المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم وجوب التعاون على جميع المنافع الكلية وخصوصا الجهاد قال الله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان فالبر اسم جامع لكل ما امر الله به ورسوله واحبه الله ورسوله من التحقق بعقائد الدين واخلاقه والعمل بآدابه واقواله وافعاله من الشرائع الظاهرة والباطنة ومن القيام بحقوق الله وحقوق عباده ومن التعاون على الجهاد في سبيله اجمالا وتفصيلا فكل هذا داخل في التعاون على البر ومن التعاون على التقوى التعاون على اجتناب وتوقي ما نهى الله ورسوله عنه من الفواحش الظاهرة والباطنة ومن الاثم والبغي بغير الحق. والقول على الله بلا علم بل على ترك الكفر والفسوق والعصيان ويدخل في ذلك التعاون على جميع الوسائل والاسباب التي يتقى بها ضرر الاعداء من الاستعداد بالاسلحة المناسبة للوقت وتعلم الصنائع المعينة على ذلك. والسعي في تكميل القوة المعنوية والمادية المعينة على ذلك قال تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة وقال تعالى يا ايها الذين امنوا خذوا حذركم فيدخل في هذا الاستعداد بكل المستطاع من قوة عقلية وسياسية وصناعية. وتعلم الاداب العسكرية والنظام النافع والرمي والركوب والتحرز من الاعداء بكل وسيلة يدركها المسلمون. واتخاذ الحصون الواقية وقد امر الله ورسوله بجهاد الكفار المعتدين. في ايات كثيرة واحاديث متنوعة. بالنفس والمال والرأي وفي حال الاجتماع وفي كل الاحوال والامر بذلك امر به وبكل امر يعين عليه ويقويه ويقومه واخبر بمال المجاهدين في سبيله من الاجر والثواب العاجل والاجل. وما يدفع الله به من اصناف الشرور وما يحصل به من العز والتمكين والرفعة وما في تركه والزهد فيه من الذل والضرر العظيم وتوعد الناكلين عنه بالخذلان والسقوط الحسي والمعنوي وبين لهم الطرق التي يسلكونها في تقوية معنويتهم فانه حثهم على التآلف والاجتماع. ونهاهم عن التباغض والتعادي والافتراق. وذلك ان حقيقة الجهاد هو الجد والاجتهاد في كل امر يقوي المسلمين ويصلحهم وينم شعثهم ويضم متفرقهم. ويدفع عنهم عدوان الاعداء او يخففه بكل طريق ووسيلة