بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنت ومرحبا بكم ومرحبا بكم مجددا. مع هذه المحاضرة الرابعة عشرة من تفسير سورة غافر مع قول الله جل جلاله فستذكرون ما اقول لكم وافوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد هذه تتمة ما قاله مؤمن ال فرعون لقومه وهو يدعوهم الى الله وينصحهم ويا قوم ما لي ادعوكم الى النجاة وتدعونني الى النار تدعونني لاكفر بالله واشرك به ما ليس لي به علم وانا ادعوكم الى العزيز الغفار لا جرم ان ما تدعونني اليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الاخرة. وان مردنا الى الله وان المسرفين هم اصحاب النار ثم ختم فقال فستذكرون ما اقول لكم وافوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد في لحظة من اللحظات ستعلمون صدق ما امرتكم به وما نهيتكم عنه هل ينتظرون الا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين اسرفوا في حياتهم وكذبوا على ربهم يا ليتنا نرد ولا نكذب بايات ربنا فستذكرون ما اقول لكم ستعلمون صدق ما امرتكم به. وما نهيتكم عنه وما نصحتكم به سوف تتذكرون وتندمون حيث لا ينفعكم الندم ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الامل فسوف يعلمون يقول يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا اطعنا الله واطعنا الرسول وقالوا ربنا انا اطعنا سادتنا وكبرائنا فاضلونا السبيل. ربنا اتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا وافوض امري الى الله. اتوكل على الله واستعينه ثم اعتزلكم وما تدعون من دون الله وادعوا ربي عسى ان لا اكون بدعاء ربي شقيا. كما قال خليل الرحمن ابو الانبياء ان الله بصير بالعباد بصير بهم جل جلاله يهدي من يستحق الهداية فضلا ويضل من يستحق الاضلال عدلا وله في كل ذلك. الحجة البالغة والحكمة التامة والقدر النافذ من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له ولن تجد له وليا مرشدا فوقاه الله هيئات ما بقى وقاه في الدنيا ووقاه في الاخرة اما في الدنيا فقد نجاه الله تعالى مع موسى عليه الصلاة والسلام وفي الاخرة فبالجنة. وحاق بال فرعون سوء العذاب وهو الغرق في اليم والانتقال منه الى جحيم الخلد ونار الابد في الاخرة يقدم قومه يوم القيامة فاوردهم النار وبئس الورد المورود. واتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة قيامة بئس الرفل المغفور هنا وقفة تقال قد يرد الى بعض الناس هل كل الناصرة هل كل الناصحين وكل الدعاء يقيهم الله في الدنيا امامك رخصومهم بهم الجواب ليس بلازم الله جل وعلا قد يقي بعضهم الفتنة والمحنة في في الدنيا وقد يخلي بينه وبين الشهادة يرتقون بها الى الدرجات العلى والرفيعة في الجنة. ولله في هذا وفي ذاك الحكمة البالغة ناصح صاحب سورة ياسين الذي جاء من اقصى المدينة يسعى وقال يا قومي اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم اجرا وهم مهت وهم مهتدون الى اخر الايات الكريمات لقد قتله قومه فقال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين. اختار الله له الشهادة. التي يرفعه بها الى اعلى الدرجات والى سري المنازل والمراد قصة اصحاب الاخدود لم ينقذهم الله جل وعلا من قبضة الطواغيت الذين خدوا الاخاديد في الارض واشعلهم فيها النيران بل اسلمهم الله الى منازلهم الرفيعة في الجنة النار ذات الوقود اذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد ان من الناس من يكفل له النجاة في الدنيا ومن يكن له الدرجة العليا العليا بالشهادة وباختياره الى جواره شهيدا لكن عندما تتعرض الدعوة كل الدعوة الى خطر الاستئصال والابادة هنا يأتي التدخل الرباني القدري بامر الله الكوني للانقاذ والغوث في غزوة بدر دعا نبينا ربه فقال اللهم انك ان تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الارض بعد اليوم قل الدعوة باكملها النبي والمؤمنون معه يتعرضون لخطر الاستئصال والابادة انزل الله الملائكة من عنده لنصرة المؤمنين ثبتوا الذين امنوا اني معكم فثبتوا الذين امنوا. سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب. فاضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان الدعوة هنا تتعرض لخطر المحق والاستئصال والابادة فيأتي تدخل الله عز وجل بقدره الاعلى وبامره الكوني في غوث الجماعة المؤمنة وانقاذه ايضا في قصة موسى عندما خرج موسى برجاله من بني اسرائيل وفرعون ورائهم. فصار البحر امامهم وكان فرعون وراءهم وتتعرض الدعوة لخطر الاستئصال والابادة فقال اصحاب موسى انا لمدركون. قال كلا ان معي ربي سيهدين واوحى اليه ربه ان يضرب بعصاه البحر فانفلق فكان كل فرق كالطول العظيم وازلفنا ثم الاخرين دفع فرعون لكي يقترب يظن ان البحر سيظل ساكنا وسيظل الطريق يبسا فخرج بجنوده ليلحق ليلحق بموسى ومن معه. فلما كان في لجة البحر امر الله البحر بفلقيه ان يطبق عليهم فكان من الموت واترك البحر رهوا ساكنا لقد اراد موسى ان يضرب البحر بعصاه مرة اخرى ليلتئم لكي يحول بين فرعون وبين ان يلحق به قال له ربه واترك البحر رهوا ساكنا انهم جن مغرقون كم تركوا من احبتي الله هذا ملمح ارجو ان ننتبه اليه لماذا الله جل جلاله ينقذ بعض الدعاة الناصحين من قبضة خصومهم ثم يسلم اخرين الى منازلهم الرفيعة في الجنة له في هذا الحكمة البالغة والحجة البالغة جل جلاله والقدر الناس لكن عندما تتعرض الدعوة لخطر الاستئصال والابادة يكون الغوث الرباني المدد السماوي لانقاذ المؤمنين. المستضعفين في هذه اللحظات الحرجة النار يعرضون عليها غدوا وعشيا وحاق بال فرعون سوء العذاب ما هو سوء العذاب بالذي ينتظرهم النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب ارواحهم تعرض على النار صباحا ومساء الى قيام الساعة. هذا عذاب البرزخ. هذا عذاب القبر. فاذا كان يوم القيامة اجتمعت ارواحهم واجسادهم في النار. ولهذا قال ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب اي اشده الما واعظمه نكالا. وهذه الاية اصل كبير في استدلال اهل سنة والجماعة على على عذاب البرزخ في القبور. وهذا ثابت في نصوص متواترة. ان هذه ثم تفتن في قبورها كما اخبر بذلك النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم. فاحاديث عذاب القبر كثيرة جدا وقد قال قتادة في قوله تعالى غدوا وعشيا اي صباحا ومساء ما بقيت الدنيا يقال لهم يا ال فرعون هذه منازلكم توبيخا ونقمة. اسأل الله لي ولكم العافية وحسن الخاتمة وان يقينا فتنة القبر برحمته جل جلاله الامام يعني شارح طحاوية رحمه الله يذكر فيما يتعلق بعذاب القبر كلاما جميلا تجدر الاشارة اليه والاشارة الى الى بعض ما جاء من النصوص من النصوص في هذا يعني فيقول وقد تواترت الاخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك اهلا وسؤال الملكين فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والايمان به ولا نتكلم في كيفيته اذ ليس للعقل وقوف على كيفيته. لكونه لا عهد له به في هذه الدار والشرع لا يأتي بما تحيله العقول بل ان الشرع قد يأتي بما تحار فيه العقول فان عودة الروح الى الجسد ليس على الوجه المعهود في الدنيا بل تعاد اليه اعادة غير الاعادة المألوفة في الدنيا في موضع اخر يقول واعلم ان عذاب القبر هو عذاب البرزخ. فكل من مات هو مستحق للعذاب ناله نصيبه منه قبر او لم يقبر اكلته السباع او احترق حتى صار رمادا ونسف في الهواء او صلب او غرق في البحر وصل الى روحه وبدنه من العذاب ما يصل الى المقبور وما ورد من اجلاسه واختلاف اضلاعه ونحو ذلك. فيجب ان يفهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم مراده من غير غل ولا تقصير. في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت دخلت علي عجوزان من عجز يهود المدينة وقالتا ان اهل القبور يعذبون في قبورهم. قالت فكذبتهما ولم انعم ان اصدقهما فخريتا ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له يا رسول الله ان عجوزين من عجوز يهود المدينة دخلتا علي فزعمتا ان ان اهل القبور يعذبون في قبورهم. فقال صدق قتى انهما يعذبون عذابا تسمعه البهائم. قالت فما رأيته بعد في صلاة الا يتعوذ من عذاب القبر وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم اصحابه بهذا يوما خطب فيهم كما جاء في صحيح البخاري من حديث اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنهما قالت نعم. قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فذكر فتنة القبر التي يفتن فيها المرء. فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة حالت بيني وبين ان افهم كلام رسول صلى الله عليه وسلم فلما سكنت ضجته قلت لرجل قريب مني اي بارك الله لك ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اخر قوله؟ قال قد اوحي الي انكم تفتنون في في القبور قريبا من فتنة الدجال بالمناسبة اعطى الله نبيه صلى الله عليه وسلم القدرة على سماع المعذبين في قبورهم. في حديث رواه مسلم في الصحيح عن زيد ابن ثابت رضي الله عنه قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه اذ حادت به فكادت تلقيه واذا اقبر ستة او خمسة او اربعة فقال من يعرف اصحاب هذه الاقمار فقال رجل انا فقال فمتى مات هؤلاء فقال ماتوا في الاشراق فقال ان هذه الامة تبتلى في قبورها فلولا الا تدافنوا لدعوت الله ان يسمعكم من عذاب القبر من الذي اسمع منه وهذه المتفق عليه رواه البخاري ومسلم عن ابي ايوب الانصاري رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما غربت الشمس فسمع صوتا فقال يهود عذبوا في قبورها نختم بحديث البراء بن عازب يقول كنا في جنازة في بقيع الغرقد فاتانا النبي صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله كأن على رؤوسنا الطير وهو يلحد له فقال اعوذ بالله من عذاب القبر ثلاث مرات او قال استعيذوا بالله من عذاب القبر ثلاث مرات ثم قال ان العبد المؤمن اذا كان في اقبال من الاخرة وانقطاع من الدنيا نزلت اليه الملائكة كأن على وجوههم الشمس معهم كفن من اكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة. فجلسوا منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول يا ايتها النفس الطيبة اخرجي الى مغفرة من الله ورضوان تدخل تسيل كما تسير القطرة من في السقاء فيأخذها فاذا اخذها لم يدعوها في يده طرفة عين لا يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وذلك الحنوط ويخرج منها كاطيب نفحة مسك وجدت على وجه الارض قال فيصعدون بها. فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة الا قالوا ما هذه روح الطيبة ويقولون فلان ابن فلان باحسن اسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها الى السماء فيستفتحون له فيفتح له تنشيعه من كل سماء مقربوها الى السماء التي تليها حتى ينتهى بها الى السماء التي فيها الله. فيقول الله عز وجل اكتبوا وكتاب عبدي في عليين واعيدوا الى الارض. فاني منها خلقتهم وفيها اعيدهم. ومنها اخرجهم تارة اخرى فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولينه من ربك؟ فيقول ربي الله ما دين ديني الاسلام ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول هو رسول الله. فيقولان له ما علمك؟ فيقول قرأت كتاب الله فامنت به وصدقت. في نادي في مناد من السماء ان صدق عبدي فافرشوه من الجنة. وافتحوا له بابا الى الجنة فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد البصر. ويأتيه رجل حسن. وجهي حسن الثياب طيب الريح. فيقول ابشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له من انت؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير فيقول انا عملك الصالح فيقول يا ربي اقم الساعة حتى ارجع الى اهلي ومالي. عكس هذا ان العبد الكافر. اذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال من الاخرة نزل اليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول يا ايتها النفس الخبيثة اخرجي الى سخط من الله وغضب فتتفرق في جسده فان وزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها. فاذا اخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها وفي تلك المسوح ويخرج منها كأنتن ريح خبيثة وجدت على وجه الارض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة الا قالوا ما هذه الروح الخبيثة فيقولون فلان ابن فلان باقبح اسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهى بها الى السماء الدنيا تفتح له فلا يفتح ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى لا تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخير فيقول الله جل جلاله اكتبوا كتابه في سجيل في الارض السفلى فتفرح روحه طرحا ثم قرأ ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك؟ ها ها لا ادري ما هدر الرجل الذي بعث فيكم فيقول ها ها لا ادري في نادي مناد من السماء ان كذب فافرشوه من النار وافتحوا له بابا الى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف اضلاعه. ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول ابشر بالذي يسوءك. هذا يومك الذي كنت توعد. فيقول من انت؟ فوجهك لوجه الذي يجيء بالشر. فيقول وانا عملك فيقول ربي لا وقد ذهب الى موجب هذا الحديث ومعناه جميع اهل السنة والحديث وله شواهد من الصحيح منها ما ذكره البخاري عن قتادة عن عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العبد اذا وضع في قبره وتولى انه اصحابه انه ليسمع قرع نعالهم. فيأتيه ملكان فيقعدان فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم. اما المؤمن فيقول اشهد انه عبد الله ورسوله فيقول له انظر الى مقعدك من النار ابدلك الله به مقعدا من الجنة فيراهما جميعا نعم قال قتادة وروي لنا انه يفسح طيب ايها الاحبة في الله نكتفي بهذا القدر في التعليق على هذه الايات الكريمة مات على امل اللقاء بكم في حلقة الاسبوع القادم من التفسير في في سورة ظافر ان شاء الله سنلتقي استودعكم الله تعالى وسلام الله علينا ورحمته وبركاته