المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله ومما روج به الملحدون باطلهم وعلومهم المخالفة للدين. انهم زخرفوا لها العبارات. فسموها تجديدا ورقيا وتقدما ونحوها من الاسماء التي يغررون بها من لا بصيرة عنده. وتسميتهم للحق الذي جاء به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لم جمودا ورجعية وتقديرا ورجوعا الى الوراء. كما قال الله تعالى عن اسلافهم وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ولتصغى اليه افئدة الذين لا يؤمنون بالاخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون. فاخبر تعالى ان هذا دأب اعداء الرسل في كل زمان وانهم يزخرفون العبارات لتحسين باطلهم وتقبيح ما جاءت به الرسل. وانهم يتواصون بذلك ويفترون على الله الكذب. وانه يغتر به من لا علم له ولا بصيرة ولا ايمان فهؤلاء اخذوا كل ما افتراه الاولون من اسلافهم المكذبين وزادوا زيادات كم اصطادوا بها ضعفاء البصائر وليس ما جاء به الرسول جحودا ولا رجوعا الى الوراء وانما هو الحق والنور والحياة والرشد الذي لا حياة للوجود ولا للقلوب ولا للدنيا الا به ولنور الا باقتباس نوره وهو الموقد للهمم والعزائم الى كل خصلة حميدة. والى كل رقي صحيح وتقدم نافع. فان من اصول شريعة الكبرى وجوب العمل بالاسباب النافعة مقاصدها ووسائلها والحث على كل عمل صالح ومصلحة. والاستعانة بالله في تحقيق ذلك مع بذل الجهد. ومن المعلوم ان من تحقق بهذا هذين الاصلين بذل المجهود في كل امر نافع والاستعانة بالمعبود فانه لا يزال في تقدم ورقي مضطرد في اصلاح الدين وفي اصلاح الدنيا. المعينة على الدين كما قال صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وكم في كتاب الله وسنة الرسول من الامر بكل عمل نافع والحث على التقدم الصحيح النافع للافراد والجماعات والشعب والحكومات. واما العلوم المادية الخالية من روح الدين ورحمته فانها تقدم الى الهلاك والدمار وتقدم الى هدم كل خلق جميل فالاتصاف بكل خلق رذيل. والمشاهدة والحس اكبر شاهد على ذلك. فانه محال ان يحصل التقدم الصحيح الا اذا صحبه الدين الصحيح الملازم للحق فان الباطل وان كان له نوع صولة فعاقبته الزوال والاضمحلال ومنتهاه الخسارة والهلاك فعند هؤلاء الملحدين ان التجديد والرقي هو الاندماج في معنوية الاجانب اعداء الاديان كلها وزوال شخصياتهم في شخصيات اولئك التشبه بهم في اخلاقهم ولباسهم وحركاتهم وعوائدهم الدقيقة والجليلة. ويرون الانسلاخ من دين الله الذي هو الحق ومن اخلاقه الجميلة هو التقدم والرقي. فاستبدلوا الادنى الخسيس بالاعلى الكامل النفيس. وصاروا مع في ظاهرهم وباطنهم. وكانوا بذلك اكبر سلاح للاعداء على دينهم وقومهم ولهذا كانوا يقلدون الاجانب في الامور الضارة واما ما عندهم من الامور التي تنفع اذا انضم اليها الدين فهم ابعد الناس عنها كما هو معروف من احوالهم