المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله فصل ومن علامات المنحرفين في اديانهم وعقولهم اغترارهم بارائهم وعقولهم السخيفة واحتقارهم لعقول صفوة الخلق وخلاصتهم من الانبياء واتباعهم واهل الهدى وبهذا تعرف مكابرتهم ومبالغتهم وانكارهم ما لا يمكن انكاره وجحدهم فضل من قبلهم. ليتوصلوا بذلك الى رد الحق. وليصدوا العباد عن دين الله وسبيله فيعبرون عن الحقائق التي جاءت بها الرسل يقولون هذا عقل قديم هذا رأي عتيق هذا اساطير الاولين كما قابلت الرسل اعدائهم بهذه الاقوال الخبيثة الساقطة. وقد اغتر باقوالهم هذه كثير من النشأة والشبيبة الذين لا بصيرة لهم ولا عقول ناضجة. اما علموا ان العقول لا تكمل ولا تزكو الا بالوحي والقرآن. ولا تكونوا نافعة حتى تغتدي بالهدى واليقين. الذي جاء به الرسول. قال تعالى ان في ذلك لايات لاولي النهى. لايات اللي اولي الالباب هم اهل العقول الوافية والاراء السديدة والاخلاق الزاكية فهل يوجد عقول صحيحة تقارب عقل النبي صلى الله عليه وسلم الذي لم تستنر العقول والاراء الا بعقله ورأيه وعلمه وتعليمه وارشاده فحسب العقول الكاملة ان تستمد من عقله صلى الله عليه وسلم وارائه وهداه ورشده وتغتدي بنوره وتوجيهه وارشاده قال تعالى والنجم اذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. وهذا وصف للنبي صلى الله عليه وسلم بكمال العلم والهدى وكمال الرشد وكمال العصمة في اقواله وافعاله بذلك يعلم ان كلما خالف هديه ورشده وارشاده فهو ضلال وغي وسفاهة وشر وهلاك والواقع اكبر شاهد على ذلك. فهل حصل لاحد مثقال ذرة من الخير الظاهر والباطن؟ ومن الثمرات النافعة جليلة الا على يده وبتعليمه صلوات الله وسلامه عليه. وهل اهتدى احد الا بامتثال امره واجتناب وهل صلح شيء من امور الدين والدنيا صلاحا لا فساد معه الا بالمشي خلفه واتباعه في اصول الدين وفروعه وفي الوسائل والمقاصد. فلا خير وهدى ورحمة وصلاح واصلاح احد الظاهر والباطن الا دل الخلق عليه. وارشدهم الى مسالكه ولا شر وضرر الا حذرهم منه قال تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فمن كماله انه هدى للتي هي اقوم في عقائده واخلاقه واعماله فكملت به العقائد والاخلاق والاعمال. فلا يعتريه النقص بوجه من الوجوه ومن كماله انه صالح لكل زمان ومكان وحال لجميع المشاكل الاجتماعية والشخصية. ومن كماله ان جميع الحقائق العقلية والحسية تجارب الصادقة كلها داخلة فيه وفي ضمنه ومن كماله ان النظريات المتباينة والاختلافات المتضادة بين صحيحها من سقيمها وصالحها من فاسدها وعدلها من ظلمها وحقها من باطلها. ومن كماله انه كملت به العقول تنارت به الاراء واستمدت من هدايته ما اصلحت به دينها ودنياها فكل خير ديني ودنيوي وظاهر وباطن من نتائجه وثمراته ولذلك تمت به النعمة على المؤمنين وحصل به الخير المنوع على جميع العالمين والحمد لله الذي تفضل به على العباد. وجعله هدى ورحمة في مصالح المعاش والمعاد. وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كتبه الفقير الى الله عبدالرحمن الناصر بن سعدي في عشر من محرم سنة خمس وسبعين وثلاثمائة والف من الهجرة