المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله شرح محاسن الدين الاسلامي وبيان عقائده واخلاقه واحكامه واصلاحه من اعظم الجهاد قال الله تعالى يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين وقال تعالى وجاهدهم به جهادا كبيرا اي بهذا القرآن وبما جئت به من الدين وذلك بالدعوة اليه وتبين انه دين العدل والرحمة والحكمة والخير والصلاح للظاهر والباطن والدين والدنيا واعظم جهاد النبي صلى الله عليه وسلم للخلق بهذا النوع فانه مكث مدة طويلة يدعو الى الله ويبين للعباد محاسن الدين. ويقابل بينه وبين ضده من اديان اهل الارض المنحرفة ومن جاهليتهم الجهلاء حتى دخل الخلق العظيم فيه متبصرين. مقتنعين انه الدين الحق. وان ما سواه باطل بالبراءة العقلية والفطرية والآيات الأفقية والنفسية قال تعالى سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق وهذا الجهاد هو الاصل وقتال اليد والسلاح تبع لهذا لكل معتد على الدين قال تعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فهذا الدين الاسلامي بعقائده وحقائقه واخلاقه واعماله وما جاء به من القرآن اكبر البراهين القواطع الضرورية الدالة على ان الله هو الحق ورسوله حق ودينه حق وما عارض ذلك هو الباطل وهو بنفسه جذاب لكل من قصده الحق ومعه انصاف فانه اذا نظر وحقق عقائده فانه يدعو الى الايمان الصحيح بالله وباوصافه العظيمة واسمائه الحسنى وبكل كتاب انزله الله وبكل رسول ارسله الله وبكل حق اخبر الله به ورسوله وبذلك تمتلئ القلوب ايمانا ويقينا ونورا وطمأنينة بالله وقوة توكل واعتماد عليه وذلك يوجب كمال الاخلاص لله والقيام بعبوديته الظاهرة والباطنة والتبرأ من الشرك كبيره وصغيره واذا نظر الى اخلاق الاسلام وجده رآه يحث على كل خلق جميل ويحذر من كل خلق رذيل ويدعو الى القيام بحقوق الله وحقوق عباده وبالمعاملة الحسنة واذا نظر الى تعاليمه وارشاداته العالية رآه يحث على كل علم نافع مزك للقلوب مطهر للاخلاق نافع للدين والدنيا وانه مرشد الى كل صلاح واصلاح وشرح هذه الامور للناس من اعظم الجهاد فانه يقوي ايمان المؤمنين وتزداد به بصائرهم ورغبتهم ويحمدون الله الذي من عليهم بهذا الدين الكامل الذي حوى كل خير علمي وعملي وكل هداية ورحمة وهو السبب الوحيد الى سعادة الدنيا والاخرة وكذلك هو اكبر داع لمن وقف على حقيقته من الاجانب وخصوصا المنصفين منهم فمريد الحق اذا وقف على حقيقته لم يتوقف في تفضيله على كل دين والمكابر يزلزل عقيدته ويخفف شره وبه تندفع شبه المبطلين من الملحدين وغيرهم فان الحق يستولي على القلوب ويزهق الباطل فانه من عرف الحق معرفة صحيحة امتنع ان يقوم بقلبه باطل يقدمه عليه الا اذا عارض ذلك غرض فاسد من كبر او حسد او رياسة او تعصب او غيرها ومن تأمل هذا الدين رآه يدعو الى الصلاح والرشد والفلاح والكتاب والسنة كفيلان ببيان ذلك كفالة تامة فيهما الايات والبراهين على انه محال ان يحصل الصلاح الحقيقي ولا سبيل للبشر الى الاصلاح والخير والسعادة الا بهذا الدين فانه ما من مصلحة دقيقة ولا جليلة الا ارشد اليها هذا الدين ولا خير الا دل عليه ولا شر الا حذر منه يأمر بتوحيد الله والايمان به ويحث على العلم والمعرفة والاذعان. ويأمر بالعدل والصدق في الاقوال والافعال وبالبر والصلة والاحسان الى الاقارب والجيران. والاصحاب والمعاملين وجميع الخلق وينهى عن الكذب والظلم والقسوة والعقوق والبخل وسوء الخلق مع الاولاد والاهل والاصحاب وغيرهم. ويامر بالوفاء بالعقود والعهود والمحالفات. وينهى عن النكث والغدر ويأمر بالنصح لله ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم وينهى عن الغش يأمر بالاجتماع والتآلف والتحابب والاتفاق وينهى عن التعادي والتباغض والافتراق يأمر بالمعاملات الحسنة وان توفي ما عليك كاملا موفرا لا بخس فيه ولا نقص ولا مماطلة وينهى عن المعاملات السيئة والمطل والغش والبخس والتطفيف واكل المال بالباطل وبغير حق يأمر باداء الحقوق الخاصة والمشتركة وينهى عن ضدها وعن التعدي على الناس في دمائهم واموالهم واعراضهم بغير حق يأمر بكل معروف وطيب ونافع ومستحسن شرعا وعقلا وفطرة وينهى عن كل فاحشة ومنكر وخبيث شرعا وعقلا وفطرة يبيح كل طيب ويحرم كل خبيث يأمر بالتعاون على البر والتقوى. وينهى عن التعاون على الاثم والعدوان يأمر بعبادة الله وحده وخوفه ورجائه وحده والطمع في جوده وفضله والتنوع في فعل الاسباب المحصلة لخيره وثوابه وينهى عن التعلق بالمخلوقين والعمل لاجلهم يأمر بنبذ الوثنيات والخرافات المفسدة للعقول والاديان وبالجملة يأمر بكل خير وصلاح وينهى عن كل شر وضرر وشرح الدين على نحو هذه الطريقة شرحا وافياء وتطبيق تعاليمه وهدايته على احوال البشر وبيان انها صالحة لكل زمان ومكان ولكل امة وان الانحراف والشر والضرر انما يكون بفقد رح الدين او نقصها وكذلك شرح اوصاف النبي صلى الله عليه وسلم ونعوته واخلاقه التي من تدبرها وعرفها وفهمها حق الفهم علم انه صلى الله عليه وسلم اعلى الخلق في كل صفة كمال وان كل صفة كمال له منها اعلاها واكملها وان الكمالات الموجودة في الرسل صلى الله عليهم وسلم قد جمعت فيه على الوجه الذي لا يماثله فيه احد وبذلك صار سيد الخلق ومقدمهم وامامهم وارفعهم عند الله قدرا. واعظمهم جاها