المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله نبذة جامعة مفيدة مختصرة في التحذير من كتاب هذه هي الاغلال كتاب الاغلال مشتمل على نبذ الدين الاسلامي منابذته ومنافقته فهو صريح في الانحلال عن الدين بالكلية وخروج عن جميع اصوله فضلا عن فروعه وهو اكبر دعاية ومقاومة للدين ومنابذة لاصوله والتهزي به وباهله وحملته وصاحبه جعله باسلوب ناصر للدين فلم يبق من الشر شيئا الا ارتكبه فانه شارك المنحلين عن الدين النابذين له بالكلية وشايع الدعاة الى دين الملحدين المتصدين لعداوة الدين ومقاومته ودخل في ضمن زنادقة المنافقين الماكرين الخادعين وهذه الاساليب الثلاثة التي لم تبق من الشر والفظاعة قد حواها كتابه ورددها في مواضع متعددة فبالاول نبذ الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وانكر افعال الله تعالى وربوبيته وجعل العالم العلوي والسفلي يجري على نظام الطبيعة ليس لله فيه تدبير ولا تصريف ولا تغيير وانكر العقوبات على المعاصي والذنوب في الدنيا والاخرة وحلل رسالة محمد صلى الله عليه وسلم بكلام لا مستند له فيه اخذه عن دعاة النصارى حيث زعم انه كان يناجي الطبيعة ويأخذ كمالاته واقواله وافعاله منها وانه بها ابتدأ واليها انتهى وبالثاني جعل كتابه هذا اكبر داع لنبذ الدين ومقاومته وعداوته فما هو مشاهد محسوس من اوله الى اخره وبالثالث موه بذلك على الاغرار ان الدين يدعو الى ما قال وان بعض الايات والاحاديث تدل على ما قال فمن نظر وتأمل في كتابه علم انه ما صنف اعظم وطأة وعداوة للدين من هذا الكتاب ولا اجترأ احد من الاجانب فضلا عن من يتسمى بالاسلام بمثل ما اجترأ عليه هذا الرجل ولا افترى مفتري مثل افتراءه ولا حرف احد تحريفا يضاهي تحريفة وما استهزأ احد بالشريعة وعلومها واخلاقها وحملتها كاستهزائه وسخريته المعطلون للبار المنكرون له رأسا لهم في ذلك اساليب ترجع الى هذا المعنى واسلوب التصريح بالانكار والصراحة فيه وذلك مذهب الدهرية الذين يقولون ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر ومذهب فرعون حيث يقول وما رب العالمين ثم اظهروه باسلوب اظهره زنادقة الاتحاديين الذين زعموا ان الوجود واحد بالعين ثم اظهره هذا الكاتب باسلوب اشنع منها كلها وهو انه يجب ان يعلم انه لا فرق بين الخالق والمخلوق وان من فرق بينهما من الرسل واتباعهم وجميع المعترفين برب العالمين فهو غالط اكبر غلط والمكذبون لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم لهم في ذلك ايضا اساليب اسلوب التصريح والتكذيب له وانه ليس رسولا واسلوب من يقول امنا بالله ورسوله وقلوبهم منطوية على الكفر والتكذيب واسلوب اظهره هذا الكاتب مجاراة لدعاة النصارى حيث جعل رسالته اختلاء بالطبيعة والدعوة اليها فكان المجاهرون بعداوته يقولون ساحر مفتر كذاب وهذا زعم افظع الزعم ان رسالته من نفسه الى نفسه وانه ليس من عند الله وانما هو رجل من عظماء الرجال وليته لم يفضل عليه رجال الالحاد والمجاهرين بالكفر برب العالمين كانت دهريون الاولون يقولون ما هي الا حياتنا الدنيا ارحام تدفع وارض تبلع وهذا وامثاله قالوا ان هي الا طبيعة تتطور وتتفاعل وتنتقل من حال الى حال هي المديرة لنظام هذا العالم وهي المدبرة للامور الدقيقة والجليلة وليس لله عندهم فعل ولا تدبير بل ليس عندهم رب ولا اله ولا فعال لما يريد اعداء الرسول صلى الله عليه وسلم تلونوا في رد دعوته ومقاومته وهذا اخذ عنهم كلما قالوه وكلما قاله الاعداء المتأخرون اولئك قالوا ساحر شاعر مفتر كذاب وهذا قال وحيه انما كان من وافكاره العالية ولم يكن من عند الله شيء واولئك المكذبون للرسل قالوا للرسل انا تطيرنا بما ارسلتم به ولم نر فيما جئتم به الا الشر وانما الخير فيما نحن عليه وهذا قال عن الدين الاسلامي انه شر وانه اسقط اهله ونكسهم على رؤوسهم وانما الخير فيما جاء به الملحدون وبه السعادة والفلاح والرقي واولئك قالوا مستهزئون بكم وسخروا منهم وبما جاءوا به وهذا استهزأ بالرسول صلى الله عليه وسلم وسخر بما جاء به الاعداء الاولون قالوا في رد دعوته ما انزل الله على بشر من شيء وهذا زعم ان الوحي خيال غير حقيقي والمنافقون واليهود قالوا ماكرين امنوا بالذي انزل على الذين امنوا وجهن النهار واكفروا واكفروا اخره لعلهم يرجعون وهذا ادعى في كتابه انه مؤمن بالله ورسوله ناصر للدين يغار للمسلمين وهو مجد في عداوة الدين لعل تزويره يروج على ضعفاء العقول من المسلمين فيقبلونه حيث ادعى انه منهم واولئك يدعون الى الدنيا والترف والرياسة ويزهدون في الاخرة وهذا حذا حذوهم وزعم ان من نقص الدين ورجاله حثهم على الزهد في الدنيا وترغيبهم في اعمال الاخرة ومنهم من قال محللا لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم انه يخلو في البراري والقفار ويناجي الارض والسماوات فصار وحيه من نفسه لنفسه وهذا خطأ على ما خطوه ودعاة النصارى قالوا لما بهرهم دينه واثار الاسلام قالوا ان محمدا رجل سياسي ساس الناس بعقله وساقهم بتدبيره حتى صار ما صار من الفتوحات وانتشار الاسلام وهذا قال استلهم الطبيعة والعقل فجاء بما جاء به اعداء الرسول صلى الله عليه وسلم ينكرون الاخلاص لله وعبادة الله وحده لا شريك له ويقولون اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب وهذا ذم الافتقار الى الله واخلاص الدين لله وامر بالاخلاص للطبيعة وعبادتها بالقلب والقالب والظاهر والباطن وليته اقتصر على ما اقتصر عليه المشركون حيث عبدوا الله وعبدوا معه غيره ولكنه ذم عبادة الله والافتقار اليها بالكلية وامر بالاخلاص بالشدة والرخاء للطبيعة وحدها اولئك قالوا انا وجدنا اباءنا على امة ودين فلن نترك دينهم لدين محمد صلى الله عليه وسلم وهذا زعم انه يتحتم الكفر بما جاء به محمد وتقديم ما قاله ارسطو وزنادقة الملحدين عليه اولئك قالوا نحن اكثر اموالا واحسن اثاثا ورئيا وهذا قال اي الفريقين خير الماديون الذين صنعوا المخترعات وكذا وكذا ام المسلمون الذين لم يصلوا فيها الى ما وصلوا المكذبون للرسل قالوا كيف نتبعكم واتباعكم الارذلون الفقراء ضعفاء العقول وهذا قال المسلمون معروفون بالذل وضعف العقول والرذالة والنذالة والملحدون هم الاقوياء في القلوب والابدان وجميع ميادين الحياة اولئك لما جاءتهم الرسل بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم فردوا ما جاءت به الرسل وهذا لما جاء الحق الذي لا ريب فيه فضل عليه علوم الطبيعة وفرح بها وقاومها الاولون قالوا عن الانبياء انهم ضروا الناس ولم ينفعوهم وهذا قال عنهم كلهم هذه المقالة بعينها الاولون يذمون الرسول صلى الله عليه وسلم حيث دعا الى الاخلاص بالدعاء لله وهذا جعل الدعاء لله لا نفع فيه بوجه من الوجوه بل هو ضرر على العبد الاولون يقدحون بالرسول صلى الله عليه وسلم ويقولون وهذا يقول المسلمون يريدون كل شيء من السماء يقدح في توجههم لله وافتقارهم اليه الاولون يستهزئون بعذاب الله ووعيده وهذا سلك مسلكهم في الاستهزاء بالوعيد الاولون ينكرون ان الكفر والمعاصي والفسوق تسبب العقوبات الدنيوية وهذا يستهزئ بمن جعلها اسبابا مستهزئا بكتاب الله وسنة رسوله ومن تبعهما المدعون لالوهية المسيح يجادلون الرسول صلى الله عليه وسلم فيها وهذا يزعم ان كل انسان في امكانه ان يكون الها فدعوى النصارى عنده الهية المسيح دعوة حسنة في مقصدها لو انهم عمموا لاصابوا عنده الاولون قدحوا في الصحابة وانه لم يتبعك الا عبيدنا وسوقتنا وهذا زعم ان الصحابة في طور الطفولية او طور ينقص عن ذلك وان الرشد في هؤلاء الملاحدة الذين يعظمهم الاولون مكروا برسول الله صلى الله عليه وسلم ليقتلوه ويطفئوا ما جاء به من الدين ويمحقوه وهذا يقول متعين نبذ ما جاء به محمد من الدين الاسلامي والكفر بحملته وان نتخذ ثقافة جديدة من ارواحنا الى اخره الباطنية والقرامطة والاسماعيلية حرف الكتاب والسنة ونزلوه على الحادهم وهذا صنع اعظم من صنيعهم زنادقة المتفلسفين قالوا اذا تعارض العقل والنقل قدمنا العقل وهذا يسخر بمن يقدمون نصوص كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم اولئك زعموا ان العظماء هم رؤساء الكفر والرسل هم المستضعفون وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم وهذا زاد عليهم فزعم ان العظمة منحصرة في ائمة الزنادقة ومن على شاكلتهم من انتهى كفرهم من الاولين ينكرون تعليق الامور بقضاء الله وقدرته كالاجال والارزاق ونحوها وهذا يصرح بذلك دعاة النصارى يحتجون باحوال المسلمين وتأخرهم المادي على الاسلام وهذا سلك مسلكهم وينكرون ما لعظمائهم ويهضمونهم حقهم وهذا لم يجعل لهم حقا اصلا ولا فضيلة الاولون عارضوا ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم بمخالفته لدين ابائهم الاولين وهذا عارضه بمخالفته للملحدين الاولين والاخرين