويقع في نفس الخطيئة وهكذا لا يزال ينتكس ويرتجس في اوحال الذنوب والخطايا من خطيئة الى خطيئة ومن حفرة الى حفرة يأخذون عرض هذا الادنى ويقولون سيغفر لنا وان يأتهم عرض مثله يأخذون الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب الا يقولوا على الله الا الحق ودرسوا ما فيه لا يشرف لهم شيء من الدنيا الا اخذوه حلالا كان او حراما ويتمنون المغفرة وان قوما غرتهم اماني المغفرة خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم يقولون نحسن الظن بالله عز وجل وكذبوا لو احسنوا الظن لاحسنوا العمل الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب الا يقولوا على الله الا الحق ودرسوا ما فيه. كما قال تعالى. واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبينن للناس ولا تكتمونه ما اقرب هذا المثل بعلماء السوء الذين يبيعون دينهم بعرض من الدنيا ثم يقولون عديها المرة دي سيغفر لنا وان يأتهم عام مثلهم يأخذون فلا يزال من خطيئة الى خطيئة ومن سقطة الى سقطة الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب الا يكونوا على الله الا الحق ودرسوا ما فيه ان الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا. اولئك ما يأكلون في بطونهم الا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما اصبرهم على النار اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما اصبرهم على النار ثم مدح الله جل جلاله الذين لم يسلكوا مسلك هؤلاء بل وفوا بعهد الله وبقوا على عهده وميثاقه. فقال تعالى والذين يمسكون بالكتاب وزيادة المبنى تدل على زيادة المعنى. لم يقل يمسكون بل قال يمسكون بالكتاب اي اعتصموا به واقتدوا باوامره وتركوا زواجره واقاموا الصلاة انا لا نضيع اجر المصلحين يا يحيى خذ الكتاب بقوة واذ نطقنا الجبل فوقهم كانه ظل خذوا ما اتيناكم بقوة وذكروا ما فيه لعلكم تتقون. والذين يمسوا بالكتاب واقاموا الصلاة. انا لا نضيع اجر المصلحين ليس يا قومي يستوي سعي بان ومن هدم سيقيم المفرطون غدا مأتم الندم ويقول الذي اطاع طوبى لمن خدم اسأل الله لي ولكم العافية وحسن الخاتمة. اللهم امين حتى نلتقي في حلقة الغد ان شاء الله. استودعكم الله تعالى. وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته