بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اليوم نأخذ الحديثين الاخيرين من الاربعين النووية وتتمة الامام الحافظ بن رجب عليها رحم الله الجميع. نقرأ الحديث التاسع والاربعين نعم. منور يا ابو رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو انكم فكرونا على الله حق توكله فاتقكم كما ذكر خماصا الجروح. رواه احمد والحاكم والتلميذ وبن ماجح والحاكم طيب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه اجمعين وبعد. فما زال هذا المجلس الله تعالى حتى نتم اليوم بعونه جل وعلا اخر حديثين من هذا المجموع المبارك من الاحاديث النبوية الثنتين والاربعين حديثا او الاثنين والاربعين حديثا بتتمتها الاحاديث الثمانية. يا احبة للمرة الاخيرة في هذا المجلس سنظل نكرر ونقول من بركات مجلس كهذا انا نصلي فيه على النبي صلى الله عليه وسلم لاننا نتدارس حديثه ومن بركاته اننا نتعلم جملا من العلم فيها الفاظ وجيزة وفيها علم كثير وفير. جوامع الكلم قليلة ومعان عظيمة ومن بركات هذا المجلس ايضا انا نتعلم فيه افصح كلام للعرب يتكلم به انسان ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ناهيكم عما تشتمله هذه الاحاديث من اصول العقائد واسس الاخلاق ونظام حياتي وما يحتاجه المسلم في شتى شؤون الحياة. هذا الحديث حديث عمر رضي الله عنه الذي قرأتموه قبل قليل لو انكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير. تغدوا خماصا وتروح بطانا. ما عنوان هذا التوكل على الله يقول لو انكم يا بني ادم تتوكلون على الله عز وجل صدق التوكل كما تتوكل الطيور على الله عز وجل. فانها تغدو خماصا وتروح تغدو وتروح. الغدو هو الذهاب في اول النهار. والرواح هو الرجوع في اخر النهار الغنم تذهب ترعى وتخرج الى المزارع الى المراعي تأكل العشب تخرج متى في اول الصباح في اول الفجر فيسمى هذا الغدو الغدو اول اوقات اليوم في الصباح والرواح هو الرجوع في اخر النهار قبل غروب الشمس. وهكذا تفعل الطيور وهكذا تفعل البهائم. فانها تبحث عن رزقها طيلة النهار تبدأ من الصباح الباكر في اوله وتعود في اخره في الرواح. هذه الطيور تغدو خماصا معنى خماصا يعني جائعة فارغة بطونها. ليس فيها شيء. وتروح بطانا يعني ترجع شيطانا ايش يعني بطانا؟ ممتلئة بطونها من الشبع. السؤال هذه الطيور هل عندها دكاكين تجارة واسواق وبيع وشراء؟ هل عندها شهادات ودبلوم واخذت دورات في التعامل والبيع والشراء وكسب الارزاق هل عند فن التعامل مع الناس وكيف تكسب علاقات الاخرين وكيف تكون ناجحا في الحياة؟ تفهم ان القضية ما تتعلق اجتهاد الانسان وعقله وكسبه بل هو رزق من الله جل وعلا. في الحديث هنا اسس من العقائد كثيرة. اولها ان قضية الرزق تكفل الله بها صح؟ ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله فانت لست منذ ان خرجت من بطن امك من قبل ان تخرج ويكتب رزقه واجله. في اي حديث مضى بكم هذا؟ ها؟ في الحديث بحديث ابن مسعود حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والصادق المصدوق. انت قبل ان تخرج من بطن امك قد كتب الله لك رزقك. وفي الحديث الصحيح وهو من اعجب الاحاديث التي تبين كيف ان رزقك مكتوب لك. لو ان ابن ادم لو ان ابن ادم هرب من رزقه لو ان ابن ادم هرب من رزقه لادركه رزقه قبل ان يموت. يعني حتى لو اردت ان تهرب ما تستطيعوا ان تهرب منه سيصل اليك. لو اردت الهرب لن تهرب منه. فرزقك مكتوب لك. ثق تماما انك لن تموت وبقي لك او ريال او تجارة او وزوجة او ولد وما وجدته في الحياة. لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها واجلها فاتقوا الله واجملوا في الطلب. اذا فهمنا هذه القاعدة تأتينا قاعدة ثانية. هل الرزق يا شباب يزيد وينقص بقوة الاجتهاد عند العبد ونقصه. يعني اذا اجتهدت اكثر يزيد رزقك. افهمني هذه. اليس الذي يعمل سبع ساعات احسن من الذي يعمل اربع ساعات كيف لا؟ يا اخي انزل الى السوق ننزل انا وانت. نبيع بطاطس. او سندوتشات. صحيح والله او نعمل في السوق نحمي الكراتين وامتعة او نخدم الحجاج في المطار في الفنادق ندفع عربات في الحرم. في الطواف والسعي انا اعمل عشر ساعات وانت اعمل خمس ساعات. من سيخرج باكثر؟ صح؟ يعني تجتهد اكثر يكون رزقك اكثر صح؟ هذا ليس على اطلاقه يمكن ان يتعب الانسان ويسعى اكثر وليس بالضرورة ان يكون رزقه زائدا من مال. يعني قد يعمل عدد ساعات اكثر ولا يخرج له مال اكثر. فالقضية هي قبل ذلك فيما كتب الله عز وجل للعبد. ممتاز. لهذا الرزق اسباب وهو المذكور ثالثا في الحديث. لكن قبل ان نذكره الحديث افاد ان البهائم ان البهائم تحسن التوكل على الله. اذا عجيب ابن ادم عندما تكون الحيوانات اكثر فهما منه لهذه المسألة وما من دابة في الارض الا على الله رزقها وكأي من دابة ان لا تحمل رزقها ها الله يرزقها واياكم وهو السميع العليم. فحيوانات تدرك هذا قال لو انكم توكلون على الله حق توكله لئن رزقكم كما يرزق الطير. النقطة المهمة في الحديث مسألة التوكل على الله عز وجل. وانه ينبغي ان تكون مع الاخذ بالاسباب تتوكل على الله وتأخذ بالسبب. تتوكل على الله وتنزل للسوق وتعمل. تتوكل على الله وتبحث عن دواء مررت انت او زوجتك او ولدك تتوكل على الله وتدرس جيدا لتأخذ ممتاز. تتوكل على الله وتقدم اوراقك لتحصل على الموافقة تتقدم تتوكل على الله وتحجز تذكرة حتى تجد الطائرة. الى اخره. اذا ليس من التوكل على الله ان تجلس وتقول ما كتب كتبه الله سيحصل اذا لم تفعل شيئا مما يقودك الى حصولك على هذا. اعظم المتوكلين في الامة رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنه ماذا كان يفعل في الغزوات والجهاد؟ الم يكن يأخذ بالاسباب ويعد العدة ويجهز الجيش هو ما كان يلبس الدرع ويأخذ السلاح ليش ما قال انا اتوكل وربي يحميني اليس هو الذي قال الله له والله يعصمك من الناس اما قال انا كفيناك المستهزئين اما قال اليس الله بكاف عبده يا اخي هذي وعود من الله. الله يكفيه الله يعصمه. الله عز وجل يحميه. ليش ما خرج هكذا بصدره؟ وقال انا نبي والوحي ينزل وربي عز وجل اوحى الي بالعصمة والحفظ والوكاف كفاية والوقاية لا لا يا اخي الكريم هذه مسائل تحتاج الى التأخر بالاسباب ثبت في الصحيح انه عليه الصلاة والسلام ظاهر يوم احد بين درعين يعني لبس درعين يلبس درعا وفوقها درعا اخر يا اخي هذا مزيد من الاخذ بالاسباب لقوة التوكل على الله. فهذه مسألة لابد منها. فمن ثم الاخذ بالسبب مع التوكل على الله عز وجل هو مفتاح النجاح في الحياة. والمسألة تحتاج الى موازنة في كل شأن من حياتك. انظر معي تريد زوجة صالحة تزوجت تريد اولادا صالحين. ولد لك اولاد تريد تربيتهم تربية صالحة. كبروا تريد لهم النجاح والتوفيق والسداد. انت في حياتك تبحث عن تجارة ومال طيب حلال وسعة عيش. تبحث عن مشروع دعوة وتعليم للناس. تريد ان تظفر بمقعد دراسة في الجامعة. تريد ان تقدم لبعض اقاربك تريد وتريد وتريد. ربما جاءتك مشاكل في الحياة فتبحث عن حل لها. دين هم غم كربة مصيبة مرض يا عزيزي في كل هذه الاشياء في الحياة. بل منذ ان تفتح عينيك في الصباح وتخرج الى المسجد اخرج الى السوق الى العمل الى الدراسة. اليس من الدعاء ان تقول بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة الا بالله. هذا شعار المسلم يعيش في حياته كل يوم فاذا خرج اعلم انه يا رب انا توكلت عليك. طيب والله ماذا يقول في سورة الطلاق؟ ومن يتوكل على الله ايش يعني فهو حسبه؟ كافيه. ثق تماما تعال الى الدراسة الى العمل الى البيت الى الزوجة الى الاولاد الى التجارة الى المشكلة التي تريد حلها الى المصيبة التي انت فيها. تعال اليها وفي قلبك التوكل الصادق على الله ولا تحمل هما فالله معك ومن يتوكل على الله فهو حسبه. هذه هذه عقيدة يا شباب. هذا عمل من اجل اعمال القلوب عندنا معشر المسلمين نحب الله نخاف الله نرجو الله نحسن الظن بالله نتوكل على الله. ولهذا يقول سيد التابعين سعيد بن جبير يقول التوكل الله جماع الايمان. يعني ارأيت الايمان كيف هو اعمال واقوال واشياء كثيرة في الاسلام يقول جماعها التوكل على الله هو قوامها الذي تجتمع فيه كل اعمال الدين. جماع الايمان على كل التوازن الذي يقول لكم يا شباب في مثال عملي كالتالي تريد كما قلت زواج تريد الحصول على فرصة دراسة تريد تجارة تريد وظيفة تريد رزقا حلالا؟ انظر ما الذي نفعله نحن نحن نجتهد كثيرا في الاخذ بالاسباب. وهذا لا مشكلة فيه لان التقصير في الاسباب ايضا من ضعف العقل. انسان يمرض وما يبحث عن دواء انسان يريد ان يتزوج وما يبحث عن زوجة. يريد رزقا حلالا وما يبحث عن فرصة عمل. هذا من ضعف العقل. لكن مشكلتنا ليست هنا مشكلتنا في اننا نجتهد في الاخذ بالاسباب اكثر من اجتهادنا في التوكل على الله. وسنكون صرحاء في هذه القضية لما تنظر الى احدنا عندما قدم اوراقه للدراسة في جامعة ام القرى يبحث عن قبول. وعندما قبل فجاء يبحث عن طريق تقبل بها زوجته او تحضر معه بالاستقدام. او لما اراد البحث عن زوجة انتهى اراد الدراسات العليا. سجل في الدراسات تريد البحث عن موضوع انتقل من مرحلة الى مرحلة في كل نقطة من هذه النقاط نحن نأخذ بالاسباب اذا كانت القضية تحتاج الى اختبار يذاكر اذا كانت القضية تحتاج الى بيانات وملء اوراق وذهاب ومجيء يفعل كل شيء. يقول لو تراجع العمادة القسم المكتب الموظف المسؤول هذا للسكن هذا للمكافأة هذا لفتح حساب. نفعل كل شيء. وهذا تمام وهو المطلوب عقلا. ومطلوب شرعا. المشكلة مرة اخرى اقول ليست هنا المشكلة اننا في كل الذي نفعله كم صدر من قلوبنا في هذه المواقف من توكل على الله انا اعرف انني صليت وقلت يا رب انا ذاهب اتقدم لاستقدام زوجتي للزواج للبحث عن علاج يا رب يسره لي لكن لو جئت تحسبها كم فعلت من الاسباب؟ وكم بذلت وكم اجتهدت في المقابل كم او وقف قلبك على التوكل دعاء وتضرعا والتجاء الى الله ستكتشف احيانا ان الاسباب التي نفعلها اقوى بكثير من التوكل الذي بذلناه في تحقيق في القلوب على الله عز وجل. هنا نحتاج ان نعود مرة اخرى في ملء القلوب بالتوكل الصادق على علام الغيوب سبحانه وتعالى. فالمسألة تحتاج الى نظر وتعاهد لان هذا عمل قلب. خصوصا اذا كنا في مشكلة لا قدر الله. تتصل بفلان وتسأل فلان. واول ما تقع في المشكلة او قالوا لك حصلت قضية اول ما يخطر في بالك ايش؟ بصراحة. اكلم من؟ تظل تفكر يعني من اقرب شخص وافضل انسان واقوى واحد يمكن ان يساعدك. هذه لا مشكلة فيه. والله لا مشكلة. المشكلة اننا عندما نتذكر ربنا لدعائه اعلان يا رب نحن بين يديك ونسألك العون يكون هذا في حياتنا في قلوبنا ليس بحجم الاخذ بالاسباب. فقط هنا الخلل يقول جاء رجل الى احد التابعين فحكى له مشكلة حصلت له يريد ان يمشي معه الى القاضي الى الحاكم الى السلطان حتى يشفع له فحكى له المشكلة فلما تم قال فرغت قال نعم. قال طيب ما المطلوب؟ قال ان تساعدني. ان تعينني ان تشفع لي قال يلا بسم الله توكلنا على الله فقام فتوضأ وصلى ركعتين قال انا اقول لك تمشي معي قال انما اشفع لك عند الله عز وجل الذي لا يرد احد ولا يمكن ان اذهب واقول ممكن يحصل ممكن ما يحصل. انا اطرق باب الكريم القادر الذي بيده كل شيء. وما انتظر عند عند مخلوق مثلي ومثلك سيقول نعم او يقول لا. يقول ممكن او يقول غير ممكن. المقصود يا اخوة الحديث نبه على ان العبد يحسن به ان يكون صادقا في توكله على ربه. في التنبيه في الحديث من الفوائد العملية لنا في الحياة بصراحة اننا نكتشف في حياتنا مواقف نجتهد فيها اكثر مما يحتاج اليه العبد. مسألة الرزق تحديدا والعمل والوظيفة والدخل. كثير من الناس يقول انا عندي ما يكفيني لكن اريد شيئا لاكثر من هذا لاولادي لزوجتي او شخص يقول لا زلت محتاجا الى ما يكفيني ايا كان رزق احدنا في الحياة قليلا او كثيرا واسعا او ضيقا. الله عز وجل الذي امرنا بالاخذ بالاسباب والتوكل عليه قد قدر لكل عبد رزقه. لماذا يحزن احدنا اذا جاء يحاول في تجارة وفشل في مشروع وما تم. في وظيفة وما وجدها في مكافأة وما حصلها في مسابقة وما فاز فيها ثم يحزن تماما انه كان يستطيع ان يفوز بعشرة الاف بمئة الف كان بين يديه خمسون الفا لكنه ما استفاد منها ما استطاع ان يحصل عليها. يا حبيبي هذا لو كان رزقا لك والله لجاء اليك. واذا لم يكن لك صدقني لو ظللت تسعى وراءه الف سنة لن تجده لن تجده. لا تحاول. ابذل الاسباب. فما كتبه الله لك ستجده المقصود انه لماذا نحزن ونتأسى ونتألم في قلوبنا على اشياء ليست بايدينا هي عند الله. اطلب الرزق والله عز يكفيك لكنه اخبرك انه تكفل لك برزقك فلا تحمل همه كثيرا. الحديث الاخير وهو الخمسون نقرأه بالاثنين او ثلاثة ثم نستأنف