المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله العزيز الجبار المتكبر القهار القوي المتين فالعزيز الذي له جميع معاني العزة ان العزة لله جميعا فهو العزيز لكمال قوته وهذه عزة القوة ويرجع الى هذا المعنى القوي المتين وعزة الامتناع عن مغالبة احد وعن ان يقدر عليه احد او يبلغ العباد ضره فيضروه او نفعه فينفعوه وامتناعه وتكبره عن جميع ما لا يليق بعظمته وجلاله من العيوب والنقائص وعن كل ما ينافيك ما له ويرجع اليها معنى المتكبر مع ان المتكبر اسم دال على كمال العظمة ونهاية الكبرياء مع دلالته على المعنى المذكور وهو تكبره وتنزهه عما لا يليق بعظمته ومجده وجلاله المعنى الثالث عزة القهر الدال عليها اسم القهار الذي قهر بقدرته جميع المخلوقات ودانت له جميع الكائنات فنواصي العباد كلهم بيده وتصاريف الملك وتدبيراته بيده والملك بيده كما شاء كان وما لم يشأ لم يكن فالعالم العلوي والعالم السفلي بما فيها من المخلوقات العظيمة كلها قد خضعت في حركاتها وسكناتها وما تأتي وما تذر لمليكها ومدبرها فليس لها من الامر شيء ولا من الحكم شيء بل الامر كله لله والحكم الشرعي والقدري والجزائي كله لله لا حاكم الا هو ولا رب غيره ولا اله سواه والعزة بمعنى القهر هي احد معاني الجبار ومن معاني الجبار انه العلي الاعلى الذي على العرش استوى وعلى الملك احتوى وعلى السلطان وانواع التصاريف استولى ومن معاني الجبار معنى يرجع الى لطف الرحمة والرأفة وهو الذي يجبر الكسير ويغني الفقير ويجبر المريض والمبتلى ويجبر جبرا خاصا قلوب المنكسرين جلاله الخاضعين لكماله الراضين لفضله ونواله بما يفيضه على قلوبهم من المحبة وانواع المعارف الربانية والفتوحات الالهية والهداية والارشاد والتوفيق والسداد