المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله فصل وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضي منها خلقا اخر. فائدتان عظيمتان احداهما الارشاد الى معاملة الزوجة والقريب والصاحب والمعامل. وكل من بينك وبينه علاقة واتصال انه ينبغي ان توطن نفسك على انه لابد ان يكون فيه عيب او نقص او امر تكرهه فاذا وجدت ذلك قارن بين هذا وبينما يجب عليك او ينبغي لك من قوة الاتصال والابقاء على المحبة بتذكر ما فيه من المحاسن والمقاصد الخاصة والعامة وبهذا الاغضاء عن المساوئ وملاحظة المحاسن تدوم الصحبة والاتصال وتتم الراحة وتحصل لك الفائدة الثانية وهي زوال الهم والقلق. وبقاء الصفاء والمداومة على القيام بالحقوق الواجبة والمستحبة وحصول الراحة بين الطرفين ومن لم يسترشد بهذا الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بل عكس القضية فلاحظ المساوئ وعمي عن المحاسن فلا بد ان يقلق ولابد ان يتكدر ما بينه وبين من يتصل به من المحبة. ويتقطع كثير من الحقوق التي على كل منهما محافظة عليها وكثير من الناس ذوي الهمم العالية يوطنون انفسهم عند وقوع الكوارث والمزعجات على الصبر والطمأنينة لكن عند الامور التافهة البسيطة يقلقون. ويتكدر الصفاء والسبب في هذا انهم وطنوا نفوسهم عند الامور الكبار وتركوها عند الامور الصغار. فضرتهم واثرت في راحتهم فالحازم يوطن نفسه على الامور القليلة والكبيرة ويسأل الله الاعانة عليها. والا يكله الى نفسه طرفة عين وعند ذلك يسهل عليه الصغير كما سهل عليه الكبير ويبقى مطمئن النفس ساكن القلب مستريحا