بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع هذه المحاضرة الحادية والعشرين من تفسير سورة غافر مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قل اني نهيت ان اعبد الذين تدعون من دون الله. لما جاءني البينات من ربي وامرت ان اسلم لرب عالميا بعد ان اثبت الله جل جلاله لنفسه صفات الجلال والكمال امر رسوله صلى الله عليه وسلم ان يخبرهم بانه نهي عن عبادة غيره واول له ذلك بالين قول والطفه ليصرفهم عن عبادة الاصنام وبين ان سبب النهي البينات التي جاءته التي اجتمع فيها صحيح من قول مع صريح المعقول حيث اكد ذلك كله ان اله العالم الذي تجب عبادته هو الموصوف بصفات العظمة والكبرياء والجلال. لا الاحجار المنصوبة ولا الخشب طور عبادة الله وحده والكفر بما يعبد من دونه مشترك عام ضمنه الله كل كتاب انزله وبعث الله به كل نبي ارسله ما ارسل الله رسولا وما انزل الله من كتاب الا وضمنه هذه الحقيقة الدعوة الى عبادة الله وحده والى ثموء والى عاد اخاهم هودا. قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره والى ثمود اخاهم صالحا. قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيري غيره. والى مدين اخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت واذكر اخا عاد اذ انذر قومه بالاحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه الا تعبدوا الا الله يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم لم تختلف فيها الكتب ولا الرسل. الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا. ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون. فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلم انها الحقيقة الكبرى في هذا الوجود. المشترك الايماني العام بين كتب الله جميعا وانبياء الله جميعا اول واجب على المكلفين اول ما يدعى اليه الناس من امور الدين شرط لصحة جميع الطاعات. شرط لقبول جميع العبادات اما لا تقبل صلاة بغير وضوء لا تقبل عبادة بغير ايمان. الذين لا يعبدون الله ويعبدون من دونه اندادا واوثانا لو جاءوا بقراب الارض حسنات لو جاءوا بملئ الارض اعمالا صالحات ما تقبل من ولا رفع ذلك فوق رأسهم شبرا واحدا وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا يذهبون الى افريقيا يكفلون اليتامى والارامل. يحفرون ابارا يقيمون مخيمات. ينشئون مصانع ومزارع ومتاجر ويقدمون صنوفا من الايواء والاغاثة يطعمهم الله بها طعمة في الدنيا يستوفون بها نصيبهم اولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب فاذا جاءوا الى ربهم يوم القيامة وافوه ولا حسنة لهم. يقال لهم اذهبتم طيباتكم في حياتي فيكم الدنيا واستمتعتم بها هل عرفتم الان مقدار هذه الحقيقة الكبرى وعظيم منزلتها هل عرفتم اي نعمة انعم الله بها علينا اي كرامة اكرمنا الله بها عندما بعث الينا رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم ليستنقذنا به من الضلال قال ليبصرنا به من العمى ليخرجنا به من الظلمات الى النور اعظم نعمة انعم الله بها علينا ان بعث فينا رسولا من انفسنا يتلو علينا اياته ايات ربه ويزكي في نفوسنا ويعلمنا الكتاب والحكمة ومن ثم الذين يتنكرون للاسلام في تاريخهم ويريدون بعث التراث العربي فقط نقول لهم ردوا على محمد نعمته اولا ثم ارجعوا الى جاهليتكم حيث كان يبغي بعضكم على بعض حيس كان يعدو بعضكم على بعض حيث كانت تقام الحروب بينكم عشرات السنين لان ناقة لبني فلان وعت في ارض لبني فلان فتقوم الحروب التي تلتهم الاخضر واليابس واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم. فاصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فانا انقذكم منها من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار من مات على التوحيد دخل الجنة يوما من الدهر. وان اصابه قبل ذلك ما اصابه لكن هذا لا يعني التوهين من شأن العمل الصالح اذا كانت كلمة التوحيد مفتاح باب الجنة. فللمفتاح اسنان لا يفتح الا بها. لقد رأى زين عابدين الفرزدق وهو يدفن زوجته فقال له ماذا اعددت لهذا اليوم قال اعددت له لا اله الا الله منذ سبعين سنة فقال نعم الزاد ما اعددت ولكن اياك وقذف المحصنات قل اني نهيت ان اعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي بينات تنزيلية وبينات تكوينية ايات الله المقروءة في القرآن ايات الله المرئية والمشاهدة في الانفس والافاق سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق اولم يكفي بربك انه على كل شيء شهيد نعم قل انزله الذي يعلم السر في السماوات والارض لكن الله يشهد بما انزل اليك. انزله بعلمه والملائكة يشهدون. وكفى بالله شهيدا ولما بين انه نهى عن عبادة غير الله اردف بالامر بعبادته وحده وبالاسلام له وحده وامرت ان لما لرب العالمين الاستسلام والانقياد المطلق واخلاص الدين لله عز وجل. اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين الاسلام بالمعنى العام الاستسلام لله بالتوحيد والبراءة من الشرك والطاعة لما جاء به الرسول. هذا هو المشترك العام الاسلام العام الذي جاء به الانبياء جميعا قصة ابراهيم اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين وهكذا اجل الله هذه الكلمة على السنة الانبياء جميعا. انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم. الا تعلو ايا واتوني مسلمين تؤخرنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا. والربانيون والاحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء. الاسلام بالمعنى العام بانقياد لله عز وجل بالتوحيد بالبراءة من الشرك بطاعة الكتاب المنزل والرسول المرسل ترك ايماني عام الاسلام بالمعنى الخاص هو ما بعث الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم لا يقبل الله من احد بعد بعثة محمد الا الاسلام. بالمعنى الخاص الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم لان ما جاء به قد نسخ ما جاء به من قبله ان القرآن قد نسخ ما قبله من الكتب. ان ملة محمد صلى الله عليه وسلم قد نسخت ما قبلها من الملل ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. ومن يكفر به من الاحزان فالنار موعده. والذي نفسي بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة من يهودي ولا نصراني ثم ما يؤمن بي ويتبع الذي جئت به الا كان من اهل النار. وامرت ان اسلم لرب العالمين ثم ذكر من الدلائل على وجوده وقيوميته وعموم قدرته واستحقاقه للعبادة وحده جل جلاله باقة من الدلائل منها تكوين الانسان من ابتداء النطفة الى وقت الشيخوخة فقال تعالى هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخريكم طفلا ثم لتبلغوا اشدكم. ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا اجلا مسمى ولعلكم تعقلون. اي هو الذي خلقكم من التراب لانه خلق اباكم ادم من التراب ولان ايضا الناس من بعد ادم ايلولة امر خلقهم الى التراب وكل انسان مخلوق من يعني من المني والمني من الدم والدم يتولد من الاغزية والاغزية تنتهي الى النبات والنبات يتكون من من التراب والماء. ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين هذا خلق ادم. ثم جعلناه نطفة في قرار مكين. ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا لا علاقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما. ثم انشأناه خلقا اخر فتبارك تالله احسن الخالقين. ثم انكم بعد ذلك لميتون. ثم انكم يوم القيامة تبعثون. ثم رتب والله جل جلاله في هذه الاية اطوار عمر الانسان الطفولة بلوغ الاشد الشيخوخة ومن الناس من يتوفى قبل المرتبة الاخيرة اما ان ينزل سقطا من بطن امه قبل ان تكتمل مراحل تكوينه او يموت في مرحلة الطفولة او يموت في مرحلة الشباب او الكهولة يعني يتوفى قبل الوصول الى مرحلة الشيخوخة وهو يفعل ذلك لتبلغ الاجل المسمى الذي قدر لكم من من اعمالكم بالموت ولتبلغوا يوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين فينبئهم بما عملوا ويجازي كل نفس بما كسبت جل جلاله لعلكم تعقلون لتعقلوا ما في التنقل في هذه الاطوار المختلفة من فنون الحكم والعبر ومن الدلالة على وجود الله جل جلاله وعموم قدرته وعظمته وشمول علمه وقيومته وقيوميته جل جلاله ان الله جل وعلا كم استدل بهذه التغيرات على وجود الاله وتفرده بالعظمة والكبرياء والقيومية تدل على ذلك ايضا بانتقال الانسان من الحياة الى الموت ومن الموت الى الحياة هو الذي يحيي ويميت فاذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون. اي قل لهم ايها الرسول هو الذي يحيي من شاء بعد مماته ويميت من يشاء من الاحياء. واذا اراد كون امر من الامور التي يريد تكوينها فانما يقوله كن فيكون بلا معاناة ولا تكلفة وما امرنا الا واحدة كلمح بالبصر. انما امره اذا اراد شيئا ان قولا له كن فيكون فعال لما يريد من الناس من احد الا ويفعل ما لا يريد او يريد ما لا يفعل لكن الفعال لما يريد هو الله جل جلاله. هو الذي يحيي ويميت فاذا قضى امرا فانما يقوله كن فيكون وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه وله المثل الاعلى في السماوات والارض هو العزيز الحكيم جل جلاله كذبني ابن ادم وما ينبغي له ذلك وشتمني ابن ادم وما ينبغي له ذلك. فاما تكذيبه اي فزعمه اني لن اقدر على بعثه وما بدأ الخلق باهون علي من اعادته وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه وله المثل الاعلى في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم اكيد وشتمني ابن ادم وما ينبغي له ذلك واما شتمه اياي فزعمه اني اتخذت ولدا وانا الاحد الصمد الذي لم الد ولم اولد ولم يكن لي كفوا احد جل جلاله فاتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض الله جل وعلا ذكر جملة من الدلائل من الافاق والانفس التي تدل على وحدانيته فاولها انه خلق ابا الانسانية الاول من ادم خلقه من التراب وجعل ذريته ايضا من التراب ويمر الانسان في اطوار مختلفة من الخلق. الدليل الثاني ان الله هو القادر على الاحياء والاماتة فالله وحده هو الذي يحيي المخلوقات ويميتها يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب هذا الكافر الذي جاء بعزم قد رم قد بلي وفتته وطيره في الهواء وقال يا محمد اتظن ان ربك قادر على ان يبعث هذه بعد ان صارت رميما؟ قال نعم ويبعثك ويدخلك النار وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رويم. قل يحييها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم جل وجلاله فاذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون اذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون. فهذه من الادلة التي ساقتها الايات القرآنية لعل لعل هذه الاعين التي غشيتها من غشاوات الريب والشكوك ما غشيتها والتي ران على قلوبها ما ران ما ران لعلها ان تنفتح مغاليقها لهذه الايات الربانية التنزيلية والتكوينية ما جاء في القرآن المقروء وما بث في الكون المشهود من ايات بالانفس ولن تجد في كون الله شيئا يعارضه ما جاء في كلام الله لان حديث الله عن الكون في كتابه حديث الخالق عن الا يعلم من خلق ان الله يعلم وانتم لا تعلمون سنريهم اياتنا بالافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق او لم يكفي بربك انه على كل شيء شهيد قل اي شيء اكبر شهادة؟ قل الله شهيد بيني وبينكم واوحي الي هذا القرآن لانذره به ومن بلغ لكن الله يشهد بما انزل اليك. انزله بعلمه والملائكة يشهدون. وكفى بالله شهيدا شهد الله انه لا اله الا هو. والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وشفاء صدورنا وجلاء همومنا وذهاب احزاننا. اللهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا. وارزقنا تلاوته اناء الليل وفي النهاية على النحو الذي يرضيك عنا. اللهم امين وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب