بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا ومرحبا بكم مجددا مع الحلقة الرابعة من حلقات تفسير سورة غافر مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ان الذين كفروا ينادون لمقت الله اكبر من نقدكم انفسكم اذ تدعون الى الايمان فتكفرون قالوا ربنا امتن اثنتين واحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل الى خروج من سبيل ذلكم بانه اذا دعي الله وحده كفرتم وان يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير. المقت اشد البغض واغلظه واكبره لمقت الله اكبر من مقتكم انفسكم اذ تدعون الى الايمان فتكفرون. الله جل وعلا ذكر في الايات السابقات احوال المشركين المجادلين في ايات الله ثم اردف في هذه الايات بان هؤلاء الذين يجادلون في ايات الله بغير سلطان اتاهم الذين يجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق يوم القيامة يومهم على النار يفتنون يوم يوم يوقفون على ربهم يقرون بذنوبهم وباستحقاقهم لما حل او سيحل بهم من النكال والوبال والاغنام ثم يسألون الرجعة الى الدنيا لكي يتلافوا ما فرطوا فيه ولكن هيهات هيهات لقد سبق القول من ربك انهم اليها لا يرجعون. وحرام على قرية اهلكناها انهم اليها لا يرجعون. ان الذين كفروا ينادون لمقت الله اكبر من مقتكم انفسكم اذ تدعون الى الايمان فتكفون يوم القيامة تناديهم الملائكة وهم يحترقون في النار ويذوقون مس صقر التي هي نزاعة للشوى تدعو من ادبر وتولى وجمع فاوعى التي تطلع على الافئدة التي هي عليهم مؤصدة في حمد ممددة في هذه اللحظات يمقتون انفسهم. يبغضونها اشد البغض بسبب ما اسلفوا من سيء الاعمال التي كانت سببا في نكالهم وسوء مآلهم كان سببا في دخولهم النار فتناديهم خزنة جهنم. ان مقت الله لكم في الدنيا عندما كان يعرض عليكم الايمان فتكفرون اشد من مقتكم لانفسكم اليوم وانتم على هذه الحال ان مقت الله لاهل الضلال حين عرض عليهم الايمان في الدنيا فتركوه وابوا ان يقبلوه لاكبر من مقتهم انفسهم اليوم. عندما عاينوا من عذابه ما عاينوا عندما اقوم مس صقر عندما كبقلوا فيها جميعا عندما سيق بهم الى جهنم زمرا عندما سيقوا الى النار زمرا وعندما ذاقوا مسها واستعروا بحريقها. يتمنون الرجعة الى الدنيا فيقولون ويحاولون ان يتلطفوا في القول ربنا امد دهنتين واحييت ده اثنتين المقصود بالاماتتين العدم الاول والموتة التي يذوقها الناس كل الناس في الدنيا والتي كتبها الله على كل احد اما الاحياء الاول فهو الاحياء عندما عند نفخ الروح والاحياء عند البعث بعد الموت ربنا امتنا مهنتي خلقتنا امواتا وامتنا عند القضاء اجالنا وحدنا اولا بنفخ الارواح فينا ونحن في الارحام واحييتنا ثانيا ببعثنا بعد الموت هذا كقول الله سبحانه كيف تكفرون بالله وكنتم امواتا فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم اليه ترجعون. وهم يتلطون في يتلطفون في الرجاء والسؤال والانتماء يا صاحب القدرة العظيمة يا من امتنا اثنتين واحييتنا اثنتين لقد كنا ننكر ونتلكأ ونتردد. اما الان وقد عاينا ما عاينا وقد شاهدنا ما ما شاهدنا لو ارجعتنا الى الدنيا لستقمنا وعملنا الصالحات فان كفرنا بعد هذا فانا اذا ظالمون فاعترفنا بذنوبنا اعترفنا باننا انكرنا البعض فكفرنا وفعلنا من الذنوب ما لا يحصى عدا ولكن حين رأينا الاماتة والاحياء قد تكرر علينا علمنا انك قادر على الاعادة قدرتنا قدرتك على الانشاء فاعترفنا بذنوبنا التي اقترفناها فهل الى خروج من سبيل هل انت معيدنا الى الدنيا لنعمل غير الذي كنا نعمل؟ انك قادر على ذلك. لقد امتنا واحييت الناس فانتقاد على ان تحيينا ثالثة وان تميتنا ثالثة وان تحيينا رابعة وان تميتنا رابعة لا حد بسلطانك ولا لقدرتك جل جلاله هذا اسلوب يستعمل للتخاطب حين اليأس يقولونه تحيرا او تعددنا عسى ان يتاح لهم الفرج. هذا كقول الله سبحانه ولو ترى اذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا ابصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا انا موقنون او كقوله تعالى ربنا اخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون قال اخسئوا فيها ولا تكلمون وهم يصطرخون فيها. ربنا اخرجنا منها. فان عدنا فانا ظالمون. قال اخسئوا فيها ولا تكلمون الرفض البات مع ذكر سبب ذلك والله ليس بحاجة الى ان يسوق اسبابا لكن مبالغة في الاعذار واقامة الحجة في كل لحظة ذلكم بانه اذا دعي الله وحده كفر وان يشرك به تؤمنون لا سبيل الى رجعتكم في الدنيا. لان طباعكم لا تقبل الحق لان نفوسكم قد مردت على الباطل والكفر لو عدتم الى الدنيا لو اعدناكم لعدتم الى ما كنتم عليه من الكفر والضلال. ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون وهذا معنى قول السلف ان الله يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون لو ردهم الله الى الدنيا وهذا لن يكون. لعادوا لبا نهوا عنه وهذا الذي سيكون لو انهم ردوا الى لما سألوه من الرجعة الى الدنيا فانتم هكذا تكونون لو رددتم الى الدنيا نعم وكما قال تعالى في توجيه ذلك ورفض الرجعة في سورة المؤمنون انه كان فريق من عبادي يقولون ربنا امنا فاغفر لنا وارحمنا وانت خير الراحمين فاتخذتموهم سخريا حتى انسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون. اني جزيته هم اليوم بما صبروا انهم هم الفائزون سبحان الله وبينهما برزخ الى يوم يبعثون. انهم يتمنى الرجعة عندما يوقفون على ربهم ويتمنون الرجعة عندما عندما يذوقون مس صقر ويصطادون بحريقها يتمنون الرجعة في هذه وفي تلك ولو ترى اذ وقفوا اذ وقفوا على ربهم فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بايات ربنا ونكون من المؤمنين واذا ادخلوا النار وذاقوا مسها يتمنون الرجعة كذلك. ربنا امتنا الاثنتين واحييتنا اثنتين فاعترفنا فهل الى خروج من سبيل ذلكم بانه اذا دعي الله وحده كفرتم وان يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير فالحكم لله العلي الكبير بالكفار يسألون الرجعة وهم وقوف بين يدي الله عز وجل في عرصات يوم القيامة وهذا قوله تعالى ولو ترى اذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم. ربنا ابصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا انا موقنون. فلا يجابون الى زلك ثم اذا رأوا النار وعاينوها ووقفوا عليها ونظروا الى ما فيها من العذاب والنكاد. سألوا الرجعة اشد مما سألوه اول مرة فلا يجابون. كما قال تعالى ولو ترى اذ وقفوا على النار فقالوا ليتنا نرد ولا نكذب بايات ربنا ونكون من المؤمنين. بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون ثم تمني في موقف ثالث اذا دخلوا النار اذا ذاقوا مسها وحسيسها واغلالها ومقامعها يقول سؤالهم للرجعة اشد واعظم وهم يصطرخون فيها. ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل فيأتي الجواب اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصيب. او في سورة المؤمنون ربنا اخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون. قال اخسئوا فيها. ولا وكان المنع تعديل المنع بان سجاياهم لا تقبل الحق ولا تقتضيه. بل تجحده وتنفيه بانه اذا دعي الله وحده كفرتم وان يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي كبير يا حسرة على العباد. ما اكثر هؤلاء الذين اذا دعي الله وحده كفروا اذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالاخرة. واذا ذكر الذين من دونه اذا هم يستبشرون اذا ذكرت الشريعة وتحكيمها والقرآن وتطبيقه والتوحيد وتصفيته تشمئز قلوب الذين اي يؤمنون بداخله تعلوا وجوههم غبرة ترهقها قطرة يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم اياتنا قل افا انبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير فيا دعاة الحق صبرا اثبتوا في مواقع الحراسة لدين الله عز وجل لا يغرنكم تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل. ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد ان الموعد الله الا الملتقى بين يديه الا الخصومة عنده انك ميت وانهم ميتون. ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون فقال تعالى فالحكم لله العلي الكبير الحاكم في خلقه العادل الذي لا يجور يهدي من يشاء فضلا ويضل من يشاء عدلا يرحم من يشاء فضلا يعذب من يشاء عدلا لا اله الا هو العلي الكبير. الا له الخلق تبارك الله رب العالمين. الامر كله لله بقسميه الشرعي والكوني القدري. الامر لله عز وجل يفصل احكامه وشرائعه كما يشاء ويدبر قضاءه واقداره كما يشاء لا راد لقضائه ولا معقب على حكمه وله الملك يوم ينفخ في الصور. عالم الغيب والشهادة هو الحكيم الخبير فله خلق كله وله الامر كله. الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين. حتى قال ابن عباس عندما سمع هذه الاية من بقي له شيء فليأخذه نعم وله الملك يوم ينفخ في السور ويوم ان يقضي الله بثناء الخلائق جميعا ينادي فيقول لمن الملك اليوم ثم يجيب على نفسه فيقول لله الواحد القهار اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم ان الله سريع الحساب. وانذرهم يوم الازفة. اذ القلوب لدى الحناجر الكاظمين. ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع. يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور. والله طيب الحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء ان الله هو السميع البصير ذلكم بانه هذا تعليل بالرفض الرباني لرجعة هؤلاء الظلام والجاحدين والمعاندين رفض هذا الرجاء او هذا الالتماس بالعودة الى الدنيا ذلكم بانه اذا دعي الله وحده كفرت وان يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير فيا عباد الله حيثما كنتم نحن اليوم في دار عمل ولا حساب وغدا في دار حساب ولا عمل زنوا اعمالكم قبل ان توزن عليكم وحاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وتزينوا للعرض الاكبر على الله عز وجل واذكروا يوما تتقلب فيه القلوب والابصار الله جل وعلا يقول وانذر الظالمين يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا اخرنا الى اجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل اولم تكونوا اقسمتم من قبل ما لكم من زوال وسكنتم في مساكن الذين ظلموا انفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الامثال وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم. وان كان مكرهم لتزول منه الجبال. فلا تحسبن الله مخلف وعده رسلا ان الله عزيز بانتقام يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد ان القهار وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الاصفاد ترابينهم من قطران وتغشى وجوههم النار. ليجزي الله كل نفس ما كسبت ان الله سريع الحساب هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا ان ما هو اله واحد وليذكر اولو الالباب لا عذر يا قومنا ان ضل سعيكم. فالحق ابلج قد جاءتكم النذر. هذا بلاغ لكم والبعث موعدنا وعند ذي العرش يدري الناس ما الخبر ليس يا قومي يستوي سعي بان ومن هدم فيقيم المفرطون غدا مأتم الندم. ويقول الذي اطاع طوبى لمن خدم احبتي في الله حيثما كنتم نكتفي بهذا القدر بالتعليق على هذه الايات الكريمات وحتى نلتقي بكم في حلقة قادمة. استودعكم الله تعالى. وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته