المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفرق العظيم بين رجال الدين وبين المخذلين المرجفين قال تعالى من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا هذا نعت رجال الدين الصدق الكامل فيما عاهدوا الله عليه من القيام بدينه وانهاض اهله ونصره بكل ما يقدرون عليه من مقال ومال وبدن وظاهر وباطن. ومن وصفهم الثبات التام على الشجاعة والصبر والمضي في كل وسيلة بها نصر الدين. فمنهم الباذل لنفسه ومنهم الباذل لماله ومنهم الحاث لاخوانه على القيام بكل مستطاع من شؤون الدين والساعي بينهم بالنصيحة والتأليف والاجتماع. ومنهم المنشط بقوله وجاهه وحاله. ومنهم الفذ الجامع لذلك كله فهؤلاء رجال الدين وخيار المسلمين بهم قام الدين وبه قاموا وهم الجبال الرواسي في ايمانهم وصبرهم وجهادهم لا يردهم عن هذا المطلب راد ولا يصدهم عن سلوك سبيله صاد. تتوالى عليهم المصائب والكوارث فيتلقونها بقلوب ثابتة وصدور منشرحة لعلمهم بما يترتب على ذلك من الخير والثواب والفلاح والنجاح واما الاخرون وهم الجبناء المرجفون. فبعكس حال هؤلاء لا ترى منهم اعانة قولية ولا فعلية ولا جدية قد ملكهم البخل والجبن واليأس وفيهم الساعي بين المسلمين بايقاع العداوات والفتن والتفريق. فهذه الطائفة اضر على المسلمين من العدو الظاهر المحال بل هم سلاح الاعداء على الحقيقة. قال تعالى فيهم وفي اشباههم لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا ولاوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم اي يستجيبون لهم تغريرا او اغترارا. فعلى المسلمين الحذر من هؤلاء المفسدين. فان ضررهم كذب بئر وشرهم خطير وما اكثرهم في هذه الاوقات التي اضطر فيها المسلمون الى التعلق بكل صلاح واصلاح والى من يعينهم وينشطهم فهؤلاء المفسدون يثبطون عن الجهاد في سبيل الله ومقاومة الاعداء ويخدرون اعصاب المسلمين ويؤيسونهم من مجاراة الامم في اسباب الرقي ويوهمونهم ان كل عمل يعملونه لا يفيد شيئا ولا يجدي نفعا فهؤلاء لا خير فيهم بوجه من الوجوه لا دين صحيح ولا شهامة دينية ولا قومية ولا وطنية لا دين صحيح ولا عقل رجيح فليعلم هؤلاء ومن يستجيب لهم ان الله لم يكلف الناس الا وسعهم وطاقتهم وان للمؤمنين برسول الله اسوة حسنة فقد كان له صلى الله عليه وسلم حالان في الدعوة والجهاد امر في كل حال بما يليق بها ويناسبها امر في حال ضعف المسلمين وتسلط الاعداء بالمدافعة. والاقتصار على الدعوة الى الدين. وان يكف عن قتال اليد لما في ذلك من الضرر المربي على المصلحة وامر في الحالة الاخرى ان يستدفع شرور الاعداء بكل انواع القوة وان يسالم من تقتضي المصلحة مسالمته ويقاوم المعتدين. الذين تقتضي المصلحة بل الضرورة محاربتهم فعلى المسلمين الاقتداء بنبيهم في ذلك. وهو عين الصلاح والفلاح