الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مع المحاضرة الاخيرة من تفسير سورة غافر مع قول الله جل جلاله افلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا اكثر منهم واشد قوة واثارا في الارض فما اغنى عنهم ما كانوا يكسبون وقد خلت من قبلهم المثلات في اية اخرى اولم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم لانه اشد منهم قوة واثاروا الارض وعمروها اكثر مما عمروها وجائتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون اية اخرى او لم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم اشد منهم قوة واثارا في الارض فاخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق. فكلا اخذنا بذنبه فمنهم من ارسلنا عليه صيحة ومنهم من خسفنا به الارض ومنهم من اغرقنا يخبر الله تعالى عن الامم المكذبة بالرسل في قديم الزمان وسالف الاوان وما حل بهم من المثلات والعذاب الشديد مع شدة قواهم واما عاد فاستكبروا في الارض بغير الحق وقالوا من اشد منا قوة اولم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة وكانوا باياتنا يجحدون فقر سنة عليهم ريحا صرصرا في ايام النحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا. ولعذاب الاخرة اخزى وهم لا ينصرون. ولا عذاب الاخرة اكبر عذاب الاخرة اشد وانكى وابقى ما اغنى عنهم مع شدة قواهم وما اثروه في الارض وما جمعوه من الاموال ما رد عنهم شيئا من قضاء الله وما كان له من الله من واق وما كان لهم من الله من ولي ولا نصير وهو الذي يجير ولا يجار عليه الارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون لقد ختم الله جل جلاله هذه السورة بتهديد الذين يجادلون في اياته طلبا للرئاسة والجاه وكسب حظوظ الدنيا والحصول على المال وابان ان هذه الدنيا فانية ذاهبة ما فيها من مال وجاه ظل زائل وخيال او احلام نائم لا يغني عنهم من الله شيئا وقد ضرب لهم المثل بمن كانوا قبلهم ممن كانوا اكثر عددا واشد قوة واثارا في الارض فما نفعهم ذلك وما اغنى عنهم من الله من شيء حين حل بهم بأس الله حين وعندما يزعمون الايمان عند حلول النقمة وعند حلول بأس الله وعذابه هيهات هيهات لا يجديهم فتيلا ولا قطميرا سنة الله التي خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون اولم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين امثالها لا شيء مما ترى تبقى بشاشته يبقى الاله ويفنى المال والولد يبقى الاله ويفنى المال والولد هذه الدنيا هي الدنيا تقول بملئ فيها حذاري حذاري من بطشي وفتك فلا يغروكم مني ابتسام فقولي مضحك والفعل مبقي ومن تضحك الدنيا اليه فيغترر يمت كقتيل الغيد بالبسمات ومن تضحك الدنيا اليه فيغترر يمت كقتيل الغيد بالبسمات العيش نوم والمنية يقظة والمرء بينهما خيال ساري ما ان يرى الانسان فيها مخبرا حتى يرى خبرا من الاخبار جبلت على كدر وانت تريدها صفوا من الاقذاء والاكدار ومكلف الايام ضد طباعها متطلب في الماء جذوة ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب وقال الذين اتبعوا لو ان لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأ منا كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار ادى الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمن على الله الاماني حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا اعمالكم قبل ان توزن عليكم وتزينوا للعرض الاكبر على الله عز وجل واعلموا انكم موقوفون ومسئولون وقفوهم انهم مسؤولون. ما لكم لا تناصرون بل هم اليوم مستسلمون. فلنسألن الذين لارسل اليهم ولنسألن المرسلين فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين وزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ. ولا يتساءلون فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون تلفح وجوههم النار وهم فيها كادحون. الم تكن اياتي تتلى عليكم؟ فكنتم بها تكذبون. قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا اخرجنا منها. فان عدنا فانا ظالمون. قال اخسئوا فيها ولا تكلموا انه كان فريق من عبادي يقولون ربنا امنا فاغفر لنا وارحمنا وانت خير الراحمين فاتخذتموهم سخريا حتى انسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون. اني جزيتهم اليوم بما صبروا انهم هم الفائزون القصص القرآني حق كله عبرة لمن اعتبر لمن كان له قلب يثبت الله به قلب النبي ويثبت الله به قلوب من شاء من عباده. وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك جند من جنود الله عز وجل. وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكر قال للمؤمنين وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم انا عاملون وانتظروا انا منتظرون. ولله السماوات والارض واليه يرجع الامر كله فاعبده وتوكل عليه. وما ربك بغافل عما اتعملون فكأن الله جل وعلا يقول افلم يسر هؤلاء المجادلون في ايات الله؟ من مشركي قريش في البلاد لزوالا اهل سفر رحلتي الشتاء والصيف فينظر فيما وطئوا من البلاد الى ما حل بالامم من قبلهم ويشاهد ما احللنا بهم من بأسنا حين كذبوا رسلنا وجهدوا باياتنا وكيف كانت عاقبة امرهم وقد كانوا اكثر منهم عددا واقوى جندا واشد بطشا واقوى في الارض اثرا. كانوا ينحتون من الجبال بيوتا ويتخذون مصانع لعلهم يخلدون. واذا بطشوا بطشوا جبارين ويبنون لهم اهراما ضخمة فلما جاءهم بأسنا وحلت بهم نقمتنا لم يغن ذلك عنهم شيئا. باتوا كامس الدابر حتى جعلناهم حصيدا خامدين كان لم تغن بالامس. الا بعدا لمدينة ما بعد الا بعدا لعاد قوم هود ما رد عنهم بأسهم ولا بطشهم ولا قوتهم ولا اغنى عنهم من عذاب الله من شيء فلما جاءته رسلهم بالبينات بالحجج القاطعات بالبراهين الدامغات وما من نبي من الانبياء الا واوتي من الايات ما على مثله امن الناس وقد كان الذي اعطاه الله لنبيه وحيا اوحاه الله اليه وانه ليرجو بهذا الوحي بهذه الحجة الدامغة بهذا البرهان الساطع الباهر ان يكون اكثر الناس تابعا يوما يوم القيامة لم يلتفتوا ولا اقبلوا عليهم واستغنوا بما عندهم من العلم في زعمهم عما جاءتهم به الرزقان نحن اعلم منهم لن نبعث ولن نعذب فرحوا بما عنده من العلم بجهالتهم فاتاهم من بأس الله تعالى ما لا قبل لهم به وحاق بهم اي احاط بهم ما كانوا به يستهزئون ان يكذبون ويستبعدون وقوعه هذا الري الجاهلي العاص الذي جاء بعزم قد رم وفتته وطيره في الهواء وقال يا محمد اتظن ان ربك يبعث هذه بعد ان صارت رميما قال نعم ويبعثك ويدخلك النار وضرب لنا مثلا ونسي خلقه. قال من يحيي العظام وهي رميم. قل يحييها الذي انشأها اول مرة. وهو بكل خلق عليم الذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا فاذا انتم منه توقدون اوليس الذي خلق السماوات والارض بقادر على ان يخلق مثلهم. بلى وهو الخلاق العليم انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء ان واليه ترجعون نعم فلما رأوا بأسنا قالوا امنا بالله وحده لما رأوا البأس والعذاب تركوا الشرك وامنوا بالله وحده وهيهات هيهات وليست التوبة على الله للذين يعملون السيئات وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان ولا الذين يموتون وهم كفار فلما رأوا بأسنا قالوا امنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين. فلم يك ينفعهم ايمانهم لما رأوا او بأسنا لا يجدي فتيلا ولا قطميرا عندما قال فرعون امنت بالله حينما ادركه الغرق امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين كان الجواب يا من احرقت قلوب الامهات يا من فتنت المؤمنين والمؤمنات يا من ذبحت ابناء بني اسرائيل واستحييت نساءهم يا من قلت في الناس ما علمت لكم من اله غيري يا من حشرت وناديت وقلت انا ربكم الاعلى يا من قلت سندبح ابناءهم ونستحي نساءهم وانا فوقهم قاهرون وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك يعني نخرجك على نجوة على موضع مرتفع من الارض حتى ايظن ظام انك لالوهيتك المزعومة قد نجوت من الغرق او صعدت او صعدت الى السماء او نحوه لتكون لمن خلفك اية وان كثيرا من الناس عن اياتنا لغافلون سبحان الله فلم يك ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون لاستسناء الوحيد في التاريخ البشري فلولا كانت قرية امنت فنفعها ايماننا الا قوم يونس لما امنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم الى حين. ولو شاء ربك لامن من في الارض ارضي كلهم جميعا افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين. وما كان لنفس ان تؤمن الا باذن الله. ويجعل الرجس على الذين لا عقلون قل انظروا ماذا في السماوات والارض وما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون. الله جل وعلا يذكرنا بمصارع ظالمين من قبلنا وسكنتم في مساكن الذين ظلموا انفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم لكم الامثال وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وان كان مكرهم لتزول منه والجبال فلا تحسبن الله مخالف وعده رسلا. ان الله عزيز ذو انتقام. يوم تبدل الارض غير الارض والسماء وبرزوا لله الواحد القهار وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الاصفاد سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار انك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون الخاسرون الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة ويوم تقوم الساعة يومئذ يبلس المجرمون ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون. فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز فالحياة الدنيا الا متاع الغرور يؤتى بانعم اهل الارض من اهل النار يوم القيامة فيصبغ او يغمس في النار صبغة ثم يقال له هل رأيت نعيما قط هل مر بك رخاء قط؟ فيقول لا وعزتي ما رأيت نعيما قط ولا مر بي رخاء قط ثم يؤتى بابئس اهل الارض من اهل الجنة فيصبغ او يغمس في الجنة غمسة ثم يقال له هل لرأيته شقاء قط هل مرت بك شدة قط فيقول لا وعزتي لا وعزتك ان الحسنى للذين احسنوا الحسنى وزيادة الحسنى الجنة والزيادة النظر الى وجه الله عز وجل افمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين احاط بهم سرادقها وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشووا الوجوه. بئس الشراب وساءت مرتفقا يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عبادي فاتقوا هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار. يصب من فوق رؤوسهم الحميم. يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من احبتي نأتي الى ختام هذه السورة اسأل الله جل جلاله ان يحسن لنا ولكم العاقبة في الامور كلها وان يتقبل منا سعينا هذا بقبول حسن وان يجعله خالصا لوجهه الكريم. والا يجعل غيري فيه حظا ولا نصيبا اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وشفاء صدورنا وجلاء همومنا وذهاب احزاننا اللهم ذكرنا منه ما نسينا اللهم علمنا منه ما جهلنا. اللهم ارزقنا تلاوته اناء الليل واطراف النهار على النحو الذي يرضيك عنا. اللهم ما ارنا الحق حقا ارزقنا اتباع وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه اللهم اصلح لنا في ذرياتنا انا تبنا اليك وانا من المسلمين ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين. واجعلنا للمتقين اماما. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم واصحاب الحقوق علينا اجمعين ابدلهم دارا خيرا من دارهم واهلا خيرا من اهلهم برحمتك يا ارحم الراحمين. اللهم اسكننا الجنة اللهم اجرنا من النار اللهم اختم لنا بالباقيات الصالحات ات اعبادنا اللهم امين وصلي اللهم على نبينا محمد محمد وعلى اله وصحبه وسلم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك توبوا اليه