بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اصبحنا واصبح الملك لله اه والحمد لله لا اله الا هو واليه النشور اللهم انا اصبحنا منك في نعمة وعافية وستر فأتم علينا نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة اللهم ما اصبح بنا من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم انا اصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله لا اله الا انت وحدك لا شريك لك وان محمدا عبدك اما بعد فهذه متابعة في سلسلة ما لا يسع مع الحلقة السادسة موضوع هذه الحلقة الربوبية ودلالة الخلق الحس العقل والاجماع على الايمان اولا دلالة الخلق المخلوقات بعددها ادلة على ثبوت خالقها جل جلاله ان الادلة على وجود بعدد مخلوق بدءا من اصغر ذرة في الارض انتهاء باكبر مجرة في السماء فكل ما خلق الله في السماوات والارض ايات بينات تحرق كل شبهة تخرسوا كل كفور وترغم كل مكابر ومعاند لما تتضمنه من الشهادة لله بالربوبية والالوهية على الخلق اجمعين فهذه المخلوقات على ما فيها من العظمة والتسوية لم تخلق من غير شيء لم تخلق من العدم فان العدم لا يخلق شيء لم تخلق من غير شيء كما انها لم تخلق نفس لان الانسان قبل ان ان يخلق لم يكن وهذا مما استقر بالفطر وعلم بالضرورة فلم يبقى الا انها خلقت بتقدير العزيز العليم الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى يقول الله جل جلاله في سورة ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون ام خلقوا السماوات والارض بل لا يوقنون تبين ان القسم لا تخل عن احد امور ثلاثة انكر على المخالفين اثنين منها فما بقي غير الثاني فاما ان يكونوا من غير خالق خلقهم واما ان يكونوا خلقوا انفسهم واما ان يوجد خالق خلقهم وهو الله جل جلاله الاول والثاني مرفوضان بضرورة العقل واقع التي لا يمكن اذ لا يعقل معدوم يخلق ولا مخلوق غير خالق فما بقي الا ان الله خالقهم على تلك الكيفية البديعة والهيئة المتقنة ان هذا الاستدلال على بداهته على بساطته يدركه الناس جميعا ان العربي البدوي الذي كان يعيش في مجاهل الصحراء وكان يقول البعرة تدل على البعير والاثر يدل على المسير فماذا تدل عليه تماء ذات ابرار وارض ذات فجاج الا تدل على انها صنعت بتقديم العزيز العليم قس ابن سعد الايادي لقوا خطبة مشهودة القاها في سوق كان يقول فيها ايها الناس اسمعوا وعوا من عاش مات ومن مات فات وكل ما هو ات ات ليل داج ونهار ساج وسماء ذات ابراج وارض ذات فجاج ونجوم تزهر وبحار تزخر وجبال مرساة وارض مدحاة وانهار مجراة ان في السماء لخبرا وان في الارض لعبرا ما بال الناس يذهبون فلا يرجعون ارادوا في المقام فاقاموا امتل الكوفة ناموا ويقسم قس بالله قسما لا اثم فيه. ان لله دينا هو ارضى له وافضل من دينكم الذي انتم عليه ان جملة تأتون الامر من الامر منكرا كان يقول الذاهبين الاولين من القرون لنا بصائر لما رأيت مواردا للموت ليس لها مصادر ورأيت قومي نحوها يمضي الاكابر ايقنت اني لا محالة حيث صار القوم طائر تتداول كتب العقائد ان قوما من الملاحدة اتوا ابا حنيفة رحمه الله غيره من الائمة ان ثبتت هذه ليبحثوا معه في بايدي الربوبية من لهم اخبروني قبل ان تتكلموا في هذه المسألة عن سفينة في دهب دجلة تذهب فتمتلئ من الطعام والمتاع وغيره بنفسها ثم تعود بنفسها فترسوا بنفسها وتفرغ نفسها بنفسها وذلك من غير ان يسيرها احد لا يمكن ابدا فقال اذا كان محالا في سفينة فكيف في هذا العالم كله او قال لهم اني افكر في سفينة ارشد في ميناء دلة وعليها حمل فنزل الحمل بدون حمال وانصرفت السفينة بدون قائد قالوا كيف تقول مثل هذا الكلام هذا لا يعقل ولا يمكن لاحد ان يصدقها فقال اذا كنتم لا تصدقون بهذا في سفينة فكيف تصدق لان الشمس والقمر ارض واست فانها وجدت بغير ايضا اجماع الامم لقد اجمعت الامم قديمها وحديثها على اثبات وجود الخالق جل جلاله لم يذهب الى نقيض هذا طائفة معروفة من بني ادم الا شذاذ ثلاث لا يعتد لمثلهم بخلاف ولا يؤبه بمثلهم لقد ذكر من كتبوا في الملل والنحن ومن جمعوا مقالات الاولين والاخرين منها لم ينقلوا عن احد انه اثبت لله شريكا مساويا له مشاركا له في خلق المخلوق او مماثلا له في جميع النبي عليه الصلاة والسلام سأل حصينا قال يا حصين كم تعبد اليوم من اله قال سبعة ستة في الارض وواحد في فقال فمن تعد لرغبتك ورهبتك فقال النبي في السماء الذي افزع له الصمد الذي اقصده في قضاء حاجتي الذي في السماء المشركون في زمان البعسة كانوا يعبدون ما يعبدون من اوثانهم ويقولون ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى هؤلاء شفعاؤنا عند الله في تلبيتهم كانوا يقولون لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك. الا شريكا هو لك تملكه وما ملك قالت رسلهم افي الله شك فاطر السماوات والارض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم الى اجل مسمى فخاطبت الرسل قومه طاب من لا يشك فيه ولا من لا يشك فيه ولا يصلح الريب فيه. فمن شك في الله لم يكن عنده ثقة شيء اخر الامور ادي دلالة المخلوق الخلق دلالة العقل لقد سبق ان الادلة على وجود الله بعدد مخلوقاته وهذه دلائل تقوم على اسس الفقه الاساس الاول لكل فعل فاعل العدم لا يخلق شيئا هذه ضرورة عقلية وحقيقة شهدت بها بداهة العقول واثبتها كتاب رب العالمين وكيف يمكن لعقل ان يجحد هذه الحقيقة وقد شهد بها حذاؤه الذي ينتعله وثوبه الذي يلبسه الطيارة التي يركبها والمظلة لا يشتقيه حر الشمس بل شهد بها طعامه وشرابه وكل شيء حوله فهو لا يعقل شيء من هذه الاشياء دون صانع له اوجده هيا اذا طبقنا هذه القاعدة وشاهدنا ما لا يحصى من الحوادث الذي تقع التي تقع كل يوم في هذا الكون الفسيح ايقنت عقولنا ان لكل فعل منها فاعلا لا محالة طيب هذا هو الاساس الاول والاساس الثاني ان الفعل مرآة لقدرة فاعله وبعض صفاته بين الفعل والفاعل علاقة قوية لا يمكن ان يكون شيء فعلي الا ولد الفاعل قدرة على فعله. مسلا اذا شاهدنا مصباحا كهربائيا لابد ان ندرك ان لدى صانع ذلك المصباح زجاجا لكن وان لديه قدرة على تشكيل الزجاج والاسود ليك الشك الذي تراه في هذا المصباح وان عنده خبرة وهكذا عرفنا شيئا من قدرته وشيئا من صفاته من الاثار المشاهدة لافعاله امامك الكريم دلنا على هذا الاساس العقل فحثنا على النظر في ملكوت السماوات والارض وما خلق الله من شيء لكي نتعرف من خلال هذا النظر على كثير من صفات الخالق الحكيم تأملوا معي الله الذي يرسل فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله. فاذا اصاب به من يشاء من عباده اذا هم يستبشرون وان كانوا من قبل ان ينزل عليهم من قبله الى مبلسين فانظر الى اثار رحمتك لا كيف يحيي الارض بعد موتها ان ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير. ظاهرة تكون المطر توقه الى الارض الميتة وحياة الارض به الارض به من بعد موتها انما تدل على وجود الصانع جل جلاله وعلى عموم قدرته قصة على احياء الموتى كما تدل على رحمته جل جلاله تطبيق هذه القاعدة على هذا الكون سوف نجد ان هذا الكون الكبير يشهد على انه من صنع اله الموجود بعظمة تكوينه على انه من صنع عظيم قدير. وبما فيه من الحياة على انه من صنع اي دائم وبما فيه من احكام وتناسق قابض فانه يدل على انه من صنع حكيم اليم واحد مهيمن هذه المخلوقات شهادة يقينية على انها من صنع موجود حكيم عليم عظيم قادر دائم اخر حاجة ان الفعل لا ينسب الى من هو عاجز عنه لهذه ضرورة عقلية لا يمكن ان تنسب الى ان تنسب الى الاخرس اللسان البيان ولا ان تنسب الى حيوان لا يعقل او الى جاهل غبي انه قام باطلاق مركبة فضائية لغزو الفضاء الخارجي والتعرف على كثير من لا يعقل ان ينسب الى بدوي يعيش في الصح فوق يرعى ابله وغنمه انه قام باجراء عملية دقيقة في المخ لاستئصال بعض اورام او انه الف كتابا ذرة لا ينسب الفعل الى من هو عاجز عنه وبنفس المنطق الذين يؤلفون الطبيعة نقول لهم لا يمكن ان ينسب الى حجارة صماء القدرة الخلق الرزق ياء والإماتة ايصال النفع الى الاخر ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ولا يستطيعون لهم نصرا ولا انفسهم ينصرون سواء عليكم ادعوتمهم ام انتم ان الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم. فادعوهم فليستجيبوا لكم ان كنتم قال تعالى قل ارأيتم شركائكم الذين تدعون من دون الله اروني ماذا خلقوا من الارض ام لهم شرك في السماوات ام اتيناهم كتابا فهم على بينة منه بل ان يعد الظالمون بعضهم بعضا الا غر اذا طبقنا هذه القاعدة وجدنا انه لا يولد قط في هذه المخلوقات من يصح ان ينسب لانه ليس فيها من يوصف انه الحكيم العليم اي من الهادي الحي الدائم الباقي. اذا تعين ان يكون خالق الكون غير الكون وغير الطبيعة دلالة الحس وفيه دلالة حسية على وجود الله نعم فيه الدلالة حسية على وجود الله عز وجل نعم قال اولها ما نشهده ونسمعه من اجابة الداعين وغوث المكروبين امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض اله مع الله. ان اجابة الداعين امر مشهود الى يومنا هذا هذا لمن صدق في لجئه الى الله واتى بشرائط الاجابة بل ان اجابة الدعاء من جنس ربوبية الله لخلقه وهو لا يرد دعوة مظلوم ان كان كافرا ان الله كثيرا ما يجيب دعاء المضطرين من المشركين ممن كانوا يخلصون له الدين في الشدة ويشركون به في الرخاء. قال تعالى قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية. لان انجانا من هذه لنكونن من الشاكرين. قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب وانتم واذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين. فلما نجاهم الى البر اذا هم شكوا ايضا من دلالة الحس المعجزات التي ساقها الله جل وعلا مع انبيائه. فان هذه المعجزات انما تدل على صدق الرسول وعلى وجود المرسل الذي ارسله ثم احبتي في الله الكون مشحون اسرار عجيبة لو تدبرت فيها لساقتك الى خالقها وبارئها جل جلاله الكون مشحون باسرار اذا حاولت تفسيرا لها اعياك نعم قل للطبيب تخطفته يد الردى يا شافي الامراض من ارداك قل للمريض نجا وعوفي بعدما عجزت فنون الطب من عافاك قل للصحيح يموت لا من علة من بالمنايا يا صحيح دهاك. قل للبصير وكان يحذر حفرة فهوى بها اه من ذا الذي اهواك بل سائل الاعمى مشى بين الزحام بلا اصطدام من يقود خطاك قل للجنين يعيش معزولا بلا راع ومرعى ما الذي يرعاك قل للوليد بكى واجهش بالبكاء لدى الولادة ما الذي ابكى واذا ترى الثعبان ينفث امه قال له من ذا بالسموم حشاك واسأله كيف تعيش يا ثعبان او تحيا؟ وهذا السم يملأ فاك واسأل بطون النحل. كيف تقاطرت شهدا؟ وقل يا شهد من حلاك بل سائل اللبن المصفى كان بين دم وفرث سله من صفاك واذا رأيت النخل مشقوق النوى فاسأله من يا نخل شق قنوات واذا ترى الجبل الاشم مناطحا قمم السحر اه فسله من ارساك الله في كل العجائب ماثل ان لم تكن لتراه هو يراني جل جلاله الله جل وعلا ان يبصرنا به سبحانه وتعالى وان يجعل ما نقوله وان يحملنا في في الامور عنده صل اللهم على نبينا محمد محمد على اله وصحبه