المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله ربط الصداقات وعقد المعاهدات بين الحكومات الاسلامية من الجهاد في سبيل الله قال تعالى انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم فمن اهم مسائل الجهاد في هذه الاوقات عقد المعاهدات وتوثيق المودة والصداقة بين الحكومات الاسلامية مع احتفاظ كل حكومة بشخصيتها وحقوقها الدولية وادارتها داخلا وخارجا والتكافل بينها والتضامن وان يكونوا يدا واحدة على من تعدى عليهم او على شيء من حقوقهم وان يكون صوتهم واحدا وتسهيل الامور الاقتصادية فيما بينهم طلبا لمصلحة الكل وتقريب بعضهم من بعض وان يعملوا لهذا الموضوع اعماله اللائقة به المناسبة للظروف الحاضرة وان يسعوا كل السعي لتحقيق هذا وازالة جميع العقبات الحائلة دونه والمعوقة له وهذه الامور وان كانت في بادئ الرأي صعبة وقد وضع الاعداء لها العراقيل المعوقة فانها يسيرة بتيسير الله وقوة العمل مع التوكل عليه واليوم وان كان المسلمون مصابين بضعف شديد والاعداء يتربصون بهم الدوائر وهذه الحالة قد اوجدت في المسلمين اناسا ضعيفي الايمان ضعيف الرأي والقوة والشجاعة قد ملكهم اليأس والخور يتشائمون بان الامل في رفعة الاسلام قد ضاع وان المسلمين يتنقلون من ضعف الى ضعف فهؤلاء قد غلطوا اشد الغلط فان هذا الضعف عارض له اسباب وبالسعي في زوال اسبابه تعود صحة الاسلام كما كانت وتعود اليه قوته التي فقدها منذ اجيال ما ضعف المسلمون الا لانهم خالفوا كتاب ربهم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وتنكبوا السنن الكونية التي جعلها الله بحكمته مادة لحياة الامم ورقيها في هذه الحياة فاذا رجعوا الى ما مهده لهم دينهم والى تعاليمه النافعة وارشاداته العالية فلا بد ان يصلوا الى الغاية كلها او بعضها وهذا المذهب المهين مذهب التشاؤم لا يرتضيه الاسلام بل يحذر منه اشد التحذير ويبين للناس ان النجاح مأمول وان مع العسر يسرا وان المسلمين اذا عملوا بتقوى الله وبالاسباب التي ارشدهم الله اليها وقت دوب نبيهم فيها وصبروا فلابد ان يفلحوا وينجحوا فليتق الله هؤلاء المتشائمون وليعلموا ان المسلمين اقرب الامم الى النجاح الحقيقي والرقي الصحيح لان دينهم كله عروج وصعود في عقائده وادابه واخلاقه ومقاصده واسبابه وجمعه بين مصالح الدنيا والاخرة ومنافع الروح والجسد ويقابل هؤلاء طائفة يؤملون الامال بلا قوة ولا اعمال ويقولون ولا يفعلون فتراهم يتحدثون بمجد الاسلام ورفعته وان الرجاء والطمع في ذلك غير بعيد ولكنها اقوال بلا افعال ولا يصحبها سعي لا قوي ولا ضعيف ولا يقدمون لدينهم منفعة بدنية ولا مالية ولا يساعدون على مصلحة عامة كلية وهذا كله غرور واغترار ويترتب عليه انواع من الشرور والمضار واما رجال الدين الذين هم غرة المسلمين وهم رجال الدنيا والدين فهم الذين ابدوا جدهم واجتهادهم وقرنوا بين الاقوال والافعال وجاهدوا باموالهم وانفسهم واقوالهم ودعاياتهم وانهاض اخوانهم وتبرأوا من مذهب المتشائمين. ومن اهل الاقوال الخالية من الاعمال قد نهضوا بامتهم وقصدوا في سعيهم الغايات الحميدة وسلكوا طريق المجد فهؤلاء هم الرجال الذين يناط بهم الامل وتدرك المطالب العالية بمساعيهم المشكورة واعمالهم المبرورة