المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله فصل من الاسباب الموجبة للسرور وزوال الهم والغم السعي في ازالة الاسباب الجالبة للهموم. وفي تحصيل الاسباب الجالبة للسرور وذلك بنسيان ما مضى عليه من المكاره. التي لا يمكنه ردها. ومعرفته ان اشتغال فكره فيها من باب العبث والمحال ان ذلك حمق وجنون. فيجاهد قلبه عن التفكر فيها وكذلك يجاهد قلبه عن قلقه لما يستقبله مما يتوهمه من فقر او خوف او غيرهما من المكاره التي يتخيلها في مستقبل حياته فيعلم ان الامور المستقبلة مجهول ما يقع فيها من خير وشر وامال والام. وانها بيد العزيز الحكيم ليس بيد العباد منها شيء الا السعي في تحصيل خيراتها ودفع مضراتها ويعلم العبد انه اذا صرف فكره عن قلقه من اجل مستقبل امره واتكل على ربه في اصلاحه. واطمأن اليه في ذلك اذا فعل ذلك اطمأن قلبه وصلحت احواله وزال عنه همه وقلقه ومن انفع ما يكون في ملاحظة مستقبل الامور استعمال هذا الدعاء الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي واصلح لي اخرتي التي اليها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير. والموت راحة لي من كل شر وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم اللهم رحمتك ارجو فلا تكلني الى نفسي طرفة عين. واصلح لي شأني كله. لا اله الا انت فاذا لهج العبد بهذا الدعاء الذي فيه صلاح مستقبله الديني والدنيوي بقلب حاضر ونية صادقة مع اجتهاده فيما يحقق ذلك حقق الله له ما دعاه ورجاه وعمل له وانقلب همه فرحا وسرورا