بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع هذه الحلقة مع هذه المحاضرة الخامسة عشرة من محاضرات تفسير سورة غافر مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا نصيبا من النار قال الذين استكبروا انا كل فيها ان الله قد حكم بين العباد واذ يتحاجون المحاجة المجادلة والخصام تكون بين اثنين او اكثر الضعفاء الاتباع والمرؤوسون والذين لا حول لهم ولا قوة المستكبرون السادة اولو الامر فيهم اتبع اسم لمن يتبع غيره كالخادم والمرؤوس ونحوه هذا مشهد ينقله لنا القرآن الكريم من داخل النار من غمرات جهنم للبائسين من اصحاب النار وهم فيها يختصمون وهم فيها يتحاجون يحتج الضعفاء على المستكبرين انا كنا لكم تبعا لقد كنا تبعا لكم في الدنيا نعتبر بامركم وننتهي بنهيكم ونرى بعيونكم ونسمع باذانكم ونفكر بعقولكم ونتابعكم متابعة عمياء كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا نصيبا من النار هل تستطيعون اليوم ان تكفونا ان تدفعوا عنا جزءا من حر جهنم جزءا من عذابها لقد ارضيناكم في الدنيا باسخاط ربنا وربكم لقد اطعناكم في الدنيا في معصية ربنا وربكم. لقد كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا نصيبا من النار ماذا كان جواب المستكبرين انا كل فيها لو كنا نستطيع شيئا لدفعنا العذاب عن انفسنا ان الله قد حكم بين العباد فاعطى كل عامل ما عمل ولم يظلم ربك احدا ولم يظلم ربك احدا فان الله قد حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرما يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته فيما بينكم محرما فلا تظالموا يقولون لهم اننا اليوم سواء في العجز وعدم الحيلة ان كل فيها ولو اغنينا عنكم لاغنينا عن انفسنا كان الله كأن الله يلهم هؤلاء الضعفاء ان يقولوا في مقدمة التماسهم وطلبهم انا كنا لكم تبعا تذكيرا لهم بالموالاة التي كانت بينهم في الدنيا لافتضاح عجز المستكبرين ان ينفعوا اتباعهم تحقيرا لهم جزاء على تعظمهم الذي كانوا يتعاظمون به في الدنيا اتبع اسم كما قلنا لمن يتبع غيره فهل انتم مغنون عنا نصيبا من النار يقول الله تعالى لنبيه واذكر ايها الرسول لقومك وقت حجاج اهل النار وتخاصمهم وهم يصطخون فيها حيث يقول الاتباع للقادة السادة انا اطعناكم فيما دعوتمونا اليه من الكفر والضلال فتكبرتم على الناس بنا واستطلتم على الناس باستضعافكم لنا فهل تقدرون ان تحملوا عنا اليوم قسطا من العذاب فتخففوه عنا فقد كنا نسارع الى محبتكم في الدنيا ومن قبلكم جاءنا العذاب ولولا انتم لكنا مؤمنين. ومقصدهم في هذا تخجيلهم والى قلوبهم والا فهم يعلمون قطعا انهم لا قدرة لهم على ذلك التخفيف فيرد عليهم السادة اهل الاستكبار في الدنيا الذين كانوا يقولون من اشد منا قوة قال الذين استكبروا انا كل فيها انا جميع واقعون في العذاب. فلو قدرنا على ازالته عن انفسنا لدفعناه عنكم. انا وانتم في العذاب سواء آآ ان الله قد حكم بين العباد فلا يؤاخذ احدا بذنب غيره. فكل منا كافر وكل منا يستحق العذاب والعقاب. ولا يغني احد عن احد شيئا. لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا. ان وعد الله حق. فلا تغرنكم الحياة الدنيا. ولا يغرنكم بالله الغرور فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور يا خيبة من اطاع غيره في هذه الحياة في معصية الله يا خيبة من استضعف نفسه واذلها للمستكبرين وللطواة وللظلام فارضاهم بسخط الجبار جل جلاله واطاعهم في معصية الله سبحانه والله احق ان يخشوه ان كانوا مؤمنين يوم القيامة يعضون اصابع الندم ويوم يعض الزالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا. يا ويلتا ليتني ان لم اتخذ فلانا خليلا. لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا يوم القيامة فاقبل بعضهم على بعض يتساءلون. قال قائل منهم اني كان لي قرين. يقول ائنك لمن المصدقين فاذا متنا وكنا ترابا وعظاما ائنا لمدينون. قال هل انتم مطلعون؟ فاطلع فرآه في سواء الجحيم قالت والله ان كدت لترضين ولولا نعمة ربي لكنت من المحضين. في سورة فصلت وقيدنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين ايديهم وما خلفهم. وحق عليهم القول في امم قد خلت من قبلهم من الجن والانس انهم كانوا خاسرين في سوس فصات. وقال الذين كفروا ربنا ارنا الذين اضلانا من الجن والانس. نجعلهما تحت اقدامهم دعمنا ليكونا من الاسفلين زخرف الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين. سورة قاف وقال اقرينه هذا ما لديه عتيد القيا في جهنم كل كفار عنيد. مناع للخير معتد مريب. الذي جعل مع الله الها اخر فالقياه في العذاب الشديد. قال قرينه ربنا ما اطغيته ولكن كان في ضلال بعيد. قال لا اعتصموا لديه وقد قدمت اليكم بالوعيد ما يبدل القول لديه وما انا بظلام للعبيد وقالوا ربنا انا اطعنا سادتنا وكبرائنا فاضلونا السبيل ربنا اتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا. انا كل فيها ان الله قد حكم بين العباد فعندما يئسوا من المستكبرين وعندما يئسوا من القادة والسادة الذين كانوا يطيعونهم في معصية الله ارجعوا الى خزنة جهنم يطلبون منهم الدعاء قصه الله علينا بقوله وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوم من العذاب توجهوا الى خزان النار الى القيمين عليها لعلهم ان يجدوا لديهم فرجا من ذلك الكرب الذي هم فيه فرد عليهم الخزنة موبخين على سوء ما كانوا يصنعون اولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات او ما جاءتكم الرسل بالحجج على توحيد الله لتؤمنوا به وحده وتكفروا بما يعبد من دونه فيقولون بلى اتونا فكذبناه لم نؤمن بهم لم نذعن لما جاءوا به من البراهين الساطعة والبينات الواضحة الجلية عندئذ تتهكم بهم الخزنة تدعو كان الامر كما ذكرتم ادعوا انتم وحدكم فانا لا ندعو لمن كفر بالله وكذب رسله ودعاؤكم لا يفيدكم شيئا. ما هو الا في خسران وتبار وتباب. فادع وما دعاء الكافرين الا في في ضلال وسواء دعموتم او لم تدعو فانه لا يستجاب لكم ولا يخفف عنكم بل يطلبون الموت يا مالك ليقضي علينا ربك؟ قال انكم ماكثون. لقد جئناكم بحق ولكن اكثركم للحق كارهون كفى بك داء ان ترى الموت شافيا وحسب المنايا ان يكن اماني عندما يكون الموت امنية عندما يكون الموت هو التياق كفى بك داء ان ترى الموت شافيا. وحسب المنايا ان يكن امانيا لقد جاء في صفة طعام اهل النار حديث ابي الدرداء النبي قال يلقى على اهل النار الجوع فيعدل ما هو فيه من العذاب. الام الجوع المبرحة تعدل ما هم فيه من العذاب والشقاء. من حريق النار وسعيرها استغيثون فيغاثونا بطعام من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع ثم يستغيثون بالطعام فيغاثون بطعام ذي غصة فيذكرون انهم كانوا يجيزون الغصص في الدنيا بالشراب فيستغيثون بالشراب لازالة الغصة في رفع اليهم الحميم بكلاليب الحديد. فاذا دنت منه وجوههم شوت وجوههم. فاذا دخلت بطونهم قطعت امعائهم وسقوا ماء حميما فقطع امعائهم عندئذ يستغيثون بالملائكة ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب فيجيبونهم اولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين الا في ضلال طعام اهل النار اجارنا الله واياكم الضريع والزقور شراب اهل النار الحميمة والصديد ليس لهم طعام الا من ضريع لا لا يسمن ولا اغني من جوع. ان شجرة الزقوم طعام الاثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم اما الشراب وسقوا ماء حميما فقطع امعاؤهم من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد لقوله تعالى والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم. جمهور اهل التفسير يقولون انها شجرة الزقوم المشار اليها في قوله تعالى ان شجرة الزقوم طعام الاثيم كالمهل يغلي في البطون القرطبي يقول وفتنتها انهم لما خوفوا بها والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم. لما اخوف بها قال ابو جهل عليه لعنة الله على سبيل التهكم والسخرية والاستهزاء هذا محمد يتوعدكم بنار تحرق الحجارة. ثم يزعم انها تنبت الشير والنار تأكل الشجر وما شجرة الزقوم الا التمر والزبد ثم امر ابو جهل جارية له احضرت تمرا وزبدا وقال لاصحابه تزقموا سبحان الله يا خيبته عندما يعاد الى ربه وهو فرعون هذه الامة وهذا لاصحاب المعاصي ايضا وعيد كبير او او طفل كبير من هذا من شرب المسكرات في الدنيا مدمن الخمر ان مات لقي الله كعابد وثن ان على الله عهدا لمن شرب المسكر ان يسقيه من طينة الخبال وما طينة الخبال فقال عرق اهل النار او عصارة اهل النار شراب اهل النار يوم القيامة الصديد الماء الذي يسيل من جلودهم ولحومهم في النار عصارة اهل النار القيح والدم وكلمة الصديد ويسقى من ماء صديد مشتقة من الصد لانه يصد الناضر عن رؤيته فيشيح بوجهه عنه لقبحه عندما يبصره استقذارا اقباحا له وهذا لون اخر من العذاب وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا الا حميما وغساقا. جزاء وفاقا. انهم كانوا لا يرجون حسابا. وكذبوا باياتنا كذابا وكل شيء احصيناه كتابا فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا ادعو ربكم يخفف عنا يوما من العذاب. قالوا او لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات؟ قالوا بلى الم يقم ربكم عليكم الحجة الم يأتكم نذير الم يبلغكم رسول ما يدخل احد النار يوم القيامة الا وهو معترف بذنبه مقر بان النار اولى به وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير. فاعترفوا بذنبهم فسحقا لاصحاب السعير قبل هذا يقول الله جل جلاله كلما القي فيها فوج سألهم خزنتها الم يأتكم نذير؟ قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا. وقلنا ما نزل الله من شيء ان انتم الا في ضلال كبير وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير فاعترفوا بذنبهم فسحقا لاصحابه يؤتى بانعم اهل الارض من اهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة او يغمس في النار غمسة ثم يقال له هل رأيت نعيما قط هل مر بك رخاء قط فيقول لا وعز ما مر بي نعيم قط ولا رأيت رخاء قط ثم يؤتى بابئس اهل الارض من اهل الجنة فيصبغ في الجنة صبغة او يغمس في الجنة غمسة. ثم يقال له هل رأيت شقاء قط هل مرت بك شدة قط؟ فيقول له عز ما رأيت شقاء قط ولا مرت بي شدة قط اللهم لا عيش الا عيش الاخرة السعيد الموفق من يعمل لاخرته ليزحزح عن النار ويدخل فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز. وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور. لا شيء مما ترى تبقى بشاشته يبقى الاله ويفنى المال والولد لا شيء مما ترى تبقى بشاشته. يبقى الاله ويفنى المال والولد وابن ادم يقول مالي مالي وليس له من ماله الا ما اكل فافنى او لبس فابلى او تصدق قال فابقى السعيد الموفق بل يأخذ من شبابه لهرمه من غناه لفقره من صحته لسقمه ومرضه من حياته لموته. فوالله لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقظون. ولتجزمن على الاحسان احسانا. وبالاساءة اساءة والله ما بعد الموت بمستعتب وما بعد الدنيا من دار الا الجنة او النار فاخلصوا في عبودية هذا الرب الجليل من قبل ان يخرج الامر من ايديكم بالموت فتصبحوا على ما فعلتم من نادمين الله جل وعلا لا يعذب احدا الا بعد بلوغ الحجة اليه. واقامة الحجة عليه. وما كنا معذبين حتى نبعث عسى رسول فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون. فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه. فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون الم تكن اياتي تتلى علي فكنتم بها تكذبون او او لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير الشيب فذو الشيب او الرسول فذوقوا فما للظالمين من قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا اخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون قال اخسئوا فيها ولا تكلمون انه كان فريق من عبادي يقولون ربنا امنا فاغفر لنا وارحمنا وانت خير الراحمين. فاتخذتموهم سخريا حتى انسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون. اني جزيتهم اليوم بما صبروا انهم هم الفائزون السعيد الموفق من لم تشغله الدنيا عن الاخرة من لم يشغله القليل عن الكثير من لم يشغله الفاني عن الباقي هذا هو السعيد الموفق الذي يعمل لاخرته لينقذ نفسه من النار ان الخاسرين ترين الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة الا ذلك هو الخسران المبين احبتي في الله اخوتي واخواتي نكتفي بهذا القدر في هذه المحاضرة او الخاطرة على امل اللقاء بكم في محاضرة الاسبوع القادم لمتابعة الحديث في تفسير سورة غافر وفي خواطرنا حولها حتى نلتقي استودعكم الله تعالى. وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته