المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله فصل ومما يروج به المنحرفون باطلهم لهجهم الشديد بالثقافة العصرية زاعمين ان الاخلاق لا تتهذب ولا تتعدل الا بها ويطنبون في مدحها ومدح المثقفين بها. وفي ذم من لم تكن له هذه الثقافة والسخرية منهم وهم يفسرونها تفاسير متباينة منحرفة كل يتكلم بما يخطر له. لان العلوم اذا كانت فوضى والاخلاق تتبعها هكذا. يكون اهلها لا يتفقون في في ارائهم ونظرياتهم على شيء. وكل اقوالهم ترجع الى هبوط الدين والاخلاق وانما الثقافة الصحيحة والتهذيب النافع هو ما جاء به الدين الاسلامي الذي هذب العقائد عن الشرك والوثنيات وهذب الاخلاق عن كل خلق رذيل وهذب الاعمال والاداب حتى استقامت بها الامور. وصلحت بها الاحوال. وجمعت بين الدين والدنيا وبين تقويم المعنويات النافعة والماديات المعينة عليها وذلك ان المشاهدة شاهدة بما ذكرنا فان العلوم العصرية والمخترعات مع توسعها وتبحرها حيث كانت خالية من الدين عجزت كل العجز عن اصلاح الاخلاق واكتسابها للفضائل الصحيحة وعن ترفعها عن الرذائل. وانما الذي يتكفل بهذا الاصلاح ويتولى هذا التهذيب النافع ويوجه الى كل خير ويزجر عن كل شر هو دين الاسلام فانه مصلح للظاهر والباطن. لامور الدين والدنيا. ومن نظر الى اصوله وفروعه واذا ما دعا اليه وحث عليه والى ما زجر عنه وجد الامر كما ذكرنا بل فوق ذلك والله الموفق ولا تنظر الى من تسمى بالاسلام ونبذ اخلاقه وراء ظهره وتحتج به على الاسلام والمسلمين في طاعته وجموده به وهبوط اخلاقه فان الاسلام بريء ممن هذه حاله. وان تسمى بالاسلام فليس له منه الا رسمه. فان دين الاسلام دين الرفعة والرقي الصحيح فتعاليمه وارشاداته واخلاقه واعماله كلها في غاية الاحكام والانتظام في رسائلها ومقاصدها. وهي الغاية في توجيه المتصفين بها الى كل خير وصلاح اصلاح كما هو معروف من حال اول هذه الامة القائمين به حقيقة. الذين ملأوا الدنيا عدلا ورحمة وصلاحا واصلاحا للاحوال كلها. وبهم يضرب المثل في الكمال الانساني فمن اراد ان يعرف اثار الدين فلينظر الى امثال هؤلاء واما من اراد المكابرة والتغرير فله نظر اخر