بسم الله الرحمن الرحيم حمدا لله الكبير المتعال وصلاة وسلاما على النبي المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وبعد فهذا الحديث الذي قرأتم قبل قليل هو الحديث الثامن والثلاثون. من احاديث الاربعين النووية التي انتخبها الامام النووي رحمة الله عليه في اربعينه هذه المشهورة التي يحفظها عامة طلبة العلم الحديث قدسي كما سمعتم وقد اخرجه الامام البخاري في صحيحه. والحديث هذا يسميه العلماء من واعجب احاديث الاولياء. اعجب ما جاء في احاديث الاولياء هو هذا الحديث وهو اشرفها واعظمها. والسبب ما تضمنه هذا الحديث من كرامة الله جل جلاله لعباده الاولياء. من الاولياء؟ ما المقصود بالاولياء يا احبة اعلى درجة في البشر. اي درجة؟ الانبياء صحيح. اعلى درجات البشر هم الانبياء عليهم السلام. افضل درجات البشر انبياء الله ورسله. والسبب في هذا ان الله اصطفاهم وانهم عندنا لمن المصطفين الاخيار. الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس. اذا هؤلاء صفوة البشر فافضل درجات البشر هم الانبياء وافضل مراتب البشرية هي مرتبة النبوة. النبوة عليهم السلام. ليس بعد النبوة ومرتبة افضل من الولاية. ولاية الله ويسمى صاحبها بالولي والجمع اولياء. اولياء الله هم اعلى درجات البشر في التقوى والصلاح والديانة واستقامة الحال. وجاء الحديث عنهم كثيرا في كتاب الله الكريم. الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون. فمن جمع بين الايمان والتقوى في اعلى مراتبها فهي مرتبة الولاية. ومن اراد ان يصل الى درجة الولاية يحتاج الى مجاهدة حثيثة في النفس في الاستقامة على الطاعات والمجاهدة عن المعاصي والسيئات. كلنا بشر وليس يسلم احد من ذنب. وهذا الفرق بين الولي والنبي ما الفرق؟ النبي معصوم. نعم. والولي يقع منه الذنب والمعصية ليس هناك ولي لا تقول الامام فلان والسيد فلان ما كان من البشر احدا دون الانبياء فليس معصوما ومعنى ليس معصوما انه يقع منه الذنب والزلة والخطيئة والمعصية ما تحت الانبياء يشتركون في وقوع والمعاصي لكن يختلفون في ماذا؟ في درجة هذه الذنوب كثرتها وقلتها. الاولياء من هم؟ من ها من هم اذا؟ هم من قلت ذنوبهم وازدادت طاعاتهم ودرجات ايمانهم كيف استطيع ان ازيد في طاعاتي وايماني وان تنقص سيئاتي؟ فعلا هو مجاهدة نفس هي حياة جهاد اتظن ان هؤلاء الاولياء الذين نقرأ اخبارهم ونسمع قصصهم من الائمة الكبار وسادات التابعين والصحابة ومن جاء بعدهم؟ اتظن انهم ليسوا بشرا مثلنا؟ لا. هل كان يأتيهم وحي؟ لا. هل كان ينزل عليهم ملك؟ لا. ما كانت عندهم نفس امارة بالسوء مثلي ومثلك؟ بلى ما كانت تنفسهم تراودهم للمعصية؟ بلى. هل كان يجد الطاعة وقيام الليل وختم القرآن والصيام وصدقة السر. وهو مرتاح هكذا على اريكته تأتيه الطاعات الى عنده لا هو يجاهد نفسه. اتظن لما كان يقوم الليل ويختم في كل ليلة وليلتين يقوم بمئة ركعة يتصدق بكذا ويفعل كذا وحياته المليئة بالطاعات كان يفعلها وهو مستريح هكذا ونائم على الفراش. لا. كان يجاهد نفسه وانا اعرف لو كنت انا وانت فعلنا مثلهم وجاهدنا انفسهم كما جاهدوا انفسهم لوصلنا الى ما وصلوا اليه. الفرق يا احبة بيننا وبين هؤلاء الكبار السادات في الامة من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم هي حياة الجهاد. ثم احدنا ربما يرى نفسه احسن حالا من بعض المسلمين صح؟ يرى نفسه بحمد الله ان الله عز وجل يعني كفاه الكبائر والفواحش والذنوب والمعاصي والموبقات وغيره وقع فيها نفس الكلام ذاك الواقع في الموبقات والغارق في الكبائر لو جاهد نفسه قليلا لاستطاع ان يرتقي بنفسه هكذا يتفاوتون ايمانا وطاعة وصلاحا وتقوى. فاعلى من يجاهد نفسه يصل الى درجة الولاية. لا تظن انه اذا اصبح وليا خلاص اصبح معصوما كالانبياء ابدا. لا يفظل الانبياء من البشر احد ولا يتعدى درجة النبوة ولي ولا غيره من الصالحين لحين فالصحيح ان الولي دون الانبياء في الدرجة. نعم هو امام الصالحين ومقدمهم لكنه لن يتجاوز الانبياء وبهذا نترك قول بعض غلاة الصوفية الذين يزعمون ان الاولياء خير من الانبياء وكيف يقولون هذا الكلام؟ يقولون يا اخي النبي معصوم. يعني هو لا يفعل المعصية لان الله عصمه. لكن الولي عنده القدرة على المعصية لكنه لا يفعلها فهمت؟ وبالتالي فهو اقوى ايمانا ويرزق من الكرامات النبي يأتيه وحي وهذا ما يأتيه وحي وبدأوا يدخلون في شيء من المبالغات في درجة الاولياء حتى قال قائلهم يتحدث عن الاولياء بلسانهم يقول عن عن معشر الاولياء يقول نحن الاولياء خضنا بحرا وقف الانبياء بساحله. ونحن هنا وصلنا في وسط البحر وهم واقفون على الساحة فالمقصود ولذلك ينازعون واحد ادلتهم الضعيفة في تفضيل الولي على النبي قصة موسى عليه السلام مع الخضر. الخضر نبي او ولي الخضر ليس نبيا ما يأتيه وحي. الخضر ولي. قال اما رأيت موسى كيف يتعلم منه؟ وكيف تأدب بين يديه هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا؟ والخضر يقول انك لن تستطيع معي صبرا. وموسى بكل ادب ستجدني ان شاء الله صابرا ولا اعصي امرا الخاضر فان اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى احدث لك منه ذكرا. قل هذا دليل على ان الولي اعلى درجة من النبي وهذا غير صحيح هذي كرامات وموسى عليه السلام انما فعل ذلك لان الله قال فوجد عبدا من عبادنا رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما. والحديث في الصحيح ان موسى عليه السلام قال يا رب هل هناك من خلقك احد اعلم اعلم مني بك. قال الله عز وجل لموسى عليه السلام انظر الى ذاك الطير. فاذا طير في فجاء الى البحر فنقل نقرة من الماء ثم طار. قال يا موسى ليس معك من العلم وما مع البشر من علم الله الا كما اخذ هذا من البحر ثم ساقه الله الى الخضر ليعلمه ان شيئا من العلم لا يعلمه موسى عليه السلام. فالقصة بتمامها لا على تفضيل الخضر مطلقا على موسى عليه السلام. كيف موسى كليم الله؟ كيف وموسى نبي من اولي العزم؟ كيف موسى مليء ذكره في القرآن؟ كيف وكيف وكيف؟ لا يمكن هذا على كل لن نبعد عن الحديث كثيرا. الاولياء يا احبة ودرجة الولاية هي التي يسعى فيها الصالحون ويتنافس فيها المؤمنون وحقا والله يا اخوة لابد ان نقول في مثل الدرس هذا ان من انفس ما ينبغي ان يتواصى به العلم هو مثل هذا الحديث. وان من اجل ما ينبغي ان يكون هدفا في حياة طالب العلم كيف يكون وليا لله؟ تدري ما معنى ان يكون وليا لله يعني ان يكون عبدا اختصه الله بولاية امره. تعرف ما معنى ان يتولى الله امرك؟ ان يكفيك همك وان يبعد عنك ما يضرك وان يحقق لك دعاءك وان يجيب لك ما طلبت. يا رجل اذا اصبحت وليا لله فانت عبد خاص من عباد الله. اقرب لك الصورة. ما ظنك لو قيل لك ستكون احدا مقربين عند الملك فلان وعند رئيس الوزراء فلان فاصبح يحبك وكلما جئت على بابه يقول للحرس وللمسؤولين ويقول للبوابين ولكل احد فلان اذا جاء يدخل مباشرة لا تستأذنوا ولا يتأخر ولا يقف عند الباب. وانت ترى ان كثيرا من الناس من حولك لا يستطيعون ان يصل الا بموعد واذا جاء لابد ان ينتظر ثم انت من بين هؤلاء تأتي في اي وقت تفتح الباب وتدخل. اي شعور تشعر به لما تشعر انك من بين هؤلاء كلهم انك مخصوص في المعاملة. ما تقف عند باب مدير الجامعة ولا الوزير ولا الامير ولا الملك ولا الرئيس ولا السفير. ولا رئيس الوزراء انت وحدك تأتي فاذا وقفت واذا بالناس كلهم يقفون اهلا وسهلا يفتحون لك الابواب بكل ادب واحترام وتدخل مباشرة على ذلك الرجل الكبير والمسؤول ان كنت نجحت في تقريب الصورة لك فالولي مع الله مفتوح الباب. الولي ربه عز وجل قريب. والله يتولى شأنه. تدري كيف هو قريب ويفتح له الباب. ان سألني لاعطينه ولهذا كان الاولياء نقرأ في اخبارهم كان احدهم مجاب الدعوة. وربما ذكرت في قصص مجابي الدعوات وفي اخبار الاولياء ان احد لا يفرغ من دعوته او رفع يديه الا وقد حقق الله له ما سأل. واجاب الله دعوته. نسميها كرامة تسميها عطاء من الله هي الولاية. اذا تولى الله عبدا فتح له الابواب وقربه. لكن اخبرني من هو ذا العبد الذي الله له الباب ليدخل مباشرة ويسأل ما يريد ويعطيه الله ما يطلب. من هو ذا العبد؟ من هو ذا الولي؟ كيف كيف يصل العبد الى مكان الى منزلة الى مرتبة يفتح له الباب هكذا ويعطيه الله ما يريد. من هو هذا؟ اذا اردت انا وانت ان اصل الى مثل هذه المنزلة اتظن ان الله سيفتح الباب لكل عبد طائع وعاص بر وفاجر شقي وسعيد ابدا من ترب الى الله قربه الله. ومن طرق الباب فتح له. ومن سأل الله اعطاه. الذي يريد الولاية يمشي في طريقه ويصل الى بابها لكن انسان مثلي ومثلك مقصر ومتراخي ومتساهل وتقع منه الذنوب كثيرا ولا يبالي عليه بعض الواجبات ولا يشعر بحرقة وتتراكم عليه المسائل هو يبتعد عن الله شيئا فشيئا من حيث لا يشعر. ثم يقول كيف لهذا العبد وصل الى ما وصل اليه وانا مثله وانا افعل مثل ما يفعل. لكني لا اجد الاشياء تتحقق في حياتي مثل ما تفعل الامور معه يا اخي الكريم ليس بين الله وبين احد من خلقه قرابة ولا نسب. انما هي الطاعة او المعصية القرب او البعد. هذا طريق مفتوح اقترب من الله ان شئت او ابتعد. الكاسب انت والخاسر انت اجتهد في الطاعة او تكاسل الفائز انت او المسكين المغبون انت. هذا باب والله ما اغلق الله عز وجل بابه دون احد من خلقه لكن المشكلة في وفيك وفي البشر. فمنهم من يغلى الباب مفتوحا فيفرح وينطلق ويقترب تدري ما الفرق بيننا وبين الصالحين؟ مثلا مثلا في مسألة قيام الليل انهم حتى لو كان احدهم متعبا او مريضا او قادما من سفر ويحب النوم وجسمه يبحث عن الراحة لكنه ترك كل ذلك تحت قدمه وقام يصلي لله مستمتعا رغم ان عنده مشاغل واعمال في صباح اليوم التالي ويحتاج الى النوم. لكن انا وانت ربما قلنا هذا ليس واجبا فعل هذا ربما في يوم اخر ونتركه. تدري ما الفرق بيننا وبين اولئك القوم في مسألة قيام الليل مثلا قراءة القرآن مثلا مثالا كان احدهم يرى ان القرآن هذا كلام الله لا يمكن ان يستغني عنه هو كالهواء يتنفسه لا يمكن ان يمر عليه يوم في ما فتح المصحف ما قرأ ورده من كتاب الله. لا يمكن ان يفكر هكذا. لو قلت لاحد هل شربت الماء اليوم؟ هل اكلت طعاما اليوم؟ هل الحمام اليوم هل تنفست الهواء اليوم؟ ما يمكن ان يقول لك والله كنت مشغولا اليوم ما استطعت ان افعل. شفت كيف؟ هذا الكلام لما يكون اساسي في حياتي وحياتك والله لو كان مثل القرآن كالماء الذي نشرب الهواء الذي نتنفس لن يكون عذرا اقول اليوم كنت مشغولا كثرت علي الاعمال ما وجدت وقتا هذا يقوله انسان ما وصل بعده الى مرتبة ان يكون القرآن يتنفسه والماء يشربه. فهمتم ماذا اقول؟ عندما نبلغ درجة هؤلاء الكبار ندرك ان الطاعة ليست مجرد بحث عن الحسنة واجر وثواب لا هو مسابقة الى مكان عرفوا لا يصل اليه انه لا يصل اليه الكثيرون من الناس وهم ارادوا الوصول اليه ولما وصلوا عرفوا انهم بلغوا درجة والناس تحتهم. فرحوا بما هم فيه. صدقني ما فرحوا بمال ولا بقصور ولا بتجارة ولا بثياب فاخرة ولا بسيارات لا ما فرحوا بهذا. فرحوا انهم وجدوا في حياتهم فرحة في قلوبهم. وسعادة ترفرف في في حياتهم وان ما هم فيه من لذة الطاعة ونعيم العبادة امتع عندهم من اي شيء في الحياة. لا تسأله عن قيام الليل كيف استطاع ان يقوم وهو متعب وما نام كثيرا؟ لا تسألوا عن القرآن كيف استطاع الى الان منذ عشرين سنة وثلاثين سنة وهو يختم كل خمسة ايام او ثلاثة ايام لا تسألوا كيف استطاع ان ينزل دمعته مع كل اية يقرأها مع كل موعظة مع كل دعاء. لا تسأله كيف استطاع ان يحافظ على الصف الاول في المسجد الحرام منذ سنة فجر ظهر عصر مغرب عشاء ما يتخلف مكانه وهو في الصف الاول. جرب ان تفعل هذا انت. وحاول ربما تستطيع ان تنجح يوم ويومين وثلاثة. اربعة خمسة اسبوع اسبوعين. لكن والله يا اخوة المسألة ليست هكذا بسهولة اقول هذا الكلام انا وانت نعرف ان ثمة اناسا هم هكذا منذ سنين عددا. ما ترك احدهم قيام الليل ما ترك الصف الاول ما ترك ختمة القرآن منذ ثلاثة كل ثلاثة ايام او كل خمسة ايام او كل اسبوع. ما تركه مع انه يمرض ويحزن راح ويموت له قريب تموت امه وابوه وزوجته واولاده ومع هذا هو كما هو يا اخي هو الة هو بشر. السؤال كيف رغم اختلاف الامور من حوله هذه الاشياء ثابتة في حياته؟ فكر وحاول ان تجيب على هذا السؤال. لماذا انا وانت احيانا نتحمس فتجدون ما شاء الله موجودين في قيام الليل في قراءة قرآن في طواف في الصف الاول. ثم تأتينا ظروف تبعدنا قليلا نعود نرجع ما نرجع كما نرجع اقل. السبب اننا انا وانت نفعل هذه الاشياء نفرح بها نجد لذتها. لكن ما بلغنا الدرجة العالية التي نثبت بها على تلك الدرجات العالية. اقرب لك الصورة بمثال اخر. حدثني عن شعورك في رمضان مع الصالحات والطاعات. اذا كنت في رمظان تختم كل ثلاثة ايام او خمسة ايام وتصلي تراويح وتحضر قيام الليل وتختم القرآن وتتصدق وانت بين الصيام والقيام واعتكاف احيانا وفي العشر الاواخر في تلك الايام مع اجتماع الطاعات وكثرتها في تلك الاوقات تشعر ان ايمانك يزداد صح؟ وتشعر انك تخشع مع الامام او انت مع قراءة القرآن بالذي لا تجده وانت تقرأ السور هذه طيلة العام ما الذي حصل؟ لما اجتمع على قلب الطاعات واحتفت به من كل الجهات اصبح القلب رقيقا. اصبحت الدمعة قريبة. اصبح التلذذ بالطاعة له طعم. لان اجتمعت صيام وقيام وقيام ليل وقرآن وختم وصدقات وافطار وتفطير صائمين كل هذا اجتمع. فتأثر القلب انتهى رمضان وانتهى معه بعض هذه الاشياء ذهبت معه. ثم بدأنا نقل شيئا فشيئا صمنا ستة ايام من شوال ثم حتى الصيام انتهى اه قيام الليل انتهى. بقي الوتر. وبعد شهر شهرين حتى الوتر احيانا فيه واحيانا ما فيه. هذا الذي حصل حقيقة حتى تتأكد ان الله ما حرم احدا من لذة قربه ومناجاته وطاعته وعبادته. لكن المشكلة كما قلتها عندي عندك العبد الذي يقترب يصل. والذي يطرق الباب يفتح له. لكن ماذا تفعل في عبد ما زال بعيدا؟ ماذا تقول في عبد عرف الطريق لكنه يقول ان شاء الله سافعل. ها هنا هذا باب الله. نعم نعم سآتي سآتي انا ان شاء الله سآتي. ولا زال ماذا فلا يزال عنده بعض امور دنياه هكذا وهكذا. فهذه مسألة يا اخوة راجعة الينا. مثل هذا الحديث عندما نقرأه نجدد في نفوسنا معشر طلاب العلم معشر الدعاة معشر من نظن اننا خير من غيرنا. كيف نجعل هذا هدفا في حياتنا؟ صدق والله هل كان من احلامك ان تكون وليا من اولياء الله؟ هل هو من اهدافك حقيقة؟ تماما كما كان من احلامك ان تأتي مكة طالبا للعلم. كما كان من احلامك ان تدرس في كلية الشريعة او الدعوة كما كان من احلامك ان تحصل على درجات عالية ماجستير ودكتوراه اه كما كان هذا من طموحاتك من اهدافك من احلامك وهو شيء جميل. هل كان ولا يزال الان الان من اهدافك واحلامك ان تصبح يوما وليا من اولياء الله عبدا مقربا من الله يرى فيك الناس حياة الصالحين والسلف والزهاد والعباد والعلماء راسخين هل هذا عندك هدف؟ او ليس هدفا؟ اذا كان كذلك افتح عينيك افتح اذنيك افتح قلبك لمثل هذا الحديث هذا ينبيك كيف يعيش هؤلاء؟ كيف يصل هؤلاء؟ كيف يستمتع العبد بهذه الدرجات العالية؟ هذا الحديث والله من اشرف ما جاء في شأن الاولياء وفضلهم ومناقبهم وما اعد الله لهم. الحديث هو كلام لله جل جلاله. حديث قدسي من بيان شرف هذا الحديث ومكانته. يقول الله تعالى مبينا مكانة هؤلاء الكرام من البشر كرام عند الله. من عادى وليا فقد اذنته بالحرب. والله لو لم يكن في الحديث الا هذه الجملة لكان كافيا يقول الله هؤلاء اوليائي اياكم ان تقتربوا منهم. اياك ان تكون عدوا لاحدهم. اذا فعلت اعلم انك قد بدأت حربا مع الله. من عادى لي وليا فقد اذنته ما معنى اذنته؟ اعلمت اعلنت له اخبرته بانها بداية الحرب. سبحان الله ربك يتوعد بالحرب من اجل عبد من هذا العبد من هذا العبد الذي يخبر الله انك اذا اعتديت عليه فاصبحت عدوا لله والحرب بينك وبين الله. يا رجل من هذا الولي والله لا تعرف مكانة لبشر يحبه الله ويدافع عنه مثل هؤلاء الاولياء من عاداه فسب وشتم وسخر. من عاداه فدبر له الكيد وسعى به بالنميمة من اجل ايذائه من اجل حبسه من اجل تضييق عليه من اجل طرده سرقة ما له الاعتداء عليه في نفسه في اهله في بيته. من عاد لي وليا فقد اذنته بالحرب هذه جملة. ويقول في الثانية رب العزة والجلال. وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه هنا يعلمك كيف تصل الى هذه الدرجة. اعطاك الان هذه المكانة. من عاد لي وليا فقد اذنته بالحرب. يا رب كيف اكون وليا لك؟ كيف اشرف ان اصل الى هذا المكان؟ اعطاك الجواب. قال وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترظت عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. ذكر لك طريقين اولهما الفرائض بدأ بايهما لانها اهم واوجب. ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترظت عليه. من فوائد هذه الجملة يا اخوة عندما يقصر بعض الناس في الفرائض ماذا يقصد بالفرائض فعل الواجبات وترك المحرمات كلاهما فرض كلاهما من الفرض قائم يا اخوة لا يغرنكم بعض الناس عندما يتساهل في بعض الواجبات ثم تراه حريصا في بعض ابواب سنن المستحبات مثال شخص يتساهل كثيرا في الصلوات الواجبات المفروضات يصلي احيانا ولا يصلي احيانا ثم تراه ما شاء الله متصدق وعنده ماء براد سبيل وعنده وجبات طعام يوزع الفقراء والمساكين ويخرج من ماله ليحج الناس ويعتمر من ماله على حسابه ونفقته عفوا هذا الذي تفعله تريد ان تتقرب به الى الله لماذا الصلاة احيانا تصلي احيانا ما تصلي؟ هذا ينبغي ان يعود بتصحيح المفاهيم ليس صوابا ان يسابق العبد في باب النوافل وهو مقصر في الفرائض ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترظت عليه. احب شيء الى الله الفرض. وهذا يعطيك ميزان رائع للموازنة بين الاعمال. ايهما واجب بر الوالدين؟ ام صدقة السر ورفقة الصالحين والسفر في طلب العلم وزيادة العلماء ايهما اوجب؟ فاذا تعارض هذا مع البر اياك ان تظن انك لو تركت بر والديك وهما محتاجان اليك من اجل ان تسافر مع اصدقائك لزيارة عالم في البلد او لحضور دورة علمية او لكذا تظن ان هذا باب من الخير نعم هو خير. لكن ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترظت عليه. واحدة من موازين طالب العلم ان يعرف اي الواجبات اعظم. واي الامور هو اهم هم من الاخر والفرائض دائما مقدمة. ليس هنا من الصواب ايضا ان يتساهل عبد في المعاصي والسيئات. يطلق النظر في الحرام تتساهل مع الشهوات المحرمة ثم هو يرى انه لا يحب ان يفعل كذا وكذا من السيئات. عفوا ما تركته من السيئات اصغر من ذاك الذي قد وقعت فيه. هذا اوجب ان تبتعد عنه. ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترظته عليه ها هنا تفهم ان مرتبة الفرائض هي الدرجات الاولى التي يسعى اليها العباد الصالحون. لا يبقى واجب في حياتك محل تقصير ولا يبقى حرام في حياتك محلا تساهل وتفريط عليك ان تحزم امرك. من تجاوز هذه المرتبة وحافظ على الفرائض واداها واجبات وابتعاد عن المحرمات تأتيه المرتبة الثانية. ما هي؟ النوافل ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. لو سألتك هل تحب الله لابد كلكم ستقولون نعم طبيعي هذا ما احد سيقول لا لا احد. لكن ليس هذا الجواب الذي اريد. الجواب الذي اريد لما يسألك انسان هل تحب الله؟ انظر في قلبك نظرة واسأله صدقا لا تجب باذنك هل تحب الله من ستقول نعم ما يستطيع مسلم الا ان يقول نعم. انا ما اريد هذا الجواب. اريد الجواب هناك من الداخل. التفت الى قلبك واسأله يا قلبي يحب الله صحيح والله افتح قلبك هل في داخله مساحة كبيرة لحب الله؟ كيف اعرف اشياء كثيرة تدلك على ذلك كيف انت في حفاظك على الصلوات في حفاظك على الواجبات عموما في وقوفك عند المحرمات فعلا هل هذا حب الله في قلبك هو الذي يتحرك؟ يقودك الى ذلك كله؟ كيف انت في حبك للطاعة والعبادة تتلذذ بها وتستمتع بالصلاة بالوضوء. تستمتع بالصدقة تستمتع بالصيام. تستمتع بقيام الليل بالسنن الرواتب تفرح تجد لها لذة ومتعة او تفعلها بثقل وتكاسل فقط تريد الاجر والحسنات كانك تريد ان تأخذ هذا وهذا وتجمع ولا تجد حبا في قلبك ماذا تفعل اذا ازدحمت عليك الامور؟ حب الله سيكون هو الحكم عندك الذي يقدم بعض الاشياء على بعض. اقرب الصورة كيف حبك لبعض من تحب من البشر. زوجتك ولدك امك ابوك صديقك. اي انسان احببته من البشر. هذا هو الحب لما تفتش في قلبك فتجد في قلبك حبا له تفرح برؤيته. تفرح بسماعه تفرح بلقائه والجلوس معه. هل هكذا انت مع الله جل جلاله تفرح بكلامه اذا سمعته تفرح بلقائك معه وقت الصلاة؟ تفرح بوقت تجلس فيه مع الله خلوة بينك وبين الله تفرح قلبك يأنس بهذا لما تجلس مع شخص تحبه ما شعورك؟ اخبرني لما يكون الشخص الذي تجلس اسمعه في لقاء شخص تحبه جدا جدا جدا. كيف كيف يكون اللقاء بينك وبينهم؟ تكون في غاية السعادة صح ماذا لو كنت في وسط هذا اللقاء وجاءك اتصال؟ ماذا ستفعل؟ تغلق صح؟ ما عندك استعداد ان ان يقطعوا سعادتك هذه صح؟ طيب ماذا لو كنت في هذا اللقاء ثم مضت ساعة وساعتين وما انتبهت ونظرت واذا الساعة قد تقدمت من غير ان سيمر الوقت من غير شعور من غاية السعادة صح؟ نحن هكذا مع الله؟ هل اذا دخلنا الصلاة تمضي علينا قات الطويلة ثم ما ننتبه اننا امضينا نصف ساعة في ركعتين؟ ندخل في الطواف سبعة اشواط والمكان زحام في الحرم. ونستمتع في الطواف ولا ندري لو قد امضينا ساعتين او نحن كل خمس دقائق ننظر كم بقي؟ كم شوط. وساعة البرج امامنا نحسب متى ساخرج متى سانتهي؟ السعي في المسعى نفس الكلام. كم دقيقة ساحتاج؟ الشوط كم دقيقة يأخذ مني ويحسبها بالدقيقة متى ابدأ متى انتهي؟ كل هذا امثلة. سؤالي هو والله لو كان الذي نفعله من العبادة في الصلاة في الطواف السعي حبا لله سيمضي الوقت ونحن لا نشعر. هنا فقط ستفهم كيف كان النبي عليه الصلاة والسلام. ربما قرأ في ركعة واحدة البقرة ال عمران وهو لا يشعر مع ان قدمه منتفخة والالم موجود. فهمت الان ما هو؟ هو هذا اذا كان مع يمضي عليه الوقت وهو لا يشعر من غاية الفرح والسعادة. ويريد ان الوقت ما ينتهي. تقرأ في اخبار الصالحين كان احدهم يصلي ركعتين وما درى الا وقد طلع الفجر وهو لا يزال في ركعتين ما انتهى منها. ربما قام الليل بركعتين والله ستقول كيف هذا كم جلس اه يركع؟ كم جلس يسجد؟ كم مضى في القراءة؟ كم دقيقة ابقى؟ يا اخي هذا لا تسأل عنه هؤلاء القوم اذا دخلوا في العبادة بحب ستمضي معهم الاوقات من غاية الحب والسعادة وهم لا يشعرون بالوقت كيف مضى وكيف انصرف. تفاصيل ستجدها في اخبار هؤلاء تفاصيل والله. مرة في الحج قابلت رجلا من دولة عربية وهو مقيم في امريكا وهو استاذ دكتور في تخصصات علمية فكان في ايام الحج وقابلته بعد ما اتم الحج. فحكى لي بعض ما كان يراه في الحج وكذا ذكر لي انه في طواف الافاضة طاف في يوم العيد في في الدور الاسفل عند الكعبة هذا الكلام اظن منذ عشرين سنة او زيادة. يقول فلما كان يطوف عند الكعبة من شدة الزحام يقول اشعر ان قدمي لا تمشي على الارض من شدة الضغط يقول انا امشي بين الناس هكذا وقوف قلت له اين كنت تطوف؟ قال قريبا من الحجر الاسود. وكلما جئت في شوط اقبل الحجر. فقال انه مضى في طوافه قرابة ساعتين حتى ينتهي من سبعة اشواط. فقلت له ما كنت تحتاج الى هذا؟ انت لماذا دخلت في وسط الزحام؟ ولماذا اقتربت وانتظارك عند الحجر سيصرف عليك وقتا حتى تجد فرصة لتقبل الحجر ثم تكمل الشوط. قلت له ولو ابتعدت قليلا وطفت في اطراف المطاف من ابعد المسافة قليلا فكنت تستطيع ان تنتهي في وقت اقل من هذا. تدري ماذا قال لي؟ قال ومن قال لك اني مستعجل. يقول انا كنت في غاية السرور والفرح ووددت ان الوقت لو طال اكثر استمتعت اكثر. والله كان هذا جوابه. هذا ليس من الصحابة ولا من التابعين. هذا رجل من المعاصرين. لكن فعلا يجعلك تفكر بطريقة ثانية نحن كيف نطوف؟ كيف نصلي؟ فعلا نجد الفرح والمتعة والسرور ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه والله يا اخوة اقولها كلمة اذكر بها نفسي واذكركم بها معي. علينا ان نعيد حساباتنا. كيف ندخل في الصلاة؟ كيف نسك المصحف اذا جئنا نقرأ فعلا نتعامل مع هذه النوافل اخبرني كيف نفعل معها؟ من اعظم النوافل قيام الليل من اعظم النوافل قراءة القرآن بتدبر وخشوع يضيق القلب به من اعظم النوافل عمل السر صدقة ركعتين عمل صالح احسان الى فقير ما يعلم به احد دمعة من خشية الله ما رآها احد ولا يعلم بها احد. جوف الليل الثلث الاخير السحر. طواف ركعتين صدقة قيام قراءة ايتين هذه اعمال لا يشعر بها احد لا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. سألتك قبل قليل هل تحب ووقفنا قليلا عند هذا السؤال. السؤال هذا قد يبدو سهلا في الجواب لكنه صعب عندما تنظر في القلب وتفتش عن حقيقة الجواب. تدري ما هو الاصعب من هذا؟ قد يكون صعبا اذا سألتك هل تحب الله؟ الاصعب منه لو سألتك هل يحبك الله؟ هل تشعر ان الله يحبك؟ هل وصلت الى درجة فعلا تستطيع ان تقول نعم ربي يحبني؟ مما ترى في حياتك؟ هذا اصعب من الاول وكما قال السلف ليس الشأن ان تحب انما الشأن ان تحب. يقول ليس الامر الصعب ان تحب لكن الاصعب ان انت المحبوب ان يحبك الله. هذه اصعب والله. ليس الشأن ان تحب انما الشأن ان تحب. ويذكره في هذا قصة لطيفة رجل من السلف جارية وكانت موصوفة بالصلاح والتقوى والعبادة. فبينما هي عنده ذات ليلة قامت تصلي في اخر الليل وهو نائم فسمعها تقول في دعائها وهي ساجدة اللهم اني اسألك بحبك اياياي الا ادخلتني الجنة. اني اسألك فبحبك اياي. فلما وهو يسمع فلما فرغت من ركعتين قال لها يا جارية ما هكذا تقولين؟ قولي اللهم اني اسألك حبي لك. يعني الشيء الذي تعلمينه انك انت تحبين الله لكن حب الله لك هذا شيء لا تعلمينه وهذا غيب. فلا تسألين الله بشيء ما تعرفينه فلا تقولي بحبك لي يا رب قولي بحبي لك. فقالت له جوابا ما كان توقعوا قالت لو لم يحببني ما اذن لي ان اقوم بين يديه وانت نائم على الفراش. لكن الله يحبني قاني القدرة ووفقني ان اقوم فاصلي. كانوا ينظرون يا اخوة ان ان الصلاح والعبادة والطاعة التي يفعلها احدهم هي دلالة خير وبهذا جاءت بعض النصوص من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. يفرح احدنا لما يرى نفسه يسلك طريقا يطلب العلم يحفظ القرآن يتفقه وفي الشريعة يفرح لانه يعرف ان هذا خير له عند الله وان الله يحبه بهذا. هذا يزيدك حماسا في حفظ القرآن في في طلب العلم في حضور المجالس في البحث عن الاجور والحسنات في كثرة ذكر الله. هذا باب كبير يا اخوة ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى لا يعجبك طالب علم يزهد في النوافل. يصلي الفرض ويمسك الباب ولا يصلي سنة راتبة لا يحرص على اتمام الاذكار بعد الصلاة. لا يحافظ على اذكار الصباح والمساء. اسأله كم مرة تستغفر الله؟ كم مرة تقول لا حول ولا قوة الا بالله؟ اسأله عن غراس الجنة والباقيات الصالحات سبحان الله والحمد لله يؤسفك ان بعض العوام يسبقنا في هذه الاشياء وهو اكثر منا حظا في هذا الباب يوصفك ان بعض العوام يقرأ القرآن فيختم كل شهر مرة ومرتين واحيانا يمر على احدنا شهران وثلاثة وما ختم ختمة. عجيب ان يكون هذا الباب يسبقنا اليه اقوام نحن اولى منهم بالسير في هذا الطريق. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى فالنتيجة ما ذكر في اخر الحديث فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي بها ورجله التي يمشي بها. والمراد ان الله عز وجل سيجعل سمعه وبصره ويده ورجله وجوارحه ريحه سيجعلها كلها في طاعته سبحانه وتعالى. ولن تكون الا فيما يرضي الله جل جلاله. وبالتالي ايمانا سيعصمه الله عن السوء سيبعده عن الاخطاء والذنوب والمعاصي والفواحش. انا وانت بشر الفرق بين بيننا وبين هؤلاء انهم بزيادة ايمانهم وكثرة نوافلهم حفظهم الله. حفظ سمعهم وبصرهم وايديهم وارجلهم قال في اخر الحديث وان سألني لاعطينه هذا اجابة الدعوات. ولئن استعاذني لاعيذنه. اذا ان يتعوذ بالله فيعصمه عصمه الله عز وجل ووقاه. وهذا في اخبار الصالحين والسلف شيء كثير وافر المقصود من هذا الحديث يا كرام الا يكون مجرد درس نحضره بل ينبغي ان يكون شيئا جديدا في حياتنا نحدثه احاول ان ننشئ في حياتنا بابا للنوافل نحرص عليها. استباقا في الخيرات. مجاهدة للنفس. اجعل عندك هدفا في الحياة كيف اكون وليا لله كيف اصبح في درجة ائمة الصالحين والاتقياء والعباد اياك ان تظن ان الولاية والاولياء صفحة مضت في التاريخ عند الصحابة والتابعين فقط. لا والله ما اغلق الله بابه دون احد من عباده. فقط عليك ان تطرق الباب وان تسعى في هذا الطريق اسأل الله جل وعلا ان يكرمني واياكم بخير ما اكرم به عباده الصالحين وان يتولانا واياكم بولاية عباده المتقين والله اعلم صلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين