بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرات العشرين من تفسير سورة الاعراف مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فاولئك هم الخاسرون انها حقيقة ايمانية عقدية الهداية والاضلال بيد الله وحده من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له ولن تجد له وليا مرشدا الهداية في كتاب الله وردت بمعنيين المعنى الاول البيان والله جل وعلا بهذا المعنى قد بين لعباده جميعا ويصلحهم وما يفسدهم ما يشكيهم وما يسعدهم انا خلقنا الانسان من نطفة ام شيء نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا وهديناه النجدين واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فهداية البيان مبذولة للخلق جميعا الله جل وعلا بين لعباده انبياؤه بينوا. الذين يأمرون بالقسط من الناس ورثة الانبياء على مدار القرون من حملة العلم والشريعة رفعوا لواء البيان وبينوا للناس واقاموا الحجة عليهم اما المعنى الاخر وهو هداية التوفيق لا يملكها الا الله وحده لا يملكها لا ملك مقرب ولا نبي مرسل. ان الله جل وعلا نفاها عن نبيه محمد. فقال فانك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء لا تملك ان تفتح مغاليق القلوب بتتوطن في اعماقها الايمان. تملكها بيان فقط. وانك لتهدي الى صراط مستقيم. هذه هداية البيان ما هداية التوفيق والعصمة فانك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء والله جل وعلا يهدي من يشاء فضلا ويضل من يشاء عدل جل جلاله اهي بدايته بيد الله لكن اسبابها جعلها الله بيد البشر بما زودهم بهم من ادوات التكليف سمع والبصر والفؤاد وكل اولئك كان عنه مسئولا فمن احسن توظيف هذه الادوات فقادته للايمان بالله عز وجل فقد نعم وفاز ومن افك عن ذلك وضل عنه فقد خاب وخسر لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. ثم يقول الله جل جلاله ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها اولئك الانعام بل هم اضل. اولئك هم الغافلون ما معنى ذرانا؟ اي خلقنا وجعلنا هيأناها لهم هيئناهم لها وهم بعملها يعملون فانه تعالى لما اراد ان يخلق خلقه علم ازلا ما هم عالمون قبل كونهم. فكتب ذلك في كتاب عنده قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كما ورد في صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو ان الله قدر مقادير الخلق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وكان عرشه على الماء اه اه في حديث عائشة رضي الله عنها قالت دعي النبي صلى الله عليه وسلم الى جنازة صبي من الانصار فقلت يا رسول الله طوبى له عصفور من عصافير الجنة لم يعمل السوء ولم يدركه وقال او غير ذلك يا عائشة ان الله خلق الجنة وخلق لها اهلا وهم في اصلاب ابائهم وخلق النار وخلق لها اهلا وهم في اصلاب ابائهم وتعلمون في حديث الصحيحين الصادق المصدوق حديث ابن مسعود ثم يبعث ثم يبعث الله اليه الملك. بعد ان تنقضي اطوار الخلق وتنفخ فيه الروح فيؤمر مع كلمات يكتب رزقه واجله وعمله وشقاوته او سعادته لهم قلوب لا يفقهون بها لا ينتفعون بشيء من هذه الجوارح التي جعلها الله سببا للهداية ان قلوبا لا يفقهون بها اعين لا يبصرون بها. اذان لا يسمعون بها. يعني لا ينتفعون بها الاذان تسمع والله سماع اه زاهر الحياة الدنيا يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا ما اسمعه يعقلون امور الدنيا ما اعقلهم يبصرون احوال الحياة الدنيا ما ابصرهم. لكن يعطلون هذه الادوات عن الانتفاع بها في طريق الهداية والاستقامة. كما قال تعالى وجعلنا لهم سمعا وابصارا وافئدة فما اغنى عنهم سمعهم ولا ابصارهم ولا افئدتهم من شيء اذ كانوا يجحدون الله او كما قال تعالى صم بكم عمي فهم لا يرجعون صم بكم عمر فهم لا يعقلون هل فعلا كانوا اصحاب صمم حسي عمى حسي جنون لا لم يكونوا صما ولا بكما ولا عميا الا عن الهدى فقط والا فقد فجروا الذرة وركبوا اجواز الفضاء وابتكروا من المخترعات والمبتكرات ما ادهش العقول والالباب يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ولو اسمعهم لتولوا وهم معرضون فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ثم قال تعالى اولئك كالانعام اديني عطلوا هذه الادوات فلم ينتفعوا بها في طريق الهداية وتحصيل الفوز بان يزحزح عن النار وان يدخلوا الجنة. هؤلاء كالانعام بل هم اضل الذين لا يسمعون الحق. لا يعونه لا يبصرونه كالانعام السارحة. لا بهذه الحواس الا بما له تعلق بطعامهم وشرابهم وسراحهم ومنامهم ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع. الراعي عندما ينعق بدوابه ينعق بما لا يسمع الا ودعاء ونداء صم بكم عمل فحالهم عندما يدعون الى الايمان كحال هذه الانعام. عندما يدعوها راعيها فلا تسمع الا صوته ولا تفقه ما يقول بل قال تعالى بل هم اضم لان هذه الانعام قد تستجيب مع ذلك لرعايها. تعالي تيجي روحي روحي وكثير من الانعام يسمع دعاء ونداء يعقل ويأتي يزهب يروح لكن واهواه وايضا تؤدي الوظيفة التي خلقت من اجلها لكن هؤلاء الذين ابقوا على ربهم عز وجل ما حققوا الوظيفة التي خلقوا من اجلها كما حققتها بهيمة الانعام ولا عقلوا عن داعي الله عز وجل ما دعاهم اليه فكانوا اضل من الانعام التي عقلت نراعيها يعني كثيرا مما وجهها اليه. وقامت من الوزيفة التي خلقت من اجلها. فكان هؤلاء اضل من الانعام القرآن في غاية الدقة لا مجال فيه لمبالغة بل هم اضل هم حقيقة اضل ان الانعام خلقوا لهذه ايه؟ الوظيفة. فادوا هذه الوظيفة التي سخرهم الله جل وعلا لها. ويعقلون عن الراعي بعض ما به ويدعوهم اليه لكن وقفة هنا مع قضية الهداية والاطلال. لعل سائلا يقول اذا كان الامر راكعا الى مشيئة الله جل وعلا والامر كله بيده. فما حيلة الانسان مع اقدار ماضية جارية. حتى قال قائلهم ما حيلة العبد والاقدار جارية عليه في كل يوم ايها الرائي القاه في اليم مكتوفا وقال له اياك اياك ان تبتل بالماء سؤال ربما يلح على يدهن بعض الناس الجواب ان الله جل وعلا انما يهدي من كان اهلا للهداية ويضل من كان اهلا للضلالة يهدي من شاء فضلا ويضل من شاء عدله تأمل معي قول الله تعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم جاؤوا باسباب الزيغ فازاغ الله قلوبهم. ثم ثم تأمل قوله تعالى فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم واجعلنا قلوبهم قاسية تقسية قلوبهم باسباب من عند انفسهم. فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلمة عن مواضع. فبين الله جل جلاله ان اسباب ان اسباب ضلاله لمن قل له انما هو بسبب من العبد نفسه العبد لم يطلع على ما كتب الله له عنده في كتابه لا يعلم بالقدر الا بعد وقوع المقدور فهو لا يدري. هل قدر الله له ان يكون ضالا؟ ام قد له ان يكون مهديا فما باله يسلك طريق الضلال ويحتج ان الله قد اراد له دليل وقدره عليه افلا كان للاولى به ان يسلك طريق الهداية ثم يقول ان الله قد قدر لي الهداية يعني الخلاصة ايصلح ان يكون جبريا في باب الضلالة وقدري عند الطاعة. رسالة تعكيس للامور وقلب الموازين لا يليق به ان يكون جبريا عند الضلالة والمعصية فاذا ضل يقول هذا امر قد كتب علي قدر علي لا يمكن ان اخذ منه لا مخلص لي منه لا مهرب لي منه. لا لك قدرة واختيار واعتبر في هذا بباب الرزق والرزق ايضا يا رعاك الله قدر والرزق مقدر لجميع العباد كما قدر الاجل كما قدرت الشقاوة والسعادة. ومع هذا فانت تكدح ليلك ونهارك في التماس اسباب الرب رزق. في البلد وخارج البلد. تعرف تطلع جواز سفره بتعرف تجيب تأشيرة تعرف تقدم على على عمل تعرف تروح عند امن عشان تاخد فلوس. كل الاسباب بتبزلها وفي هذا انت يقظ جدا وحريص جدا. وكل الاسباب تبزلها. في باب الرزق تفعل تفعل هذا مع ان الرزق مع ان الرزق نفسه مكتوب. كما ان العمل مكتوب. كما ان الاجر مكتوب. لماذا لم تجلس في بيتك وتقول ما قد لي من رزق سيأتيني وتغلق عليك بابك وتقول ما سيأتيني ما قلته لي الولد مقدر الله جل وعلا قدر ما سيكون من ولد قطعا لك انت لا لا تقعد عن الزواج وعن التماس في اسباب الولد ويقول انا ازا قدر الولد سيأتيني انت لا تفعل هذا لا في الرزق ولا في باب الولد ولا في كل امور معاشر. فلماذا تأتي عند باب الضلالة والهداية عند عندما فزيحك عن النار ويدخلك الجنة وتركب هذا المركب الوعر ولست في هذا السلوك المعوج ان البابين واحد الرزق والعمل. ليس بينهما فرق كما انك تسعى رزقك وتسعى لحياتك وامتداد اجلك انت اذا مرضت تذهب الى كل اقطار الدنيا تبحس عن طبيب ماهر يداوي مرضك وانت تعلم ان الاجل مقدر لا يزيد ولا ينقص. طب لماذا تبزل السفرة وسعك في اسباب التداوي من المرض ما قلت انا سابقى في بيتي مريض منطرحا على الفراش واذا قلت لاجل سيأتيني واذا قدر لي خياف وخلاص لماذا لا يكون عملك في طريق الاخرة كعملك في طريق الدنيا. لماذا فرقت بين المتماثلين يا رعاك الله؟ انت بين خيارين بين الطريق يؤدي بك الى السعادة وطريق يؤدي بك الى الندامة وانت واقف بينهما مخير وليس هنالك ما يلجئك الى ان تسلك هذا الطريق او ذاك. ولا ما يمنعك من ان تسلك هذا الطريق او او ذاك فانت تسلك في حياتك ما شئت وتتخذ من قراراتك كما شئت مخير في هذا وفي ذاك لكن مشيئتك تابعة لمشيئتك لله جل جلاله لان الله علم ازلا ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون ثم قال تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون لحديث ابي هريرة ان لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحدا. من احصاها دخل الجنة وهو وتر يحب الوتر جل جلاله بلالهم ورد في حديث الترمذي يراد بهذه الاسماء التسع وتسعين لكن المعول عليه عند جماعة من الحفاظ ان هذه الاسماء مدرجة في الحديث ولا الحديث الذي سبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه هذه آآ الاسباب انما هي استقرائية من خلال النصوص الوحيين قرآنا وسنة صحيحة وبالمناسبة اسماؤه جل جلاله ليست منحصرة في هذا العدد ده فقط هذا العدد له خاصية ان من احصاه دخل الجنة لكن لا يعني انحصار اسماء الله في هذا العدد ففي حديث ابن مسعود ما اصاب احدا قط هم ولا حزن فقال اللهم اني عبدك ابن عبدك ابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاء. اسألك بكل اسم هو لك. سميت به نفسك. او انزلته في كتابك. او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك. ان تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور بصري وجلاء حزني وذهاب همي الا اذهب الله حزنه وهمه وابدل مكانه فرجا قال رسول الله افلا نتعلمها؟ فقال بلى ينبغي لكل من سمعها ان يتعلمها. محل الشاهد ما جاء او استأثرت به في علم الغيب عندك فاسماء الله جل وعلا ليست محصورة في عدد معين والفقيه القاضي ابو وبطلب من الهرم صاحب كتاب احكام القرآن اه يذكر ان بعضهم جمع من الكتاب والسنة من اسماء الله الف اسم. فالله تعالى اعلم باسمائه وذروا الذين يلحدون في اسمائه الميل بها عن الاعتقاد الحق. والمنهج الصواب المستقيم فيها من ذلك ما فعله المشركون حيث اشتقوا اسماء لاصنامهم من اسماء الله عز وجل. اسم اللات اشتقوه من اسم الله العزة تكون من اسم الله العزيز فاصل الالحاد في كلام الهرم العدول عن القصد الميل الجور الانحراف ومنه اللحد في قبر لانحرافه الى جهة القبلة عن سمت الحفر وبالمناسبة توحيد الاسماء والصفات احد اركان الايمان بالله عز وجل وقد كثر فيه الجدل ما بين غلاة وجفاة ولا يتسنى لاحد ان يعبد الله على بصيرة حتى يعرفه فان من عرف الله احبه ومن احب اجتمع قلبه على عبادته وحده ولا تتسنى معرفة الله معرفة صحيحة الا بمعرفة اسمائه وصفاته والوقوف من ذلك تأمل في هذه الكلمة جيدا على الجمل الثابتة التي تصون اعتقاده فتنأى به عن الشعاب الملتوية المتعرجة التي تاهت فيها خطى المتكلمين المتنطعين من قبل ايضا بنفس المنطق تنأى به عن التناول الجدلي والنجاف الذي الجأت اليه المواجهة مع الفرق المنحرفة المنحرفة عبر القرون والذي افقد الدارسين لهذا العلم متعة التحقق بمعاني هذه الاسماء والتوسل بها الى الله عز وجل نعم يجب الايمان بكل ما ثبت عن الله عز وجل او عن النبي صلى الله عليه وسلم من اسماء الله وصفاته على النحو الذي يليق بذاته جل جلاله اثبات بلا تمثيل تنزيه بلا تعطيل ليس كمثله شيء وهو السميع العليم. طب ماذا عن قول الله تعالى فادعوه بها الدعاء نوعان دعاء مسألة ودعاء عبادة اما دعاء المسألة ان تقدم بين يدي مطلوبك من اسماء الله ما يناسب المقام انما تختلط عليك الامور عندما تمس حاجتك الى بصيص من نور فانك تلوذ باسمه الهادي. يا هادي اهدني سواء السبيل عندما يتعاظمك زنبك تلوذ باسمه الغفور ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي جعلت الرجا مني بعفوك سلما. تعاظمني ذنبي فلما قررت بعفوك ربي كان عفوك اعظم عندما تحتويك الكروب عندما تحاصرك الشدائد فانك تلوذ باسمه المغيث. يا غياث المستغيثين اغثني يا مغيث اغثني وهكذا. هذا دعاء المسألة اما دعاء العبادة فهو التعبد الى الله عز وجل بمقتضى هذه الاسماء. فتتوب اليه لانه هو التواب تسأله لانه هو الكريم تخافه بالغالي لانه هو السميع البصير. الذي لا تخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء وهكذا والله جل وعلا اسماؤه حسنى اوفت على الغاية في الحسن نعم لتضمنها صفات كاملة لا يرد عليها نقص بوجه من الوجوه لاحتمالا ولا تقديرا. مسلا الحي من اسماء الله عز وجل. يعني الحياة الكاملة التي لم تسبق بعدم ولا تلحق بزوال وتستهزأوا من كمال الصفات السمع والبصر والعلم والقدرة وغيرها اما في عالم البشر في عالم المخلوقات هل اتى على الانسان حين من الدهر؟ لم يكن شيئا مذكورا اولا يبطن الانسان انا خلقناه من قبل ولم يك شيئا. ثم سيلحقه الفناء كل شيء هالك الا وجهه سبحان مالك الملك والملكوت سبحان ذي العزة والقدرة والهيبة والجبروت سبحان الحي الدائم الباقي الذي لا يموت. وقل مثل هذا في بقية اسماء الله عز وجل خلي بالك اسماء الله توقيفية ما ينفعش نأخذ من اسماء الله من افعاله جل جلاله ونشتق اسماء براحتنا ان الله يمسك ما ينفعش نقول ربنا الممسك ان الله يضل ما ينفعش نقول ان من اسماء الله المضل ولكن الله قتلهم ربنا يبقى اسمها ايه؟ القاتل لا اسماء الله التوقيفية نقف فيها عند حدود ما ورد به السمع. والوحي المعصوم عن الله عز وجل فليس لك ان تشتق من افعاله اسماء له جل جلاله قف حيث اوقفك الوحي الاعلى قرآنا وسنة صحيحة اللهم اهدنا سواء السبيل وقنا عذابك يوم تبعث عبادك يا رب العالمين. ثم قال تعالى وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون. انتبه! الله جل وعلا قال قول هذا ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون. في هذه الاية يقول وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون اي اي ممن خلقناه امة قائمة بالحق قولا وعملا. يقولون بالحق ويدعون اليه ويعملون به ويحكمون به جاء في بعض الاثار ان المراد امة النبي محمد صلى الله عليه وسلم يعني فلقد جاء يعني عن قدادة في تفسير هذه الاية انه قال بلغني والبلاغات لها من زيتها معين لها منزلة معينة في عالم المرويات. بلغني ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اذا قرأ هذه الاية هذه لكم وقد اعطي القوم بين ايديكم مثلها ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون. وتعلمون في الحديث لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من فهم حتى يأتي امر الله وهم كذلك او قال حتى تقوم الساعة. ثم قال تعالى ونختم بهذه الاية والذين كذبوا باياتهم سنستدرجهم من حيث لا يعلمون يفتح لهم ابواب الرزق واوجه المعاشي الدنيوية ليغتروا بما هم فيه ويعتقدوا انهم على شيء كما قال ربي جل جلاله. فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين املي لهم اي اطول لهم ما هم فيه. لا يأخذهم بغتة ان كيدي متين. اي قوي شديد باستدراج الاخذ بالتدرج كلما اذنب العبد ذنبا تابه الله من النعم وانساه التوبة. فيدنيه من العذاب شيئا فشيئا ويصبه عليه صبا وقد ذكر استدراج في كتاب الله في موضعين في الاعراف وفي القلم والذين كذبوا باياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. وفي القلم فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث حيث لا يعلمون واملي لهم ان كيدي متين والمراد بكيد الله للمكذبين ان يتركهم. يغترون باحسانه الظاهر فينسون الاستغفار فيتمادون في معصية الله عز وجل لقد روي عن جعفر الصادق انه قال ان الله اذا اراد بعبد خيرا فاذنب ذنبا اتبعه بنقمة وذكره بالاستغفار الم ثم يذكره بالصفاء ان الله اذا اراد بعبد خيرا فاذنب ذنبا اتبعه بنقمة وذكره بالاستغفار واذا اراد بعبد شرا فاذنب ذنبا اتبعه بنعمة لينسيه الاستغفار قبل ان تقارن بين هادي وتلك يا رعاك الله. الكلمة الجميلة مرة اخرى ان الله اذا اراد بعبد خيرا فادنب ذنبا اتبعه بنقمة وذكره بالاستغفار. واذا اراد بعبد شرا فاذنب ذنبا اتبعه بنعمة لينسيه الاستغفار نادى بها فهذا قول الله تعالى سنستدرجهم من حيث لا يعلمون اي بالنعم عند المعاصي يعصي تلاقي الدنيا تروح مزهزهة معها فيزيد لقد سئل عن عن الاستدراج فقال هو العبد يذنب الذنب فيملى له وتجدد له عندها النعم فتلهيه عن الاستغفار من الذنوب فهو مستدرج من حيث لا يعلم كم من مغرور بما قد انعم الله عليه وكم من مستدرج بستر الله عليه. وكم من مفتون بثناء الناس عليه كم من مغرور بما قد انعم الله عليك وكم من مستدرج بستر الله عليه وكم من مفتون بثناء الناس عليه لهذا لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد وينبغي ان تغتر بما اوتوا به من نعم ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات من لا يشعرون. لكن لا تتصور ان الاستراد الكفرة فقط من يستدرج عصاة وفسقة اهل القبلة. ففي حديث عقبة بن عامر اذا رأيت الله العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فانما هو استدراج اذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فهو استدراج ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا واخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون. طب متى يكون العطاء استدراجا؟ ومتى يكون انعاما اذا اعطاك الله نعمة فوفقت الى حمده وشكره والاستقامة على امره فهذا انعام لان شكرتم لازيدنكم اما اذا اعطاك وانت لا تزال سادرا في غيك. مقيما على معاصي ربك فاعلم بانه استدراج اسأل الله لي ولكم العافية وحسن الخاتمة. احبتي اخوتي واخواتي نكتفي بهذا القدر في التعقيب على هذه الايات الكريمات. وحتى نلتقي في الحمقة القادمة استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته وبركات مازال