المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله الجهاد المتعلق بالمسلمين بقيام الالفة واتفاق الكلمة قال تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا وقال تعالى هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين والف بين قلوبهم لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم وقال طائفتان من المؤمنين قتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله فان فائت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح وكونوا عباد الله اخوانا المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يكذبه ولا يخذله وقال مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد الى غير ذلك من الايات والاحاديث الدالة على هذا الاصل العظيم فان من اعظم الجهاد السعي في تحقيق هذا الاصل في تأليف قلوب المسلمين. واجتماعهم على دينهم ومصالحهم الدينية والدنيوية في جمع افرادهم وشعوبهم وفي ربط الصداقة والمعاهدات بين حكوماتهم بكل وسيلة ومن انفع الامور ان يتصدى لهذا الامر جميع طبقات المسلمين من العلماء والامراء والكبراء وسائر الافراد منهم كل احد يجد بحسب امكانه فمتى كانت غاية المسلمين واحدة وهي الوحدة الاسلامية وسلكوا السبل الموصلة اليها ودافعوا جميع الموانع المعوقة والحائلة دونها. فلابد ان يصلوا الى النجاح والفلاح ومما يعين على هذا الاخلاص وحسن القصد فيما عند الله من الخير والثواب وان يعلموا ان كل سعي في هذا الامر من الجهاد وفي سبيل الله ومما يقرب اليه والى ثوابه. وان المصلحة في ذلك مشتركة فالمصالح الكليات العامة تقدم على المصالح الجزئيات الخاصة ولهذا يتعين عليهم الا يجعلوا الاختلاف في المذاهب او الانساب او الاوطان داعيا الى التفرق والاختلاف فالرب واحد والدين واحد والطريق لاصلاح الدين وصلاح جميع طبقات المسلمين واحد. والرسول المرشد للعباد واحد. فلهذا يتعين ان تكون غاية المقصودة واحدة فالواجب على جميع المسلمين السعي التام لتحقيق الاخوة الدينية والرابطة الايمانية فمتى علموا وتحققوا ذلك وسعى كل منهم بحسب مقدوره واستعانوا بالله وتوكلوا عليه وسلكوا طرق المنافع وابوابها ولم يخلدوا الى الكسل والخور واليأس نجحوا وافلحوا فان الكسل والخبر واليأس من اعظم موانع الخير فانها منافية للدين وللجهاد الحقيقي فمن استولى عليه الكسل والخبر لم ينهض لمكرمة ومن ايس من تحصيل مطالبه شلت حركاته ومات وهو حي وهل اخر المسلمين في هذه الاوقات الا تفرقهم والتعادي بينهم وخورهم وتقاعدهم عن مصالحهم والقيام بشؤونهم حتى صاروا عالة على غيرهم ودينهم قد حذرهم من هذا اشد التحذير وحثهم على ان يكونوا في مقدمة الامم في القوة والشجاعة والصبر والمصابرة والمثابرة على الخير. والطمع في ادراكه وقوة الثقة بالله في تحقيق مطالبهم ودفع مضارهم وكمال التصديق بوعد الله لهم بالنصر اذا نصروه. وبالنجاح اذا سلكوا سبله وبالاعانة والتسديد اذا كمل اعتمادهم عليه ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون. وترجون من الله ما لا يرجون