المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم اخبر الله في كتابه ان الجهاد سبب الفلاح وطريق العز والرفعة والنجاح وانه افضل التجارات الرابحة وان اهله ارفع الخلق درجات في الدنيا والاخرة واخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان بالجهاد تتم النعم الباطنة والظاهرة وهو ذروة سنام الدين واحب الاعمال الى رب العالمين وان الروحة والغدوة واليوم والليلة في الجهاد ومثابرة الاعداء خير من الدنيا وما عليها وانه خير من استيعاب الليل والنهار بالصيام والقيام وانواع التعبد وان المجاهد المصابر اذا مات وجبت له الجنة واجري له عمله الذي كان يعمله في الدنيا الى يوم القيامة وامن من فتان القبر وعذابه وان ذنوبه كبارها وصغارها يغفرها الله ما عدا ديون العباد وان في الجنة مئة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والارض اعدها الله للمجاهدين في سبيله وما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار ومن مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق اي ومن غزى في سبيل الله او استعد للغزو عند الحاجة اليه فقد كمل ايمانه وبرئ من النفاق. وفضائل الجهاد لا تعد ولا تحصى وثمراته العاجلة والآجلة لا تحد ولا تستقصى وكيف لا يكون الجهاد في سبيل الله يحتوي على هذه الفضائل الجليلة وفيه عز الدنيا وسعادتها وفيه سعادة الاخرة وكرامتها مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر كيف لا يكون بهذه المثابة وفيه عز الاسلام والمسلمين وفيه اقامة شعائر وشرائع الدين وفيه قمع الطاغين والمعتدين فالمجاهد قد استعد وتصدى ان يكون من انصار الله الذابين عن دين الله والمجاهد قد سلك كل سبيل يوصله الى الله والمجاهد قد شارك المصلين في صلاتهم والمتعبدين في عباداتهم والعاملين لكل خير في اعمالهم لانه لا سبيل لقيام هذه الامور الا بالجهاد والذب عن الاوطان والاديان فلولا المجاهدون لهدمت مواضع العبادات ولولا دفع الله بهم لتصدع شمل الدين واستولت الاعداء من الكافرين الطاغين فالجهاد سور الدين وحصنه وبه يتم قيامه وامنه ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله والله كثيرا ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز فيا انصار الدين ويا حماة المسلمين ويا خيرة المجاهدين. هذه ايامكم قد حضرت وهذه امم الكفر والطغيان قد تجمعت على حربكم وتحزبت فقد اتوكم في عقر داركم غرضهم القضاء التام على دينكم واقطاركم تنفيروا لجهادهم خفافا وثقالا وجاهدوا باموالكم وانفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون يا ايها الذين امنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم؟ تؤمنون فبالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله باموالكم وانفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار ومساكن طيبة في عدن ذلك الفوز العظيم واخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب. وبشر المؤمنين الم تروا كيف جعل الله الجهاد دار ربح التجارات. وطريقا الى المساكن الطيبة في جنات النعيم ووعدهم بالنصر منه والفتح القريب والله تعالى لا يخلف الميعاد يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم قوموا بالجهاد مخلصين لله قاصدين ان تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى حافظوا على الوحدة الدينية والاخوة الايمانية والحماية العربية ولتكن كلمتكم واحدة واغراضكم متحدة ومقاصدكم متفقة وسعيكم نحوها واحدا فان الاجتماع اساس القوة المعنوية ومتى اجتمع المسلمون واتفقوا وصابروا اعداءهم وثبتوا على جهادهم ولم يتفرقوا. وعملوا الاسباب النافعة واستعانوا بربهم متى كانوا على هذا الوصف فليبشروا بالعز والرفعة والكرامة يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين اخواني اعلموا ان الجهاد يتطور بتطور الاحوال فكل سعي وكل عمل فيه صلاح المسلمين وفيه نفعهم وفيه عزهم فهو من الجهاد وكل سعي وعمل فيه دفع الضرر عن المسلمين. وايقاع الضرر بالاعداء الكافرين. فهو من الجهاد وكل مساعدة للمجاهدين مالية فانها من الجهاد فمن جهز غازيا فقد غزى. ومن خلفه في اهله بخير فقد غزى وان الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة صانعه يحتسب فيه الاجر. والذي يساعد به المجاهدين والذي يباشر به الجهاد ومن اعظم الجهاد وانفعه السعي في تسهيل اقتصاديات المسلمين والتوسعة عليهم في غذائاتهم الضرورية والكمالية وتوسيع مكاسبهم وتجاراتهم واعمالهم وعمالهم كما ان من انفع الجهاد واعظمه مقاطعة الاعداء في الصادرات والواردات فلا يسمح لوارداتهم وتجاراتهم ولا تفتح لها اسواق المسلمين ولا يمكنون من جلبها على بلاد المسلمين بل يستغني المسلمون بما عندهم من من توج بلادهم ويوردون ما يحتاجونه من البلاد المسالمة وكذلك لا تصدر لهم منتوجات بلاد المسلمين ولا بضائعهم وخصوصا ما فيه تقوية للاعداء كالبترول فانه يتعين منع تصديره اليهم وكيف يصدر لهم من بلاد المسلمين ما به يستعينون على قتالهم فان تصديره الى المعتدين ضرره كبير ومنعه من اكبر الجهاد ونفعه عظيم فجهاد الاعداء بالمقاطعة التامة لهم من اعظم الجهاد في هذه الاوقات ولملوك المسلمين ورؤسائهم ولله الحمد من هذا الحظ الاوفر والنصيب الاكمل وقد نفع الله بهذه المقاطعة لهم نفعا كبيرا اوهنت الاعداء واجحفت باقتصادياتهم وصاروا من هذه الجهة محصورين مضطرين الى اعطاء المسلمين كثيرا من الحقوق التي لولا هذه المقاطعة لمنعوها وحفظ الله بذلك ما حفظ من عز المسلمين وكرامتهم ومن اعظم الخيانات وابلغ المعاداة للمسلمين تهريب اولي الجشع والطمع الذين لا يهمهم الدين ولا عز المسلمين ولا تقوية الاعداء نقود البلاد او بضائعها او منتوجاتها الى بلاد الاعداء وهذا من اكبر الجنايات وافظع الخيانات وصاحب هذا العمل ليس له عند الله نصيب ولا خلاق فواجب الولاة الضرب على ايدي هؤلاء الخونة والتنكيل بهم فانهم ساعدوا اعداء الاسلام مساعدة ظاهرة وسعوا في اضرار المسلمين ونفع اعدائهم الكافرين فهؤلاء مفسدون في الارض يستحقون ان ينزل بهم اعظم العقوبات والمقصود ان مقاطعة الاعداء بالاقتصاديات والتجارات والاعمال وغيرها ركن عظيم من اركان الجهاد وله النفع الاكبر وهو جهاد سلمي وجهاد حربي وفق الله المسلمين لكل خير وجمع كلمتهم والف بين قلوبهم وجعلهم اخوانا متحابين متناصرين وايدهم بعونه وتوفيقه وساعدهم بمدده وتسديده انه جواد كريم رؤوف رحيم وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم قال ذلك وكتبه عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي