بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا. مع هذه المحاضرة الثالثة عشر من تفسير سورة غافر مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويا قومي ما لي ادعوكم الى النجاة وتدعونني الى النار ما بالي ادعوكم الى النجاح الى عبادة الله وحده الى تصديق رسوله الذي ارسله الله اليكم وهذا المعنى هو المشترك الايماني العام بين رسالات الله جميعا وفي كتب الله جميعا كما قال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون او كما قال تعالى واذكر اخا عادل سيدنا هود اذ انذر قومه بالاحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه الا تعبدوا الا الله وقول الله جل جلاله قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله. فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلم ادعوكم الى النجاة لان الاقرار بالتوحيد والرسالة. لان توحيد الله وطاعة انبيائه هو المنجي من عذاب الله يوم القيامة النبي صلى الله عليه وسلم سئل ما الموجبتان فقال من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة. ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار فلا تلتفتوا الى الافاكين الذين يزعمون لكم ان الملل السماوية المحرفة على ما تتضمنه من شرك وضلال وعبادة لغير الله. وكفر بتوحيد بالله وبخاتم انبيائه ان اصحابها على طرف نجاة. بناء على توهم وفهم مغلوط لبعض النصوص المشتبهة الامر في ذلك بين جلي ان الدين عند الله الاسلام ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. وهو في الاخرة من الخاسرين ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون ويقول الذين كفروا لست مرسلا. قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الفتن ادعوكم الى النجاة الى عبادة الله وحده الى تصديق رسوله الذي بعثه الله اليكم وانتم تدعونني لاكفر بالله واشرك به ما ليس لي به علم الى طاعة الذي حشر فنادى فقال انا ربكم الاعلى الى اتباع الذي قال ما اريكم الا ما ارى وما اهديكم الا سبيل الرشاد الى الدخول في طاعة من استخف قومه فاطاعوه. انهم كانوا قوما فاسقين ثم تكون الفاجعة الكبرى يوم ينكشف الغطاء يوم يقدم قومه يوم القيامة كما قال ربي جل جلاله فاوردهم النار وبئس الورد المورود لقد اضل فرعون قومه وما هدى وما امر فرعون برشيد يقدم قومه يوم القيامة فاوردهم النار وبئس الورد المورود واتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفوض ذلك من انباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصين تدعونني لاكفر بالله واشرك به ما ليس لي به علم. اي على جهل بلا دليل وانا ادعوكم الى عزيزي الغفار اي هو في عزته وكبريائه يغفر ذنوب التائبين اليه جل جلاله لاكفو بالله واشرك به. الكفر جهد الحق وستره. كالذي يجحد التوحيد الذي يجحد الرسالة. او الذي يجحد شيئا من المباني الخمس الفرائض الظاهرة يجحد وجوب الصلاة وجوب الصيام وجوب الزكاة وجوب الحج مع الاستطاعة ونحو ذلك او الذي يجحد شيئا من المحرمات الظاهرة كمن يجحد تحريم الزنا او المسكرات او الربا او عقوق الوالدين او نحو ذلك هذا هو الكفر الجحد الستر والتغطية الانكار بعد العلم جحد اي انكر بعد علم الشرك عبادة غير الله صرف شيء من العبادة لغير الله جل جلاله كالذين يعبدون الشمس والقمر والنجوم او يعبدون الموتى والصالحين من دون الله يستغيثون بهم عند النوائب ويحجون الى مشاهدهم ويقدمون لهم النذور ونحوها وحافز كان يقول احياءنا لا يرزقون بدرهم وبالف الف يرزق الاموات الذين يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون الذين يعبدون النجوم والكواكب الى غير ذلك الشرك عبادة غير الله ايضا يطلق على الكافر انه مشرك وعلى المشرك انه كافر. لقد قال تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به انما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون. فسمى المشرك كافرا في هذه الاية الكريمة قال جل جلاله انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من الانصار ايضا دعاء غير الله سماه الله تعالى شركا كما تعلمون. ذلكم الله ربكم له الملك. والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم. ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. فسمى الكفار به كفارا وسماهم مشركين كذلك فدل على ان الكافر يسمى مشركا وان المشرك يسمى كافرا والنصوص في ذلك كثيرة منها ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ثم قال تعالى لا جرم ان ما تدعونني اليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الاخرة وان مردنا الى الله وان المسرفين هم اصحاب النار. لا جرم اي حقا صدقا لا كذب حقا انما تدعونني اليه ليس له دعوة في الدنيا والاخرة يبقى لا جرم يعني حقا او يعني لا كذب او يقول بلى ان الذي تدعونني اليه من الاصنام والانداد ليس له دعوة في الدنيا ولا في الاخرة ماذا تعني هذه الكلمات الوثن ليس له شيء لا ينفع ولا يضر لا يجيب داعيه لا في الدنيا ولا في الاخرة هذا هذاك قول الله سبحانه ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين او كقول الله تعالى والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير. ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم. ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير فالذين اتخذوا من دون الله او الثانى يدعونهم من دون الله لكباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين الا في الضلال فليسجد من شاء ويركع وليجثوا الناس على اربع لاله من دون الله. ان المسلم يعرف حقا من يعبد. الله الله وان مردنا الى الله اي في الداد الاخرة انا لله وانا اليه راجعون. وانا الى ربنا لمنقلبون وان مردنا الى الله وان الى ربك الرجعى فيجازى كل عامل بعمله وان المسرفين هم اصحاب النار باسرافهم وهو شركهم بالله عز وجل واسرافهم ايضا في سفك الدماء وفي انتهاك الحرمات ثم قال لهم فستذكرون ما اقول لكم سوف تعلمون صدق ما امرتكم به ونهيتكم عنه ونصحتكم ووضحت لكم وتتذكرون وتندمون حيث لا ينفعكم الندم ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلهيهم الامل فسوف يعلمون ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتنا اطعم يا ليتنا يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا. يا ويلتا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا يقول المستضعفون يوم القيامة ربنا انا اطعنا سادتنا وكبرائنا فاضلونا السبيل ربنا اتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا فستزكرون هذا كله وستندمون حيث لا ينفعكم الندم ثم قال مفوضا امره الى الله مطمئنا الى غيبه وقدره محسنا للظن بربه وافوض امري الى الله. اي اتوكل على الله واستعينه واقاطعكم كما قال خليل الرحمن واعتزلكم وما تدعون من دون الله. وادعو ربي عسى ان لا اكون بدعاء ربي شقيا فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له اسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا وان لم تؤمنوني فاعتزلون اتوكل على الله واستعينه واقاطعكم ان الله بصير بالعباد نعم انه بصير به تعالى مجده وتقدست اسماؤه يهدي من يستحق الهداية فضلا ويضل من يستحق الاطلال عدلا جل جلاله وله الحجة البالغة والحكمة التامة والقدر النافذ في هذا كله فما ابعد الشقة ما بين الدعوتين بينما يدعونه اليه هذا المؤمن من ال فرعون الرجل الصالح تدعونني لاكفر بالله واشرك به ما ليس لي به علم ودعوتي هو لقومه وهو يدعوهم الى العزيز الغفار ثم اكد ان ما يدعو له اليه من الاصنام لا يجيب دعوة من يدعوه لا ينفع ولا يضر في الدنيا ولا في الاخرة لا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم. ويوم القيامة يكفرون بشركهم ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. واذا حشر الناس كانوا لهم اداء وكانوا بعبادتهم كافرين ثم يختم هذه الموعزة الايمانية البليغة يختم فيقول فستذكرون ما اقول ستندمون ستندمون ليس يا قوم يستوي تعيبان ومن هدم سيقيم المفرطون غدا مأتم الندم ويقول الذي اطاع طوبى لمن خدم ستندمون حيث لا ينفعكم الندم لقد بالغت في نصحكم وتذكيركم بما لم يبق معه مستزاد ثم ختم كما قلنا قوله بما يبين لهم اطمئنانه الى ما يجري به قدر الله عليه ويخبئه له غيب الله المستور الذي جرت به الحكمة المكنونة في كتابه الازلي كما هو دأب المؤمنين الصادقين على مدى الزمان كله وعلى مدى المكان كله. وافوض امري الى الله اتوكل على ربي وافوض اليه امري واستعين به ليعصمني من كل سوء وقد قيل انه قال ذلك لما ارادوا قتله وارادوا الايقاع به يقول مقاتل لقد هرب هذا المؤمن الى الجبل فطلبوه فلم يقدروا عليه ان الله بصير بالعباد قبير بهم يهدي من يستحق الهداية فضلا ويضل من يستحق الاضلال عدلا وله في كل هذا. الحجة الدامغة والحكمة البالغة والقدرة النافذة ثم اخبر الله سبحانه ان الله جل وعلا جعل النصرة له وجعل الهلاك لعدوه فوقاه الله سيئات ما مكروا. وحاق بال فرعون العذاب احبتي نكتفي بهذا القدر في التعليق على هذه الايات الكريمات على امل اللقاء بكم في الحلقة القادمة حتى نلتقي استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته فوق الركلات