بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد نلتقي اليوم بفضل الله تعالى لمدارسة الحديث الاربعين. من احاديث الاربعين النووية الحديث وقف بنا في الدرس الماضي عند هذا الحديث نقرأه كالمعتاد ثم نبدأ بشرح ان شاء الله تفضلوا. عن عبد الله بن عمر بن العاصرة رضي الله وعندنا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يوقن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. قال الشيخ رحمه الله حديث حسن صحيح ورويناه في كتاب الحجة باسناد صحيح. طيب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى اله وصحبه ومن استن بسنته واهتدى بهداه. اما بعد فابتدأوا اليوم معكم هذا الحديث بسؤال. السؤال يقول هل تحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل هذا السؤال لا ينتظر فيه المسلم تفكيرا للجواب. اليس كذلك؟ وكل المسلمين مهما كان احدهم لو سألته هذا السؤال لا الا ان يقول نعم اليس كذلك؟ لا يمكن. ولن تتصور مسلما مهما كان ضعيف الاسلام بعيدا عن الدين مهما كان. لو سألته هل تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لابد وان يقول نعم. لان المشكلة لو قال لا فان هذا شيء مؤثر في العقيدة وفي الدين ربما يكون هذا مبعدا له عن الاسلام. هينتبه. من هنا يبدأ الحديث. ليس هناك مسلم على وجه الارض يقول ان انه لا يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. المشكلة ليست هنا. المشكلة في حقيقة هذا الجواب. هل نحن فعلا هل هم فعلا هل انا فعلا هل انت فعلا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ممتاز. اذا تجاوزنا الكلام باللسان اتينا الى ما في داخل القلب وحاولنا ان نخرجه ونفتحه وننظر في داخله هل يوجد فيه حب الله وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا والله يا شباب هذا اصعب اختبار في الحياة. لانك بالكلام باللسان يمكن ان تقف امام المرآة وتسأل نفسك يحب الله سيقول نعم اتحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ايضا سيقول نعم. قلت لك ولو كان افسق الفاسقين والعياذ بالله لو كان افجر الفجار ولو كان اشقى الاشقياء. اسأله اسأله هل تحب الله؟ لن يقول لا. اسأله هل تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقول لا اذا المشكلة ليست في السؤال الكلام هذا والقولي المشكلة حقيقة هي في بناء القلوب في الداخل هل نحن كذلك؟ من اجل ذلك جاءت الشريعة ببعض العلامات والمعايير هي درجات اعتبر نفسك بنفسك وانظر كما قال الحسن كان الصحابة يقولون انا نحب ربنا عز وجل. فانزل الله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني بيعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. قال فسموها اية الامتحان او اية الابتلاء. هو اختبار حقيقي. قالوا فكانوا يسمونه اية اختبار اختبر نفسك بنفسك انت لا تحتاج الى قاعة ولا الى استاذ يختبرك ولا ورقة تعطى لك يقال لك اكتب الجواب اسأل نفسك واختبرها وانظر في حياتك منذ ان تستيقظ صباحا الى ان تنام مساء في كل شأن من شؤون حياتك في في الحمام في السوق في السيارة في البيت في المسجد مع الناس مع نفسك مع ربك هذا كله سيعطيك الجواب الحقيقي وانت الان تحتاج حقيقة الى ان تنتبه لهذا السؤال. لانه يوما ما لن تسأل نفسك سيسألك غيرك فيسألك الملك في القبر سيسألك ربك اذا قابلتهم. فالاحسن لي ولك ان نسأل انفسنا بانفسنا من الان. ومن يكون عنده خطأ في ثواب او درجة ناقصة يصححها من الان. لانه سيأتي يوم تنكشف فيه كل الاشياء. يوم تبلى السرائر. افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور وحصل الى هناك لا ورقة ولا قلم ولا اختبار. هناك حقيقة الامر ستظهر. هذا الحديث يا اخوة جاء لاجل هذا المعنى حقيقة الايمان كيف يكون؟ الايمان الذي كلنا يقول نحن مؤمنون نحن مسلمون وندخل في هذا الدين. الايمان الحقيقي هنا قبل ان ندخل في تفاصيل الحديث هنا نقاط سريعة. قال الامام النووي لما روى هذا الحديث قال حديث حسن صحيح. رويناه في كتاب الحجة باسناد الصحيح. حكم الامام النووي رحمه الله بصحة الحديث. وعامة المحدثين يضعفونه. وهذا هو الاقرب ان الحديث لا صح وسنده لانه من رواية الامام نعيم ابن حماد. وهو مع جلالة قدره امام من ائمة السنة. وعلم من اعلامها لكنه ضعيف الرواية عند محدثين ووجدوا له احاديث لا تقوى يصل المرفوعات ويخالف غيره من من الرواة الثقات. فالصحيح ان الحديث لا يصح لكن معناه صحيح تماما دلت عليه نصوص الشريعة الكثيرة جدا. الذي هو حقيقة الايمان وعلاقته بالطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه واحدة. اما الثانية فالحديث لما يقول لا يؤمن احدكم في هذا الحديث وفي غيره مثل حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين كل الاحاديث التي فيها لا يؤمن السؤال هل قوله لا يؤمن يساوي كافر؟ لا يكتمل لا يؤمن نفي الايمان صح؟ كيف لا؟ قال لا يؤمن طيب هو ينفي ينفي اصل الايمان او ينفي الايمان الذي اذا اطلق فهو المراد في الشريعة. طيب هذه دقيقة علمية ليس المهم ان تفهموها الان. هذا الحديث وامثاله لا ينفي في مطلق الايمان بل ينفي الايمان المطلق. والايمان المطلق هو الكامل الذي تدل عليه نصوص الشريعة. اذا قيل ايمان واسلام فالمراد به اصله وفرعه وكماله وبناءه وكل شيء فيه. اذا الحديث ليس كما يفهمه الذين يعتبرون كل هذه النصوص تكفيرا في الشريعة. لا الاسلام ما كفر هؤلاء لا يؤمن يعني ليس حقيقة الايمان هو هذا ليس الايمان الكامل الذي يحبه الله هو هذا. هذا ليس تكفيرا. اذا قوله لا يؤمن ليس تكفيرا مثل لا ايمان لمن لا امانة له خان الامانة هل كفر؟ هكذا تقول الخوارج. ولهذا اعتبروا مرتكب الكبيرة كافرا. نعم. عندهم من يرتكب الكبيرة فهو كافر اذا قلت له كيف؟ قال هذا النبي عليه الصلاة والسلام يقول لا ايمان لا يؤمن ونفي الايمان يساوي الكفر. افهم هذه جيدا. الامر الثالث ايضا في الحديث يقول لا يؤمن احدكم ويتحدث عن بعض الاوصاف مثل هذا الحديث حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه حتى اكون احب اليه هذه قضايا يا احبة ينبغي ان نتعامل معها باهتمام. الحديث يتكلم عن الايمان. مثل قوله في سورة النساء فلا وربك لا يؤمنون. حتى يحكموك فيما شجر بينهم. اي دليل اي نص اي اية اي حديث فيها الكلام عن صفة من صفات الايمان انتبه اليها جيدا. افتح عينيك واذنيك وقلبك واجعل نفسك امام هذا الدليل اين انت منه؟ هل هو موجود فيك؟ القضية مهمة تتعلق بايمان وكفر تماما لو كانت عندك رحلة وجئت الى المطار فقيل لك لن يسافر الا من كان اسمه موجودا او ان كانت الشروط متوفرة عنده. لن يدخل لن يقبل في الجامعة لن يدرس لن يذهب وهناك شروط فعليك فجئت انت وانت احد المتقدمين يهمك جدا ان تقرأ هذه شروط هذه الصفات لتنظر هل هي موجودة عندك او ينقص منها شيء؟ يا احبة والله ليست امور الدنيا باهم من امور الدين والعقيدة والنجاة في الاخرة فرصة القبول للدراسة او الحصول على تذكرة للسفر او الفوز بجائزة هذه لا تساوي شيئا امام ايمان وعدم ايمان امام جنة ونار امام نجاة او شقاء امام سعادة او غواية هذه قضية كبرى في الحياة. فاذا كان كل المسلمين عليهم ان ينتبهوا نحن طلاب العلم اولى ان نتعامل مع هذه النصوص الشرعية باهتمام كبير بحرص بالغ وبخوف على انفسنا وشفقة ان ننتبه لمثل هذه القضايا من اجل هذا جعل الامام النووي رحمه الله هذا الحديث من بين المجموعة التي اعطانا اياها في المجموع الاربعين النووية باعتباره يمثل هذه الاصول الكبرى التي يتحتم الاهتمام بها ورعايتها. بقي ان ننظر الى موضوع الحديث يتكلم عن الحب بل اعلى درجات الحب حتى يكون هواه ما هو هوى النفس الشهوة ها؟ ماذا ايضا؟ الرغبة ممتاز. ما تميل اليه النفس ما تهواه ما تحب ما تشتهيه ما تتمناه كلنا عنده هوى نفس. كلنا لاننا بشر بعضنا يحب هذا النوع من الطعام وهذا النوع من الشراب. ويحب ان يفعل كذا ويأكل كذا ويذهب الى كذا. كلنا كذلك النبي عليه الصلاة والسلام يقول نحن بشر وكلنا عنده في داخله هوى نفس يحب اشياء ويرغب في اشياء ويتمنى في اشياء المطلوب منك الان ان تفتش في اهواء نفسك فانظر لا تقبل ان يكون شيء من اهوائه مخالفا لشريعة الاسلام. حتى لا تبتعد عن الطريق حتى لا تفقد هذا المكان داخل الاسلام لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه. تبعا لما جئت به ما الذي جاء به عليه الصلاة والسلام؟ الشريعة كلها دينه عليه الصلاة والسلام القرآن واحكامه السنة واحكامها سيرته عليه الصلاة والسلام وادابها حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. حتى التعبير لاحظ كيف يقال. حتى يكون هواه. بالله عليكم هذا الهوى الذي هو شيء داخل النفس خفي وغامض ودقيق. هو حتى هذا الذي في داخل قلبك يأمرك ان تجعله مطابقا متابعا لما جاء به. فما بالك امور الكبار فما بالك بشؤون الحياة؟ ما بالك بالتصرفات بالاقوال بالافعال؟ انظر كيف دخل معك الى اصغر شيء في الحياة الذي في داخل قلبك هذا الشيء الخفي الدقيق الذي هو وانت هكذا تفكر تتمنى اشياء يقول انتبه حتى هذا لا تبتعد به ها؟ طيب اذا كان في الحقيقة قولا تقوله وفعلا تفعله وشيئا تمارسه هذا من باب اولى ان يكون متابعا لما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام. فالحديث من اعجب الالفاظ التي اختصرت كل الحياة. ما قال لك لا يؤمن احدكم حتى يكون طعامه وشرابه ولباسه وصلاته وحج لو جلس يعدد ما ينتهي. ولا قال لك حتى تكون اقواله وافعاله مع ان هذا كبير وعام ويدخل فيه كل شيء. لا هو اتى بك الى اصغر الاشياء. وقال لك تريد ان تكون مؤمنا حقيقة؟ اجعل هذا الذي بداخل قلبك وهو خفي ولا يطلع عليه احد الا الله ولا يعلمه الا الله حتى هذا اجعله تبعا لما جئت به. صدقني انت اذا نجحت في ذلك فباقي امورك كلها ستكون من اجمل ما يكون لانها تكون متابعة لما جاء به اعطيك مثالا دخل جابر رضي الله عنه مع النبي عليه الصلاة والسلام بيته يوما من الايام ضيفا اخذ بيده فادخله معه فسأل ام المؤمنين هل عندكم طعام؟ قالت ما عندنا يا رسول الله ما عندنا الا الخل. والخل ليس طعاما تضعه فوق الطعام لتأكل. قالت ما عندنا الا الخل. قال هات فنعم الادام الخل. بيت النبوة ما فيه طعام لا خبز ولا تمر ما فيه شيء. قالت ما عندنا الا الايداء. قال هات فنعم الادام الخل. الادام الذي نأكله نحن بالخبز ادام خضروات لحم ودجاج لكن في اللغة الادام كل شيء يؤتدم به يعني لما تأكل شيئا مع شيء فهذا ايدام هذا. يعني تأكل خبزا بالتمر يعتبر له. فالخل هذا حامض وما يؤكل لكن لما يكون عندك خبز شعير جاف. فتضعه في الخل يعني يعطيك طعما مقبولا ان تأكل هذا الخبز اليابس. قال هات فنعم الادام الخل. انا اريد ان تجعل نفسك في مكان الصحابة وتنظر كيف كانوا يفكرون قال جابر فما زلت احب الخل منذ سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. لانه سمعه يقول فنعما نعمان هذا مدح قال فما زلت احب الخل منذ سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. هنا انت تقف عاجزا تترك وتترك الورقة والكتاب وتفكر هذا الان الطعام شيء يؤكل في الفم يعجبك او لا يعجبك هذا هو باختيارك انت يعني انت الذي تقرر تحب التفاحة والبرتقال والموز؟ لا هو شيء انت منذ ان كنت صغيرا لما اكلته اعجبك صرت تحبه صح؟ احيانا بعض الطعام في البيت يعجب اخاك ولا يعجبك ويعجبك ولا يعجب اختك. كلنا كذلك. سؤالي هو هل تستطيع انت باختيارك عن الشيء الذي كنت ما تحبه فتقول الان ساحبه هذه امور قلب امور ذوق هذه لا لست يعني ليس زرا تضغطه تقول الان سافعل ما في هذا شيء في الداخل. مثال مثله تماما حديث انس رضي الله عنه لما يقول حضرت مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاما قدم فيه الدبان. الدب هذا من الخضروات الذي يطبخ مع بعض الخضروات ويؤكل يسمى القرع يسمى الدباء يقول فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء من حول الصحفة. يتتبع ان يلتقط قطع يجد القطعة هناك فيأكلها وهناك فيأكلها. انس كان خادما صغيرا مرافقا رضي الله عنه رأى هذا المشهد فرأيته يتتبع الدباء من حول الصحفة فما زلت احب الدباء من يومئذ. هذا كثيرا اقف امامه تأمل ما استطيع ان افهمه حقيقة يعني لو لو اردت انا ان افعل ذلك هل استطيع؟ دب ما احب اكلها لكن لما سمعت الحديث ها اصبحت الان احبها لذيذ ما شاء الله يعجبني. كيف ما والله ما افهم. خل وهو خل. يقول فما زلت احب الخل منذ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. الان اترك هذا جانبا. خل ودباء نوع من الطعام يعجبك او لا يعجبك. يمكن ان تقول سافعل. هؤلاء وانس وباقي الصحابة الذين كانوا يفعلون هذه المواقف والذين تكلموا معنا في الاشياء الصغيرة دبا وخل وبعض طعام السؤال هو كيف كانوا في باقي الامور الكبيرة في الحياة؟ مثل هذا الذي يقول من كلمة سمعتها اصبحت احب من موقف رأيته غيرت موقفي واصبحت افعل. مثل هذا هل سيتأخر في صلاتي سنة؟ في في عبادة من العبادات في ذكر من الاذكار في شيء يسمع النبي عليه الصلاة والسلام يقول افعلوا ويأمرونا ويحثنا لا مثل هذا كان يكفيه الاشارة ان يرى شيئا يعرف طريق يحبه الله يحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة يدخلون فيه. ابن عمر هذا واحد من الصحابة الذين كانوا يضرب بهم المثل في شدة الاتباع. اي شيء يعرف انه سنة او فعله النبي عليه الصلاة والسلام او او احبه مباشرة يمشي فيه حتى لو لم حتى لو لم يكن سنة باصطلاح الفقهاء يعني ليس فيه اجر ولا ثواب. كان يلبس النعل السبتية فيقال ما هذا؟ قال رأيت النبي عليه يلبسها فانا احب ان البسها. ما في احد يقول اذا لبستها تؤجر. لا. هو ليس كالسواك وليس كركعتين تحية المسجد. قال ورأيته يصبغ الصفرة قيل يصبغ لحيته وقيل يصبغ ثوبه والصفرة يعني من اللون. فسئل فقال لاني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصبغ بها فانا احب ان اصبغ بها رأوه يطوف ولا يستلم من الكعبة الا الركن اليماني والحجر الاسود. فقال له السائل اراك لا تستلم الا الركنين. قال لاني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يستلم ما عنده جواب اخر. في كل شأن في حياته في لباسه في هيئته في عبادته. اذا سئل يكون جوابه انا هكذا رأيت علمت تعلمت ان النبي عليه الصلاة والسلام يفعل خلاص هذا عنده جواب في الحياة. يقول مولاه نافع لو رأيت الى ابن عمر في اتباعه واقتدائه برسول الله صلى الله عليه وسلم لقلت هذا مجنون. من شدة الاتباع الذي ما كان يفرط في شيء منه هذا ابن عمر قصصه كثيرة جدا واحدة من اعجبها يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لو جعلنا هذا الباب للنساء في مسجده في المسجد النبوي. الان القبلة هكذا كان الصحابة يصلون الرجال في الصفوف الاول والنساء في الاخير. وما ما في الا باب واحد فيدخل منه الرجال والنساء. ولهذا كان الصحابة اذا انتهت الصلاة ما يخرجون ما يسرعون بالخروج ينتظرون حتى يخرج النساء ثم يخرجون بعدهم حتى لا يعني يختلطوا عند الباب او يزدحموا. يقول ابن عمر انه سمعه عليه الصلاة والسلام يقول لو جعلنا هذا الباب للنساء هل امر؟ لا. لو اراد ان يأمر لامر. يعني يريد ان يجعل بابا خاصة للنساء وبابا خاصا للرجال. فقال امنية يفكر بفكرة لكنه ما فعل ولا اصدر امرا. قال لو جعلنا هذا الباب للنساء لما لم يصدر الامر ما خصصوا ذاك الباب للنساء يقول نافع مولى ابن عمر قال فما دخل منه ابن عمر حتى مات يا اخي ايش هذا؟ ارأيت انه كان يكفيه فقط ان يعرف الاشارة اين الطريق الذي يحبه النبي عليه الصلاة والسلام ويعجبه؟ انا مباشرة سامشي فيه حتى يكون هواه والله امثلة صادقة في حياتهم. هذا الباب المسمى الان في المسجد النبوي باب النساء. من اتى عند باب البقيع خلفه باب جبريل في الصفة جهة الصفة. خلفه باب النساء هو اخر باب قبل التوسعة السعودية في البناء العثماني مقابل للبقيع. فكان في مؤخرة المسجد وقال لو جعلنا هذا الباب للنساء. المقصود يا اخي الكريم امثلة الصحابة كثيرة جدا في هذا الباب. ربما قصصت لكم قبل هذه المرة قصة الامام احمد رحمه الله. لما صارت الفتنة القول بخلق القرآن ايام المعتزلة واتي بالائمة وامتحنوا وعذبوا وسجنوا وقتل بعضهم. الامام احمد رحمه الله احد هؤلاء الذين طلبوا للحضور فخرج من داره واختبأ وكانوا يبحثون اختبأ عند احد تلاميذه يقال له ابو بكر بن هاني وبقي وصارت الشرطة يبحثون عنه فيأتون الى البيت ما يجدونه وهو مختبئ في دار تلميذه. بعد ثلاثة ايام قال لتلميذه ابغني موضعا انتقل اليه. يعني ابحث لي عن مكان اخر اذهب اليه. فاستغرب يعني قال ما المشكلة؟ انت هنا امن ولا يعرف احدا انك هنا. قال لي ابغني موضعا فان فعلت افدتك. فبحث له عن موضع تلبية لرغبة شيخه واستاذه. فبحث نوعا ما كان ثم انتقل اليه فلما نقله اليه قال انت وعدتني انك تفيدني فائدة. قال نعم تذكرت ان النبي صلى الله عليه لما في الهجرة في غار ثور كمن في الغار ثلاثة ايام ثم انتقل. هذي سنة انا الذي اتعجب منه هذه العقول في تلك الظروف الصعبة عندها فرصة تفكر كيف السنة؟ هنا حياء او موت هنا انت تفكر كيف فتنجو بنفسك لكن والله يا اخوة هي حياة ملئت بهذا المعنى الكبير. كان احدهم يستيقظ ينام يأكل يشرب حياته كلها كيف يفعل مثل رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ هو الامام احمد الذي اشترى جارية وسماها ريحانة يقول ابنه صالح وليس له حاجة الى التسري يعني ما اراد جارية يطأها بملك اليمين. ما احب الا ان يكون في بيته جارية ويسميه على اسم جارية رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشبه في بيته بيت النبي عليه الصلاة والسلام يقول يا ريحانة تعالي يا ريحانة خذي يا ريحانة افعلي يحب حتى في داخل حياته ان يكون عنده شيء يشبه فيه النبي عليه الصلاة والسلام. امثلة كثيرة لو جئنا نعد لكن تقف في الاخير اختصارا لهذا الكلام الكبير. عبارة الامام سفيان الثوري رحمه الله. لما يقول ان استطعت الا تحك رأسك الا باثر فافعل حتى هذا رأسك يحك قبل ان تحك رأسك فكر هل هناك سنة يمكن ان تطبقها هذا كله صفحة اخرى ساقلبها واقول ما حالنا نحن اليوم؟ اين نحن عن السنة؟ الكلام لي ولك لطلاب العلم ليس لعوام الناس. الكلام طلاب العلم تعلمنا درسنا عرفنا السنن عرفنا الذي يجوز والذي لا يجوز. صدقا والله السؤال من كل واحد لنفسه لا يسأل احدكم صاحبه كل منا يسأل نفسه ما هو حالي مع السنن وتطبيقها في حياتي؟ هل انا فعلا اطبق مثل هذا الذي سمعت قبل قليل من الصحابة في حياتهم هل انا احب فعلا هذه السنة وهي عندي اجمل من اي شيء في الحياة وان اكون في هيئتي في لباسي في شكلي في لحيتي في طعامي في شرابي في وضوئي في صلاتي في طوافي بالكعبة في عمرتي في حجي في كل حياتي هل فعلا انا افكر قبل ان افعل شيئا كيف فعل حبيبي صلى الله عليه وسلم فافعل مثله؟ كيف كان يأكل؟ كيف كان يشرب؟ وبالتالي احب ان افعل اي شيء في الحياة مثلما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا هو الفرق الذي يمكن ان كشفه بين طالب العلم وبين غيره من عماوم من ناس. كلنا مسلمون. لكن طالب العلم حياته تختلف. شكله يختلف تختلف وضوءه يختلف طعامه نومه على الفراش يختلف. لاننا تعلمنا اشياء ما تعلمها عامة الناس وعندئذ ساكتشف انني استطيع ان افعل اشياء كثيرة في الحياة. في الوقت الذي ساكتشف انني ما زلت متأخرا في اشياء في في حياتي وما زالت عندي اشياء ما زلت فيها مقصرة اعطيك امثلة. اعرف ان النبي عليه الصلاة والسلام كان لا يدع الوتر لا يدع سنة الفجر وانا كم تركتها كنت اعلم انه عليه الصلاة والسلام يحب ذكر الله كثيرا وانه كان يستغفر في اليوم سبعين مرة مئة اضطر واحيانا في المجلس الواحد وانا اظن في حياتي الى الان ما فعلت هذا ولا مرة. اعرف انه عليه الصلاة والسلام كان يحب هكذا. يحب ان يقرأ القرآن ويتأمله ويتدبره ويبكي. كان يحب ان يسمعه من غيره. كان يحب ان يطيل في الصلاة. كان يحب ويحب. ماذا فعلت انا هل اجد هذا الحب في قلبي فافعل مثله؟ او حاولت ان اعلم نفسي هذا الحب حتى يكون هواه تبعا لما جئت به والادلة في كتاب الله كثيرة جدا على هذا المعنى الكبير. عندما تجد نفسك تحب شيئا يكرهه هو الله او العكس. تكره شيئا يحبه الله فانتبه. هاتان علامتان من علامات النفاق ذكرها القرآن في ايتين. ذلك بانهم كرهوا ها ما انزل الله. وفي الثانية ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه. هذه علامتين واضحة في سورة محمد صلى الله عليه وسلم. ذكر عن النفاق والمنافقين والله ما نحب ان احدنا ونحن طلاب علم بل ونعلم عامة الناس هذا الكلام بمعنى انه حتى لو كنت مقصرا حتى لو كنت مهملا حتى لو كان المسلم بعيدا عن طاعة الله انتبه لا ينبغي ان تصل بك المسألة ان تكره شيئا من دين الله او بالعكس ان تحب شيئا مما يكره الله. طيب نحن نقع في المعاصي وعندنا شهوات محرمة. شهوة نظر شهوة سمع شهوة طعام شهوة فرج شهوات يقع كلنا يقع في الحرام ويقع في الخطأ. يا حبيبي فرق بين من يقع في الخطأ زلة وخطأ وغلبه الشيطان ووقعت منه المعصية لكنه في قلبه لا والله ما يحب معصية الله لكنه في في لحظة ضعف وقع واخطأ وسرعان ما استغفر وتاب وقال يا رب اتوب اليك سامحني اعفو عني اغفر لي بكى حرقة اسفا ندما فرق بين هذا وبين الذي يفعل المعصية وهو يحبها وهو يعلق قلبه بالحرام ويفرح بفعله وربما صوره وجعل الاخرين يتفرجون عليه فرق فرق كبير اخي. ليس المطلوب الا تعصي الله قط لسنا ملائكة لكن المطلوب حتى وان وقعت منك المعصية الا تحبها. حتى لا تدخل في الاية اتبعوا ما اسخط الله المطلوب حتى لو وقعت في الحرام. حتى لو وقعت في في الذنوب في الصغائر في الكبائر. انت مسلم تحب الله تحب رسوله عليه الصلاة والسلام لا تقع فيه وانت تحبه. يا اخي كان الصحابة حتى الذي يقع منه الخطأ وتعرفون هذا جيدا يؤتى بالرجل شارب الخمر فضربه الصحابة. فغضب احدهم فقال قبحه الله. ما اكثر ما يؤتى به فيجدد فيضرب في هذا الشراب. لعنه الله. يعني هذا كل مرة كل فترة ونحن يؤتى به ونضربه ولا يزال يشرب الخمر لعنه قال لعنه الله. قال النبي عليه الصلاة والسلام لا تسبوه فانه يحب الله ورسوله. حتى شرب الخمر كان وهو ويقع في المعصية لكن قلبه ما كان يحب هذا الشيء. اريد ان نصل الى هذه المرحلة حتى لو وقعنا في الذنوب والمعاصي ابدا لا نجعل حبها في قلوبنا نفعلها لاننا بشر مقصرون لكن ابدا والله ما نحبها. يزني بعضهم ويقع في الخطأ والذنب والمعصية زنا ماعز رضي الله عنه وزنت الغامدي رضي الله عنها. الغامدية المرأة وتعرفون قصتها جاءت فاعترفت قال اني حبلى من الزنا يا رسول الله. قال انتظري حتى تضعي تسعة اشهر ثمانية اشهر وتعود بنفسها لا حراسة ولا سجن ولا احد يأتي بها تأتي والولد في يدها مستعد ان يطبق فيها الحد والله لو ما ملأ حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم قلبها ما جاءت تمشي بنفسها تريد ان يقام عليها الحد وانت تعرف ما الحد. ان تجعل في حفرة وترمى بالحجارة حتى الموت. ما تدري بعد كم ستموت خمسين مائة الف ودمها يخرج من كل جانب. من اقسى العقوبات الشريعة الرجل. جاءت بنفسها تمشي. فيقول لها اذهبي كيف ارضعيه حتى تفطميه وتغيب سنة او سنتين وتأتي بنفسها والطفل في يدها وجعلت في يده كسرة خبز لتثبت انه بدأ يأكل خلاص ما قال احبسوها اسجنوها هاتوها. لما جاءت تعترف قال خذوها. السؤال هؤلاء ماذا كان في قلوبهم؟ هذا وقد وقع في فاحشة. ارأيت؟ ماعز جاء يعترف. مرة اولى مرة ثانية وكل مرة يعرض عنه صلى الله عليه وسلم وهذا يأتي ويعترف. ويصر على انه وقع في الخطأ ويريد التوبة ويريد اقامة الحد. يذهبون يقيمون عليه الحد. يرجمونه فلما رماه خالد بن الوليد بشيء كبير طار دمه فجاء فاصاب ثوب خالد شتمه خالد وسبه. يعني هو في الاخير صاحب كبيرة وانسان وقع في معصية وفاحشة وهو الان تقام عليه الحد فغضب النبي عليه الصلاة والسلام. يا اخي هذا نحن ربما قلنا هم من اقل الصحابة في درجات الايمان لانهم وقعوا في الكبائر والفواحش ومع هذا يدهشك شهادة النبي صلى الله عليه وسلم. يقول لصاحب الخبر يحب الله ويقول عن الغامدية يقول رضي الله يقول صلى الله عليه وسلم لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له. وفي رواية لو وزعت على اهل المدينة لوسعتهم ويقول في ماعز رأيته يتضحضح في انهار الجنة. هؤلاء مع ما وقعوا فيه. اين انا وانت؟ ما حالنا كيف نستطيع ان نتماسك بايماننا؟ هذا مقياس لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا. احفظ القرآن واطلب علم وادرس السنة وتعلم العقيدة. وازدد في الطاعات لكن انتبه لهذا الرصيد في قلبك. حاول ان تحافظ عليه. وعندئذ ابحث في كل طريق في الحياة كيف كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ما الطريق الذي يحبه الله؟ كيف استطيع ان ازداد في الايمان؟ كيف احافظ على ايماني من النقصان حتى لو اخطأت وستخطئ وحتى لو اذنبت وستذنب وحتى لو ابتعدت وستقع في الخطأ لا محالة لكن السؤال كيف تعالج هذا؟ كيف تستطيع من جديد ان تتماسك ان تحافظ على ايمانك؟ يا اخوة هذا الطريق كبير وواسع. وطلاب العلم عامة بفضل الله اصحاب سنة يطبقون السنن لكن هم درجات ايضا. هم درجات. وانت تستطيع ان تسبق غيرك بهذه الدرجات. تقدم الطريق كبير وهذا الطريق الناس يتفاوتون فيه بصدق تمسكهم وايمانهم. يا احبة ساقول كلمة اخيرة لا يليق بنا ونحن طلاب علم ان نجد بعض العوام ممن ما قرأ ربما ولا كتب او ربما تعلم لكنهما درس مثلي ومثلك في تخصصات شرعية ولا وجد فرصة دراسية ولا ولا لكنك تكتشف ان عندهم في حياتهم اشياء عجيبة احيانا لا نملك نصفها من الطاعة والاتباع والحرص على السنة. ما يليق بي هم نغبطهم والله ونحب لهم هذا الخير ونفرح لهم لكن نحزن على انفسنا طلاب علم واحيانا حفاظ قرآن ودرسنا في الجامعات وعندنا شهادات والله نحزن اننا لا نجد عندنا مما عند هؤلاء وهم نراهم عوام لا نعتبرهم طلاب علم ليسوا ائمة ولا خطباء ولا اساتذة جامعات ولا دعاة ليسوا كذلك لكنهم يدهشونك والله. تسمع من اخبارهم يقول يقول احدهم مثلا ابي ما ترك قيام الليل منذ عشرين سنة. سفرا ولا حضر ويقول الثاني ابي ما ترك صيام الاثنين والخميس ويقول ثم تنظر الى ابائهم هؤلاء عوام ترى احدهم ربما يعني حتى لو تتكلم معه رجل عادي تماما ما عنده شيء. لكن اقول كيف نستطيع ان ننجح في ان تكون حياتنا يا طلاب العلم من مثل هذه النصوص لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا. لانك ان لم تنجح ستكون الاخرى. عندما يكون هواك اقوى من طاعتك واتباعك هنا مشكلة. فان لم يستجيبوا لك فاعلم انما يتبعون اهواءهم هواك ان لم تغلبه غلبك. ان لم تستطع ان تنجح في ان تجعله في في قالب السنة سينطلق هو في الحرام هو في الاخير هوى نفس ولابد ان يتحرك. حركه لكن في طريق الخير. ستقع منك الذنوب والمعاصي ارجع به مرة اخرى. النصوص في هذا الباب كثيرة جدا كيف نستطيع ان نعالج اهواء انفسنا؟ لا نستطيع ان نغلقها لاننا بشر. تبقى الاهواء في انفسنا. لكن كيف نحركها في الصحيح كيف نملؤها طاعة حبا سنة حتى يعني يكون شعار احدنا قول ذلك القائل لو قال لي مت مت سمعا وطاعة. يقول لو لو امرني بالموت لو قال لي مت مت مت مت سمعا وطاعة وقلت لداعي الموت اهلا ومرحبا يعني انا مستعد اذا كان هذا مما يحبه الله فانا اتوجه اليه. عندئذ ستجد نفسك في كثير من امور الحياة تستطيع ان ترتقي بايمانك ان تزيد في حسناتك. نحتاج والله يا شباب كلمة اخيرة اهمسها في اذني واذني الجميع. نحتاج ونحن طلاب علم ان نتواصى دائما بهذه المعاني هذا هو الوقود الذي يحركك. العلم الذي تدرسه في المسألة في المسجد في المحاضرة. اه في الدرس الذي قرأته في الكتاب الذي سمعت في الشريط. كل هذا يزيد ايمانك يزيد علمك نحتاج ان نزيد العمل. ونحن نرى ان هذا الطريق الكبير سبقنا فيه الصالحون. الصحابة والتابعون. نحب ان نسبق غيرنا فنتقدم الى الامام. لا عليك انك جئت اليوم بعد الف واربعمائة وثمانية وثلاثين سنة وبدأت الان تطلب العلم. وسبقك اناس منذ عشرات السنين العبرة هي بمن يسبق بالعمل لا بالكلام. هذا باب ونحن في هذه المجالس نتواصى على هذا الباب الكبير من الخير. اسأل الله لي ولكم علما نافعا صالحا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين