بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرات الحادية عشرة من تفسير سورة غافر مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقال الذي امن يا قومي اني اخاف عليكم مثل يوم الاحزاب اخبار من الله عز وجل عن هذا الرجل الصالح مؤمن ال فرعون انه حذر قومه من بأس الله في الدنيا والاخرة فقال يا قومي اني اخاف عليكم مثل يوم الاحزاب الذين كذبوا رسل الله في قديم الدهر اني اخاف عليكم ان قتلتم موسى مثل يوم الاحزاب الذين تحزبوا على رسل الله على نوح وعلى هود وعلى صالح. الذين كذبوا الانبياء من قبلكم فاهلكهم الله بتجرأهم عليهم فيهلككم كما اهلككم اما كلمة احزاب اي الاقوام الذين تحزبوا على انبيائهم وكذبوهم فالاحزاب جمع لكلمة حزب والتحزب لغة هو التجمع سواء اكان تجمعا على حق ام كان تجمعا على باطل سواء اكان تجمعا لابدان ام كان اجتماعا على افكار وقد ورد استعمال هذه الكلمة في القرآن الكريم على معان كثيرة منها اولا القوم المجتمعون على حرب النبي صلى الله عليه وسلم. كما قال تعالى في سورة الاحزاب ولما رأى المؤمنون الاحزاب اباء قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله. وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما الامر الثاني المجتمعون على الباطل واتباع منهج الشيطان بصفة عامة. استحوذ عليهم الشيطان فانساهم ذكر الله اولئك حزب الشيطان الا ان حزب الشيطان هم الخاسرون وفي المقابل المجتمعون على الحق من الصحابة والتابعين ومن اتبعهم باحسان الى يوم الدين اولئك حزب الله الا ان حزب الله والمفلحون الامر الرابع الامم الكافرة بالازمنة الغابرة التي سبقت امة الاسلام الامم التي كذبت رسلها كما قال تعالى كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الاوتاد وثمود وقوم لوط واصحاب الايكة اولئك الاحزاب ايضا كاستطراد لقد وردت اطلاق كلمة حزب على نصف الجزء من القرآن. فيكون القرآن الكريم مشتملا على ستين حزبا وهو تقسيم اصطلاحي هذا بالنسبة لكلمة احزاب او كلمة حزب طيب القرآن ايضا في هذه الاية ورد في الدأب كدأب ال فرعون الدأب هو العادة وهنشوف معنى يومه التناد يوم القيامة لان الناس ينادي فيه بعضهم بعضا للاستغاثة تعالوا بنا نتابع مع بقية ايات هذه السورة مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد. هذا بقية ما قاله مؤمن ال فرعون قومه اي كقوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم من الامم المكذبة. يعني قوم ابراهيم وقوم لوط وهم ايضا من الاحزاب كيف حل بهم بأس الله فما ردهم عنهم راد ولا صده عنهم صاد وما الله يريد ظلما للعباد بقية قول الريب الصالح لقومه انما اهلكهم الله بذنوبهم وتكذيبهم ومخالفتهم امرا فانفذ فيهم قدره فهذا ما اخبر الله به عن قول المؤمن من ال فرعون لفرعون وملأه اي ان الله ما اهلك هذه الاحزاب من هذه الامم ظلما منه لهم بغير جرم اجترموه بينهم وبين لان الله لا يريد ظلم عباده ولا يشاء اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته فيما بينكم محرما فلا تتظالمون لكنه اهلكهم باجرامهم وكفرهم به وخلافهم امرا فهكذا قال ناصحا لهم اني اخاف عليكم ان كذبتم موسى وتعرضتم له بسوء ان يحل بكم مثل ما حل بالذين تحزبوا على انبيائهم من الامم الماضية كقوم نوح وعاد وثمود ومن جاءوا بعده لقد نزل بهم من بأس الله وعذابه. ما لم يجدوا له واقيا ولا عاصبا وتلك سنة الله في المكذبين جميعا فحذاري حذاري ايها القوم اني لكم ناصح امين. وما اهلكهم الله الا بسوء بسوء افعالهم عزيم ما اجترحوا من الاثام الكبار وما ظلمهم الله. ولكن كانوا انفسهم يظلمون ثم قال ايضا متابع النصح ويا قومي اني اخاف عليكم يوم التناد يعني يوم القيامة وسمي بذلك لعدة اسباب زكرها اهل التفسير قالوا لانه في هذا اليوم اذا زلزلت الارض زلزالها وانشقت من قطر الى قطب وماجت وارتجت فنظر الناس الى ذلك ذاهبين هاربين ينادي بعضهم هم بعضا للاستغاسة وقال اخرون ان ذلك اذا جيء بجهنم ذهب الناس يهربون منها يمنة ويسرة فتتلقاهم الملائكة كيف تردهم الى مقام المحشر وذلك قوله تعالى والملك على ارجائها وقوله يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السماوات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان نعم ولقد ولقد قرأ يوم اني اخاف عليكم يوم التناد بالتشكيل الدال من المادة البعير اذا شرد وذهب لان سيشردون ويذهبون من هول الموقف يومئذ نعم وقيل لان الميزان عنده ملك اذا وزن عمل العبد فرجح نادى باعلى صوته الا قد سعد فلان ابن فلان سعادة لا يشقى بعدها ابدا. اللهم اجعلنا منهم يا رب وان خف عمله نادى الا قد شقي فلان ابن فلان اللهم لا تجعلنا منهم نعم وقال وقال قتادة ينادى كل قوم باعمالهم فينادى اهل الجنة يا اهل الجنة. واهل النار يا اهل النار. وقال سمي وقيل سمي بذلك لمناداة اهل الجنة اهل النار. يقولون لهم ان قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا. فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم ومناداة اهل النار اهل الجنة عندما يقولون افيضوا علينا من الماء او مما رزقكم الله قالوا ان الله حرمهما على الكافرين ولمناداة اصحاب الاعراف اهل الجنة واهل النار كما هو مذكور في سورة الاعراف وقيل انه سمي يوم التناد لمجموع ذلك وهو قول حسن يجمع بنا الاقوال كلها لانه لا منافاة بينه يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاص. ذاهبين هاربين ولكن الى اين؟ كلا لا الى ربك يومئذ مستقر. ينبأ الانسان يومئذ بما قدم واخر. ما لكم من الله من عاصم اي من مانع يمنعكم من بأس الله وعذابه ومن يضلل الله فما له من هاد فلا فان الله جل وعلا من يضلله فلا هادي له ومن يهده فلا مضل له. فيوم تولون مدبرين من زفير النار وشهيقها او هربا من هول ذلك اليوم ومصاعبه فلا يجديكم ذلك شيئا ولا تجدون من يعصمكم من العذاب فتردون اليه وينالكم منه ما قدر لكم وما كتب عليكم ثم قال تعالى ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى اذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب مرتاب ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات يعني اهل مصر قد بعث الله فيهم رسولا من قبل موسى وهو يوسف عليه السلام كان عزيز اهل مصر وكان رسولا يدعو الى الله امته القط فما اطاعوه تلك الساعة الا لمجرد الوزارة والجاه الدنيوي لم يكونوا مؤمنين حقا. ولهذا قال تعالى فما زلتم في في شك مما جاءكم به حتى اذا هلك اي مات قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا. اي ائستم فقلتم طامعين. لن يبعث الله من بعده رسولا. هذا كان لكفرهم وتكذيبهم. كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب كحالكم هذا يقول لهم الله جل جلاله لقد جاء اباءكم يوسف من قبل موسى بالايات الواضحة والمعجزات الباهرات فلم يزالوا في ريب من امره وشك من صدقه فلم يؤمنوا به حتى اذا مات قالوا لن يبعث الله رسولا من بعده يدعو اليه ويحذر بأسه ويخوفه من عقابه التكذيب متوارث والعناد قديم والريب دأب ابائكم الغابرين لكن الله جل وعلا قال يعني نسب تكذيب الاباء اليهم فكيف هذا مع قوله تعالى الا تزر وازرة وزر اخرى انما وجه هذا ان الامم متكافلة فيما بينها فينسب ما حدث من بعضها الى جميعها اذا تواطؤوا واتفقوا عليه القوم على الاقرار او الانكار. من انكر فقد برئ ومن كره فقد سلم ولكن من رضي وتاب كما جاء في قصص ثمود حين كذب قدار فعقر الناقة. فنسب التكذيب الى ثمود جميعها اسمع قول الله تعالى كذبت ثمود بطغواها اذ انبعث اشقاها فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياه فكذبوه فعقروه فكذبوه فعقروها. الذي عقرها واحد لكنهم تواطؤوا واتفقوا داركوا وايدوا ودعموا فنسب العقر اليهم جميعا. وكان الهلاك لهم جميعا. فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقباها من عاصم اي من مانع مرتاب اي شاك في دينه ويوسف كما هو كما تعلمون هو يوسف الكريم ابن الكريم ابن ابن الكريم ابن الكريم يوسف ابن يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم عليه السلام كذلك الله جل وعلا يضل ولا يهدي من هو مسرف مرتاب جل جلاله. كذلك يضل الله من هو مسرف ارتكب كحالكم هذا ان مؤمن ال فرعون يحذر قومه من ان يضلهم الله كما اضل قوم يوسف من من قبل فيحذرهم بأس الله وعذابه وينذرهم ان هم استداموا بغيهم. واستمروا على باطلهم وطغيانهم. ان يحيق بهم ما حاق بالاحزاب من قبل فالله دره وما اطيب موعظته واسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم الى الصالح من القول والعمل. وان يجعل ما نقوله حجة لنا لا حجة علينا. اللهم امين وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. وحتى نلتقي استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته