المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الوجوب يتعلق بقدر القدرة والاستطاعة قال تعالى فاتقوا الله ما استطعتم وقال صلى الله عليه وسلم اذا امرتكم بامر فاتوا منه ما استطعتم الله تعالى امر بالجهاد بالنفس والمال وبالاقول والافعال وبالمباشرة واعانة المباشرين. وبالدعوة التحريض والتشجيع وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال من لم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق. فكل من في قلبه ايمان فلابد ان يكون له نصيب من هذا الجهاد وكل احد فرض عليه ان يقوم بما يستطيعه من ذلك ولا يكلف الله نفسا الا وسعها. فاهل الحل والعقد والرياسة من الملوك والامراء والوزراء ورجال الدول الاسلامية. عليهم ان يسعوا احث السعي لتحصيل القوتين. القوة المعنوية والقوة المادية وذلك بالسعي لازالة الموانع والحواجز التي حالت بين المسلمين وبين اتفاقهم واجتماع كلمتهم وان يفهموا العوامل التي فرقتهم والاغراض المتباينة التي شتتهم وان الايدي الاجنبية تتوسل بذلك لتحصيل اغراضها فمتى فهموها وعملوا على ازالتها بجد واجتهاد فلهم نصيب وافر من الجهاد في سبيل الله وعلى اهل العلم من بيان فضل الجهاد ووجوبه وتبيين منافعه الضرورية وحض الناس عليه. والوعظ العام والخاص اعظم مما على غيرهم وعليهم ان يبينوا للناس ان جميع حركاتهم واقوالهم وافعالهم ونفقاتهم المقوية للدين المعينة المسلمين في دفع اعتداء المعتدي كل ذلك داخل في الجهاد في سبيل الله فمتى عرف المؤمنون موضوع الجهاد وانه اسم جامع لسلوك كل سبب ووسيلة في اعلاء كلمة الدين وفي مقاومة الاعداء والحذر والتحرز منهم نشطوا للقيام به واخلصوا لله فيه والعمل الخالص نفعه كبير واجره عظيم وكذلك يجب على كل فرد من افراد المسلمين ان يبدي مجهوده في نصر المسلمين بما يقدر عليه من قول وفعل ودعاية وحظ لاخوانه عليه وكل احد عليه من القيام بوظيفته الخاصة ما ليس على الاخر الملوك والامراء وقواد الجيوش عليهم من الواجبات بحسب مراتبهم ومقاماتهم والجيوش العاملة عليها النهوض بوظيفتها والتزام القوة والشجاعة والصبر وعلى اهل الاموال بذل ما يحتاج المسلمون اليه في المنافع الكلية وعلى اهل الصنائع النصح والجد في تعليم الصناعات النافعة للجهاد فمتى قام كل احد بوظيفته؟ لم يزالوا في رقي وصعود في دينهم ودنياهم وعزهم وشرفهم