بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع هذه الحلقة من حلقات التفسير تفسير سورة غافر الحلقة الثالثة عشر مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقال الذي امن يا قومي اتبعوني اهدكم سبيل الرشاد يا قومي انما هذه الحياة الدنيا متاع وان الاخرة هي دار القرار من عمل سيئة فلا يجزى الا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فاولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب الرشاد ضد الغي والضلال وكلمة متاع اي ما يستمتع به اياما قليلة. ثم ينقطع ويزول ودار القرار اي دار البقاء والدوام ان مؤمن ال فرعون ذلك الرجل الصامد لما رأى تمادي قومه في تمردهم وطغيانهم قرر عليهم النصح مرة اخرى يا قومي اتبعوني اهدكم سبيل الرشاد لا تركبوا متن العناد والمكابرة لا تحاد الله ورسوله لا تشاق الله ورسوله ان الذين يحادون الله ورسوله اولئك في الاذلين قبطوا كما كبت الذين من قبلهم يا قومي اتبعوني اقبلوا هذا الدين اطيعوا هذا الرسول فاني والله بقولي هذا ادلكم على سبيل الخير والرشاد لا كما قال هذا الافاك الكذاب الطاغية ما اريكم الا ما ارى وما اهديكم الا سبيل الرشاد وحقيقة الحال ان هذا الطاغية كما قال ربه جل جلاله واضل فرعون قومه وما هدى والذين اتبعوه اتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين. يقدم قومه يوم القيامة فاوردهم النار وبئس الورد المورود واتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئسا الرفد المرفوض يقول الله لنبيه ذلك من انباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصين ثم بين لهم رضي الله عنه حقارة الدنيا وعظم شأن الاخرة وانها الدار التي لا زوال لها ثم ذكر انه يدعوهم الى الايمان الذي يوجب لهم النجاة والدخول في يا قومي اتبعوني اهدكم سبيل ان قبلتم مني ما اقول لكم سلكتم الطريق الذي به ترشدون ثم حذرهم فتنة الدنيا وغرورها يا قومي انما هذه الحياة الدنيا متاع ما هذا النعيم الذي عجل لكم في الحياة الدنيا الا قليل المدى تستمتعون به الى اجل انتم بالغوه ثم تموتون وان الاخرة هي دار الاستقرار التي لا زوال لها ولا انتقال منها ولا ظعن عنها الى غيرها وما فيها اما نعيم مقيم او عذاب اليم وما اكثر ما وصفت الدنيا في القرآن الكريم بانها متاع كاين يستمتع به اياما محدودة ثم الى زوال. ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطا الله جل وعلا يقول وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور يقول متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس الماء. يقول قل متاع الدنيا قليل والاخرة خير من اتقى. يقول فما متاع الحياة الدنيا في الاخرة الا قليل يقول وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الاخرة الا متاع يقول متاع قليل ولهم عذاب اليم يقول وان كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والاخرة عند ربك للمتقين. وما الحياة الدنيا الا متاع او الغرور ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين. ومن كفر فامتعه قليلا ثم الى عذاب النار وبئس المصير نعم قل تمتعوا فان مصيركم الى النار. ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الامل. فسوف يعلمون ليكفروا بما اتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون. وان ادري لعله فتنة ومتاع الى حين. افرأيت اما متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون. ما اغنى عنهم ما كان كانوا يمتعون وما اوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها الى اخر الايات القرآنية الكثيرة التي يعيين استقصاؤها في هذا المقام. نحن بامس الحاجة الى افاقة القلوب وصحوة للنفوس وهزة للطمائر لمعرفة حقيقة الدنيا ولتذكر الاخرة ولليقين بان هذه الدار دار مرور وزوال. نعيمها فان ومتاعها زائل. وبريقها خادع وعشقها غرور التعلق بها عذاب والركون اليها ضياع. هي الدنيا تقول بملئ فيها. حذاري حذاري من بطشي وفتك فلا يغروركم ومني ابتسام فقولي مضحك والفعل مبكي. نعم انا جعلنا ما على الارض زينة تلها لنبلوهم ايهم احسن عملا وانا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا مهما مهما طال متاعها وحسن فهو متاع قليل. ارضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة فما متاع حياة الدنيا في الاخرة الا قليل لعب وتفاخر ولهو وزينة وتكاثر في الاموال والاولاد يقول ربي جل جلاله اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم. وتكاثر في الاموال والاولاد كمثل غيث اعجب الكفر فور نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما. وفي الاخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور سورة الكهف واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء. فاختلط به نبات الارض فاصبح هشيما تذروه ياه وكان الله على كل شيء مقتدرا كان بشر بن كعب يقول لاصحابه انطلقوا معي حتى اريكم الدنيا فيذهب بهم الى مزبلة فيقول انظروا الى الى ثماره ودجاجهم وعسلهم وسمنهم النبي صلى الله عليه وسلم لما كان يحذر اصحابه من الانخداع بزينة الدنيا والله ما الفقر اخشى عليكم ولكن اخشى ان تفتح عليكم الدنيا كما فتحت على الذين قبلكم وتبسط لكم كما بسطت له فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما اهلكتكم وهو القائل الدنيا حلوة خضرة فمن اخذها بحقها بورك له فيها وهم متخوض فيما اشتهت نفسه. ليس له يوم القيامة الا النار وكان يقول ما لي والدنيا ما انا ما انا في الدنيا الا كراكب استظل تحت ظل شجرة ثم راح وتركها ثم راح وتركها اه فلننظر الى من جمع الاموال الطائلة. انظر الى من حوى الدنيا باكملها. هذا راحة منها بغير القطن والكفن ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين اين زعمتم انهم فيكم شركاء؟ لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون حكم المنية في البرية جاري. ما هذه الدنيا بدار قراري ما ان يرى الانسان فيها مخبرا حتى يرى خبرا من الاخبار جبلت على كدر وانت تريدها صفوا من الاقذاء والاكدار ومكلف الايام ضد طباعها. متطلب في الماء جذوة ناري اذا رجوت المستحيل فانما تبني الرجاء على شفير هاري. فالعيش نوم والمنية يقظة والمرء بينهما خيال ساري والنفس ان رضيت بذلك او ابت منقادة بازمة الاقدار نعيمها بلاء جديدها يبلى ملكها يفنى ودها ينقطع خيرها ينتزع المتعلقون بها اما في نعم زائلة او في بلايا نازلة او منايا قاضية ليست بدار قرار بل هي متاع زائل يغر به اهله. يا قومي انما هذه الحياة الدنيا متاع وان الاخرة هي دار القرار. كما قال الله جل جلاله ولو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء وحبيبنا يقول والله ما الدنيا في الاخرة الا مثل ما يجعل احدكم اصبعه هذه واشار الراوي الى السبابة في اليم فلينزر بما ترجع نبي عليه الصلاة والسلام مر بجدي اسك ميت. فتناوله فاخذ باذنه ثم قال ايكم يحب ان هذا اهو بدرهم فقالوا وما نحب انه لنا بشيء وما نصنع به؟ قال اتحبون انه لكم؟ قالوا والله لو كان حيا كان عيبا فيه لانه اسك كيف وهو ميت؟ فقال والله لا الدنيا اهون على الله من هذا عليكم صلوات ربي وسلامه عليه كان علي ابن ابي طالب يقول ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الاخرة مقبلة ولكل واحد منهما بنون فكونوا من ابناء الاخرة ولا تكونوا من ابناء الدنيا فان اليوم عمل ولا حساب وغدا ام حساب ولا عمل وما اجمل قول القائل! وما هذه الايام الا مراحل يحث بها داع الى الموت قاصد واعجب شيء لو تأملت انها منازل تطوى والمسافر قاعد يسير الى الاجال في كل لحظة وايامنا تطوى وهن مراحل ولم ارى مثل الموت حقا كانه اذا ما تخطته والاماني باطل وما اقبح التفريط في زمن الصبا. فكيف به والشيب للرأس شامل ترحل عن الدنيا بزاد من التقى. فعمرك ايام وهن قلائل. ثم بين جل جلاله. كيف تحصل انجازاته في الاخرة واشار الى غلبة جانب الرحمة على جانب العقاب فقال جل من قائل من عمل سيئة فلا يجزى الا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فاولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب اي من عمل في دار الدنيا ذنبا من الذنوب خطيئة من الخطايا فلا يعذب الا بقدرها. من غير مضاعفة للعقاب. ومن عمل طاعة الله وامر بامره وانتهى عما نهى عنه ذكرا كان او انثى وهو مؤمن بربه مصدق بانبيائه ورسله. انتبهوا الى هذا القيد. انتبهوا الى هذا الشرط. كما لا تقبل صلاة بغير وضوء لا تقبل عبادة بغير ايمان. من جاء بطاعة وهو مؤمن بربه مصدق برسله. فاولئك يدخلون الجنة ويمتعون بنعيم فها بلا تقدير يجازون اضعافا مضاعفة بلا انقضاء ولا نفاد من رحمة الله. ان السيئات وان الحسنات عشرات فويل لمن تغلب احاده عشراته لا يهلك على الله الا هالك. اللهم اهدنا فيمن هديت. وعافنا فيمن عافيت. وتولنا فيمن توليت. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى اله وصحبه وسلم. احبتي في الله نكتفي بهذا القدر في التعليق على هذه الايات على امل اللقاء بكم في الحلقة القادمة حتى نلتقي استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته