المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله فصل في تفسير كلمات يحتاج اليها يكثر في الكلام دورها ويقبح بالمعرب جهلها وهي اثنتان وعشرون كلمة وهي على ثمانية انواع احدها ما جاء على وجه واحد وهي اربعة اشار اليها بقوله قد طوى عوضه ابدا ظروف لكن ما استغراقها معروف قد طول ما مضى وعود ابدا حتما للاستقبال حيث ورد احدها قط بفتح القاف وتشديد الطماء وضمها في اللغة الفصحى وهي ظرف لاستغراق ما مضى من الزمان. ملازم للنفي تقول ما فعلته قط اي لم يصدر مني فعله في جميع ازمنة الماضي واشتقاقها من القط وهو القطع. فمعنى ما فعلته قط ما فعلته فيمن قطع من عمري لانقطاع الماضي عن الحال والاستقبال فلا تستعمل الا في الماضي وقول العامة لا افعله قط لحن الثاني عوض بفتح اوله وسكون ثانيه وتثليث اخره واعجامه وهو ظرف لاستغراق ما يستقبل من الزمان غالبا ويسمى الزمان عوضا. لانه كلما ذهبت منه مدة عوضتها مدة اخرى تقول لا افعله عوض اي لا يصدر مني فعله في جميع ازمنة المستقبل وهو مبني فان اضفته اعربته ونصبته على الظرفية فقلت لا افعله عوض العائضين كما تقول دهر الداهرين وكذلك مثل عوض في استغراق المستقبل ابدا تقول فيها ظرف لاستغراق ما يستقبل من الزمان. الا انها لا تختص بالنفي ولا تبنى اجل بها يراد تصديق الخبر بلا للإيجاب لنفي قد ظهر الثالث مما جاء على معنى واحد اجل بفتح الهمزة والجيم وسكون اللام ويقال فيها بجل وهو حرف لتصديق الخبر مثبتا كان الخبر او منفيا يقال جاء زيد وما جاء زيد فتقول في الجواب اجل اي صدقت الرابع مما جاء على وجه واحد بلى وهو حرف موضوع لايجاب الكلام المنفي اي لاثباته وتختص بالنفي وتفيد ابطاله مجردا كان عن استفهام كقوله تعالى زعم الذين كفروا لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن او مقرونا بالاستفهام الحقيقي نحو اليس زيد بقائم؟ فيقال بلى او التوبيخي نحو ام يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم؟ بلى او التقريري نحو الست بربكم قالوا بلى اي انت ربنا النوع الثاني ما جاء على وجهين واشار اليه بقوله ظرف للاستقبال خافض اذا لشرطه وللمفاجأة كذا اذا على وجهين فتارة يقال فيها ظرف مستقبل خافض لشرطه منصوب بجوابه في نحو اذا جاء نصر الله والفتح وتختص هذه بالدخول على الجملة الفعلية نحو فاذا انشقت السماء واما نحو الى السماء انشقت فمحمول على اضمار الفعل كقوله وان امرأة خافت وقد تخرج اذا عن المستقبل فتكون ظرفا للماضي نحو واذا رأوا تجارة او لهوا فضوا اليها والنجم اذا هوى الوجه الثاني لإذا ان يقال فيها حرف مفاجأة فلا تحتاج الى جواب وتختص بالدخول على الجملة الاسمية نحو ونزع يده فاذا هي بيضاء للناظرين واختلف في اذا الفجائية هل هي حرف او اسم وهل هي ظرف مكان او ظرف زمان اقوال وقد اجتمعتا في قوله تعالى ثم اذا دعاكم دعوة من الارض اذا انتم تخرجون النوع الثالث من الكلمات ما جاء على ثلاثة اوجه وهي سبعة اشار اليها بقوله واذ فظرف للمضي واطئة وحرف تعليل وللمفاجأة تأتي اذا على ثلاثة اوجه احدها ان تكون ظرفا لما مضى من الزمان فتدخل على الجملتين الاسمية والفعلية فالاولى نحو واذكروا اذ انتم قليل والثانية نحو واذكروا اذ كنتم قليلا وتستعمل للمستقبل نادرا نحو فسوف يعلمون اذ الاغلال في اعناقهم والثاني ان تكون للمفاجأة اذا وقعت بعد بينا او بينما فالاول نحو قولك بين انا في ضيق اذ جاء الفرج والثاني كقوله استقدر الله خيرا وارضين به. فبينما العسر اذ دارت مياسير الثالث ان تكون للتعليل كقوله تعالى ولن ينفعكم اليوم اذ ظلمتم انكم في العذاب مشتركون اي لاجل ظلمكم حرف وجود لوجود لما كذلك الاستثناء تفيد جزما هذه الثانية من الكلمات وهي لما فتأتي على ثلاثة اوجه فتارة يقال فيها حرف وجود لوجود في نحو لما جاء زيد جاء عمرو. وتختص بالدخول على الماضي على الاصح وذهب الفارسي انها ظرف بمعنى حين وتارة يقال فيها حرف جزم لنفي المضارع وقلبه ماضيا متصلا نفيه بالحال متوقعا ثبوته في نحو بل لما يذوقوا عذاب الا ترى ان المعنى انهم لم يذوقوه الى الان وان ذوقهم له متوقع وتارة يقال فيها حرف استثناء بمنزلة الا الاستثنائية في لغة هذيل في قولهم انشدك الله لما فعلت كذا اي ما اسألك الا فعلك كذا. ومنه قوله تعالى ان كل نفس لما عليها حافظ الا ترى ان المعنى ما كل نفس الا عليها حافظ حرف لتصديق واعلام النعم وحرف وعد اي كذا مع القسم الثالثة من الكلمات التي جاءت على ثلاثة اوجه نعم بفتحتين فيقال فيها حرف تصديق اذا وقعت بعد الخبر المثبت والمنفي نحو قام زيد ما قام زيد فيقال نعم ويقال فيها حرف وعد اذا وقعت بعد الطلب نحو احسن الى فلان فتقول نعم ومن مجيئها للاعلام بعد الاستفهام قوله تعالى فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم وهذا المعنى لم ينبه عليه سيبويه الرابعة مما جاء على ثلاثة اوجه اي بكسر الهمزة وسكون الياء المخففة وهي حرف جواب بمنزلة نعم فتكون لتصديق الخبر ولاعلام المستخبر ولوعد الطالب فتقع بعد نحو قام زيد وما قام زيد وهل قام زيد واضرب زيدا كما تقع نعم بعدها هذا مقتضى التشبيه الا انها تفارق نعم من حيث كونها تختص بالقسم بعدها نحو قوله تعالى ويستنبئونك احق هو قل اي وربي انه لحق. حتى لجر ولعطف وابتدار هذه الكلمة الخامسة مما جاء على ثلاثة اوجه وهي حتى فاحد اوجهها ان تكون جارة فتدخل على الاسم الصريح فتكون بمعنى الى نحو حتى مطلع الفجر حتى حين وتدخل على الاسم المؤول من ان مضمرة ومن الفعل المضارع وهي في ذلك على وجهين تكون تارة بمعنى الى نحو حتى يرجع الينا موسى لان الاصل حتى ان يرجع وتارة تكون بمعنى كي نحو اسلم حتى تدخل الجنة وقد تحتملهما كقوله تعالى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله اي الى ان تفيء اوكيت فيه والوجه الثاني من اوجه حتى ان تكون حرف عطف تفيد مطلق الجمع كالواو الا ان المعطوف بها مشروط بامرين احدهما ان يكون بعضا من المعطوف عليه والامر الثاني ان يكون المعطوف بها غاية له في شيء كالشرف نحو مات الناس حتى الانبياء وعكسه نحو جارني الناس حتى الحجامون وكالقوة والضعف كما قال الشاعر قهرناكم حتى الكماة فانتم تهابوننا حتى بنينا الاصاغرا والضابط ان يقال ما صح استثناؤه صح دخوله حتى عليه وما لا فلا والوجه الثالث من اوجه حتى ان تكون حتى ابتدائية فتدخل على ثلاثة اشياء على الجملة المبدوءة بالفعل الماضي نحو قوله تعالى حتى عفوا وعلى المبدوءة بالمضارع نحو وزلزلوا حتى يقولوا الرسول في قراءة من رفع وعلى الجملة الاسمية كقوله حتى ما دجلة اشكلوا كلا لردع ولتصديق بدا في نحو كلا لا تطعه يحتمل معناه الا او حقا افهم ما نقل هذه الكلمة السادسة مما جاء على ثلاثة اوجه وهي كلا فيقال فيها تارة حرف ردع وزجر كالتي في قوله تعالى فيقول ربي اهانن كلا اي انتهي وانزجر عن هذه المقالة ويقال فيها تارة حرف جواب وتصديق بمنزلة اي بكسر الهمزة كالتي في قوله تعالى كلا والقمر ويقال فيها تارة حرف بمعنى حقا او الا بفتح الهمزة واللام المخففة الاستفتاحية على خلاف في ذلك كلا لا تطعه فالمعنى على الاول حقا لا تطعه وعلى الثاني الا لا تطع والصواب الثاني لكسر الهمزة في قوله تعالى كلا ان الانسان ليطغى كما تكسر بعد الة الاستفتاحية ولو كانت بمعنى حقا لفتحت الهمزة كما في قوله احقا ان جيرتنا استقلوا تجيء لا نافية وناهية زائدة فكن لذاك واعية هذه الكلمة السابعة مما جاء على ثلاثة اوجه وهي لا فتكون تارة نافية وتارة ناهية وتارة زائدة فالنافية تعمل في النكرات عمل ان كثيرا فتنصب الاسم وترفع الخبر اذا اريد بها نفي الجنس على سبيل التنصيص نحو لا اله الا الله وتارة تعمل عملا ليس قليلا فترفع الاسم وتنصب الخبر اذا اريد بها نفي الجنس على سبيل الظهور او اريد بها نفي واحد فالاول كقوله تعز فلا شيء على الارض باقيا ولا وزر مما قضى الله واقيا والثاني كقولك لا رجل قائما بل رجلان والناهية تجزم المضارع نحو ولا تمنن فلا يسرف في القتل والزائدة دخولها كخروجها وفائدتها التقوية والتأكيد نحو قال ما منعك الا تسجد اي ان تسجد النوع الرابع ما جاء على اربعة اوجه وهو اربعة احداها لولا كما ذكرها بقوله لولا امتناع لوجود ثبت وحرف تحظيظ وتوبيخ اتى كذا للاستفهام والنفي ترد لولا تأتي على اربعة اوجه احدها ان يقال فيها حرف يقتضي امتناع جوابه لوجود شرطه وتختص بالجملة الاسمية المحذوفة الخبر وجوبا غالبا وذلك اذا كان الخبر كونا مطلقا نحو لولا زيد لاكرمتك ومن هذا لولاي لكان كذا اي لولا انا موجود الثاني ان يقال فيها حرف تحضيض ويقال فيها حرف عرض والتحضيض هو الطلب بازعاج والعرض الطلب برفق فتختص فيهما بالجملة الفعلية المبدوءة بالمضارع او ما في تأويله نحو لولا تستغفرون الله ونحو لولا انزل عليه ملك والعرض نحو لولا تنزل عندنا فتصيب خيرا ونحو لولا اخرتني الى اجل قريب الثالث ان يقال فيها حرف توبيخ فتختص بالجملة الفعلية المبدوءة بالماضي نحو فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا الهة الرابع ان يقال فيها حرف استفهام تختص بالماضي نحو لولا اخرتني الى اجل قريب لولا انزل اليه ملك قاله الهروي والظاهر انها في الاية الاولى للعرض وفي الثانية للتحضيض وزاد الهروي معنى اخر وهو ان تكون نافية بمنزلة لم وجعل منه فلولا كانت قرية امنت فنفعها ايمانها اي لم تكن والظاهر ان المراد بلولا هنا هلا ويلزم منه معنى النفي وان لنفي ولشرط قد عهد كذلك تخفيف من الثقيل زائدة ايضا فحققي لي الثانية مما جاء على اربعة اوجه ان المكسورة الهمزة المخففة النون فيقال فيها تارة شرطية ومعناها تعليق حصول مضمون جملة بحصول مضمون جملة اخرى كالتي في قوله تعالى قل ان تخفوا ما في صدوركم او تبدوه يعلمه الله وحكمها ان تجزم فعلين مضارعين او ماضيين او مختلفين يسمى الاول شرطا والثاني جوابا وجزاء وتارة يقال فيها نافية وتدخل على الجملة الاسمية والفعلية الماضية نحو ان عندكم من سلطان بهذا ان اردنا الا الحسنى والمضارعة كالتي في نحو ان يعدوا الظالمون واهل العالية يعملونها عمل ليس نحو ان احد خيرا من احد الا بالعافية وقول الشاعر ان هو مستوليا على احد الا على اضعف المجانين وقد اجتمعت الشرطية والنافية في قوله تعالى ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده وتارة يقال فيها مخففة من الثقيلة كالتي في قوله تعالى وان كلا لما ليوفينهم في قراءة من خفف الثقيلة ويقل اعمالها اذا خففت ومن اهمالها قوله تعالى ان كل نفس لما عليها حافظ في قراءة من خفف لما واما من شدد فهي عنده نافية وتارة يقال فيها زائدة والغالب ان تقع بعد من نافية نحو ما ان زيد قائم وتكف ما الحجازية عن العمل وحيث اجتمعت ما وان فان تقدمت ما علاء فما نافية وان زائدة وان تقدمت ان على ما فان شرطية وما زائدة نحو واما تخافن من قوم خيانة وان بفتح حرف نصب مصدري وحرف تفسير فاوحينا اذكري مخفف من الثقيل زائد هذه الثالثة مما جاء على اربعة اوجه وهي ان بفتح الهمزة وسكون النون فتارة تكون حرف مصدر تؤول مع صلتها بالمصدر وتنصب المضارع نحو يريد الله ان يخفف عنكم وان هذه هي الداخلة على الماضي في قولك اعجبني ان صمت بدليل انها تؤول بالمصدر اي صيامك وتارة تكون زائدة لتقوية المعنى وتوكيده كالتي في قوله تعالى فلما انجى البشير وكذا حيث جاءت بعد لما او وقعت بين فعل القسم ولو كقوله واقسم ان لو التقينا او بين الكاف ومجرورها كقوله كأن ضبية تعطو في رواية الجر وتارة يقال فيها مفسرة فتكون بمنزلة اي التفسيرية كالتي في نحو فاوحينا اليه ان اصنع الفلك وكذا حيث وقعت بعد جملة فيها معنى القول دون حروفه ولم تقترن بخافض وتتأخر عنها جملة اسمية او فعلية فالفعلية كالمثال المتقدم والاسمية نحو ونودوا ان تلكم الجنة اورثتموها وليس منها واخر دعواهم ان الحمدلله رب العالمين لان المتقدم عليها غير جملة وانما هي عن المصدرية ولا نحو ذكرت عسجدا ام ذهبا لان المتأخر عنها مفرد لا جملة فيجب ان يؤتى باي مكانها ولا نحو قلت له ان افعل لان الجملة المتقدمة عليها فيها حروف القول ويقال فيها تارة مخففة من الثقيلة كالتي في قوله تعالى علم ان سيكون منكم مرضا وحسيبوا الا تكونوا فتنة في قراءة الرفع وكذا حيث وقعت بعد علم او ظن ينزل منزلة العلم ومن للاستفهام لفظ وارد نكيرة موصوفة شرطية موصولة اقسامها مرعية الرابعة مما جاء على اربعة اوجه من بفتح الميم فتكون تارة استفهامية كالتي في قوله تعالى من بعثنا من مرقدنا فتحتاج الى جواب وتكون تارة نكرة موصوفة كالتي في نحو مررت بمن معجب لك اي بانسان معجب لك فتحتاج الى صفة وتكون تارة شرطية كالتي في قوله تعالى من يعمل سوءا يجزى به وتارة تكون موصولة كالتي في قوله ومن الناس من يقول النوع الخامس ما يأتي على خمسة اوجه وذكرها بقوله اي على معنى الكمال دا التي موصولة للشرط قد تولت مستفهم بها ووصلة الى ندائي لفظ ما به الوصل كذا في الاستقبال حرف شرط مرادف لان فحقق ضبطي اي تأتي على خمسة اوجه فتارة تكون شرطية فتحتاج الى شرط وجواب والاكثر ان تتصل بها ما الزائدة نحو ايما الاجلين قضيت فلا عدوان علي وتقع تارة استفهامية فتحتاج الى جواب النحو ايكم زادته هذه ايمانا وتقع تارة موصولة النحو لننزعن من كل شيعة ايهم اشد اي الذي هو اشد وتقع تارة دالة على معنى الكمال للموصوف بها في المعنى فتقع صفة لنكرة قبلها نحو هذا رجل اي رجل وتكون حالا لمعرفة قبلها كمررت بعبدالله اي رجل بنصب اي على انه حال من عبد الله وتقع تارة وصلة لنداء ما فيه ال نحو يا ايها الانسان وبعد ود فهو حرف مصدري مرادف لان ولكن قد عري من نصب نوجز من ولي التمني والعرض والتقليل يا ذا الذهن الكلمة الثانية مما جاء على خمسة اوجه لو فاحد اوجهها ان تكون حرف شرط في الماضي نحو لو جاءني زيد اكرمته واذا دخلت على المضارع صرفته الى الماضي نحو لو يفي كفى فيقال فيها حرف يقتضي امتناع ما يليه واستلزامه لتاليه نحو ولو شئنا لرفعناه بها والثاني من اوجه لوم ان تكون حرف شرط في المستقبل مرادفا لان الشرطية الا ان لولا تجزم كقوله تعالى وليخشى الذين لو تركوا اي ان تركوا اي شارفوا او قاربوا ان يتركوا الوجه الثالث ان تكون حرفا مصدريا مرادفا لان المصدرية الا انها لا تنصب واكثر وقوعها بعد ود نحو ودوا لو تدهن او بعد يود نحو يود احدهم لو يعمر الرابع ان تكون للتمني بمنزلة ليت الا انها لا تنصب ولا ترفع نحو فلو ان لنا كرة الخامس ان تكون للعرض نحو لو تنزل عندنا فتصيب خيرا وذكر بعضهم لها معنى سادسا وهو ان تكون للتقليل نحو قوله صلى الله عليه وسلم تصدقوا ولو بظلف محرم النوع السادس ما يأتي على سبعة اوجه وهو قد وقد بمعنى حسب وهي اسم كذاك يكفي وهي ايضا قسم تفيد للتحقيق والتوقع كذا لتقريب المضي فاسمعي كذاك للتقليل والتكثير قد نرى في كلم القدير قد تأتي على سبعة اوجه احدها ان تكون اسما بمعنى حسب وفيها مذهبان احدهما انها معربة فيقال فيها اذا اضيفت الى ياء المتكلم قضي بغير نون كما يقال حسبي درهم والثاني انها مبنية على السكون لشبهها بالحرفية لفظا الوجه الثاني ان تكون بمعنى يكفي وهي مبنية اتفاقا وتتصل بها ياء المتكلم فيقال قد لي درهم بالنون وجوبا كما يقال يكفيني درهم الوجه الثالث ان تكون للتحقيق فتدخل على الفعل الماضي نحو قد افلح قيل وعلى المضارع نحو قد يعلم الله المعوقين منكم الوجه الرابع ان تكون للتوقع فتدخل عليهما ايضا تقول قد يخرج زيد فدل على ان الخروج منتظر متوقع وتقول في الماضي قد خرج زيد لمن يتوقع خروجه وفي التنزيل قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها لانها كانت تتوقع سماع شكواها وزعم بعضهم انها لا تكون للتوقع في الماضي الوجه الخامس ان تكون لتقريب زمن الماضي من زمن الحال نحو قد قام فانك قربت الماضي من الحال ولهذا تلزم قدمع الماضي الواقع حالا اما ظاهرة في اللفظ نحو وقد فصل لكم ما حرم عليكم او مقدرة النحو هذه بضاعتنا ردت الينا الوجه السادس ان تكون للتقليل وهو ضربان الاول تقليل وقوع الفعل نحو قد يصدق الكذوب وقد يجود البخيل والثاني تقليل متعلقه نحو قد يعلم ما انتم عليه اي انما هم عليه اقل معلوماته الوجه السابع ان تكون للتكثير كما في قوله قد اترك القرن مصفرا انامله كأن اثوابه مجت بفرصادي وقاله الزمخشري في قوله قد نرى ربما نرى ومعناه كثرة الرؤية النوع السابع ما يأتي على ثمانية اوجه وول الاستئناف ثم الحالي كذا لمفعول وجمع تالي لقسم ورب عطف زائدة فهذه الاقسام فيها واردة الواو تأتي على ثمانية اوجه وذلك ان لنا واوين يرتفع ما بعدهما من الاسم والفعل المضارع وهما واو للاستئناف وواو للحال فواب الاستئناف هي الواقعة في ابتداء كلام اخر غير الاول نحو ونقر في الارحام فانها لو كانت للعطف لانتصب الفعل وواو الحال هي الداخلة على الجملة الحالية اسمية كانت او فعلية وتسمى واو الابتداء نحو جاء زيد والشمس طالعة ولنا واوان ينتصب ما بعدهما من الاسم والفعل المضارع وهما واو المفعول معه نحو سرت والنيل وواو الجمع الداخلة على المضارع المسبوق بنفي او طلب النحو ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين وقول ابي الاسود لا تنهى عن خلق وتأتي مثله عار عليك اذا فعلت عظيم ولنا واوان ينجروا ما بعدهما وهما واو القسم نحو والتين وواو ربك قوله وبلدة ليس بها انيس الا اليعافي والا العيس اي ورب بلدة ولنا واو يكون ما بعدها على حسب ما قبلها وهي واو العطف وهذه هي الاصل ولنا واو يكون دخولها في الكلام كخروجها وهي الزائدة نحو حتى اذا جاءوها وفتحت ابوابها الثامن ما يأتي على اثني عشر وجها وهو ماء وقد ذكرها بقوله معرفة ذات تمام ما قلي وذات نقص ولشرط فاقبلي نكرة موصوفة تعجب نكرة فصف بها ما تطلب موصولة كذا للاستفهام واسمن اتت في هذه الاقسام وان تكن حرفا فمصدرية ظرفية وغير ما ظرفية زائدة نافية وكافة عن رفع او نصب وجر كافة هذه اخر الانواع وهي ماء وهي على ضربين اسمية وحرفية فالاسمية اوجهها سبعة احدها ان تكون معرفة تامة فلا تحتاج الى شيء وهي ضربان عامة وخاصة فالعامة هي التي لم يتقدمها اسم تكون هي وعاملها صفة له في المعنى نحو قوله تعالى ان تبدوا الصدقات فنعما هي والخاصة هي التي يتقدمها اسم تكون هي وعاملها صفة له في المعنى وتقدر من لفظ ذلك الاسم المتقدم نحو غسلته غسل النعم ودققته دقا نعما اي نعم الغسل ونعم الدقة والثاني ان تكون معرفة ناقصة وهي الموصولة وتحتاج الى صلة وعائد نحو قوله تعالى قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والثالث ان تكون شرطية النحو فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم والرابع ان تكون استفهامية النحو وما تلك بيمينك يا موسى ويجب فيما الاستفهامية حذف الفها اذا كانت مجرورة بحرف النحو عم يتساءلون فناظرة بما يرجع المرسلون فحذفت الالف فرقا بين الاستفهامية والخبرية والخامس ان تكون نكرة تامة غير محتاجة الى صفة وذلك في ثلاثة مواضع احدها الواقعة في باب نعمة وبئس نحو. فنعم ما هي ونعم ما صنعت اي نعم شيئا شيء صنعته والثاني قولهم اذا ارادوا المبالغة في الاكثار من فعل اني مما ان افعل اي اني مخلوق من امر هو فعل كذا وكذا وذلك على سبيل المبالغة مثل خلق الانسان من عجل الثالث التعجب نحو ما احسن زيدا فما نكرة تامة والسادس ان تكون ما نكرة موصوفة كقولهم مررت بما معجب لك اي شيء معجب ومنه نعم ما صنعت اي نعم شيء صنعت والسابع ان تقع ما نكرة موصوفة بها نكرة قبلها اما للتحقير او التعظيم او للتنويع نحو مثلا ما بعوضة وقول العرب لامر ما جدع قصير انفه وقولهم ضربته ضربا ما والضرب الثاني ان تكون حرفية واوجهها خمسة احدها ان تكون نافية. فتعمل في دخولها على الجمل الاسمية عمل ليس في لغة الحجازيين نحو ما هذا بشرا والثاني مصدرية غير ظرفية النحو بما نسوا يوم الحساب اي بنسيانهم اياه. والثالث مصدرية ظرفية النحو ما دمت حيا والرابع تكون كافة عن العمل اما عن عمل الرفع كقوله صددتي فاطولتي الصدود وقلما وصال على طول الصدود يدوم فقل فعل ماض وما كافة له عن طلب الفاعل واما وصال فهو فاعل بفعل محذوف يفسره الفعل المذكور وهو يدوم ولم يكف ما من الافعال الا قل وطال وكثر واما ان تكون كافة عن عمل النصب والرفع وذلك مع ان واخواتها نحو انما الله اله واحد واما ان تكون كافة عن عمل الجر نحو ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين والوجه الخامس ان تكون زائدة وتسمى هي وغيرها من الحروف الزوائد صلة وتأكيدا نحو فبما رحمة عما قليل اي فبرحمة وعن قليل وما صلة مؤكدة