المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله فصل قال الله تعالى وشاورهم في الامر. فاذا عزمت فتوكل على الله وقال عن المؤمنين وامرهم شورى بينهم وهذا الامر الذي امر الله نبيه فيه بالمشاورة واخبر عن المؤمنين انهم يتشاورون فيه يشمل جميع الامور الدينية والدنيوية المتعلقة بهم وبغيرهم فدل ذلك على ان الامور التي توضحت مصلحتها ومنفعتها تتعين المبادرة الى فعلها وما وضحت مضرته يتعين البعد عنه وما اشتبه منها يستعينون عليه بالمشاورة والمراودة حتى يتضح فيه الصواب ويتبين فيه النفع او الضرر. ولا يستريب عاقل ان هذا الاصل العظيم الذي امر الله به ومدحه وهو المشاورة في الامور هو السبيل لصلاح الاحوال كلها وانه كما تدخل فيه العلوم والاعمال الشرعية فكذلك العلوم والاعمال المادية. وكما يدخل فيه امور الافراد يدخل فيه امور الجماعات وفوائد المشاورة الضرورية والكمالية لا تعد ولا تحصى وتوقف كثير من الامور عليها امر معلوم لكل احد. وكل امر من الامور يشاور فيه اهله واهل الخبرة به والمعرفة والقوة عليه وقال تعالى وانك لتدعوهم الى صراط مستقيم. وان الذين لا يؤمنون بالاخرة عن الصراط ناكبون. وقال سبحانه وانك لتهدي الى صراط مستقيم والصراط المستقيم الذي يدعو اليه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ويدعو اليه هذا القرآن العظيم والطريق المعتدل الذي يتضمن استقامة العقائد والاخلاق الاعمال المصلحة للدين والدنيا والامة وهي تتضمن العلوم والاعمال الشرعية والكونية. لان جميعها لا تتم الاستقامة الا بها وامور المادة وحدها لا تغني شيئا وضررها اكبر من نفعها. ولهذا قال تعالى وان الذين لا يؤمنون بالاخرة عن الصراط لناكبون