المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله شرائع الاسلام الكبار بعد الايمان هي اقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام تأمل هذه الشرائع العظيمة وجليل منافعها وما توجبه من السعي في مرضات الله والفوز بثوابه العاجل والاجل وتأمل ما في الصلاة من الاخلاص لله والاقبال التام عليه والثناء والدعاء والخضوع وانها من شجرة الايمان بمنزلة الملاحظة والسقي للبستان فلولا تكرار الصلاة في اليوم والليلة ليبست شجرة الايمان وذواعوده. ولكنها تنمو وتتجدد بعبوديات الصلاة. وانظر الى ما تحتوي عليه الصلاة من الاشتغال بذكر الله الذي هو اكبر من كل شيء وانها تنهى عن الفحشاء والمنكر وانظر الى حكم الزكاة وما فيها من التخلق باخلاق الكرام من السخاء والجود والبعد عن اخلاق والشكر لله على ما اولاه من الانعام وحفظ المال من المنغصات الحسية والمعنوية وما فيها من الاحسان الى الخلق ومواساة المحتاجين وسداد مصالح المحتاج اليها فان في الزكاة دفع حاجة المضطرين المحتاجين وفيها الاستعانة على الجهاد والمصالح الكلية التي لا يستغني عنها المسلمون وفيها دفع صولة الفقر والفقراء وفيها الثقة بخلف الله والرجاء لثوابه وتصديق موعوده وفي الصوم من تمرين النفوس على ترك محبوبها الذي الفته حبا لله وتقربا اليه وتعويد النفوس وتمرينها على قوة العزيمة والصبر وفيه تقوية داعي الاخلاص وتحقيق محبته على محبة النفس ولذلك كان الصوم لله. اختصه لنفسه من بين سائر الاعمال واما ما في الحج من بذل الاموال وتحمل المشقات والتعرظ للاخطار والصعوبات طلبا لرضا الله والوفادة على الله والتملق له في بيته وفي عرصاته والتنوع في عبوديات في تلك المشاعر التي هي موائد مدها الله لعباده ووفود بيته وما فيها من التعظيم والخضوع التام لله والتذكر لاحوال الانبياء والمرسلين. والاصفياء مخلصين وتقوية الايمان بهم وشدة التعلق بمحبتهم وما فيه من التعارف بين المسلمين والسعي في جمع كلمتهم واتفاقهم على مصالحهم الخاصة والعامة مما لا يمكن تعداده فانه من اعظم محاسن الدين واجل الفوائد الحاصلة للمؤمنين وهذا على وجه التنبيه والاختصار