بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا ومرحبا بكم مجددا مع هذه المحاضرة التاسعة عشرة من محاضرات تفسير سورة الاعراف مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واذ نطقنا الجبل فوقهم كانه ذلة وظنوا انه واقع بهم خذوا ما اتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون. نطق يعني رفع فالله جل وعلا جعل الملائكة ترفع الجبل فوق رؤوسهم كأنه ظلة وهذا هو قول الله جل وعلا ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم فالله جل وعلا يقول لنبيه واذكر يا محمد اذ اقتلعنا الجبل فرفعناه فوق بني اسرائيل كانه ظلة غمام من الظلام وقلنا لهم خذوا ما اتيناكم قوة من فرائضنا وما الزمناكم من احكام كتابنا فاقبلوه. واعملوا باجتهاد منكم في ادائه من غير تقصير ولا تواني. لقد روي عن ابن عباس انه قال سار بهم موسى الى الارض المقدسة واخذ الالواح بعدما سكت عنه الغضب وامرهم بالذي امر الله ان يبلغهم به من الوظائف تثقلت عليه وابوا ان يقروا بها حتى رفع الله الجبل فوق رؤوسهم كانه ظلة في رواية ايضا تنقلها كتب التفسير انه قال لهم هذا كتاب الله اتقبلونه بما فيه فان فيه بيانا ما احل لكم وما حرم عليكم وما امركم وما نهاكم. فقالوا انشر علينا. يعني ايه؟ ادينا التفاصيل انشر علينا ما فيها فإن كانت فرائضها وحدودها يسيرة قبلناها. فقال اقبلوها بما فيها قالوا لا. حتى نعلم ما فيها اولا كيف حدودها وفرائضها؟ فراجعوه مرارا فاوحى الله الى الجبل فانقلع فارتفع في السماء حتى اذا كان بين رؤوسهم وبين السماء قالوا له موسى الا ترون ما يقول ربي عز وجل لان لم تقبلوا التوراة بما فيها لارمينكم بهذا الجبل. سبحان الله وشعب غليظ الرقبة فعلا في التعامل مع اوامر الله عز وجل لابد من الايمان المجمل التصديق بها جملة وعلى الغيب. والانقياد لها جملة وعلى الغيب اما ان تتعامل مع شرائع الله ومع ومع كتبه ومواريث انبيائه يعني المنطق المتخير ليس العبد المكلف المأمور تقبل هذا وترفض هذا تؤمن بهذا وتكفر بهذا فما جزاء من يفعل ذلك منكم؟ كما قال ربي جل جلاله الا خزي في الحياة الدنيا دنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون واذ نطقنا الجبل فوقهم كانه ظله وظنوا انه واقع بهم خذوا ما اتيناكم بقوة. من لطيف ما ينقل عن تم البسط بانه قال لما نزروا الى الجبل فوقهم خر كل رجل ساجدا على حاجبه الايسر ونظر بعينه اليمنى الى الجبل خوفا من ان يسقط عليه ثم يقول فكذلك ليس اليوم في الارض يهودي يسجد الا على حاجبه الايسر يقولون هذه السجدة التي رفعت بها العقوبة اللهم اهدنا فيمن هديت وارزقنا الاخبات والانابة والتسليم لما امرت ولما جاء به نبيك صلى الله عليه وسلم وان نكون حنيفيين اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم ومن يعصي الله او رسوله فقد ضل ضلالا مبينا ثم يأتي بعد هذا قول الله جل جلاله واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم. الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين. يخبر الله جل جلاله انه استخرج ذرية بني ادم من اصلابه شاهدين على انفسهم ان الله ربهم ومليكهم وانه لا اله الا هو كما انه جل جلاله فطرهم على ذلك وجبلهم عليه في الاية الكريمة وجهان من التفسير معروفان الوجه الاول ان هذا الاشهاد اشهاد الحالي اي بلسان الحال وليس بلسان المقال. وان المقصود به الفطر على التوحيد وهو ما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة. فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعان ايضا في صحيح مسلم حديث عياض ابن حمار يقول النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله هذا حديث قدسي اني خلقت عبادي حنفاء كلهم وانهم اتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما احللت لهم يبقى القول التفسير الاول لهذه الاية ان معنى الاخذ من ذرية ادم من ظهورهم ايجاده قرنا بعد قرن وانشاؤهم قوما بعد اخرين. كما قال تعالى كما انشأكم من ذرية قوم اخرين. وكما قال تعالى هو الذي جعلكم خلائف في الارض ويجعلكم خلفاء الى غير ذلك من ايات الكثيرة التي تدل على هذا المعنى ثم قالوا في تقوية هذا القول ان يعني ان الله جل وعلا قد جعل هذا الاشهاد حجة عليهم مستقلة ولو كان المقصود الاشهاد المقالي الحقيقي الذي كان عند خلق ادم فان هذا قد لا يكون حجة على الناس لان احدا منهم لا يذكره ولا تقوموا عليه بمثله حجة يبقى معنى هذا القول واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ اي ان هذا الاشهاد بما نصبه جل جلاله لهم من الادلة القاطعة في الانفس والافاق. سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق او لم يكفي بربك انه على كل شيء شيء؟ فهو اذا اشهاد حالي وليس اشهادا مقالي وقد تطلق الشهادة في كتاب الله على الاشهاد الحالي. وليس على الاشهاد المقالي كما قال تعالى ما كان للمشركين ان يعمروا مساجد الله شاهدين على انفسهم بالكفر. طبعا المشركون لا يشهدون لا يشهدون قالم على انفسهم بانهم كفار. لكن احوالهم تشهد وتنطق وتصرخ بانهم كفرة فجرة مشركون. ما كان للمشركين ان يعمروا مساجد الله شاهدين على انفسهم بالكفر اي بلسان حالهم. ايضا قول الله تعالى ان الانسان لربه لكنود وانه على ذلك لشهيد. اي بلسان حاله ايضا يبقى مما يؤكد به اصحاب هذا القول قولهم قالوا ان الله جل وعلا جعله حجة عليهم كما قلنا فقال ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين او تقول انما اشرك اباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم. يقولون لو كان الاشهال المذكور والاشهاد ادي المقالي يوم الميثاق وهم في سورة الذر لما كان حجة عليهم لانه لا يذكره احد منهم عند وجوده في الدنيا وما لا يذكره الانسان ولا علم له به لا يكون حجة عليه. طب لو قال الم يخبر به الرسل اليس اخبار الرسل كافيا في اثبات هذا الميثاق؟ الجواب عن هذا ان المكذبين من المشركين يكذبون بجميع ما جاءتهم به الرسل من هذا ومن ومن غيره وهذا قد جعل حجة مستقلة عليهم فهذا يرجح ان المقصود بالاشهاد الاشهاد الحالي وليس المقالي وانه الفطر على التوحيد طب ماذا عن الوجه الاخر في الهذع؟ قالوا انه اشهاد مقالي حقيقي ان الله جل وعلا مسح على ظهر ادم يمينه فاستخرج من ظهره كل نسمة هو خالقها الى يوم القيامة. ثم كلمهم قبلا واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا. ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين. او تقولوا انما اشرك اباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم ا فتهلكنا بما فعل المبطرون يعني على كل حال الاشهال المقالي جاء في نصوص كثيرة يدعم بعضها بعضا وترقى الى مستوى الصحة او الاستشهاد بها. لكن ليس هزا وحده هو ما تقوم به الحجة او ما يستحق به العذاب العذاب انما يستحق بالميثاق الرسالي بميثاق الرسالة قول الله سبحانه وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا والله جل وعلا يقول رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل تصرح ان الذي تقوم به الحجة ويستحق به العذاب عند المخالفة وينقطع به العذر انما هو ارسال الرسل وليس ليس مجرد الا الميثاق الاول ولا نصب الادلة ولا الفطر على التوحيد وحده وايضا يقول الله جل جلاله ولو ان اهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا ارسلت الينا رسولا فنتبع اياتك من قبل ان نذل ونخزى ايضا ولولا ان تصيبهم مصيبة بما قدمت ايديهم فيقولوا ربنا لولا ارسلت الينا رسولا فنتبع اياتك نكون من المؤمنين. ايضا ان الله جل وعلا صرح لنا في كتابه ان جميع اهل النار قد قضى عذرهم في الدنيا بانذار الرسل كلما القي فيها فوج سألهم خزنتها الم يأتكم نذير كلما كلما القي فيها فوج سألهم خزنتها الم يأتكم نذير؟ قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذب وقلنا ما نزل الله من شيء ان انتم الا في ضلال كبير. وقالوا لو كنا نسمع سماع من ينتفع بما بلغ او نعقل ما كنا في اصحاب السعير فاعترفوا بذنبهم فسحقا لاصحاب السعير ايضا سورة الزمر وسيق الذين كفروا الى جهنم زمرا. حتى اذا جاءوها فتحت ابوابها وقال لهم خزنتها الم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم ايات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم وما هذا؟ قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين. وكلمة كلما من صيغ العموم فهذا يشمل جميع من سيقوا الى النار. وجاء في السنة كما قلنا احاديث صحيحة. احاديث كسيرة آآ يدع بعضها بعضا ترقى الى مستوى الاحتجاج بها ان الله اخرج ذرية ادم في سورة الذر فاخذ عليهم الميت اللهم اهدنا سواء السبيل وقنا عذابك يوم تبعث عبادك يا رب العالمين ثم يقول الله جل جلاله اه تأكيدا لقطع المعاذير التي التي قد يعتذر بها يوم القيامة او تقول انما اشرك اباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم افتهلكنا بما فعل المبطلون وكذلك نفصل الايات ولعلهم يرجعون. فالله جل وعلا لم يجعل من متابعتهم لابائهم والتقليد لهم عذرا لان الله ارسل رسلا وانزل كتبا وقبل هذا فطر على التوحيد. ومع هذا نصب ايات كثيرات بينات بالانفس والافاق وقل الحمد لله سيريكم اياته فتعرفونه. والحجة اقيمت بالفضل على التوحيد واقيمت بما نصب بالانفس والافاق من دلائل قاطعات وبما ارسل الله من رسل وبما انزله من كتب لكنه رحمة منه وفضلا وحنانا منه ومن لم يجعل العذاب يستحق الا بعد ارسال الرسل وانزال الكتب وقيام الحجة الرسالية التي لا يبقى بعدها عذر لمعتذر تملأ استطراد لو قال قائل ماذا عن الناس في المجتمعات الغربية منهم من لم تبلغهم الدعوة او جلهم قد بلغتهم بلاغا مشوها تولى كبره المستشرقون واباطرة الاعلام والحاقدون على الله ورسوله شوهوا ميراث النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فكيف تقول حجة على هؤلاء بميراث بلغهم مشوها ولابد ان يكون البلاغ مبينا. الجواب ان هؤلاء يقاسون على اصحاب فترات يوقد الله لهم نارا يوم القيامة. يأمرهم بدخولها. فمن اطاعه جعلها عليه بردا وسلاما. ومن عصاه اكبه على وجهه فيها فمن لم يأته نذير في الدنيا. جاءه نذير في عرصات يوم القيامة ومن ثم نحن وان كنا نقطع بان كل من لم يدم بدين الاسلام فهو كافر. لكننا لا نقطع بان كل من لم يدم بدين الاسلام مخلد في النار لان بعض هؤلاء لم تبلغهم الحجة. بعض هؤلاء قد يمتحنون يوم القيامة فينجحون. فالله اعلم بما كان كانوا عاملين فلنترك امر الجنة والنار الى الله سبحانه وتعالى. لكن في الجملة نقول لا تدخلوا الجنة الا نفس في الجملة نقول ان المسلمين اهل الجنة. وان الكافرين اهل النار في الجملة. من غير لان نتدخل في الحكم على معين الا اذا جاء فيه النص فرعون ادخلوا ال فرعون اشد النار يعرضون عليها غدوا وعشيا. ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب. تبت يدا ابي الهب وتب الذين جاءت فيهم نصوص باعيانهم نقطع بمآلهم. لان الوحي المعصوم قد قطع في ذلك. وما وراء ذلك نؤمن في الجملة ان المسلمين اهل الجنة وان الكفار اهل النار تطبيق ذلك على احاد وعلى معينين من الناس لا يتدخل بين الله وعباده فيهم ثم قال تعالى واتل عليهم نبأ الذي اتيناه اياتنا تنسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين علمه الله كتابه فصار عالما كبيرا وحبر النحرير لكنه انسلخ من ايات الله عز وجل ترك كتاب الله. نبذه وراء ظهره وخلع كما يخلع اللباس وكم من علماء سوء وكم من احبار ورهبان سوء اتخذوا كتاب الله ورائهم ظهريا ان الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا اولئك ما ياكلون في بطونهم الا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة. ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم فلما انسلخ منها اتبعه الشيطان استحوذ عليه تسلط عليه بعد ان خرج من الحصن الحصين فصار لا اسفل سافلين فاصبحت الشياطين تؤزه الى المعاصي والى الكفر ازا. ترى انا ارسلنا الشياطين على الكافرين فلا تعجل عليهم انما نعد لهم عدا يوم نحشر المتقين الى الرحمن في وفد ونسوق المجرمين الى جهنم ودا. لك ان تتخيل هذا المشهد انسان يؤتيه الله اياته يخلع عليه من فضله يكسوه من علمه يعطيه الفرصة كاملة للهدى والارتفاع لكنه ينبذ هذا كله وراء ظهره ينسلخ من هذا كله انسلاخا يعني كأنما الايات قديم جلد كان متلبسا بلحمه فهو ينسلخ منها بعنف وجهد ومشقة انسلاح الكائن الحي من جلده واديمه اللاصق بكيانه اوليست الكينونة البشرية متلبسة بالايمان بالله تلبس الجلد بالكيان ها هو دا ينسلخ من ايات الله يتجرد من الغطاء الواقي والدرع الحامي ينحرف عن الهدى ليتبع الهوى يهبط من الافق المضيء المضيء المشرق ليلتصق بالطين المعتم ويصبح غرضا للشيطان لا يحميه منه حام ولا يقيه منه واق فيتبعه ويستحوذ عليه ثم بعد هذا تجد هذه الصورة الشائهة الكريهة التي يصفها الله جل وعلا اصبح كالكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يأس مسخ في هيئة الكلب يلهث ان طورد ويلهث ان لم يطارد سبحانك ربي فاقصص القصص لعلهم يتفكرون هذا المشهد لتزكروا كتب التفسير ان الحديث كان عن رجل من بني اسرائيل بلعم ابن باعوراء كان من المستجاب الدعوة اتاه الله اياته لكنه انسلخ منها واستظهر به قومه على موسى وراودوه ان يدعو الله على موسى موزفا انه مستجاب الدعوة ثم كانت الفتنة وكانت عاقبة سوء وخاتمة السوء التي قصها الله علينا في كتابه آآ يدكم ما لك بن دينار انه كان من علماء بني اسرائيل وكان مجاب الدعوة. يقدمونه في الشدائد يقال بعثه نبي الله موسى الى ملك يدعوه الى الاسلام فاقطعه واعطاه. خلا عليه الخلع واعطاه اموالا كثيرة فتابع دينه وترك دين موسى باع دينه بثمن ارسله موسى سفيرا داعية الى ملك مدين فلما خلا عليه الخلع واعطاه من الجوائز والهدايا اعطاه فتنه بذلك فترك دين الحق الذي جاء به موسى وتبع دين هذا المبطل وبالمناسبة في وجه شبه بينه وبين امية ابن السلط حتى روي باسناد صحيح الى ابن عمر انه كان يقول هو صاحبكم امية ابن السلط كانه اراد يشبهه فان امية كان قد وصل اليه علم كثير من الشرائع المتقدمة لكن للاسف لم ينتفع بعلمه لقد ادرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم وبلغته اياته ومعجزاته وظهر له الحق عيانا جليا لكن كان انتم حقد من الداخل على النبي. كان يتطلعوا الى النبوة كتطلع بني اسرائيل ان تكون النبوة فيهم ولا تكون النبوة في ولد اسماعيل فحملوا هذا الحقد على الكفر والشرك لكن له اشعار لطيفة جدا حتى احبها النبي محمد صلى الله عليه وسلم يروي مسلم في صحيحه عن عمرو بن الشريد قال نعم ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما. قال هل معي من شعر امية ابن ابي السلط شيء فقلت نعم. قال هيه. فانشدته بيتا. قال هيه ثم انشدته بيتا. قال هيه حتى مائة بيت وفي رواية اخرى عند مسلم في الصحيح استنشدني رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعني قائل له هل معك من شعر امية ابن ابي السلط شيء وزاد ان كاد ليسلم يعني وفي رواية لقد امن شعره وكفر قلبه فكم من منافق عليم اللسان وكم من شعراء كانوا مبرزين في باب القوم ووصفوا الايمان وصفا جميلا ودعوا اليه دعاء جميلا لكن كانت قلوبهم منه منه هواء وخالية وخاوية من شاعر امية كان يقول كل عيش وان تطاول دهرا صائر مرة الى ان يزول ليتني كنت قبل قبل ما بدا لي في قلال الجبال ارعى الوعود فاجعل الموت نصب عينيك واحذر طولة الدهر ان للدهر غولة واشياء اخرى جميلة لكن الرجل لم يسلم. بل انه لما كانت وقعته بدر يعني آآ رثا مشركين بدر بقصائد يعني لما مر على القليب وفيه مشركي بدر الذين القوا فيه قال هلا بكيت على الكرام من الكرام اولي الممادح كبك الحمام على فروع الايدي في الغصن الصوادع يبكي نحزنا مستكينات يرحن مع الروائح امثالهن الباكيات المحولات معا من النوائح من يبكهم يبكي على حزن ويصدق كل مادا. يقول هذا في مدح كفار مكة واباطرتها الذين قتلوا على الكفر يوم بدء وسحبوا وجروا على وجوههم والقوا في البئر لكن بعضهم اولياء بعض. والسعيد من سعد في بطن امه امه ومن غلبت عليه شقوته لا تملك له من الله شيئا لا اله الا انت سبحانك اني باتباعه الشيطان اي فاستحوذ عليه فمهما امره امتثل واطاع فكان من الهالكين الحائرين البائرين. ولو شئنا لرفعناه بها لرفعناه من التدنس عن قاذورات الدنيا الايات التي اتيناه اياها ولكنه اخلد الى الارض مال الى زينة الحياة الدنيا وزهرتها واقبل على لذاتها ونعيمها وغرته كما غرت غيره فكانت النتيجة الهلاك والبوار والخسران المبين ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا انتهت قصته وسجلها الله قرآنا يتلى لانها قصة قابلة للتكرار على مدى الزمان وعلى مدى المكان تم سيزهر على وجه الارض من اناس اتاهم الله اياته وعوا من مواريث النبوة الكثير حفظوا من علومها الكثير والكثير وكان من الممكن ان يكونوا اعلاما للهدى وان يكونوا منارات مضيئة لكن استهوتهم الفتنة وغرتهم الحياة الدنيا فاخلدوا الى الارض واتبعوا اهواءهم فصار مثله كمثل الكلب يلهثون طورت ويلهث ان لم يطارد وبعد هذا ماذا يجنون في نهاية المطاف كانما يعضون بالنواجز على مكان لهم في غمرات جهنم ان اهل عيشة قضيتها ذهبت لذاتها والاثم حل لا شيء مما ترى تبقى بشاشته ويبقى الاله ويفنى المال والولد لا شيء مما ترى تبقى بشاشته يبقى الاله ويفني المال والولد فمثله في شدة حرصه على الدنيا وانقطاع قلبه اليها كمثل الكلب لا يزال لاهثا على كل حال. ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث لا يزال حريصا. حرصا قاطعا قلبه لا يسد فاقته ومن الدنيا شيء ذلك مثل القوم الذين كذبوا باياتنا بعد ان ساقها الله اليهم فلم ينقالوا لها بل كذبوا بها اوردوها لهوانهم على الله. اي وربي لهوان مع الله. هانوا عليه فعصوه. ولو عزوا عليه لعصمهم ان العصاة سقطوا من عين الله عز وجل فرفع الله عنهم عصمته وخلى بينه وبين ما ارقصوا فيه من الذنوب والخطايا نعم لهوانهم على الله واتباعهم لهوائهم بغير هدى من الله. فاخصص القصص لعلهم يتفكرون. ففي ضرب الامثال من العبر والايات ما ينبغي ان يعتبر به المعتبرون وان يتذكر به. المتذكرون ساء مثلا القوم الذين كذبوا وباياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون. وكما قلنا يعني قد يكون المقصود بلعم ابن ابن باعورة او الحديس عن عن جنس جنس من اتاه الله اياته ثم انسلخ منها وباع دينه بثمن بخس دراهم معدودة فاتبعه الشيطان فكان من الغاويين فصار مثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا باياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون اخوتي واخواتي نكتفي بهذا القدر في التعقيب على هذه الايات على امل اللقاء بكم في الحلقة القادمة ان شاء الله حتى نلتقي. استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته