بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا. ومرحبا بكم مجددا حيثما كنتم. مع المحاضرة الثانية من محاضرات تفسيرة سورة غافر مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ما يجادل في ايات الله الا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد الجدل شدة اللدد في الخصومة ومعنى تقلبهم اي تصرفهم فيها للتجارة وطلب المعاش الاحزاب الجماعات الذين تحزبوا على معاداة الرسل واجتمعوا على ذلك وهمت الهم هنا العزم ليس مجرد هم النفس فقط بل العزم عندما يتحول الهم الى عزم والى برامج في الواقع ليأخذوه ليقتلوه ويعذبوه. ليدحضوا اي ليزيلوا حقت يعني وجبت كلمة ربك اي حكمه بالاهلاك ما يجادل في ايات الله الا الذين كفروا. يعني ما يدفع الحق ويجادل فيه بعد البيان وظهور البرهان الا الذين كفروا اي الا الجاحدون لايات الله وحججه وبراهينه فلا يغررك تقلبهم في البلاد في اموالها ونعيمها وزهرتها. كما قال جل من قائل لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد او كما قال تعالى نمتعهم قليلا ثم نضطرهم الى عذاب غليظ. او كما قال تعالى افرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون. ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون او كما قال تعالى ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير هذا النوع من الجدل والجدل المذموم ومثله المراء الذي ورد فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم لا داروا في القرآن فان المراء فيه كفر اما الجدل لتقرير الحق ودفع الايهام وايضاح الملتبس وكشف المعضل واستنباط المعاني ورفع اللبس ودفع ما يتعلق به المبطلون من متشابهات القرآن هذه وظيفة الانبياء والذين يأمرون بالقسط من الناس ومن هذا قول الله سبحانه حكاية عن قوم نوح لنوح يا نوح قد جادلتنا فاكثرت جدالنا فاتي بما تعدنا ان كنت من الصادقين فمسل هذا الجدال الذي حكاه الله عن انبياء الله هذا الجدال بالحق. لنصرته ولنصرة الدين ولكي يدفى عنه تحريف الغاليين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين عبدالله بن عمرو بن العاص يقول هاجرت مع رسول هاجرت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعت اصوات رجلين اختلفا في اية فخرجوا يعرفوا في وجهه ان غضب فقال انما هلك من كان قبلكم باختلافهم في القرآن باختلافهم في الكتاب وكان ابو العالية يقول اية تاني ما اشدهما علي ما يجادل في ايات الله الا الذين كفروا وقوله تعالى وان الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد ومن ثم يقول النبي صلى الله عليه وسلم اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فاذا اختلفت اي قلوبكم ازا اختلفت فقوموا عنه يبقى يبقى النبي عليه الصلاة والسلام كما نهى عن الجدال القرآن نهى عن المراء الذي هو الصم الذي هو الصنم والجدال في الباب حديث ابي هريرة المراء في القرآن كفر المراء الجدال والتماري على وجه الشك والريبة لان كل واحد منهما يستخرج ما عند صاحبه ويبتليه واختلف الناس في معنى المراء في القرآن فمنهم من قال المراة في القرآن يعني الشك فيه فلا تكفي مرية منه انه الحق من ربك نعم وقيل بل المراء هو الجدال المشكك فيه وتأول بعضهم المراء على انه المراء في قراءاته كأن يكون قائل هذا قرآن قد انزله الله والاخر يقول لم ينزله الله هكذا فيكفر به من ان تراه والقرآن الكريم انزله الله على سبعة احرف كلها شاف كاف فنهاهم عن انكار القراءة التي يسمع بعضهم بعضا يقرأها لينتهوا عن المراء فيه والتكذيب به جاء في عون معبود عن الطيب قال هو ان يروم تكذيب القرآن بالقرآن ليدفع بعضه ببعض ماذا يفعله المستشرقون يفعله النصارى واليهود افعلوا غير المسلمين ان يسعى لتكذيب القرآن بالقرآن. ان يزعم ان اية كذا تناقض اية كذا. وان اية كذا تبطل اية كذا فيضرب ببعض القرآن بعضه الاخر وهذا ظاهر جدا في انه صورة من صور الكفر والطعن في الدين والتكذيب بما انزله الله على سيد الانبياء والمرسلين ومجادلة في ايات الله وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فاخذتهم فكيف كان عقاب فلا يغررك تقلبهم في البلاد لا يغرونك لا يغررك ما يفعلونه من التجارة النافعة في البلاد ويحصلون عليه من المكاسب في رحلتي الشتاء والصيف ثم يرجعون سالمين غانمين فانهم معاقبون عما قليل وهم وان امهلوا فانهم لا يهملون لا يغررك سلامتهم بعد كفرهم فان عاقبتهم الى الهلاك ثم عز الله نبيه اجمل تعزيا. وسلاه اعظم تأزياء تسلية فقال كذبت قبلهم قوم نوح والاحزاب من بعدهم وهمت كل امة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فاخذتهم فكيف كان عقاب يسلي الله نبيه في تكذيب من كذبه من قومه. بان له اسوة ممن سلف من الانبياء عليهم الصلاة والسلام. فانهم قد كذبهم اممهم وخالفوهم وما امن بهم منهم الا قليل. كذبت قبلهم قوم نوح وهو اول رسول ابعث بعثه الله الى الارض ينهى عن عبادة الاوثان. والاحزاب من بعدهم اي من كل امة الذين تحزبوا على معاداة الرسل وعلى تكذيبهم وعلى حربهم وعلى التواطؤ على اخراجهم من ارضهم وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من ارضنا او لتعودن في ملتنا. فاوحى اليهم ربهم لنهلكن ظالمين ولنسكننكم الارض من بعدهم. ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد لك اسوة بمن سلف قبلك من الانبياء والمرسلين. لقد كذبوا كما كذبت. ولقد اوذوا كما اوذيت. فان كذبوك وقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير وان يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك والى الله ترجع الامور ثم عزاه اعظم تعزيرا فقال قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون ليحزنك الذي يقولون فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون. ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا واوذوا حتى اتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله. ولقد جاءك من نبأ المرسلين وان كان كبر عليك اعراضهم فان استطعت ان تبتغي نفقا في الارض او سلم من في السماء فتأتيهم باية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين. انما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله وهمت كل امة برسولهم يأخذوا حرضوا على قتله بكل وسيلة ممكنة بل منهم من قتل انبيائه كذلك ويقتلون النبيين بغير الحق ويقتلون الذين يأمرون قسط من الناس وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق اي ما حلو بالشبهة لكي يردوا الحق الواضح الجلي ما حلو بالشبهة لكي يردوا الحق الواضح الجليل وقد روى عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من اعان باطلا ليدحض به حقا فقد برئت منه ذمة الله تعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم قال جل من قائل فاخذتهم وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة. ان اخذه اليم شديد فاخذتهم اهلكتهم على ما صنعوا من الاثام والذنوب العظام فكيف كان عقاب فكيف بلغك عذابي لهم ونكالي بهم؟ لقد كان شديدا موجعا مؤلما. نعم. قال قتادة كان والله وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا انهم اصحاب النار اي كما حقت كلمة العذاب على الذين كفروا من الامم السابقة حقت كلمة العذاب على المكذبين من هؤلاء الذين كذبوك وخالفوك يا محمد حقت عليهم بطريق الاولى والاحرى لان من كذبك فلا وثوق له بتصديق غيرك وهذه الاية على من سبق في علم الله انهم يموتون على الكفر وان قلوبهم قد اغلقت دون قبول الحق والاستجابة له. وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا انهم اصحاب النار فمن سبق في علم الله سبحانه وتعالى انهم لا يسلمون ولا يؤمنون فان هؤلاء لا تغني عنهم النذر وما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون. نعم لقد حرصت كل امة على تعذيب رسولها بحبسه واعناته واستضعاف من حوله من المؤمنين فاخذتهم فكيف كان عقاب اخذتهم فكيف كان نكير جادلوا بالباطل خاصموا رسولهم بالباطل بايراد الشبه التي لا معنى لها ولا حقيقة لها كقولهم ما انتم الا بشر مثلنا انزل عليه الذكر من بيننا لولا انزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم وتكون لكم الكبرياء في الارض وما نحن لكما بمؤمنين شبه باردة فارغة ليبطلوا بها الحق الذي جاء من عند الله. وليطفئوا بها نور الله عز وجل يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم ويأبى الله الا ان يتم نوره كماطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها واوهى قرنه الوعيد فاخذتهم فكيف كان عقاب اهلكتهم استأصلت شافتهم لم ابقي منهم ديارا ولا نافخ نار صاروا كامس الدابر وانكم لتمرون على ديارهم مصبحين وممسين. وانكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل افلا تعقلون قانون وهكذا سافعل بقومك انهم اصروا على الكفر والجدال في ايات الله وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا انهم اصحاب النار. كما حقت على الامم التي كذبت رسلها من قبل وقصصت عليك خبرها فقد وجبت كلمة ربك كذلك على الذين كفروا بالله من قومك لان الاسباب واحدة كفرهم بالله وعنادهم للحق. واهتمامهم باطفاء نور الله. الذي بثهم بثه الله في ارجاء الدنيا لاصلاحه العالم واسعاده واخراجه من عبادة العباد الى عبادة الله وحده. ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والاخرة. ومن جور الاديان الى عدل الاسلام جاء لاتقاء النفس البشرية وللسمو بها عن الاستخذاء الى الشجر او حجر او حيوان طمعا في خير يرجى منه او شفاعة تنفع عند الله عز وجل ان الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم ان كنتم صادقين الهم ارجل يمشون بها ام لهم ايد يبطشون بها؟ ام لهم اعين يبصرون بها؟ ام لهم اذان يسمعون بها ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير. ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم. ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير فليسجد من شاء ويركع وليجثوا الناس على اربع لاله من دون الله. ان المسلم يعرف حقا من يعبد. الله الله الله ان لسان حاله ومقاله يقول سانور بالصبر طريقي ان شاء الله وسادهن بالصبر حروقي. ان شاء الله وساخرج من تلك الدنيا رغم الدنيا عبدا لله اخوتي واخواتي اكتفي بهذا القدر في التعليق على هذه الايات الكريمات وحتى نلتقي في الحلقة القادمة. استودعكم الله تعالى. وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته