بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اصبحنا واصبح الملك لله الحمد لله لا اله الا هو واليه النشور اللهم انا اصبحنا منك في نعمة وعافية وستر فاتم علينا نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة اللهم ما اصبح بنا من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك طالب اللهم انا اصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله. لا اله الا انت وحدك لا شريك لك. وان محمدا عبدك اما بعد فهذه متابعة في سلسلة ما لا يسع المسلم فجهله مع الحلقة الخامسة وموضوع هذه الحلقة الربوبية ودلالة الفطر الربوبية ودلالة الفطر ان الله جل جلاله رب كل شيء ومليكه له الخلق كله وله الامر كله الا له الخلق والامر؟ تبارك الله رب العالمين فنؤمن بوجود الله جل جلاله وانه وحده الخالق لكل شيء وانه وحده المدبر لكل شيء المالك لكل شيء لشيء في سورة الاعراف الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين الخلق كله لله والامر كله لا هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض لا اله الا هو فانى تؤفكون يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب يقولون هل لنا من الامر من شيء قل ان الامر كله الخلق كله له والامر كله يقول ابن عباس عندما سمع هذه الاية من بقي له شيء فليأخذه اذا كان الخلق لله والامر والتدبير في هذا الخلق كله لله سبحانه وتعالى فما بقي لاحد لاحد شيء بعد ذلك في الحاجة التي وقعت بين فرعون وكليم الله موسى قال فرعون فمن ربكم ويا موسى قال ربنا الذي اعطى كل شيء القهو وهذا في حديث خليل الرحمن ابي الانبياء ابراهيم عن ربه الذي خلقني فهو يهدي ثم امر نبينا صلى الله عليه وسلم ان يسبح باسم ربه به الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى فالحديث هنا عن وجود الله جل جلاله وعن تفرده بالخلق عن تفرده ان الادلة على وجود الله بعدد مخلوقا فكل ما في خلق فكل ما خلق الله في السماوات والارض يحمل بذاته ابلغ الادلة على وجوده جل جلاله وعلى تفرده بالخلق والامر بدءا من اصغر ذرة في الارض الى اكبر مجرة في السماء فيا عجبا كيف يعصى الاله ام كيف يجحده الجاحد وفي كل شيء له شاهد يدل على انه الواحد جل جلاله واولى الدلالات التي نقف عليها في هذا المقام دلالة الفطرة ان الاقرار بوجود الله جل جلاله وبربوبيته امر طري ضروري يحسه في نفسه البر والفاجر فهو شعور غامر يملأ على الانسان اقطار نفسه اقرارا بخالقه وتألها له لا يستطيع دفع ولا يملك هذه الفطرة عند كثير من اهل التفسير هي الميثاق الذي اخذه الله على بني ادم وهم في ظهور ابائهم واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدت ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين او تقولوا انما اشرك اباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم. افتهلكنا بما فعل المؤمنون هذا الشعور الفطري هذا الاقرار الفطري بالله جل وعلا وخالقيته وحاكميته ومالكيته قد يحجبه اقبال الرخاء والعافية او سيطرة الذهول والغفلة. لكن سرعان ما يتهاوى ذلك كله تحت مطارق الشدائد فينقلب الملحد يفور طارعا لربه جل جلاله منيبا اليه الفطرة ما هي الفطرة لقد وردت فيها اقوال كثيرة اشهرها انها الخلقة سلامة والتهيؤ لقبول الهدى او انها هي الاسلام دين الله جل جلاله وهذا هو الصحيح فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها قد عقد الامام البخاري في صحيح باب لا تبديل لخلق الله اي لدين اي لدين الله عز وجل والفطرة الاسلام كما جاء في الحديث كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصر او يمجد لم يقل او يأسلمانه لان الاسلام هو الفطرة لان الاسلام هو الاصل فيأتي التغيير طمس تحديث بعد هذا على الفطرة السوية السليمة التي خلق الله جل وعلا عليها عبادة الله جل جلاله يقول افي الله شك فاطر السماوات والارض استفهام تقريري يتضمن تقرير الامم على ما استقر في وفطرهم من انه ليس في الله شك هذا الاقرار الضروري هذه المعرفة الضرورية محض هبة من الله جل جلاله ليست من صنع حجة او برهان او دليل او قياس لم تنشأ عن نزر او تدبر او تفكر بل هي اسبق من هذا كله. وابلغ من هذا كله لانها فطرة الله التي فطر الناس عليها في حديث عياض ابن حمار ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب ذات يوم فكان مما جاء في ان ربي امرني ان اعلمكم فجهلتم مما علمني في يومي هذا كل ما نحلته عبادي حلال هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا فالاصل فيما خلق الله لعباده انما هو الحل ويأتي التحريم طارئ بعده اباء ولهذا يقول اهل العلم الاصل في في العاديات في المعاملات الحل حتى يأتي ما يدل على التحريم والاصل في العبادات الحرمة والمنع حتى يأتي ما يدل على الحل واني خلقت عبادي حنفاء كلهم وانهم اتتهم يعطيك اجتالتهم عن دينهم وامرتهم ان يشركوا في ما لم ما لم انزل به هذا الاقرار الفطري بالخالق يولد مع الانسان منذ البداية ويظل يصاحبه في مختلف اطوار حياته ما لم تفسد فطرته وتنتكس بفعل العوارض والاهواء فالكفر قارئ عارض فاذا تاب منه صاحبه فقد عاد الى الفطرة التي فطر عليها والى الاصل الذي لعنه وخرج منه لنفوس العارفين بقت قد طابت بهذه المعرفة الضرورية الفطرية قرت بها عيونهم وقنعوا بها عن ادلة المتكلمين والمتفلسفين والمناطق اذا قيل لاحدهم يوما ان فلانا الف كتابا اثبت فيه وجود الله بالف دليل فقال لان في نفسه الف شبهة متى غاب الله حتى يحتاج الى دليل يدل عليه او حتى نستدل عليه ببعض مخلوق لقد قيل لابن عباس بم عرفت ربك؟ فقال من طلب دينه بالقياس لم يزل دهره في التباس خارجا عن المنهاج زاعنا في الاعوجاج عرفته بما عرف به نفسه ووصفته بما وصف به نفسه فاخبر ان معرفة الله تحصل بتعريف الله وهو نور الايمان وان وصف الله وان وصف اللسان حصل بكلام الله وهو نور القرآن لقد قلنا ان هذا الاقرار الفطري وجود الله سبحانه وتعالى قد يحجبه اقبال الرخاء والعافية. كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى او سيطرة الذهول والغفلة لكن سرعان ما ينقشع هذا كله تحت مطارق المحن والشدائد فينقلب الملحد ضارعا لربه منيبا اليه استمعوا الى قول الله تعالى هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى اذا كنتم في الفلك وجرينا بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا انهم احيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين. لان انجيتنا من لنكونن من القصة المشهورة لشاب من جنود المظلات نشأ في بيت ليس فيه من يصلي وليس فيه احد يزكر الله درس في مدارس ليس فيها دروس للدين ولا مدرس متدين نشأ نشأة علمانية مادية بحتة مثل نشأة الحيوانات لا تعف الا الاكل والشراب والنكاح لما هبط بالمظلة لاول مرة ورأى نفسه ساقطا من الفضاء قبل ان تنفتح المظلة جعل يقول يا الله! يا الله! يا رب! يا رب! ويدعو من قلبه وهو يتعجب من اين جاءه فجأة هذا الايمان لو ان انسانا في صحراء ووقع في حفرة وجعل ينادي ويستغيس آآ آآ من سينادي اهلا اصدقاؤه ليس احد من من هؤلاء حوله يمكن ان يساعده انه في النهاية لن يرجع الا الى جهة واحدة يا الله يا الله! سواء اكان مؤمنا به ام كان جاحدا له واذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه او قاعدا او قائما فلما كشفنا عنه ضره مرة كأن لم يدعنا الى ضر مسه واذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين. فلما انجاهم الى البر فمنهم مقتصد. وما يجحد اياتنا الا كل ختان كفور لقد سئل الامام جعفر الصادق ذات يوم عن الله فقال لي سائله الم تركب البحر؟ فقال بلى قال هل حدث لك مرة ان هاجت بكم الريح عاصفة؟ فقال نعم قال وانقطع املك من الملاحين ومن كل وسائل النجاة؟ قال نعم. فهل خطر ببالك وانقدح في نفسك ان هناك من يستطيع ان ينجيك ان شاء. قال نعم. قال له فذلك الله يا من يسأل عن الله فذلك الله جل جلاله. ان العتات الغلاظ من كبار الملاحدة والمجرمين لم يستطيعوا دفع هذه الحقيقة عن انفسهم ولا جحدها بافئدتهم كما قال تعالى عن قوم فرعون وجحدوا بها اي بالسنتهم واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين بل ان فرعون الذي حشر فنادى فقال انا ربكم الاعلى لم يستطع ان يدفع عن نفسه هذه المعرفة الضرورية وان جحدها بلسانه يقول له كليم الله موسى لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر واني لاظنك يا فرعون مثبورا وعندما ادركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين ومن براهين ادلة الفطرة ان التدين كان ملازما لتاريخ البشرية على مدارها المؤرخ الاغريقي بلوترك يقول لقد وجدت في التاريخ مدن بلا حصون ومدن بلا قصور ومدن بلا مدارس لكن لم توجد قط مدن بلا معابد لقد ولدت عبر التاريخ مدن بلا حصون ومدن بلا قصور ومدن بلا مدارس لكن لم توجد ابدا مدن بلا معابد طب لو واحد قال لكن تاريخ البشرية ايضا عرف وجود بعض الملاحدة الذين انكروا وجود الله عز وجل وقد كانوا كثرا في لحظة من اللحظات الجواب ان الكثرة لا تعني الاكثرية هم كثيرون حقا لاسباب مختلفة لكنهم مع ذلك اقلية. اذا قورنوا بالمتدينين البرهان الثاني ان بني ادم مجمعين لهم شعور يشتركون فيه وهو اللجوء الى الخالق سبحانه عند الشدائد قد سبق قوله تعالى واذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه او قاعدا او قائما فلما كشفت افنى عنه ضره مر كأن لم يدعنا الى ضر مسه الانسان عبر التاريخ لم ينفك عن العجز الذاتي والاحتجاز والاحتياج الذاتي الذي ينمي فيه شعور بالافتقار الى اله قادر مدبر يلتجئ اليه في حاجاته ويجبر نقصه بالتجبر بالتوجه اليه ان الله جل وعلا قد فطر عباده على الايمان به واخذ عليهم بذلك الميثاق وهم في ظهر ابيهم ادم واذا كان الاقرار بالايمان هو الفطرة فان الالحاد غاشية طارئة خرج بها اصحابها عن اصل الخلقة ومقتضى الفطرة بل تخلفوا بها عن مواكب العقلاء واستباحوا بها استر مع الاهواء والشهوات الى حريجة من دين او خلق حتى قال بعضهم واصفا هذا الالحاد انه الحاد بطن وفرج وليس الحاد عقل وفكر الحاد بطن وفرج وليس الحاد عقل وفكر ولا يصح اذا ما يزعمه بعض الباحثين التائهين الغافلين من ان الانسان الاول قد بدأ مشركا يعبد الارواح السرية والطواطم ثم اخذ يترقى مع الزمن الى ان بلغ مبلغ التوحيد نقول لهم ليس الامر كما توهمته التوحيد ليس صناعة بشرية. التوحيد هي هداية ربانية وفطرة الهية. فطر الله عليها يا عبادة واخذ بها عليهم المواثيق في ظهر ابيهم ادم ونصب عليها من الدلائل في الانفس والافات ما تقوم به الحجة على الناس كافة حاضرهم وباديهم الانسان الاول من ادم عليه السلام وادم كان نبيا كريما طلقه الله بيده نفخ فيه من روحه واسجد له ملائكته وكرمه وحاشاه ان يكون مشركا لقد كان نبيا من الانبياء فيا عجبا كيف يعصى الاله ام كيف يجحده الجاحد وفي كل شيء له اية تدل على انه الواحد ابو نواس كان شاعرا ماجنا رؤيا في النوم فقيل له ماذا صنع الله بك؟ فقال غفر لي ببيتين قلتهم وفي زهرة ماذا قال؟ نعم. قال تأمل في رياض الارض وانزر الى اثار ما صنع للمليك عيون من لجين شاخصات باهداب هي الذهب السبيل على قصب الزبرجدي بان الله ليس له شريك اللهم اهدنا فيمن هديت عافنا فيمن عافيت تولنا فيمن توليت اللهم احملنا في احمد الامور عندك واجملها عاقبة اللهم ردنا اليك ردا جميلا. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك على اله وصحبه سلم اعانك اللهم اشهد ان لا اله