المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الملك المالك للملك اي الذي له جميع النعوت العظيمة الشأن التي تفرد بها ملك الملوك من كمال القوة والعزة والقدرة والعلم المحيط والحكمة الواسعة ونفوذ المشيئة وكمال التصرف وكمال الرأفة والرحمة والحكم العام للعالم العلوي والعالم السفلي والحكم العام في الدنيا والاخرة والحكم العام للاحكام الثلاثة التي لا تخرج عنها جميع الموجودات اولا الاحكام القدرية حيث جرت الاقدار كلها والايجاد والاعدام والاحياء والاماتة والايجاد والاعدام والامداد كلها على مقتضى قضائه وقدره ثانيا والاحكام الشرعية حيث ارسل رسوله وانزل كتبه وشرع شرائعه وخلق الخلق لهذا الحكم وامرهم ان يمشوا على حكمه في عقائدهم واخلاقهم واقوالهم وافعالهم وظاهرهم وباطنيهم ونهاهم عن مجاوزة هذا الحكم الشرعي كما اخبرهم ان كل حكم يناقض حكمه فهو شر جاهلي من احكام الطاغوت ثالثا والاحكام الجزائية وهو الجزاء على الاعمال خيرها وشرها في الدنيا والاخرة واثابة الطائعين وعقوبة العاصين وتلك الاحكام كلها تابعة لعدله وحكمته وحمده العام فهذه النعوت كلها من معاني ملكه ومن معاني ملكه ان جميع الموجودات كلها ملكه وعبيده المفتقرون اليه المضطرون اليه في جميع شؤونهم ليس لاحد خروج عن ملكه ولا لمخلوق غنى عن ايجاده وامداده ونفعه ودفعه ومن معاني ملكه انزال كتبه وارسال رسله وهداية العالمين وارشاد الضالين واقامة الحجة والمعذرة على المعاندين المكابرين ووضع الثواب والعقاب مواضعها وتنزيل الامور منازلها كما ان من معاني ملكه انه كل يوم في شأن يغفر ذنبا ويفرج كربا ويكشف غما. ويزيل المشقات ويغيث اللهفات ويجبر الكسير ويغني الفقير ويهدي ضالا ويخذل معرضا موليا ويعز قوما ويذل اخرين ويرفع قوما ويضع اخرين ويغير ما شاء من الامور الجارية على نظام واحد ليعرف العباد كمال ملكه ونفوذ مشيئته وعظمة سلطانه فالملك يرجع الى ثلاثة امور صفات الملك التي هي صفاته العظيمة وملكه للتصاريف والشؤون في جميع العوالم وان جميع الخلق مماليكه وعبيده فهو الملك الذي له ملك العالم العلوي والسفلي وله التدبيرات النافذة فيها ليس لله في شيء من ذلك مشارك